إن الأطفال ذوي صعوبات التعلم يعيشون كجزء موجود ومتكامل من نظام اجتماعي متعدد المستويات ومن الصعب فهم طبيعة هؤلاء الأطفال دون الرجوع إلى معرفة طبيعة من يعيشون ويتعاملون معهم بصورة مباشرة وكذلك فهم طبيعة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة ومدى تأثيرها على هؤلاء الأطفال، ذلك أن تفاعل الأسرة ككل يبدأ مع الطفل منذ بداية فترة الحمل به.
وأيضاً لابد من فهم الطريقة التي يتم بها تنظيم سلوكهم من قبل الوالدين وأسلوب فهم الوالدين لهؤلاء الأطفال وتعاملهم معهم. حيث أن هذا التفاعل يتميز بأنه تفاعل وظيفي يتسم بالآتي:
- إن التفاعل الاجتماعي لهؤلاء الأطفال وتفاعلهم مع والديهم وأقرانهم وإخوانهم يختلف في طبيعته عما يحدث في حالة باقي الأطفال حيث أن هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم أكثر سلبية ويمثلون ضغوطاً لكل أعضاء الأسرة.
- إن آباء وأمهات وأخوة هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم من المحتمل أن توجد لديهم ضغوط نفسية أكثر من تلك الموجودة في أسر الأطفال الآخرين وبالتالي فإن هذه الضغوط قد تؤثر على هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم في مراحل تربيتهم بصورة تؤثر عليهم حتى في مرحلة المراهقة والنضج.
وعن طبيعة تفاعل هؤلاء الأطفال ذوي صعوبات التعلم مع الأم والأب فإن هؤلاء الأطفال دائماً ما يكونون معتمدين على أمهاتهم مقارنة بغيرهم من الأطفال.
ومن جانب آخر فإن الآباء يبدون قلقاً أكثر على أبنائهم وتوجيهاتهم غالباً ما تكون صارمة أكثر لأطفالهم، خاصة فيما يتعلق بطلب التحكم في الاندفاعية لدى هؤلاء الأطفال. كما أنهم ـ أي الأطفال ـ أقل مقاومة وامتثالاً لأحد الوالدين أو كليهما وأكثر سلبية تجاههما.
إن محاولات الوالدين اليائسة للتحكم في سلوك طفلهما قد تسبب لهما نوعاً من الإحباط والاكتئاب ولوم الذات والانعزال الاجتماعي والانضغاط النفسي.
ومن ناحية أخرى فإن هناك بعض العوامل التي تؤثر في حالات صعوبات التعلم داخل الأسرة، ومن هذه العوامل:
- مشكلات التواصل داخل حدود الأسرة.
- الخلافات الزوجية بين الأب والأم وإدراك الطفل لها.
- معتقدات واتجاهات الوالدين تجاه الطفل وإدراك الطفل لهذه المعتقدات.
- بعض الضغوط النفسية لدى أحد الوالدين أو كليهما.
كل هذه العوامل تؤثر على الناحية النفسية لدى الطفل ذي صعوبة التعلم وتعد من العوامل المؤثرة في تدهور تلك الحالة.