تمثل شخصية الفرد الأصم نتاجاً مباشراً لإعاقته السمعية، حيث لا يولد الشخص ذو الإعاقة السمعية ومعه صفات معينة يحملها، وإنما يغلب على سلوكه وتصرفاته الأثر الذي يخلفه تعامل المحيطين به. فنلحظ على الشخص الأصم شيئاً من الانعزالية ونقصاً في التوافق النفسي والاجتماعي، إذ لا يحسن الآخرون التعامل معه، ومن ثم ينقطع التواصل بينه وبين الأفراد السامعين وبالتالي الانقطاع عن المجتمع المحيط مما يولد شعوراً بالكبت وشيئاً من العدوانية يظهر جلياً عند الأطفال الصم الذين لا يجيدون بناء علاقات مع غيرهم فضلاً عن عدم قدرتهم على التعبير عن مكنوناتهم.
والفرد الأصم شخص عادي لديه مواهب وإبداعات مثل غيره حيث أن إعاقته لا تمنعه من التفكير والتحليل والإدراك لجوانب الحياة المتعددة.
ومن هنا ندرك أهمية بناء شخصية الفرد الأصم بداية من إجادة التخاطب والتفاهم معه مروراً بسبره واكتشاف مواهبه ومن ثم الاستفادة من هذا المخزون بالدعم والمساعدة وإعطائه الفرصة والوثوق بنتائج عمله وحسن رأيه وايجابية مشاركته.
والفرد الأصم لديه قابلية المشاركة، بل ويجد سعادة غامرة عندما يرى فرداً سامعاً يحاوره ويبادله الرأي.
ولا يمنع هذا من القول إن الفرد الأصم لديه جوانب نقص، لكنها لا تؤثر على كونه فرداً صالحاً ونافعاً. وجوانب النقص هذه متعلقة بإعاقته السمعية حيث تظهر في قدراته التعبيرية والكتابية والإملائية. والبعض منهم قد لا يحيط بكل الأحداث المحيطة به بسرعة لأنه لا يجد من يفهمه وهو لا يفهم بشكل كامل أجهزة الإعلام التي لا تعطيه حقه كفرد صالح.. وينتفي هذا بوجود شخص يفهمه، وإعلام يهتم به، ومجتمع يعطيه حقه.