في كتابها (سيكولوجية غير العاديين) عرضت الأستاذة الدكتورة آمال عبد السميع باظة في خمسة فصول مجموعة من الخصائص الاجتماعية والنفسية للأشخاص ذوي الإعاقة وتصنيف إعاقاتهم وأسبابها ومعايير تشخيصها.
وتأتي أهمية هذا الكتاب في ظل الاهتمام المتنامي بمجال التشخيص واتساع تعريفات الأشخاص ذوي الإعاقة لتشمل فئات كثيرة تحتاج إلى وسائل مساعدة في التعلم والتواصل مع الآخرين، وكذلك ظهور اتجاهات تربوية حديثة للتعامل مع هذه الفئات.
وجاء الفصل الأول من الكتاب ليزود القارئ والدارس والمتخصص بالتعريفات الطبية والسيكومترية والاجتماعية والتربوية للإعاقة الذهنية وتعريف الجمعية الأمريكية لهذه الإعاقة، وأهم الأسباب المساهمة في حدوثها من عوامل وراثية وجينية وبيئية، والإشارة إلى الخصائص الجسمية واللغوية والوجدانية التي يتسم بها الأشخاص ذوو الإعاقة الذهنية.
واختتمت المؤلفة هذا الفصل بتقديم معلومات قيمة حول الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد من حيث خصائصه وتشخيصه، والملامح الهامة في اضطراب اللغة عنده، مع سرد لأهم الأنماط العلاجية والفنيات الشائعة التي تم استخدامها مع هؤلاء الأطفال.
أما الفصل الثاني والذي جاء بعنوان (الإعاقة الحسية) فقد قدم مفاهيم هامة عن الاعاقتين البصرية والسمعية وأسباب حدوثهما، والخصائص النفسية والاجتماعية التي يتمتع بها الأشخاص الصم والمكفوفون، مصنفاً الإعاقة السمعية بناء على درجة فقد السمع، وبناء على زمن حدوث الإصابة، إضافة إلى تصنيف جاريسون وتورس (1965) ويعرف هذا الفصل القارئ بطرق التواصل مع الشخص المعاق سمعياً سواء كان بالتواصل اليدوي أو الشفوي أو الايماءات أو الاتصال التام (الشامل).
وأفردت المؤلفة الفصل الثالث من الكتاب للحديث عن الإعاقة الحركية والجسمية، مفصلة الأسباب التي تؤدي إلى الحمى الروماتيزمية ومرض القلب الروماتيزمي، وأثر الغدد الصماء وتحديداً نقص افرازات الادرينالين بهذا المرض، وعوامل أخرى كالتغذية والطقس والحالة الاقتصادية والجنس، مع عرض لمجموعة من الدراسات الأجنبية التي تمتد من سنة 1970 ـ 1978 والتي تؤكد ارتباط هذه العوامل بمرض الحمى الروماتيزمية.
وبعد توضيح أسباب الإصابة بالمرض وطرق الوقاية منه والتشخيص الفارق لمرض القلب الروماتيزمي، بيّنت المؤلفة أهم السمات الشخصية للمصابين بهذا المرض وطرق علاجه، ثم تناولت موضوع الأطفال مرضى السكري وأهم الأعراض الشائعة عندهم واحتياجاتهم وسبل رعايتهم ومصادر الضغط النفسي التي يتعرضون لها ومن ثم موضوع الأطفال المصابين بالصرع والأطفال ممن لديهم حركة زائدة ونقص في الانتباه، وتعريف هذه الحالات تعريفاً علمياً دقيقاً وتصنيفاتها وأسباب الإصابة بها، وأهم العلاجات التي تتناولها هذه الفئة من الأطفال، مفرقة بين أعراض نقص الانتباه والنشاط الزائد حسب الدليل الاحصائي التشخيصي الرابع الصادر عن جمعية الطب النفسي الأمريكية.
وفي الفصل الرابع من الكتاب وهو تحت عنوان (حالات خاصة) عرّفت المؤلفة الطفل الموهوب من المنظور التقليدي السيكومتري والمنظور الحديث الذي تجاوز الاعتماد على اختبارات الذكاء كمحك وحيد، وسلطت الضوء على خصائصه الجسمية والعقلية من حيث قلة تعرضه للأمراض مقارنة مع من هم في عمره الزمني، وحبه للاستطلاع وزيادة انتباهه وقدرته على حل المشكلات، إضافة إلى الخصائص الوجدانية التي أثبتتها الدراسات كالاكتئاب والاغتراب والمستوى العالي من المسؤولية والانجاز والأخلاق والصراع بين هذه العوامل، مشيرة إلى أهمية رعاية الموهوبين وتربيتهم لما في أفكارهم من إثراء للفرد والأسرة والمجتمع، وإزالة العقبات الخاصة بهذا الطفل وأسرته والمؤسسات التربوية الأخرى.
وفي الفصل نفسه عرضت المؤلفة مفهوم الإساءة في معاملة الطفل وأشكالها كالإساءة البدنية والإهمال البدني والتربوي والوجداني والمخاطر التي تنجم عنها والآثار النفسية المترتبة عليها مع الإشارة إلى أهم الأسباب التي تؤدي إلى الإساءة للأطفال والتي ترتبط إما بالطفل أو بوالديه أو البيئة التي يعيش فيها، واختتم هذا الفصل باستعراض المخاوف المرضية عند الأطفال والآراء والنظريات المفسرة لنشأة هذه المخاوف كالنظرية السلوكية والاجتماعية والجينية وأنواع هذه المخاوف عند الأطفال والمراهقين والتي تلازمهم إلى مراحل متقدمة من العمر، كالخوف من الحيوانات أو من الظلام أو الأماكن المرتفعة.
في الفصل الخامس والأخير عرضت المؤلفة بحثين من إعدادها في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة، الأول حول الاضطرابات السلوكية والوجدانية وعلاقتهما بالنظرة المستقبلية لدى الأطفال الصم والمكفوفين وغير ذوي الإعاقة بهدف الكشف عن الاضطرابات السلوكية لهذه الفئات وإظهار صورة النظرة المستقبلية لهاتين الفئتين مقارنة بالأطفال غير لاالمعاقين، وتقنين اختبار خاص لتشخيص هذه الاضطرابات السلوكية، واستند البحث إلى مجموعة من الدراسات العربية والأجنبية التي أجريت خلال التسعينات مستخدماً كل من اختبار الاضطرابات السلوكية واختبار النظرة المستقبلية كأدوات للدراسة والبحث بعد تقنينهما.
وبعد فحص فروض الدراسة إحصائياً، فقد توصلت هذه الدراسة المطبقة على (120) طفلاً وطفلة إلى عدة توصيات كان أهمها حاجة البنات الصم إلى تدخل علاجي نفسي لارتفاع مستوى القلق والاكتئاب، والتدخل النفسي أيضاً لدى مجموعات المعاقين حسياً الذين تميزت نظرتهم المستقبلية باليأس والسلبية مما يعرقل إنجازهم وتكيفهم النفسي كما أظهرت النتائج.
أما الدراسة الثانية والتي هدفت إلى مقارنة بعض السمات الشخصية لدى المراهقين من غير المعاقين والمصابين بروماتيزم القلب، فقد كانت دراسة تجريبية أجريت على (50) طالباً من المراهقين والمراهقات من غير المعاقين و(50) آخرين من المصابين بروماتيزم القلب، قامت خلالها الباحثة مؤلفة الكتاب بتطبيق اختبار للشخصية واختبار تفهم الموضوع واختبار تكملة الجمل للحاجات النفسية الكامنة، ومقياس الثقة بالنفس، مما أعطى الدراسة أبعاداً اكلينيكية فصلتها مؤلفة الكتاب من خلال عرضها لاستجابات الطلاب على الصور والبطاقات المعروضة عليهم.
وفي نهاية الكتاب عرضت المؤلفة ـ وهي أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بتربية كفر الشيخ ـ الكثير من المراجع الحديثة التي استفادت منها سواء العربية أو الأجنبية، مع سرد لمؤلفاتها المنشورة عن مكتبة الانجلو المصرية والتي تزيد على (13) كتاباً و(16) اختباراً نفسياً تمتد من العام 1997 وحتى 2003.
الكتاب 326 صفحة من القطع العادي صدرت الطبعة الأولى منه عام 2003 عن مكتبة الانجلو المصرية والمكتبات الكبرى بالقاهرة.
- دكتوراه الفلسفة في التعليم الخاص والدامج ـ الجامعة البريطانية بدبي
- يعمل حالياً في إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم ـ وزارة تنمية المجتمع ـ دبي.
- له العديد من المؤلفات حول التقييم والتأهيل النفسي والتربوي وتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة.
- باحث مشارك مع مجموعة من الباحثين في جامعة الامارات العربية المتحدة للعديد من الدراسات المنشورة في مجال التربية الخاصة.
- ألقى العديد من المحاضرات والدورات وشارك في الكثير من المؤتمرات حول مواضيع مشكلات الأطفال السلوكية، وأسر الأشخاص المعاقين، والتقييم النفسي التربوي، التشغيل، التدخل المبكر.
- سكرتير تحرير مجلة عالمي الصادرة عن وزارة تنمية المجتمع في الإمارات.
- سكرتير تحرير مجلة كن صديقي للأطفال.
جوائز:
- جائزة الشارقة للعمل التطوعي 2008، 2011
- جائزة راشد للبحوث والدراسات الإنسانية 2009
- جائزة دبي للنقل المستدام 2009
- جائزة الناموس من وزارة الشؤون الاجتماعية 2010
- جائزة الأميرة هيا للتربية الخاصة 2010
- جائزة العويس للإبداع العلمي 2011