موازنة الشارقة متميزة لأن كلها خدمات
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الإدارة المالية للشارقة حصلت على التصنيف «A»، وهو أعلى درجة للتصنيف، ويأتي هذا التصنيف بعد مراقبة مؤسسات عالمية لكل تفاصيل الموازنات، وهذه الدرجة في التصنيف تحصل عليها الشارقة كل عام، وتعمل مجتهدة للحفاظ على هذه المكانة المتميزة التي وصلت إليها.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة، في مداخلة هاتفية عبر برنامج «الخط المباشر»، الذي يبث عبر أثير إذاعة وتلفزيون الشارقة مع الإعلامي محمد خلف مدير الإذاعة والتلفزيون: موازنة الشارقة متميزة لأنها كلها خدمات وأشدها خدمة هي الخدمات الاجتماعية، وكل فرد ينظر إلى هذه الموازنة من زاوية محددة، ولكن نحن ننظر لها من زوايا كثيرة وأهمها أن التصنيف للإدارة المالية في الشارقة هو «A»، وهو أعلى درجة، وهذا التصنيف نحن نحصل عليه كل عام، ونجتهد بحيث ألاّ نخسر هذه المكانة المتميزة التي وصلنا إليها، ولذلك فإن مسألة الموازنة وترتيبها وترتيب الموارد المالية، يتم عمله بكل اجتهاد ولا تأتي بشكل عشوائي.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: ولمعرفة كيفية وصولنا إلى التقدير «A»؛ فإن هذا يترتب على أساس متابعة مؤسسات عالمية لنا، فهي تراقبنا وتدخل على حساباتنا وتتابعنا في كل خطواتنا، ونحن لا نخفي عليهم أي شيء، وأوراقنا كلها مفتوحة أمامهم ويطلعون عليها كيفما ووقتما شاءوا؛ فيلاحظون المميزات التي لدينا، ومنها على سبيل المثال: دفعات المقاولين؛ فيلاحظون أننا باستمرار نسددها من دون تأخير، كما يلاحظون استمرارية المشروعات التي نعمل بها، فمثلاً مشروعات الطرق بها إضافة بحجم محدد يضاف سنوياً إلى البلد، فنحن نوظف المبلغ المتوفر للحاجة التي يسبق تحديدها في خطة العمل.
وتابع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حديثه قائلاً: ومن جانب آخر تبحث هذه المؤسسات العالمية، هل إذا كانت لدينا مشروعات جديدة أم لا ؟، وما هي نوعية هذه المشروعات، وهل هي ذات قيمة أم لا ؟، فعندما يكشفون على هذا الأمر، يجدون أننا لدينا مشروعات جديدة متميزة، ولمعرفة ما الذي يميز مشروعاتنا لننظر إذاً إليها، فمشروع خورفكان، العمل مستمر فيه والإضافة فيه لهذا العام هي: الطريق من الشارقة إلى الجبال، فهو مشروع جديد ومتميز وما يميزه هو حاجة الناس له، وسيستغرق إنجاز هذا المشروع عامين من العمل، كما هو حال التميز في مشروع الشارع المار على «الرحمانية» ناحية «أم فنين» باتجاه «الزبير»، فهذا الشارع مهم جداً بقدر حاجة الناس إليه وخاصة أهالي الرحمانية الذين يعبّرون باستمرار عن حاجتهم لهذا الطريق، وسيمر هذا المشروع بمراحل حتى يصل إلى «دبا»، والآن في هذه المرحلة من العمل سيصل هذا الطريق إلى جسر «الزبير»، فهذه المشروعات جديدة ومتميزة.
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: بدأنا العمل في مشروع كورنيش «الفشت»، وهذا المشروع تأخر بسبب أننا وجدنا أن البحر تسبب في تآكل «السيفة» واستعادتها تتطلب عمل حفر لاستخراج الرمل المناسب، وبهذا نحتاج إلى حفارة مناسبة لذلك، وكذلك نحتاج تحديد الأماكن المطلوب الحفر فيها التي يمكننا استخراج الرمال منها وليس الطين، فقمنا بعمل دراسة وكذلك مناقصة، وتم اعتماد الشركات، والآن أثناء عملية الدفن نعمل في إنجاز الطريق في الوقت نفسه، وهذا المكان متميز ومهم للناس، وهنا نجد تميز المشروع، فهذه المشروعات تطلع عليها هذه المؤسسات العالمية وتمنحنا التصنيف.
وأضاف صاحب السمو حاكم الشارقة: تطّلع المؤسسات العالمية علينا هل اقترضنا أم لا ؟، وفي حال الاقتراض يبحثون ماهي أسباب هذا الاقتراض، وعندما يكون الاقتراض من أجل تنفيذ مشروع تنموي يزيد من الدخل، فهم يرحبون به، مثل مشروع «سوق الحراج» فإن الاقتراض من أجله وتنفيذه، سيفتح باباً جدياً من الدخل، وكذلك يتابعون قيمة الدين العام للحكومة، وهو دين مؤقت لأنه يتم تسديده وتجديده، فنحن حيويون وفي حركة مستمرة، فتقوم هذه المؤسسات العالمية بملاحظة جميع تفاصيل هذا الدين وكيفية تكوينه وتراكمه، كما كان الوضع لدينا في الكهرباء، فكانت تعاني خسارة، فقمنا بدعمها بمبلغ 4 مليارات و300 مليون درهم، وكذلك البلدية قدمنا لها دعماً بمبلغ مليار درهم، وتم تسديد وتصفير هذه الديون، وتوقفنا عن دعم الكهرباء في عام 2015، وفي عام 2016 كان لنا من الكهرباء دخل مالي، ونريد أن نطمئن الناس بأن الكهرباء في أعلى مستوى ولدينا ما يكفي لسنوات للأمام، وأن الخطوط الموجودة حالياً تحت الأرض يتم تغييرها، وكذلك المحولات، كما سيتم تركيب حساسة تسمى بـ «العدادات الذكية» وهي تقوم بالإشعار عن أي حركة سرقة.
1% البترول والغاز
وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة إلى دخل البترول والغاز قائلاً: نحن الآن لدينا 1% من الدخل، من الغاز والبترول، فلابد أن يكون هنا سؤال: من أين لنا بباقي الدخل؟، فإن مبلغ 22 ملياراً ليس بقليل، وهنا تكمن الإجابة في أننا في الشارقة لدينا تنمية مداخيل الحكومة، فالحكومة لديها أبواب دخل كبيرة، ومداخيل الحكومة لدينا في ازدياد مستمر سنوياً، فعندما بدأ دخل البترول والغاز في التراجع لم نتأثر نحن بذلك لأننا كنا يقظين لهذا الأمر.
وعن التفاصيل الداخلية للموازنة قال سمو الحاكم: كل ما سبق ذكره الآن هو الإطار الخارجي المجمل للموازنة، وبالدخول في تفاصيلها سنجد 21% منها، مخصص للمجالات الاجتماعية والثقافية والمنح الدراسية والمسارح والشؤون والخدمات الاجتماعية، وهذه كلها خدمات مستمرة ومتطورة. وهذه شريحة من الموازنة، وتحتوي الموازنة على عدة شرائح، ومنها المرتبات والبدلات وغيرها لأن هذا هو الجسم المشغل، فلدينا 1800 وظيفة جديدة هذا العام، وأنا في هذا الشأن أبحث عن عينة التوظيف التي تخدم الأسرة، فنحن الآن لدينا 8000 أسرة في الفئة التي أسميناها «العيش الكريم»، وأخذنا منهم العام الماضي 500 شاب وشابة وقمنا بتدريبهم وتوظيفهم، ونظراً لأن هناك بعض الأسر منهم كبار السن وليس لديهم أبناء فقمنا هذا العام بإحصاء هذه العينات من الأولوية.
وأضاف صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: تحتوي الموازنة من الداخل على الكثير من التفاصيل، ولدينا الكثير من المشروعات المتميزة الضرورية إلى المجتمع، كمشروعات الإسكان، والآن.. وبعد أن وصلنا بمشروعات الإسكان إلى منطقة السيوح، فخطتنا الحالية هي أن نتجه إلى اتجاه البحر في الشارقة القديمة، ابتداء من منطقة واسط إلى أن نصل إلى منطقة الرقة، فإن مشروع الإسكان متميز لما له من أهمية في تكوين الأسرة الاجتماعي، وهذا المشروع سيتم العمل على تنفيذه على مدار عامين.
وحصلت مشاريع البنية التحتية على ربع الموازنة، وهو مبلغ ليس بهين لموازنة تبلغ مليارات الدراهم، وسيتم تنفيذ الكثير من التطويرات، ومنها تطوير تقاطع الملك عبد العزيز وتنفيذ الجسور، وكذلك الجسر الجديد في منطقة الخان، والجسر الموجود حالياً من العروبة إلى الخان سيتم إضافة خط جديد من الطرفين ومن ثم إزالة سقف هذا الجسر، لإعادة تقويته وصب الخرسانة.
3% نمواً
ولفت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي أن موازنة الشارقة شهدت نمواً بمعدل 3%، قائلاً: هذا النمو يعني أن دخلاً جديداً أضيف إلى الموازنة بقيمة 3%، وأن أبواب الصرف المفيد أضيف لها من 3% من الموازنة، علماً بأنه يتم عرض الموازنة علينا ونقوم بدراستها تفصيلياً، قبل عرض الموازنة على المجلس التنفيذي أو الاستشاري.
عام الخير
وقال صاحب السمو حاكم الشارقة: نقول للناس إن هذا العام هو «عام الخير»، وبإذن الله نصرفه فيما ينفع الناس، ونحن نتمنى للجميع الخير والصحة والعافية، ونتمنى لكم المحافظة على أولادكم وأهلكم وألاّ تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة، لأن الحياة أصبحت ليست بيسيرة، وحاولوا أن تبنوا لأنفسكم مجتمعاً مصغراً، فأنا مثلاً أعمل على تطوير الحدائق، الآن أصنع لنفسي مجتمعاً في هذه الحدائق، بإنشاء ناد صحي في الحديقة وآخر رياضي ومكتبة وكافيتريا وغيرها من الخدمات التي يحتاجها هذا المجتمع الصغير داخل الحديقة، وهذا كله من أجل أن يتواجد هذا المجتمع الصغير مع بعضه البعض ويتعرف على بعضه البعض ويتحدث فيما ينفعه، فالكلام في المشكلة هو نصف حلها.
واستطرد سموه في نصحه لأبنائه قائلاً: اشعر بنفسك وببلدك وناسك، لأنك شيء مهم في مجتمعك، وأقول لأولادي سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً «بابا سلطان يقول لكم لا تغشوا واجتهدوا» فالغش يبدأ من الدراسة لمن يفعله في الامتحانات، في المدرسة ثم يمتد هذا الغش إلى الجامعة، فيتخرج من الجامعة هذا الغشاش ليصبح طبيباً يقتل أناساً، وقاضياً يعدم مظلوماً من دون أن يقترف ذنباً، فستخترب كل وظيفة يلتحق بها هذا الغشاش، والغش هو وسيلة قوية لتحطيم أي أمة، ولذلك نحن نقول للناس: «اتقوا الله وراقبوا أولادكم وساعدوهم، وكونوا مع الله، فإذا كان الشخص مع الله فهو سعيد فما بالك بمن كان الله معه، فاجعلوا الله معكم.. وهذا هو آخر الكلام».
المصدر: جريدة الخليج، الأربعاء 4 يناير 2017