عندما نذهب إلى السوق لشراء بعض الحاجيات، فإننا ـ للأسف، في الغالب ـ ندفع أثماناً لسلع ما كنا نرغب في شرائها.. فهذه رخيصة! وتلك رائعة.. وهنا عرض خاص!! وفي النهاية فالمطلوب دفع مبالغ كثيرة، أضعاف ما كنا ننوي دفعه.
ومن ثم، وحتى لا نقع فريسة سهلة في فخ الأسواق ونبدد أموالنا بأيدينا، فإني أقدم لنفسي ولإخواني وأخواتي عشر نقاط مهمة تساعدنا على الإبحار في الأسواق بأمان وتسهل علينا الإفلات من دوامات التسوق وأعاصيره، بشرط أن نطبق هذه النصائح الذهبية بدقة وجدية.
أولاً ـ ينبغي أن نحدد الأشياء المرغوب في شرائها قبل الذهاب إلى السوق ونسجلها في ورقة صغيرة، بدءاً بالضروريات ثم الكماليات، بحيث لا نطلق لأنفسنا العنان في شراء كل ما نريد ونحتاج ونشتهي.. إذ القاعدة تقول: ليس كل ما يُشتهى يُشترى.
ثانياً ـ يفضل تخصيص مبلغ معين للتسوق يتناسب مع ميزانية الأسرة والكميات المطلوب شراؤها، مع تحديد وقت مناسب للتسوق والحرص على شراء المطلوب دفعة واحدة دون الاضطرار للذهاب إلى السوق مرة تلو أخرى.
ثالثاً ـ ينبغي تركيز الاهتمام على السلع ذات النوعية الجيدة وليس غالية الثمن، فليس صحيحاً على الإطلاق ما يقال أن الغالي سعره منه وفيه، مع محاولة اختيار الأسواق التي يكون بها تخفيضات حقيقية، على أنه ينبغي الحذر من شراء ما فوق الحاجة ولو كان الثمن رخيصاً.
رابعاً ـ يجب ألا نلتفت كثيراً إلى الإعلانات المغرية من أجل حصر الاهتمام وتركيز الوقت التسوقي فيما هو مدون في الورقة الصغيرة، حذراً من أن نجعل جيوبنا فريسة لأصحاب الإعلانات الجذابة.
خامساً ـ ينبغي ألا ننسى أدعية دخول الأسواق، إذ أن الأسواق غالباً تكثر فيها المعاصي، ولذا ينبغي الحذر من ألا نخسر في السوق شيئاً من قيمنا الدينية وأخلاقنا الاجتماعية فوق ما نخسره من جيوبنا!
سادساً ـ لنحذر من أن نجعل أنفسنا ميداناً لتجريب كل ما يعلن عنه من المنتجات الجديدة أو تعرضه الدعايات بأشكال مغرية سواء أكان مأكولات أو ملبوسات أو أدوات تجميل.
سابعاً ـ ينبغي أن نلاحظ الأسعار، فإن كانت مرتفعة يمكننا استبدال تلك المنتجات عالية القيمة بأخرى ولو كانت أقل جودة، ما دامت تفي بالغرض.
ثامناً ـ لنعلم أن السوق ليس متنزهاً ولا مكاناً للترفيه.
تاسعاً ـ ليكون تسوقنا حين الحاجة وفي أوقات محددة، دون تحديد أيام معينة للتسوق أو إلزام أنفسنا بالتسوق في ساعات معينة.
عاشراً ـ ينبغي أن نحذر من الذهاب إلى الأسواق ونحن جياع، فإن العواقب غير حميدة، واسألوا المجربين:
فإنك إن أعطيت بطنك سؤله
وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا
وصدق سبحانه من قائل:
{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواماً} (الفرقان ـ 67).
بقلم: د. زيد بن محمد الرماني