الهدف: مدن دامجة بحق ومهيئة للجميع وبمشاركة الجميع
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة وحضور سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في حكومة الشارقة انطلقت (الخميس 9 مارس 2017) فعاليات مؤتمر التقنيات المساندة (ATTopia) الذي نظمه مركز التقنيات المساندة التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إكسبو الشارقة واستمر مدة ثلاثة أيام بمشاركة مميزة لـ 25 متحدثاً ومحاضراً من 8 دول عربية وأجنبية وبحضور كبير للاختصاصيين وأولياء الأمور والإعلاميين والعاملين في المجال.
سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي أكد أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على أحدث المستجدات في مجال التقنيات المساندة وتشجيع الابتكار والتطوير وحث الأفراد والشركات على رفد هذا المجال بالدعم المناسب تسهيلاً لحياة الأشخاص ذوي الإعاقة وخدمة للمجتمع بشكل عام.
وتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة على رعايته الكريمة للمؤتمر واصلاً شكره إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة وجهدها الكبير في هذا المجال متمنياً لها ولفريق عمل المدينة كل النجاح والتوفيق.
كلمة المدينة
استهل الحفل بالسلام الوطني وآيات من القرآن الكريم تلاها اختصاصي العلاج الطبيعي في المدينة حمزة موسى العمايرة ثم ألقى مقدم الحفل المتطوع عبد الرحمن الحمادي كلمة قال في مستهلها:
إن مؤتمرنا اليوم، ليس إلا مفردة واحدة من مفردات مشروع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بأن تكون مدينة الشارقة وإمارة الشارقة بيئة حاضنة ودامجة لكل فئات المجتمع. صديقة للأطفال واليافعين والمسنين. وصديقة للجميع. لذا فقد أطلقنا على مؤتمرنا مسمى AT Topia وهو مصطلح المدينة الفاضلة التي تتبع مبادئ التصميم الشامل والتي يقصد بها تصميم المنتجات والبيئات لتكون قابلة للاستخدام من قبل الجميع دون الحاجة إلى تكييف أو تصميم متخصص بحيث تكون المدينة مرحبة بجميع الأشخاص بجميع اختلافاتهم البشرية وبغض النظر عن المسمى سواءً كان الشخص من ذوي الإعاقة أو غيره. في ATTopia ينعم جميع الأشخاص بحياة كريمة، حيث أنها تحترم الاختلاف وتلبي احتياجات الجميع دون تمييز وتتعامل مع مفهوم الإعاقة على أنه تنوع بشري.
مضيفاً أنه في هذه المدينة تتكامل الأدوار ويتوحد الهدف بحيث تتضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتهيئة البيئات العمرانية والتقنيات والخدمات للجميع دون تمييز، فتتاح المشاركة الفاعلة لجميع الأفراد في المجالات الاجتماعية ويمنحون الفرص المتساوية للتعليم والتوظيف بالإضافة إلى ممارسة الحياة اليومية والاستمتاع بالأنشطة الترفيهية والسياحية. وهذا الهدف لا يتحقق إلا بعمل جماعي وفق منظومة متكاملة لتطبيق معايير التصميم الشامل وتوظيف التقنيات المساندة التي تتمثل في الأجهزة والأدوات والمنتجات الجاهزة أو المعدلة أو المصممة حسب حاجة الشخص المستخدم سواءً كانت الكترونية أو غير الكترونية وذلك بهدف تحسين أو المحافظة على مستوى القدرات الوظيفية أو الأدائية لدى المستخدم.
وتطرق المتطوع الحمادي إلى بدايات اهتمام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتوفير وتطوير التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة بكل أشكالها المتاحة وصولاً إلى أفضل الممارسات العالمية في المجال فقال إن هذا الاهتمام يعود إلى مرحلة مبكرة من عملها لا نبالغ إن قلنا إنها بدأت منذ تأسيسها سنة 1979 عندما سعت جاهدة إلى إدخال أحدث الوسائل والأجهزة، وبدأت معها باستخدام التقنيات المساندة في العملية التربوية والتعليمية والتأهيلية بمختلف مستوياتها…وانصبت كل الجهود وقتها على تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحسين جودة الحياة من خلال التعليم ومواصلته حتى أعلى مراحله والحصول على وظائف تتلاءم مع متطلبات العصر بالإضافة إلى المجالات الاجتماعية والترفيهية.
وقال إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وتحديداً قبل 3 سنوات من الآن أعلنت في أواخر مارس 2014 عن استحداث مركز للتقنيات المساندة الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك إيماناً منها بضرورة توفير بيئة تعليمية وتأهيلية ميسرة للأشخاص من ذوي الإعاقة تمكنهم وأولياء أمورهم من الوصول إلى مبتغاهم ويستطيعون معها مواكبة التطور التقني السريع مع الاستفادة من أفضل الممارسات العالمية في مجال التقنيات المساندة لذوي الإعاقة.
موضحاً أن انطلاقة المؤتمر اليوم تأكيد لريادة المدينة في المجال وبداية قوية لتوجه جاد وحثيث في توظيف التقنيات المساندة وجعلها واقعاً حقيقياً لا متخيلاً تكون فيه مدننا مدناً دامجة وشاملة مهيئة للجميع في جميع المجالات التقنية والبيئية والخدمية، تتبع أعلى معايير التصميم الشامل وهذه المدن الدامجة لا تتحقق إلى بمشاركة فاعلة وذاتية من المؤسسات والأفراد..
أولى أوراق العمل
قدم بعدها مقدم الحفل لأولى أوراق العمل في المؤتمر فقال إن أكثر ما يميز الأوراق العلمية التي ستقدم في المؤتمر اعتمادها على منهجية البحث العلمي القائمة على الملاحظة المباشرة والتجريب والقياس واستخلاص النتائج. وفي هذا المؤتمر حرصت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على الاستفادة من خبرات الآخرين وتوظيفها لتحقيق ريادتها في كل المجالات وتقديم الأفضل للأشخاص ذوي الإعاقة..
وعرف بالمتحدث الرئيسي والأول في المؤتمر السيد ديفيد بينز فقال إنه مدير مؤسسة David Banes Foundation وهي مؤسسة تحمل اسمه لخدمات الوصول والدمج، وعمل سابقا كنائب الرئيس التنفيذي لمركز مدى، وهو مركز تكنولوجيا مساعدة مقره الدوحة في دولة قطر. حيث أمضى فيه ست سنوات، وكان مسؤولاً عن تطوير خدمات تضمن أن يكون الأشخاص ذوو الإعاقة مرتبطين بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
عمل مستشاراً في معالجة جميع الأمور المتعلقة بإمكانية الوصول والاحتواء الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، ويعمل حالياً على العديد من القضايا في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، وهو يبدي اهتماماً خاصاً بضمان الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة في ظل التحول الكبير في مجال التكنولوجيا وفهمنا للإعاقة.
تتمحور الكثير من أعماله حول بناء القدرات في البنى التحتية الناشئة لضمان الوصول، حيث تدعم التوجهات الإيجابية من البداية إلى النهاية، ومن التوعية إلى رسم السياسات، ومن انتاج التقنيات المساندة إلى توجهات التدريب والتطوير.
وقبل توليه منصبه في قطر، عمل كمدرس للأطفال ذوي الإعاقة ومدير مدرسة قبل ان يعمل في مجال الدمج الرقمي في المملكة المتحدة وأوروبا كمدير للعمليات والتنمية في منظمة بريطانية غير حكومية.
يقدم مركز مدى طريقة واحدة للتنسيق في جميع الأنشطة الرقمية والاندماجية في قطر. وعلى نحو متزايد يسعى المركز إلى التأثير على النظام البيئي الناشئ في المنطقة من خلال تعزيز التعاون بين الدول، ويدعم تطوير الحلول التقنية المساعدة والمحتوى الرقمي الذي يلبي احتياجات الناطقين بالعربية من الأشخاص ذوي الإعاقة.
ركزت أعماله الأخيرة على وضع إطار عام تحكم التقنيات المساندة والإرشاد لنقل المعارف والمهارات عبر المجتمعات ووضع إطار سياسي لحماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في قطر.
المتحدث الرئيسي
الأستاذ ديفيد بينز أكد أهمية المؤتمر كونه يسلط الضوء على التجارب والخبرات والأبحاث العلمية في ميدان التقنيات المساندة ويعمل على توعية العاملين في مجال الإعاقة والأسر بالإضافة إلى تنمية مهارات الاختصاصيين وفتح آفاق جديدة للمؤسسات والأفراد على حد سواء للتعاون وتبادل الخبرات وتشجيع المؤسسات على توظيف التقنيات المساندة وفق أفضل الأنظمة الإدارية والخدمات المساندة.
كما تحدث الأستاذ بينز عن مستقبل التقنيات المساندة ودورها الكبير في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام مستعرضاً على سبيل المثال نموذج المدينة والمنازل الذكية وتيسير الوصول حيث تسهم التقنيات المساندة في رفد الإنسان بالبيانات المناسبة وتساعده على ضبط إيقاع الحياة وفق الطريقة الملائمة له.
واعتبر أن النقلة النوعية في مستوى التقنيات المساندة مكنت الأشخاص ذوي الإعاقة من الاستغناء عن الكثير من الأجهزة الباهظة الثمن واستبدالها بتطبيقات بسيطة كتطبيقات تحديد الموقع المقروءة وتحويل النصوص المكتوبة إلى مسموعة وغيرها من التطبيقات المدهشة والتي حسنت من جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وسهلت وصولهم.
فيلم قصير
بعد كلمة المتحدث الرئيسي شاهد الحضور فيلماً قصيراً عن أجواء مسابقة التطبيقات المساندة التي اختتمت دورتها الثانية في 26 فبراير الماضي وشارك فيها 48 طالباً من الجامعات الإماراتية و10 طلاب من الجامعات في كوريا الجنوبية. وقد كانت هذه المسابقة احدى المبادرات الواعدة لمدينة الشارقة للخدمات الانسانية إيماناً منا بأهمية إعداد جيل مثقف يعي أهمية مشاركته في تهيئة البيئات والتقنيات كجزء من مسؤولياته فكان تنظيم هذه المسابقة بهدف نشر الوعي بين فئة طلبة الجامعات حول دور التقنيات المساندة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتحفيزهم وتدريبهم على ابتكار تطبيقات ذكية تتبع معايير التصميم الشامل وتسهم في تحسين نوعية الحياة للأشخاص من ذوي الإعاقة باستخدام التقنيات الحديثة وتعزز من استقلاليتهم، بالإضافة إلى دعم المحتوى المحلي والعربي للتطبيقات المساندة. وكان من أهم مخرجاتها: نجاح دورتها الثانية وزيادة أعداد المشتركين وتبادل الخبرات والثقافات بين طلاب الجامعات الإماراتية والكورية، بالإضافة إلى نشر الوعي حول مجال الإعاقة مما أدى إلى ابتكار تطبيقات متميزة وفوق كل هذا الآفاق الواعدة التي تجلت من استمرار المسابقة وحماس المشاركين واندفاعهم لتقديم أفضل التطبيقات لخدمة الانسان والمجتمع.
تكريم الرعاة والداعمين
بعد ذلك قام سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي والأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتكريم رعاة المؤتمر وهم:
- مركز إكسبو الشارقة على احتضانهم للمؤتمر ودعم مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أكثر من مجال ومناسبة وتسلم التكريم الأستاذ معتز سليمان مدير إدارة العمليات.
- موقع الشارقة 24 على رعايتهم الإعلامية للمؤتمر ودعمهم ومساندتهم في أكثر من مناسبة وفعالية تنظمها المدينة، وتسلمت التكريم الأستاذة فاطمة إبراهيم رئيسة تحرير موقع الشارقة 24.
- شركة سيسلي إنترناشيونال على رعايتهم للمؤتمر ودعمهم ومساندتهم في توفير متطلباته وانجاح فعالياته، وتسلم التكريم السيد يزن يوسف القريوتي مدير الشركة.
- الشركة العالمية للمواد الغذائية بالشارقة (تيفاني) على رعايتهم للمؤتمر ودعمهم ومساندتهم في توفير متطلباته وانجاح فعالياته، وتسلم التكريم سعادة إقبال عثمان المدير العام ورئيس مجلس إدارة الشركة
- شركة تموين للضيافة
- مؤسسة ديفيد بينز لخدمات الوصول والدمج وتسلم التكريم السيد ديفيد بينز المتحدث الرئيسي في المؤتمر.
تولى ترجمة وقائع حفل الافتتاح وعدد من جلسات المؤتمر إلى لغة الإشارة الأستاذ وائل سمير خبير لغة الإشارة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
مواصلة أعمال المؤتمر
إثر استراحة قصيرة، عقدت الجلسة الحوارية الأولى وتركزت على (دور المؤسسات في تطبيق مبادئ التصميم الشامل لتسهيل المشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي الاعاقة) جرت مناقشة الكيفية الخاصة باتباع مبادئ التقنيات المساندة والتصميم الشامل في المؤسسات والمرافق العامة ودور التقنيات المساندة في أنشطة الحياة اليومية وكذلك دور المؤسسات في تطبيق مبادئ التصميم الشامل لتسهيل المشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي الإعاقة.
وتأكيداً لدور المؤسسات كشركاء تم خلال الجلسة استعراض الممارسات المؤسسية في مجال تطبيق مبادئ التصميم الشامل وتطبيقات التقنيات المساندة سعياً نحو مدن دامجة وذكية تحقق أهداف التنمية المستدامة التي صاغتها منظمة الأمم المتحدة..
أدار الجلسة الدكتور حسين علي مسيح خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية بهيئة تنمية المجتمع بدبي ومثل تجارب المؤسسات فيها كل من: المهندسة أنوار الشمري مدير إدارة التصميم في وزارة البنية التحتية، المهندس عبد الخالق عبد الله، هيئة مطار الشارقة الدولي، نورة حسن القريدي، نظم المعلومات في مكتبة الشارقة العامة، المهندس مختار الشيباني، المؤسس والرئيس السابق لمنظمة GAATES (التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئة والتقنيات).
ضمن المحور الأول: التقنيات المساندة وأنشطة الحياة اليومية قدمت السيدة ديبرا روه واضعة استراتيجيات عالمية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، الرئيس التنفيذي لشركة روه للاتصالات العالمية، المؤسس المشارك في التوظيف ورقة عمل بعنوان: دور التقنيات المساندة في التوظيف، استعرض بعدها اختصاصي التقنيات المساندة في المركز التابع للمدينة الأستاذ محمد صلاح مقدمة حول التقنيات المساندة في حين تحدثت الأستاذة سامبافي تشاندراشكار عن أهمية الثقافات في تصميم التقنيات المساندة للأطفال ذوي اضطراب التوحد، وقدم الأستاذ عقيل قريشي ورقة عمل بعنوان: (التقنيات المساندة تخلق الفرص في التعليم، الدمج والحياة اليومية)، وبعدها قدمت الأستاذة نادين زينون ورقة عمل بعنوان: (تطوير قاموس للرموز العربية لمستخدمي أجهزة التواصل المساند: سد الفجوات الثقافية والاجتماعية واللغوية).
كما شهد محور التقنيات المساندة وأنشطة الحياة اليومية نقاشاً ثرياً قدمته البروفيسورة يمينة بو سبتة عن اتجاهات أولياء الأمور نحو التكنولوجيا المساندة المقدمة لأبنائهم ذوي الإعاقة السمعية، تحدث بعدها الأستاذ ديفيد بينز عن تقييم التقنيات المساندة، تلته الأستاذة رباب عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة فتحدثت عن منظومة خدمات التقنيات المساندة وتجربة مدينة الشارقة للخدمات الانسانية بهذا الخصوص.
وقد أكدت الأستاذة رباب على ارتكاز البرنامج العلمي للمؤتمر على البحث العلمي الحديث مع تنويع المحتوى في محاوره وتنظيم الجلسات الحوارية التي تساعد في زيادة الوعي بالتقنيات المساندة وتبادل الخبرات والتعاون بين الجهات والأفراد مما يؤدي إلى توليد أفكار جديدة حديثة وبناءة.
وأوضحت أن المؤتمر العالمي الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يعنى بقضية معاصرة وتهم جميع الأشخاص ومن بينهم الأشخاص ذوو الإعاقة ولا تقتصر أهميته على ذلك بل تستمد فحواها من تقديمه للحلول على المدى القصير والمساهمة في وضع التشريعات على المدى البعيد مما يؤدي إلى بناء مجتمع صديق لأبنائه جميعاً ومن بينهم الأشخاص ذوو الإعاقة.
تحدثت بعدها الأستاذة أنوار عبيد عن التقنيات المساندة في دقائق ثم استمع الحضور في الجلسة الحوارية (الخدمة المتمركزة على المستخدم وتحقيق المناصرة) إلى تجارب متميزة في مجالي الإعاقة الحركية والسمعية وأشرف على الحوار الأستاذ عمر المحمود وشارك فيها كل من: المبدع خلدون سنجاب وزوجته السيدة يسرى هلال والأستاذة ندى السيد عوض وتولت الترجمة من وإلى لغة الإشارة الأستاذة صافيناز حسين جودة.
تصريح مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة
سعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة أكد أهمية مؤتمر التقنيات المساندة الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، خاصة أن إمارة الشارقة تفخر بتاريخها المشرف بدعم الأشخاص ذوي الإعاقة منذ أكثر من ثلاثة عقود، الى جانب متابعتها لآخر التحديثات العالمية الخاصة بكل ما يتعلق بتعليم هؤلاء الأشخاص الذين تعمل المدينة على تطوير معرفتهم وقدراتهم وإدماجهم في المجتمع كفئة لها اعتبارها الإنساني الكبير.
وأضاف: هذا المؤتمر، بكل ما يتضمنه من أبحاث وخبرات عالمية وما يناقشه من تطورات حديثة، يقدم دليلاً ملموساً على تواصل الفعاليات العلمية المتميزة والمؤتمرات النوعية والتي تعكس في مجموعها العام العمل الكبير الذي يدور في مختلف أرجاء الإمارة التي عُرفت بتقدير العلم والمعرفة والاهتمام بالإنسان، بالإضافة الى أهمية المؤتمر العلمية المعروفة التي لا تغفل كافة التفاصيل الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة مما يشكل دعماً وتتويجاً لجهود مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في هذا المجال.
وختم مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة بالقول: بكل تأكيد هذا الجهد الكبير سيعمل على ترسيخ المكانة الرفيعة للإمارة بشكل عام ولمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على وجه الخصوص على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وإبراز الاهتمام اللامحدود بالأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين في مجالهم عن قرب، والذين تعمل المدينة وفق أعلى مستوياتها على العناية بهم والتواصل المباشر مع أولياء أمورهم وتقديم أعلى مستويات التعليم، مما يقدم صورة إيجابية وحقيقية عن إمارة الشارقة.
اليوم الثاني
وكانت جلسات ونقاشات مؤتمر التقنيات المساندة (ATTopia) قد تواصلت في اليوم الثاني بورقة عمل حول التصميم الشامل في التعليم ضمن محور التقنيات المساندة والتعليم وتم الحديث فيها عن دور التقنيات المساندة في عملية التعليم وإتاحة الفرصة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة لنيل المعرفة قدمها السيد كيرك بينكه مدير أول للتعلم المهني وقائد فريق من المتخصصين في التطوير المهني وعمليات تقديم جودة مهنية عالية في التعلم والمساعدة التقنية، والذي عمل سابقاً في مجالات التكنولوجيا المساعدة، والتصميم العالمي للتعلم والمواد التعليمية يمكن الوصول إليها في إيرلندا وعمان وقطر.
قدم بعدها د. محمد حبش ورقة عمل عن آفاق التكنولوجيا المساعدة في دمج ذوي الاعاقات، تلتها ورقة عمل بعنوان: التحديات التي تواجه معلمي الطلبة ذوي فرط الحركة ونقص الانتباه في دمج التقنيات المساعدة في فصول التعليم الشامل واتجاهاتهم نحوها قدمتها الأستاذة حنان عبد العزيز سعد آل داوود، ثم قام الأستاذ محمد صلاح بتقديم عرض لممارسة مدينة الشارقة للخدمات الانسانية في مجال تقييم التقنيات المساندة.
أما في الجلسة الحوارية (تمكين في التعليم.. مبادرة للجميع) فناقش الاختصاصيون مع الجمهور أهمية تمكين الاشخاص ذوي الإعاقة في العملية التعليمية وتعميم هذه السلوكيات على الجميع.
أدارت الجلسة الدكتورة سامية محمد صالح، وشارك فيها كل من الأستاذة فاطمة القاسمي من مكتب تسهيلات الطلاب بجامعة زايد، وعفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والأستاذة فاطمة المعيني مديرة مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة، والأستاذ أسامة عبد الغني قاسم من وزارة التربية والتعليم بدولة قطر.
استمع الجميع بعدها وباهتمام إلى تصور مقترح لتأسيس أكاديمية للتدريب التقني في مجال الإعاقة قدمته الدكتورة سحر الخشرمي.
في اليوم ذاته ولكن في محور التقنيات المساندة والتقنيات الحديثة قدم الأستاذ مايكل بازيناس ورقة عمل عن إتاحة الوصول في أجهزة IOS وMacOs وأثرها على التعليم وضمّنها نماذج من حول العالم، قدم بعدها الدكتور محمد حبش ورقة عمل حول التأهيل من خلال العالم الافتراضي والتوحد والتكنولوجيا.
شهد الحضور بعدها وقائع الجلسة الحوارية: كيف أثرت التقنيات الحديثة في مؤسساتكم أشرف عليها الإعلامي عمر المحمود وشارك فيها كل من: الأستاذة رضوى سالم (The Code)، والأستاذة أماني التميمي من مركز مدى للتكنولوجيا المساندة بدولة قطر، والأستاذ عقاب البدارنة من مركز معين بوزارة تنمية المجتمع، ودار فيها نقاش هام حول أهمية التغيير المنهجي لتحقيق النجاح الفردي، أما في ورشة محاكاة التقنيات المساندة التي قدمتها الأستاذة ميساء عبيد فجرى الحديث عن الجانب العملي من المحاكاة والتفاعل مع الحضور لإيصال الفكرة الصحيحة حول ذلك.
اليوم الثالث ـ ورش العمل التفاعلية
خصص اليوم الثالث من أيام المؤتمر لورش عمل تفاعلية فقدم السيد كيران كيلي ضمن محور التقنيات المساندة والتقنيات الحديثة ورشة عمل عن خصائص الوصول لأجهزة iOS، وضمن محور التقنيات المساندة وأنشطة الحياة اليومية قدم الأستاذ حمزة عمايرة ورشة عمل حول تطوير حلول ابتكارية علاجية للأطفال من ذوي الإعاقة، وقدمت الأستاذة ديبرا روه في المحور ذاته ورشة عمل عن استخدام التقنيات المساندة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة، كما قدمت كل من هبة عبد الكريم، وإيمان كمال وسهير العلبي من مركز التدخل المبكر ورشة لتصنيع الوسائل المساندة، وفي المحور ذاته قدمت الدكتورة سامبافي تشاندراشيكار ورشة عمل عن تلبية احتياجات مستخدمي قارئ الشاشة في تطوير المواقع الالكترونية التعليمية ومحتوى الويب.
أما في محور التقنيات المساندة ونماذج الإعاقة فقدم المتحدث الرئيسي في المؤتمر السيد ديفيد بينز ورشة عمل بعنوان اجراءات تقييم التقنيات المساندة، واستعرض السيد مايكل بازيناس ضمن محور التقنيات المساندة والتعليم عناصر النجاح الثمانية وتمكين القادة، وقد السيد كميل متى مدير عام شركة (كونسورت وورلد) الاختصاصي في التكنولوجيا المساعدة ورشة عمل عن دور أجهزة التواصل المساند والبديل في البيئة الصفية ناقش فيها أهمية التكنولوجيا المساعدة في التعليم داخل الصف وكيف يتم تقديم أدوات ومناهج بديلة للأطفال ذوي الإعاقة، وأخيراً قدم الأستاذ كيرك بينكه ورشة عمل عن التصميم الشامل في التعليم.
توصيات المؤتمر
بعد تقديم 12 ورقة عمل و15 ورشة عمل تفاعلية و4 جلسات حوارية اختتمت (السبت 11 مارس 2017) أعمال مؤتمر التقنيات المساندة (ATTopia) وقد اتفق المشاركون على مجموعة من التوصيات أهمها:
تنمية القدرات من خلال تبادل المعرفة والخبرات بين الاختصاصيين ومتخذي القرار بما يكفل تطبيق التقنيات المساندة وتشجيع منهجية الممارسات المرتكزة على المستخدم لدعم المناصرة من خلال إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة واتخاذ القرار بشكل منهجي بالإضافة إلى تنظيم برامج التوعية وإعداد الحوافز لتشجيع المطورين على تبني المشاريع الابتكارية الخاصة بالتقنيات المساندة للطلاب والمؤسسات البحثية لتصل إلى مرحلة الإنتاج والتسويق.
ومن توصيات المؤتمر الهامة أيضاً:
التأكيد على إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في تقييم ومراقبة تحديات البيئة والتقنيات وتشكيل شبكة للتعاون بين المؤسسات المعنية بمجال التقنيات المساندة لمشاركة التجارب وتبادل الموارد وتشجيع ونشر المعلومات عن المؤسسات ذات الممارسات الأفضل في ميدان التقنيات المساندة بالإضافة إلى عقد الشراكات مع مطوري التقنيات المساندة لتحسين جودة المنتجات وتلبية احتياجات المتحدثين باللغة العربية وتمكين وتثقيف المؤسسات والشركات لتطبيق استراتيجيات للتوظيف ومبادئ التصميم الشامل.
تصريح سعادة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي
الخدمات الإنسانية تؤكد من جديد ريادتها وحرصها على استقطاب الخبرات المحلية والعالمية
سعادة الشيخ خالد بن سلطان القاسمي المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية في إمارة الشارقة قال: (تؤكّد مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في سعيها المتواصل إلى توفير أعلى مستويات الاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقة، والعمل على الحد من أسبابها، بالتدخل المبكر، والتوعية المجتمعية، على حرصها الدائم على توفير البيئة الصحية، والحياتية، الملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال العديد من البرامج، والخطط الرامية إلى توفير أفضل سبل الاستقلالية والتمكين، والتي تستند إلى أعلى المعايير التقنية المتاحة، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم إمارة الشارقة، الداعية إلى الاهتمام بهذه الفئة من المجتمع، وتوفير كل ما يضمن لها مقومات الحياة الكريمة).
وأضاف المدير العام لدائرة الحكومة الإلكترونية: (يأتي هذا المؤتمر، ليؤكد حرص المدينة على استقطاب مختلف الخبرات المحلية، والعربية، والعالمية، المتخصصة في مجال التقنيات المساندة للأشخاص ذوي الإعاقة، واهتمامها الكبير بالحصول على أحدث ما توصلت إليه التقنيات المساندة الحديثة، والاستفادة منها، على صعيد احتواء، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوظيف هذه التقنيات في مجالات التدريب، والتعليم، التي تسعى المدينة إلى تطويرها والارتقاء بها بشكل مستمر، لما لها من تأثير كبير على حياتهم وعلى المجتمع بشكل عام).