يدل التفكير النقدي critical thinking على القدرة على التفكير بوضوح وعقلانية إزاء ما يروم المرء تحقيقه من أفعال أو ما يمكن تبنيه من أفكار. والتفكير النقدي يهدف الى تحقيق الآتي:
- فهم الروابط المنطقية بين الأفكار.
- تحديد النقاشات وأدواتها وتقييمها.
- تشخيص التناقضات والأخطاء المعروفة في عملية التفكير.
- حل المشاكل على نحو منظم.
- تحديد صلة الأفكار وأهميتها.
- التفكير ملياً في تبرير الأفكار والقيم التي يتبناها المرء.
والتفكير النقدي لا يعني عملية تراكم المعلومات فحسب، فالشخص الذي يتمتع بذاكرة قوية والذي يعرف الكثير من الحقائق لا يعتبر بالضرورة مفكرا نقديا حيث أن مثل هذا المفكر لابد أن يكون قادرا على استخلاص النتائج من المعرفة التي يمتلكها، وهو كذلك يعرف كيفية استثمار مثل هذه المعلومات لحل المشاكل والبحث عن مصادر المعلومات ذات الصلة لتزويد نفسه بالمعرفة المطلوبة.
في هذا السياق لابد من عدم الخلط بين مفهوم التفكير النقدي وولع المرء بالجدل أو سعيه لانتقاد الآخرين. ورغم أمكانية استثمار مهارات التفكير النقدي في الكشف عن المغالطات وكذلك التفكير السلبي فأن التفكير النقدي يؤدي دورا مهما في مجال التفكير التعاوني والمهمات البناءة، وهو يمكن أن يساعدنا في اكتساب المعرفة وتحسين نظرياتنا وتدعيم نقاشاتنا. فضلا عن ذلك يمكن الاستعانة بالتفكير النقدي لتعزيز العمليات ذات الصلة بالعمل وتحسين أداء المؤسسات الاجتماعية.
ويذهب البعض الى أن التفكير النقدي يقف حجر عثرة أمام الأبداع لأنه يحث على الالتزام بقواعد المنطق والعقلانية، بيد أن الأبداع ربما يتطلب الخروج عن مثل تلك القواعد. وهذه في الواقع فكرة خاطئة لأن التفكير النقدي يتواءم مع التفكير السليم وبذا فهو يتحدى الأجماع ويتبنى مفاهيم أقل شيوعا. ونؤكد هنا أن التفكير النقدي يعتبر أمرا جوهريا بالنسبة للأبداع لأننا نحتاج الى مثل هذا التفكير لتقويم أفكارنا الإبداعية وتحسينها.
أهمية التفكير النقدي
- التفكير النقدي مهارة عامة: تمثل القدرة على التفكير الواضح والعقلاني عملية مهمة لدى اختيار أي حقل معرفي، فإذا كان المرء يعمل في مجالات مثل التعليم أو البحث العلمي أو الأمور المالية أو الإدارة أو في المجال القانوني فأن التفكير النقدي يعتبر أمرا مهما. من هنا نلاحظ أن مهارات التفكير النقدي لا تقتصر على ميدان معرفي محدد، وعليه يشكل التفكير النقدي الصحيح وحل المشاكل عل نحو منظم سمة مميزة لأية مهنة يختارها الشخص.
- التفكير النقدي هام للغاية في الاقتصاد المعرفي الجديد: تشكل المعلومات والتكنولوجيا عمودين أساسيين يحركان اقتصاد المعرفة العالمي، لذا يتعين على الأنسان أن يكون قادرا على التعامل مع المتغيرات بسرعة وفاعلية. ويضع الاقتصاد الجديد مطالب متزايدة على المهارات الفكرية المرنة وكذلك على القدرة اللازمة لتحليل المعلومات ودمج مصادر المعرفة المختلفة في حل المشاكل. أن التفكير النقدي السليم يشجع مهارات التفكير هذه ويدعمها وهو يشكل أهمية خاصة في ميدان العمل الذي يتغير بشكل لافت.
- التفكير النقدي يعزز اللغة ومهارات التقديم: يمكن للتفكير النقدي أن يحسن الطريقة التي نعبر بموجبها عن أفكارنا بشكل واضح ومنظّم، كما أنه يحسن القدرات الاستيعابية من خلال تعلم كيفية تحليل التراكيب المنطقية للنصوص.
- التفكير النقدي يعزز الأبداع: أن السعي للتوصل الى حل مشكلة ما لا يقتضي طرح أفكار جديدة أذ لابد أن تتصف مثل هذه الأفكار بالفائدة العملية وذات صلة بالمهمة التي يتم التعامل معها. والتفكير النقدي يؤدي دورا حاسما في تقييم الأفكار الجديدة واختيار أفضلها والعمل على تعديلها أذا اقتضت الضرورة ذلك.
- التفكير النقدي حاسم للتفكير الذاتي: يتعين على المرء أن يعمد الى تبرير القيم والقرارات التي نؤمن بها ونفكر مليا بها أذا أردنا أن نعيش حياة مجدية وأن نرتب حياتنا وفق هذا الأمر. والتفكير النقدي يوفر الأدوات العملية لعملية تقييم الذات هذه.
- التفكير النقدي يشكل الأساس للعلم والديمقراطية: يتطلب العلم استخدام التفكير النقدي في كل من التجريب والتنظير. كما أن الديمقراطية الليبرالية في أطارها المناسب تتطلب بأن يفكر المرء نقديا إزاء القضايا الاجتماعية بهدف طرح الأحكام والتغلب على التحيزات والأهواء.
المصدر: هنا
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.