قدم أكثر من 5700 خدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية والسامعين.. والعدد في ازدياد
تؤمن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بأهدافها إيمانأً عميقاً وتسعى بكل ما أوتيت من إرادة وقدرة وإمكانيات كي تحقق هذه الأهداف المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بريادتها كواحدة من أقدم وأعرق المؤسسات التي تقدم خدماتها للأشخاص من ذوي الإعاقة لا في منطقة الخليج وحسب بل في سائر أرجاء الوطن العربي والمنطقة فتراها لا تكل ولا تمل ساعية دائماً وأبداً لمناصرة واحتواء وتمكين أبناء هذه الفئة من المجتمع وتعمل ليلاً نهاراً للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعليم والتأهيل والتوظيف ليكونوا بناة حقيقيين ومساهمين أساسيين في نهضته وتقدمه وتطوره.
لم تكن المدينة عند تأسيسها أواخر السبعينات من القرن الماضي كما هي عليه اليوم أو حتى الأمس القريب من حيث عدد الأقسام والمراكز والفروع التي تتبع لها لكن العزيمة والإصرار والتوجيهات الرشيدة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي ساهمت بشكل ملحوظ وفعال في توسع هذه المؤسسة العريقة مما سمح لها استقبال أعداد أكبر من الطلبة ذوي الإعاقة وتقديم خدمات أعم وأشمل وأكثر احترافية مع مرور السنوات.
مركز مدينة الشارقة للسمعيات واحد من هذه المراكز التي أنشأتها المدينة سعياً منها لتقديم أفضل الخدمات الممكنة لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة السمعية وقد جاء في التعريف عنه من قبل اختصاصي السمعيات والمشرف على المركز أسامة الربابعة أنه وحدة تشخيص مرخصة من وزارة الصحة تهدف إلى تشخيص سمعي كامل (نوع ودرجة وسبب) للحالات داخل المدينة وخارجها، ووصف الحلول المناسبة للمشاكل السمعية الموجودة (معينات سمعية، زراعة قوقعة أو علاج).
كفاءة وجودة في العمل
ويهدف المركز الذي تم افتتاحه عام 1992 كقسم للسمعيات وأصبح فيما بعد (مركز مدينة الشارقة للسمعيات) عام 2010 إلى رفع مستوى الكفاءة والجودة للخدمات المقدمة وتعزيز وتفعيل التواصل داخل وخارج المدينة من خلال الخدمات والأنشطة المختلفة ورفع مستوى كفاءة الكادر في المركز وتطوير المهارات بالإضافة إلى تقديم خدمات سمعية متخصصة متطورة والقيام بالأعمال الادارية الخاصة بمركز السمعيات والمدينة وتطوير الخدمة المقدمة للأطفال زارعي القوقعة وصيانة الأجهزة السمعية ومعايرتها.
الأستاذ أسامة الربابعة اختصاصي السمعيات والمشرف على المركز قدم فكرة وافية عن الخدمات والأنشطة التي يقوم بها المركز ومنها إجراء الفحوصات السمعية الشاملة كالفحص السمعي التشخيصي باستخدام النغمة النقية وهو فحص تشخيصي يستخدم لقياس السمع وتحديد درجته والكشف عن وجود ضعف في السمع ومقدار ونوع هذا الضعف.
أما فحص الأذن الوسطى فيعطي معلومات عن حالة الأذن الوسطى وغشاء الطبلة وقناة الاذن، بينما يتميز الفحص السمعي الترددي بكونه فحصاً مسحياً يستخدم لكشف حالة الأذن الداخلية واحتمالية وجود أية مشاكل في السمع، ويكون لفحص السمع للأطفال باستخدام المجال الحر عدة استخدامات من ضمنها فحص السمع بوجود المعينات السمعية لتحديد مدى الاستفادة منها، بالإضافة إلى التخطيط السمعي الدماغي وهو من أكثر الفحوصات دقة وتقدماً ويستخدم بشكل أكبر مع الأطفال وحديثي الولادة لقياس السمع وتحديد وجود أية مشكلات فيه.
وأضاف الربابعة: عدا عن ذلك يقوم المركز بتوفير الأجهزة والمعينات السمعية المتطورة وجميع لوازمها كالسماعات الجديدة، الأجهزة السمعية المساعدة، قياس القوالب، الصيانة، البطاريات، تبديل الأنابيب، اكسسوارات السماعات، برمجة السماعات، فحص السمع لحديثي الولادة المسح السمعي في فروع ومراكز وأقسام المدينة (داخلي)، المسح السمعي في المدارس ورياض الأطفال (خارجي) وخدمات زراعة القوقعة.
المساهمة في 6 عمليات زراعة للقوقعة
وبالنسبة لخدمات زراعة القوقعة أشار مسؤول المركز إلى أنها تتعلق بالفحوصات السمعية الشاملة وتشغيل جهاز القوقعة بالإضافة إلى برمجة المعالج الكلامي والتأهيل السمعي اللفظي للأطفال وإعداد الرسائل والتقارير حيث أوضح بداية أن جهاز القوقعة المزروعة عبارة عن جهاز إلكتروني تم تصميمه من أجل إعادة السمع للمصابين بضعف السمع الشديد جداً والذين لم يستفيدوا من المعينات السمعية.
وأوضح أن القوقعة الإلكترونية تتكون من جزئين: واحد يتم زرعه جراحياً داخل الأذن الداخلية، وآخرٌ يوضع خلف الأذن حيث تقوم القوقعة الإلكترونية بتوصيل نبضات كهربائية شبيهة بالنبضات العصبية إلى العصب السمعي مباشرة واستثارته والذي يحتاج لزراعة القوقعة هم المرضى الذين يعانون من فقدان ملحوظ في السمع ولا يمكنهم الاستفادة من الوسائل المساعدة حيث يمكن زراعتها للأطفال حتى بعمر 12 شهرا.
وعن نوع المتابعة المطلوبة يؤكد الربابعة على أهمية المتابعة مع اختصاصي السمعيات لتشغيل الجهاز الخارجي والقيام بزيارات متابعة إضافية بهدف البرمجة وخدمة التأهيل والتدريب السمعي اللفظي مع التأهيل اللغوي والتخاطب مضيفاً أن الأطفال الذين تتم زراعة القوقعة لهم في عمر مبكر يحققون نجاحاً كبيراً وتتضمن عناصر النجاح مشاركة الآباء والتأهيل المستمر والمكثف وتوافر جو تعليمي سمعي نشط في المنزل والمدرسة.
وقد ساهم مركز الشارقة للسمعيات في التنسيق مع المستشفيات والعيادات لإجراء 6 عمليات زراعة للقوقعة استفاد منها أطفال من عدة جنسيات ثم قدم لهم المركز خدمات تخصصية كجلسات تأهيل مجانية وبرمجة الجهاز في عيادة هير لايف كلينك مجانا ومتابعة الجهاز والوضع السمعي في مركز مدينة الشارقة للسمعيات.
لطلابِ الخدمات الإنسانية.. الخدمة مجانية
الطالبة في مدرسة الأمل للصم هناء فرج عويمر (الصف الحادي عشر) أشادت بالاحترافية المميزة لعمل المركز واستجابته السريعة لجميع الحالات بالشكل المناسب مؤكدة أن كل الخدمات التي يقدمها المركز لطلاب المدينة الصم هي خدمات مجانية الكامل تحرص المدينة على المواظبة عليها ما يترك أثراً طيباً وعميقاً لدى جميع الأشخاص الصم كأن المدينة تهمس في آذانهم.. لستم وحدكم.
زكريا سعيد سليم طالب في مدرسة الأمل للصم (الصف الحادي عشر) يتلقى منذ 12 عاماً خدمات المركز المتعددة ابتداءً من الفحوصات السمعية المنتظمة في إطار الكشف السمعي الذي لا يتوفر في العديد من المستشفيات.
هذا الكشف الذي يجريه المركز معتمد من الجهات الحكومية في الحصول على بطاقة المعاق التي تيسر حياة الشخص ذي الإعاقة وتساهم في حصوله على الخدمات الحكومية بالشكل المناسب والسرعة المطلوبة.
ويقول زكريا: لا يقتصر الأمر على ذلك فمركز مدينة الشارقة للسمعيات يقدم لي ولزملائي من الطلبة الصم في المدينة أحدث المعينات السمعية حسب الحاجة إليها كما يوفر لنا تركيب قوالب السماعات التي نستخدمها في حياتنا اليومية بالإضافة إلى العديد من الخدمات المهنية والتقنية الأخرى.
خلال السنوات العشر الماضية قدم مركز مدينة الشارقة للسمعيات خدماته المتكاملة داخلياً وخارجياً لأكثر من 5700 شخصاً مع التأكيد الدائم على تطوير هذه الخدمات بشكل مستمر ومواكبة أحدث المستجدات في هذا المجال والحرص على الارتقاء بجودة الخدمة وسرعتها دون أن ننسى أن المركز يقوم أيضاً بإجراء عمليات المسح السمعي للروضات والمدارس بالتعاون مع مركز التدخل المبكر ضمن الفريق المسحي المكون من عدة تخصصات.
أهمية الفحص المنتظم للسمع
هذه الأهمية تحتل المقام الأول بالنسبة لأولياء الأمور الذين يشعرون بأية مشاكل سمعية لدى أبنائهم فيكون من الواجب الملح عليهم أن يزوروا المركز لإجراء الفحوصات الضرورية واتخاذ التدابير اللازمة فكلما كان التدخل مبكراً كلما كانت النتيجة أفضل.
طبعاً هذا لا يقتصر على الأطفال وحسب بل على الكبار من غير المعاقين سمعياً فالزيارات الدورية لمركز السمعيات وإجراء الفحوصات اللازمة يقدم للشخص فكرة واضحة عن الحالة السمعية لديه ويساعده في حال وجود إية مشاكل قد لا يكون قد شعر بها بعد على القيام بالخطوات الطبية الصحيحة تحت إشراف الاختصاصي أو الطبيب.
تعاونٌ مثمرٌ
يتعامل مركز مدينة الشارقة للسمعيات مع جميع الشركات العالمية المصنعة للمعينات السمعية وهذا يعطي الفرصة لاختيار الجهاز الأنسب لكل حالة كما أن العلاقة التي تربط المركز مع المستشفيات الحكومية والمراكز الخاصة هي علاقة ممتازة يتم من خلالها تبادل الخبرات وتشبيك العلاقات سعياً لتحقيق المصلحة العامة أما فيما يتعلق بزراعة القوقعة فإن المركز يقوم بالتنسيق بين المريض والمستشفى والشركة المصنعة لجهاز القوقعة حيث يقوم بمتابعة الحالة بعد العملية لسنوات وتشمل عملية المتابعة التأهيل وبرمجة الجهاز مع متابعته وصيانته بالإضافة إلى تقديم الاستشارات للأسرة.
من الحالات الخارجية
إسراء عبد الكريم أحمد (22 سنة) طالبة في جامعة الشارقة، لديها ضعف شديد في السمع بدأت بزيارة مركز مدينة الشارقة للسمعيات منذ خمس سنوات فتغيرت حياتها كلياً بفضل الله أولاً وبفضل ما تم تقديمه لها من خدمات ومعينات سمعية مكنتها من تحصيل علامات مميزة في الشهادة الثانوية ودخول الجامعة.
قبل تلقيها الخدمة في المدينة لم تكن إسراء ترتدي السماعات خجلاً لكن الإرشاد النفسي والعلاجي الذي قدمه مركز مدينة الشارقة للسمعيات ساهم إلى حد كبير في إقناعها بارتدائها والإلتزام بها وقد كان المركز حريصاً على تزويدها بأفضل السماعات المتواجدة في الأسواق حتى أنها سمعت أصواتاً كانت تسمعها للمرة الأولى في حياتها كصوت العصفور وأصبح اعتمادها على نفسها أكثر.
وتوجهت إسراء وولية أمرها السيدة الفاضلة يسرا سالم بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي تحرص على الاطمئنان بنفسها على إسراء والتوجيه بتلبية احتياجاتها واستكمال تحصيلها العلمي.
كما توجهتا بالشكر والتقدير إلى مركز مدينة الشارقة للسمعيات ممثلاً بالمشرف عليه الأستاذ أسامة الربابعة وجميع العاملين فيه متمنيتان لهم دوام التقدم والازدهار.
الخدمات للجميع، للصم والسامعين
يحرص المركز على تطوير وتحديث الخبرات العلمية والعملية من خلال حضور الدورات التدريبية والمؤتمرات وورش العمل محلياً ودولياً للاطلاع على أحدث التقنيات والممارسات في مجال السمعيات ولعل أحدثها التدريب العملي على تركيب وبرمجة جهاز القوقعة الخارجي الأحدث والأكثر تطوراً لغاية الآن وذلك حرصاً على تحقيق أفضل النتائجِ للمراجعين وضمان حصولهم على أحدث التقنيات المتاحة.
ختاماً أشار الربابعة إلى أن مركز مدينة الشارقة للسمعيات مفتوحة أبوابه أمام الجميع سواء أكانوا من الأشخاص الصم أم السامعين لأن الخدمات التي يقدمها تشمل الفئتين دون استثناء وما أكثر الأمثلة الدالة على ذلك ولعل أبرزها السيدة الفاضلة التي كانت حالتها تتطلب زراعة قوقعة غير أن الأطباء أكدوا صعوبة ذلك في عمر الـ 40 فما فوق.
قدم المركز للسيدة كل الخدمات الممكنة وساعدها في تركيب سماعة حديثة وهذا ما يفعله المركز مع الجميع، تقديم الخدمات المناسبة والاستشارات الضرورية التي يؤكد الربابعة في نهاية هذا التحقيق للمرة الثانية أنها لا تقتصر على الصم وحسب بل تشمل الجميع صماً وسامعين.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)