هل تساعد علی توفير تعليم أكثر فعالية للجميع؟
بقلم: ديفيد بينز، كارين علّاف وماغي سالم
(فبراير 2017) تشير التقديرات إلى وجود ما يقارب 15 مليون لاجئ يتحدثون اللغة العربية مشردون في الداخل حالياً، ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن مدة اللجوء زادت من 9 سنوات في العام 1993 إلى 17 سنة في العام 2003، مع مرور الوقت، فإن الحاجة إلى التعليم والرعاية الاجتماعية والتوظيف تصبح ملحة بشكل كبير، أما فيما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة فإنهم يواجهون تحديات أكبر في الحصول على هذه الخدمات، فهم يعانون من وجود عدة حواجز بالإضافة إلى الحواجز التي تواجه اللاجئين أنفسهم، وعلى الرغم من صعوبة الحصول على أرقام دقيقة حول عدد اللاجئين الذين لديهم إعاقة، ولكن على ما يبدو فإن 10% من اللاجئين على الأقل لديهم نوع من أنواع الإعاقة، ولكن هذا الرقم مرشح للارتفاع إذا أخذنا بعين الاعتبار أولئك الذين يعانون من تأثير الصدمات أو الإصابات أو الظروف المعيشية الصعبة للغاية.
إن عملية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المخيمات والمناطق الحضرية يشكل تحدياً كبيراً، ويتمثل هذا التحدي في إمكانية الحصول على خدمات التعليم، ويعتمد هذا الأمر على عدة عوامل منها جودة التدريس والتحصيل الأكاديمي، وتوافر المواد التي يمكن الوصول إليها، والتصميم الشامل للفصول الدراسية، كما يتأثر الحصول على التعليم أيضاً بمدى إمكانية الوصول إلى المباني والبنى التحتية والمعلومات ووسائل النقل.
يجب على مقدمي التعليم أن يدركوا أن هؤلاء اللاجئين يجلبون معهم أحلامهم في التعليم، ويفضلون طرق تعليمية معينة، ولديهم خبرات سابقة نابعة من ثقافاتهم، حتى عندما يقومون بتعلم لغة البلد المضيف، فإنهم يحتاجون إلى الموارد والمواد اللازمة بلغتهم الأم، هناك نقص أساسي في المحتوى الرقمي العربي، وهو متاح مجاناً ويمكن الوصول إليه.
ويستند التخطيط لتلبية هذه الاحتياجات إلى فكرة أن الكيل بمكيال واحد للجميع لا يؤدي الغرض المطلوب، إننا بحاجة إلى النظر في الاحتياجات الفردية، وينطبق ذلك على أي لاجئ يشارك في التعليم، ولا سيما بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويمكن للمتعلمين المحتملين من ذوي الإعاقة أو من غير ذوي الإعاقة ارتياد المدارس الرسمية، أو قد يتعلمون بشكل غير رسمي بواسطة بعض المتطوعين أو أفراد العائلة أو بعض الزملاء والأصدقاء، وقد يكون للبعض توجيه ذاتي لعملية التعليم الخاصة بهم، لذا فإن حلولنا تحتاج إلى التعرف على الطبيعة المتدفقة والمتنوعة لتلك التجربة وإمكانية حصولها، مع إيلاء الاعتبار للتخطيط للاحتياجات الفردية في جميع مراحل التنفيذ.
أولاً ـ تصميم المنصة التعليمية
سيقوم العديد من الطلاب باستخدام الهواتف المحمولة والوسائل التقنية المتنقلة في مرحلة ما من مراحل تعليمهم، في الوقت الذي يمكن للاجئين الوصول إلى بعض الكومبيوترات الشخصية، فإن معظم اللاجئين سيستخدمون الأجهزة اللوحية والهواتف النقالة في تفاعلاتهم، لذلك نحتاج إلى منصات تعليمية تتوافق مع هذه الخطوط العريضة للتقنيات المحمولة، كذلك يجب العمل على دمج التقنيات المساندة سواء باللغة الإنجليزية أو العربية في تصميم هذه المنصات التعليمية، ويمكن لأدوات المصادر المفتوحة مثل شريط الأدوات (أي تي بار) العمل على تسريع الوصول إلى التعليم.
ثانياً ـ تصميم المواد التعليمية والمناهج
هناك حاجة إلى إنشاء مواد عربية ميسرة للتدريس والتحصيل العلمي، حيث يمكن تصميم النصوص والصور والرسوم المتحركة والعروض التقديمية وأشرطة الفيديو والتسجيلات لتكون متسقة مع مبادئ وتقنيات التصميم العالمي، يمكن أيضا الجمع بينها وبين المواد العلمية ذات التراخيص المفتوحة، من خلال تمثيلها في مجموعة متنوعة من الأشكال، مثل لغة برايل أو التنسيق الصوتي mp3.
ولتحقيق ذلك، يجب تزويد المعلمين بأدوات تأليف لخلق مواد تعليمية سهلة الاستخدام ويمكن للجميع الوصول إليها، وينبغي أن تسمح هذه الأدوات للمعلمين بمشاركة موادهم مع الآخرين، مما يسمح بالتوزيع السريع للموارد عبر مجتمع أوسع.
ثالثاً ـ دعم شركاء التنفيذ (المعلمين)
العديد من الذين سيستخدمون هذه المواد ليسوا معلمين مؤهلين، حتى وإن كانوا كذلك، قد لا يشعرون بأنهم مستعدون لمواجهة الظروف القاسية التي تواجه اللاجئين، سيحتاج هؤلاء إلى الدعم ليفهموا احتياجات طلابهم، بما في ذلك تداعيات الإعاقة وتأثيراتها السلبية، يجب أن يكونوا واثقين من المحتوى الذي سيقدمونه بسهولة بواسطة مهارات القرن الواحد والعشرين، لتحقيق ذلك، سيتعين عليهم أن يفهموا ويكونوا واثقين من قدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا المتوفرة.
رابعاً ـ النظر إلى المستقبل ـ إعادة البناء بشكل أفضل
إن ربط هذه العناصر معا هو أساس (إعادة البناء بشكل أفضل)، نحن نؤمن بإدماج أدوات الوصول باللغة العربية في المنصة التعليمية لإنشاء المحتوى، وضمان توفير هذا المحتوى في أشكال مختلفة تعكس الظروف المتنوعة وأساليب التعليم المختلفة، وتدعم المعلمين لمساعدة جميع الطلاب بغض النظر عن احتياجاتهم المختلفة، من خلال معالجة احتياجات اللاجئين ذوي الإعاقة، سنقوم بتحسين تجربة جميع اللاجئين وتقديم المحتوى والحلول التي يمكن أن تفيد أي طالب من ذوي الإعاقة.
يُعتبر التعليم أمر حيوي لجميع الذين يسعون إلى العودة إلى ديارهم وإلى مجتمعاتهم المحلية، والذين يرغبون في أن يكونوا جزءاً من إعادة بناء مجتمعاتهم المدمرة، حيث يجب أن يسعى أي نظام تعليمي مستقبلي إلى تزويدهم بالمهارات اللازمة للمشاركة الكاملة في ذلك، بغض النظر عن أي إعاقة أو أي احتياجات خاصة بهم.
بقلم: ديفيد بينز، كارين علّاف وماغي سالم