حرصا على تفعيل مشاركة أبناء مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي في الفعاليات المجتمعية واستغلالاً للطبيعة والأجواء الخلابة في تحقيق أهداف علاجية لصالح منتسبيها، حرصت المؤسسة على مشاركة أبنائها من فاقدي الأب في فعاليات مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بمنطقة كهيف في المدام.
وحظي الأبناء بالعديد من الأنشطة المدروسة، فقد مارسوا استخدام الرمل في التشكيل، وألعاب التزلج على الرمال في مجموعات عمرية متقاربة عبر منحدرات الكثبان الرملية، مما يزيد من شعورهم بالسعادة ويحسن مفهوم الذات لديهم من خلال التحديات الحقيقية عبر مسابقات الجري والتزحلق، بالإضافة لدور اللعب بالرمال في زيادة مهارات التفاعل الاجتماعي وتطوير مخيلتهم وخفض نسبة التوتر والقلق لديهم.
وكان للمشي على الرمال النصيب الأكبر من الرحلة حيث حرص الجميع أبناءً وأوصياء على المشي والجري وإقامة المسابقات من خلال ألعاب الكرة وشد الحبل، مستهدفين أثر الرمال في تخليص الجسم من الشحنات الكهربائية السلبية وتهدئة الأعصاب وزيادة الشعور بالسعادة لديهم.
كما كان لركوب الجمال دوراً في شعور الأبناء بالبهجة والحيوية، والمساهمة في تخلصهم من المخاوف والتخفيف عمن يعاني من عدم التوازن الجسدي.
وقد استفيد من فترة الغروب في تدريب الأبناء على التأمل وتحقيق مزيد من الطاقة الإيجابية وتهدئة الأفكار الداخلية والسماح بالشعور بحقيقة الطبيعية والطمأنينة.
وقد تخلل اللعب والترفيه استراحات قصيرة للأمهات حديثات العهد بالترمل شملت دردشات حوارية حول حياتهن بعد الترمل وكيف يمكنها استعادة الشعور بالسعادة مرة أخرى، وكيفية التعامل مع الأبناء ومعالجة الشعور بالفقد، كما تم تحفيزهن على مشاركة أبنائهن اللعب لما له من دور في زيادة مساحة التقارب بينهن وبين الأبناء وكذلك إمدادهن بالأساليب العملية التي تفيد في تغيير سلوك الأبناء.
وقد اختتم اليوم بمشاركة بعض الشخصيات في المهرجان الذين تواصلوا مع الأطفال بشكل أبوي وحثوهم على الالتزام بالسلوك الإيجابي وطاعة أمهاتهم وكذلك تشجيعهم للارتقاء بأنفسهم لكي يصبحوا قادة ويحققوا طموحاتهم.
وصرحت الأستاذة شيخة الطنيجي اختصاصية اجتماعية بالمؤسسة: (تهتم المؤسسة من خلال برامجها المدروسة بوقاية ورفع المناعة النفسية للأبناء الأيتام من التأثيرات النفسية والاجتماعية لفقدان الأب، وذلك بالتثقيف النفسي وحماية نفسية الابن من الاضطرابات، ورفع الثقة بالنفس، كما تساعد على بناء الشخصية المرنة القابلة لاحتواء المواقف الجديدة وإدارة الأزمات، للخروج بأقل الخسائر الممكنة على نفسية الطفل.
كما نهتم بمساعدة الابن على التفريغ والتنفيس المبكر لوقايتهم من آثار الفقد لاحقاً فيما يتعلق بصدمة الوفاة، وتدريبه على تطوير ذاته والتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة مستخدمين أساليب متنوعة ومختلفة تتناسب مع الأعمار المختلفة لمنتسبي المؤسسة.
وتابعت: تفاعل المشاركون بشكل واضح في الجلسة، وأجمعوا على أهمية مثل هذه البرامج التي تعود على الأبناء وأسرهم بالفائدة، كما فتحت المؤسسة للأمهات باباً للتواصل مع الاختصاصيات وتقديم الاستشارات وتزويدهم بالنصائح والارشادات التي تعود عليهن وعلى أبنائهن بالفائدة وتساعدهن على تربية أبنائهن واجتياز مشاكلهن بطريقة سليمة وواعية بهدف تمكينهن بأساليب جديدة لمواجهة المواقف الحياتية المختلفة، والتكيف مع نمط الحياة الجديد).
وتحرص المؤسسة على توظيف الخبرات المتخصصة في برامج التمكين المختلفة وتسعى للتواجد الدائم مع الأبناء لتشعرهم بالدعم والمساندة وتسعى لوقايتهم وتمكينهم، وتدريبهم على تطوير الذات والتوافق مع متطلبات الحياة الجديدة بعد غياب الأب.