يعتبر الوسط المائي أقل خطورة من الأوساط العلاجية الأخرى حيث وزن الطفل أو الشخص داخل الماء أقل بكثير من وزنه خارجه حيث ان الوزن ينخفض 50% إذا وصل الماء إلى منطقة السرة للطفل و70% إذا وصل الماء لمنطقة الصدر وبالتالي سهولة التحكم وأداء الحركات العلاجية…
ويعد من أكثر الأوساط إمتاعاً؛ يدخل الفرح والمرح في نفوس الأطفال ويزيد من قوتهم وثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التحمل
من أهم أسباب اختيار الماء كوسط علاجي هو أن كل إنسان قبل أن يولد يكون موجوداً داخل الماء فالماء وسط محبب للإنسان وخصوصاً الأطفال إذ عندما يحيط الماء بالجسد يؤمن الحماية والمساعدة والمقاومة في آن واحد
التحكم بعملية الالتفاف العمودي هو القدرة على التحكم بعملية التوازن وعملية الحركة حول محور الجسم العرضي أو المستعرض في حين يكون التحكم بالالتفاف الجانبي هو التحكم بالتوازن والحركة والحركة حول محور الجسم
الاهتمام بالعلاج الطبيعي
ظهر بشكل فعال خلال الحرب العالمية الثانية ويعتبر العلاج بالماء من الوسائل العلاجية الرئيسية التي يلجأ لها هذا العلم ويعود تاريخ استخدام الماء في المجالات العلاجية إلى الماضي البعيد ولم تفلح الأبحاث في تحديد الزمن الفعلي لتاريخ بدء استخدام الماء في العملية العلاجية.
وقد دلت كثير من الشواهد على انتشار هذا النوع العلاجي في الحضارات القديمة كالهند ومصر فقد اعتبر الحمام المائي الذي قام به الإنسان القديم بسبب جرح أصابه على أنه علاج مائي.
بالإضافة الى ذلك ثبت أن الرومان استخدموا الماء كوسيلة علاجية في حماماتهم المشهورة، وكذلك فقد ثبتت فاعلية الماء في مجال تأهيل وتمكين وتحسين قدرات الأطفال الذين لديهم متلازمة الشلل الدماغي من خلال برامج متعددة بواسطة ما يسمى العلاج بالماء أو العلاج المائي (Hydro Therapy) حيث يتم استخدام خواص الماء الفيزيائية وذلك لأغراض علاجية أو ترفيهية.
يعتبر الماء وسطاً علاجياً مثالياُ للأسباب التالية:
- كما تم ذكره سابقاً أن كل إنسان قبل أن يولد يكون موجوداً داخل الماء فالماء وسط محبب للإنسان وخصوصاً الأطفال، وكذلك فإن الوسط المائي عندما يحيط بالجسم من كافة الجهات يؤمن الحماية والمساعدة والمقاومة في آن واحد وبشكل أساسي يساعد من خلال الحركات العادية على تقوية العضلات التي عادة تعمل مع الجاذبية الأرضية.
- يمكن الاستفادة منه بأشكال وصور مختلفة الماء بصوره الطبيعية الثلاثة المعروفة:) الصلبة والسائلة والغازية).
- وجود خاصية اكتساب الحرارة وسهولة تغيير درجة حرارة الماء ونقل هذه الحرارة إلى جسم الإنسان بواسطة الاتصال المباشر أو ما يعرف بظاهرة النقل الحراري.
- يقوم جسم الإنسان بإظهار رد فعل طبيعي تجاه ضغط الماء الساكن على شكل توسع في الشرايين الدموية.
- خاصية الطفو في الماء يتم استغلالها لتقليل تأثير ضغط الجاذبية الأرضية على تراكيب الجسم وخصوصاً الهيكل العظمي والمفاصل وبالتالي حركة أسهل.
- يمكن استخدام الماء لتقوية العضلات القادرة على الحركة أو لمساعدة العضلات الضعيفة وذلك بالاستفادة من ظواهر الطفو ورد الفعل المعاكس.
- الاستفادة من علاقة التسارع والمقاومة الخاصة بالماء والتي بدورها تشكل القانون الأساسي في تدريب وتقوية العضلات.
- يساعد الماء الإنسان على ارتخاء العضلات وخصوصاً المتشنجة منها (فيها شد).
- يمكن استخدام الأدوية باستخدام الماء وخصوصاً عند الاستفادة من عملية الدمج بين التيارات الكهربائية العلاجية والماء.
- وسط ملائم وممتاز لتطبيقات الطاقة الحرارية الرطبة وتغيرات هذه الطاقة يمكن أن تنقل إلى جسم الإنسان سواء كان التأثير موضعي أو عام.
- كذلك يمكن الاستفادة من عزل قوة الجاذبية الأرضية داخل الماء وتحريك كامل الجسم بجهد قليل.
- بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل كون الماء وسط مفرح وسهولة تأمينه وتوفره طبيعياً بكثرة وغير مكلف.
- ومن بين الطرق التي يتم استخدام الماء فيها كوسط علاجي هو البرك العلاجية التي تستخدم للسباحة العلاجية والتمارين تحت الماء والتي تخدم الأطفال والكبار
وبشكل عام فإن السباحة العلاجية للأطفال تعمل على:
- ادخال الفرح والمرح والنشاطات التطورية والتي تسمح للطفل بتقييم أدائه وتطوره.
- تعلم الطفل مهارات مختلفة مثل أسس الأمان داخل الماء.
- تعلم مهارات السباحة الأساسية.
- تزيد التحمل والثقة بالنفس والقوة وتؤدي إلى مزيد من التفاعل باللعب الجماعي الناجح والهادف.
- تقلل من مظاهر الألم في العضلات والمفاصل وبذلك تساعد على الحركة الطبيعية وتمنع التشوهات.
- تساعد في تطوير مهارات الاتصال واتباع الأوامر البسيطة باستخدام الإشارات والإيماءات البصرية والجسدية مما يزيد من المحتوى المعرفي والإدراكي للأطفال.
- تزود الطفل بدرجة من الشعور بالحرية والاعتماد على الذات والارتخاء وكذلك تزوده بشعور الأمان والطمأنينة.
- تجعل الطفل يشعر بأنه قادر على فعل شيء وهذا أمر مهم لدعم نفسية الطفل يرى الطفل نتاج عمله بشكل ملموس ومباشر.
- بالإضافة إلى زيادة الترابط بين الطفل والأخصائي داخل الماء مما يؤثر إيجابياً على نجاح البرامج العلاجية خارج الماء.
- تزيد من روح الجماعة والفريق للأطفال وتنمي روح التعاون لديهم.
وتهدف السباحة العلاجية الى:
- تطوير الشعور بالجسم وبوضعياته المختلفة.
- تحسين المهارات المعرفية والإدراكية وكذلك المهارات الحركية.
- تزيد من لياقة وأجهزة الجسم المختلفة وخصوصاً القلب والأوعية الدموية
- زيادة الأمان لدى الطفل داخل الماء مما يدعم التشجيع في الاستقلالية للتحرك داخل الماء وخارجه.
- مساعدة الطفل على المشاركة الاجتماعية والأنشطة متعددة الأطراف.
- تنظيم التنفس وبالتالي المساعدة في تطوير النطق والكلام.
- يكتشف الطفل أنه قادر على التأثير في المحيط الذي حوله من خلال حركته ويستطيع أن يرى نتاج هذه الحركة بشكل مباشر ويشعر بهذا التأثير من خلال حركة الماء وتأثيره على الجسم عند الحركة.
- دمج الأطفال الذين لديهم متلازمة الشلل الدماغي في المجتمع من خلال مساعدتهم على الدخول إلى البرك العلاجية والمساهمة في البرامج المتنوعة.
- يزيد من مرونة عضلات الجسم المختلفة مما يحسن عملية التحكم بالحركات الجسمية، وهذا قد ينعكس على زيادة مدى الحركة للمفاصل وتخفيف الألم واطالة العضلات والمرابط.
- تطوير القدرات الحركية بشكل عام مثل مهارات التحكم بالرأس والتوازن والسيطرة.
هذا ويعتبر الوسط المائي أقل خطورة من الأوساط العلاجية الأخرى وكذلك يكون وزن الطفل أو الشخص داخل الماء أقل بكثير من وزنه خارج الماء وبالتالي سهولة التحكم وأداء الحركات العلاجية وأكثر الأوساط إمتاعاً للأطفال هو الوسط المائي.
ومن الطرق التي تستخدم للأطفال الذين لديهم إعاقة وكذلك ممن لديهم متلازمة الشلل الدماغي والتي يتم من خلالها تدريبهم على السباحة هي العلاج المائي والسباحة العلاجية) بطريقة هالويك (Halliwick Method وهي طريقة علاجية ظهرت في انجلترا منذ عام 1949 بواسطة (James McMillan) جيمس ماك ميليان وهو يعمل كمهندس وكان مهتماً بتطوير قدرات الأشخاص من ذوي الإعاقة على السباحة بشكل مستقل.
وتعتمد هذه الطريقة على المبادئ الأساسية التالية:
- العمل بطريقة واحد لواحد (One-to-One Instruction) بحيث يكون لكل طفل مختص خاص به يلازمه طوال الوقت الخاص بالجلسة العلاجية.
- عدم استخدام الوسائل المساعدة لعملية الطفو (Buoyant Aids) ويعتمد مقدار المساعدة المقدمة من قبل المختص على مدى حاجة الطفل إلى المساعدة في عملية الطفو.
- أهمية التحكم بالرأس للطفل حيث تتم جميع المهارات دون لمس الرأس للطفل.
- مهارة التحكم بالتنفس حيث يتم تدريب الأطفال على نفخ الهواء كلما اقترب الطفل من الماء او عند ملامسة الماء لفم وذقن الطفل.
- مستوى الماء: خلال عملية التدريب فان كتفي المدرب والمتدرب يجب أن تكون تحت الماء.
- المبادئ الميكانيكية لهذه الطريقة:
- هناك مجموعة من المبادئ الميكانيكية لهذه الطريقة تتلخص في مجملها بالآتي:
- الفعل ورد الفعل: (Action / Reaction) بشكل عام فان كل حركة تسهل حركة أو مجموعة حركات أخرى مثلاً رفع الرأس يسهل نزول الأرجل.
- ظاهرة الطفو: إن الجسم البشري يطفو تلقائياً في الماء.
- التحكم بالرأس: وضعية الرأس تحدد الوضعية العامة للجسم.
- الالتفاف: جسم الإنسان يلتف حول نفسه بشكل عمودي أو طولي.
- الاضطراب: وهو رد الفعل الحركي اللازم على الجسم سلوكه سواء كان مع أو ضد.
- ظاهرة الاندفاع إلى الأعلى (Up thrust): حيث أن الجسم يرتفع إلى الأعلى بمساعدة من ظاهرة الطفو بالماء.
وتبدأ المهارات في هذه الطريقة بكيفية دخول الطفل أو الشخص إلى الماء ثم التدريب، فكيفية الخروج من الماء. وبشكل عام فإن هذه الطريقة تقوم أو تختصر بـعشر نقاط رئيسية:
- التهيئة العقلية للطفل والتحضير لعملية الانتقال من الوسط الجاف إلى الوسط الرطب.
- عملية الطمأنة (Disengagement) وتشجيع الطفل على استخدام أي مهارات جديدة بدون أي مساعدة خارجية.
- التحكم بالالتفاف العمودي أو الرأسي (Vertical Rotation) وهو عملية القدرة على التحكم بعملية التوازن وعملية الحركة حول محور الجسم العرضي أو المستعرض (Transverse Axis) التغيير من وضعية الجلوس إلى النوم.
- التحكم بالالتفاف الجانبي (Lateral Rotation) وهو عملية التحكم بالتوازن والحركة حول محور الجسم الطولي (Longitudinal Axis) عملية الالتفاف أو الانقلاب من النوم البطني إلى النوم الظهري ثم العكس.
- التحكم بالالتفاف المركب أو الموحد (Combined Rotation) وهو عملية التحكم بالتوازن والحركة حول محور الجسم المائل أو المنحرف (Diagonal Axis) وهذا الأمر ضروري لعمل التغيرات اللازمة في الوضعية الجسمية.
- تغيير البرمجة العقلية وهي مرحلة نفسية في عملية محاولة إبقاء الجسم تحت الماء مقاوماً قوة الدفع إلى الأعلى.
- القدرة على المحافظة على التوازن الساكن وهو المحافظة على الوضعية الجسمية داخل الماء ضد التأثيرات والقوى الخارجية.
- الاضطراب المنزلق نتيجة حركة الماء (Turbulent Gliding) وهو أسلوب التعبير بحركة الجسم من وضعية النوم الظهري خلال الماء على شكل حركات دافعة.
- التطور البسيط وهذه المرحلة تتطلب القيام بحركات معينة داخل الماء على شكل متسلسل.
- الحركات الأساسية: وفيها يتم تعليم الطفل مجموعة من الحركات العريضة والأساسية والتي تعتمد على الخواص المائية الميكانيكية والتي يمكن لـ% 70 من الأشخاص ذوي الإعاقة القيام بها.
ويتم اختصار هذه النقاط الاساسية العشرة والتي تم ذكرها الى 3 مراحل أساسية وهي:
- مرحلة التقبل والتهيئة العقلية
- مرحلة التحكم والتوازن
- مرحلة الحركات الرئيسية
هناك مجموعة من الاحتياطات والتي يجب ان تؤخذ بالحسبان بالنسبة للأطفال
- يجب تعويد الطفل على الماء بشكل تدريجي
- التأكد من عدم وجود اي موانع طبية لدى الطفل من الدخول الى الماء، مثلاً إن كان الطفل يعاني من نزلة برد أو مشكلة جلدية تؤدي حساسية تجاه الكلور، امراض تمنع استخدام الماء، رهاب الماء.
- عدم اطعام الطفل قبل الدخول الى الماء
- التأكد من درجة حرارة الماء قبل ادخال الأطفال
- لا ينصح باستخدام العلاج المائي في حالات الصرع
- ضرورة ارتداء الطفل الملابس الملائمة خلال وقبل وبعد التدريب
إن العلاج المائي والسباحة العلاجية من الوسائل التي تساعد في زيادة القدرات الخاصة بالأطفال ذوي الشلل الدماغي والتي تساهم في نهاية المطاف الى تسهيل ادماجهم في المجتمع.
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).