منى عبد الكريم: المدينة مؤمنة بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعلم
عفاف الهريدي: فخورون بنجاح طلبتنا
المتفوقون الصم: نهدي نجاحنا إلى صاحب السمو حاكم الشارقة
فرحة لا تسعها الدنيا فوسعتها قلوبُ العاملينَ في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تتقدمهم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي المدير العام بمناسبة النجاح والتميز والنتائج المشرفة التي حققها الطلبة ذوو الإعاقة في امتحانات شهادة الثانوية العامة.
9 متفوقين من طلاب مدرسة الأمل للصم ومركز الأمل للصم للتعليم المستمر استطاعوا اجتياز الامتحانات بكفاءة وجدارة وأثبتوا لمن ما زال يعتريه ولو قليل من الشك أن الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على التعلم وتحقيق أفضل النتائج.
وفي قراءة متأنية للحدث نستنتج أن هذا النجاح ما هو إلا نتيجة طيبة وثمرة مباركة للجهد والاهتمام والحرص الذين تبذلهم المدينة في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة (بطريقتهم) وتسخير أحدث التقنيات المساندة والتكنولوجية ضمن هذا الإطار.
من هنا نلاحظ أن اختيار شركة مايكروسوفت العالمية لمدرسة الامل للصم كمدرسة نموذجية لسنتين متتاليين لم يكن من قبيل المصادفة ولا المجاملة ولا المراعاة بل تكريماً مستحقاً ومرتكزاً على الحقائق والوقائع وطرق التعليم الحديثة التي تتبعها المدرسة مع طلابها بما يضمن وصول المعلومة وفهمها من قبلهم بالشكل الأمثل.
وحين نعلم أن ذات المدرسة فازت قبل مدة قصيرة بجائزة خليفة التربوية (الدورة العاشرة) تقديراً للخدمات العلمية والتعليمية التي تقدمها لطلبتها الذين فازوا بدورهم بالعديد من الجوائز على مستوى الدولة ندرك تماماً عن أي جهة تعليمية رائدة وعريقة نتحدث.
سعادة مدير المدينة منى عبد الكريم اليافعي هنأت الطلبة المتفوقين وأسرهم كما هنأت سعادة مدير عام المدينة وجميع العاملين فيها على الإنجاز المستحق وقالت:
التعليم أنجع سلاح بيد الإنسان
منذ تأسيس المدينة وهي تبذل قصارى جهدها في تعليم وتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة مؤمنة بشكل قاطع أن تعليمهم حق من حقوقهم وفي هذا الإطار واظبت المدينة على تذليل كافة الصعوبات أمام تعليم الاشخاص ذوي الإعاقة لأن التعليم أنجع سلاح بيد الإنسان وبه يستطيع التقدم نحو مستقبل أفضل.
وأوضحت اليافعي أن المستوى الرفيع الذي وصل إليه طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية يرجع في الاساس إلى الحرص الكبير الذي أولته الخدمات الإنسانية لهم ولتعليمهم باستخدام أحدث التقنيات الحديثة والتكنولوجية ومراعاة قدرتهم وطريقتهم في التعلم.
سعادة مدير المدينة أشارت إلى العلاقة الوثيقة بين اهتمام الخدمات الإنسانية بالعلم وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة وبين النهج الذي تسير عليه دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال وانسجاما تاماً مع دعوة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة المستمرة للاهتمام بالعلم والثقافة، مشيدة في هذا المجال بموافقة وزارة التربية والتعليم والشباب سنة 2001 على معادلة الشهادات الصادرة عن المدينة داعية إلى مزيد من القرارات التي تصب في الصالح العام للأشخاص ذوي الإعاقة.
المدينة حريصة على تطوير مهارات وقدرات موظفيها
وقالت اليافعي: (تهتم المدينة أيضاً بموظفيها ومعلميها وتعمل دائماً على تنمية مهاراتهم وقدراتهم عبر الورش والدورات المتخصصة وفي هذا السياق نذكر الحرص الكبير على إلمام جميع المعلمين في مدرسة الامل للصم بلغة الإشارة وتعلمها كي يستطيعوا إيصال الفكرة بشكل صحيح إلى الطلبة أما بالنسبة للأشخاص الصم الكبار الذين لم يستطيعوا إكمال دراستهم ففتحت لهم المدينة الباب واسعا من خلال مركز الأمل للصم للتعليم المستمر لينهلوا العلم خلال الفترة المسائية مع مراعاة ظروف عملهم وها هي النتيجة اليوم مشرفة بنيل ستة أشخاص منهم الشهادة الثانوية وبدرجات عالية.
أولياء الأمور فخورون بأبنائهم ويشكرون الخدمات الإنسانية
السيدات الفاضلات عايدة ابراهيم خليفة ولية أمر الطالب يوسف محمد السويدي وزهرة الدرمكي ولية أمر الطالب فلاح عبد الله سالم وعصمت عبد الله أقرع ولية أمر الطالبة ملك طارق توجهن باسم جميع أولياء أمور الطلبة بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي والأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم وجميع العاملين فيها مؤكدات أنه لولا الاهتمام الكبير من قبلهم لما كان لهذه النتيجة الطيبة أن تتم.
وأوضحت أمهات الطلبة أن مدرسة الأمل للصم ساهمت بشكل كبير في تطوير مهارات وقدرات أبنائهن لا في مجال العلم وحسب بل في مختلف مجالات الحياة كما كان للمدرسة الدور المؤثر في تعزيز العلاقة مع أولياء الأمور ومناقشة مصلحة الطلبة والمتابعة معهم بشكل مستمر.
وأشارت الأمهات إلى صعوبات جمة واجهت أبناءهن خلال مرحلة الدراسة والحياة بشكل عام منها ما يتعلق بمنهج التعليم ومنها ما يتعلق بالاندماج لكن الطلبة الصم بمساعدة الكادرين الإداري والتعليمي استطاعوا التغلب على هذه الصعوبات وتحقيق هذه النتيجة المشرفة وبإذن الله لن تنتهي القصة هنا بل سيكون نيل الشهادة الثانوية بداية جديدة نحو نيل الشهادة الجامعية.
طلاب المدينة المتفوقون
يوسف محمد السويدي (88.6)، فلاح عبد الله سالم (84.1)، ملك طارق (81.2)، عمار غانم أحمد العلي (77.8)، منى أحمد المازمي (77.4)، عبد الرحمن اسماعيل المندوس (75.8)، بدر محمود عبد الحافظ عوض (75)، عبد الرشيد حافظ عبد الحكيم (72.5)، ولبنى علي أبو زيادة (72.2) عبروا عن فخرهم وسعادتهم بالإنجاز المميز والذي أهدوه إلى صاحب السمو حاكم الشارقة وسعادة مدير عام المدينة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مؤكدين أن كلمات الشكر لن تفيها حقها.
كما أهدى الطلبة الصم إنجازهم إلى الاستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم وإلى جميع معلميهم الذين ما بخلوا عليهم بالجهد والمعرفة فكانت النتيجة كما أرادوها مشرفة.
الطالبان يوسف وملك عبرا عن رغبتهما في مواصلة تعلميهما الجامعي ضمن اختصاص (التصميم) أما الطالب فلاح فأوضح أنه يطمح بمتابعة التعليم في (الإعلام) فيما عبر بقية زملائهم من طلاب مركز الأمل للصم للتعليم المسائي عن أملهم في تخصيص الجامعة لمترجمي لغة إشارة خلال الفترة المسائية كي يتمكنوا من مواصلة تعليمهم الجامعي ضمن الفروع والاختصاصات التي يفضلونها نظراً لكونهم موظفين خلال الفترة الصباحية ولديهم التزامات تجاه أسرهم.
(الصعوبات كانت كثيرة)، هذا ما أكده الطلاب المتفوقون، لكن الإرادة والعزيمة والرغبة في النجاح ومواصلة التعليم كانت أقوى فعلى سبيل المثال لا الحصر كان الطالب عمار غانم يأتي من رأس الخيمة يومياً إلى مركز الأمل للصم للتعليم المستمر بعد أن ينهي دوامه كي يكمل تعليمه مؤكدأً أن الأمر كان شاقاً غير أن النتيجة كانت أكثر من رائعة.
الطالبان بدر عوض وعبد الرحمن المندوس أكدا أن الفرصة التي أتاحتها أمامهما مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كي يكملا تعليمهما من خلال مركز الأمل للصم للتعليم المستمر لا تقاس بثمن فهما توقفا عن الدراسة عند الصف التاسع لأن المركز الذي كانا فيه لا يتيح للطلبة تعليماً أكثر من ذلك.
الصم الكبار يطالبون بمترجم لغة إشارة خلال الفترة المسائية في الجامعة
حال بدر وعبد الرحمن حال الكثيرين من الصم الكبار الذين التحقوا بمركز الأمل خلال الفترة المسائية واستطاعوا أن يكملوا تعليمهم وها هي كوكبة منهم تتفوق في امتحان الشهادة الثانوية من ضمنها الطالبتان لبنى علي أبو زيادة ومنى أحمد المازمي اللتان عبرتا عن سعادتهما الكبيرة بالإنجاز مهديتان إياه إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وإلى الكادرين الإداري والتدريسي في مدرسة الأمل للصم ومركز الأمل للصم للتعليم المستمر.
لبنى التي تعمل في بنك الإمارات دبي الوطني ومنى التي تعمل في محاكم دبي تعتبران أن العقبة الرئيسية أمام مواصلتهما التعليم الجامعي هي عدم توفر ترجمة إلى لغة الإشارة في الجامعة ضمن الفترة المسائية فهما والكثير من زملائهما الصم الكبار لديهم أعمالهم وواجباتهم والتزاماتهم العائلية والفرصة الوحيدة أمامهم لاستكمال التعليم الجامعي هي بتوفر مترجم للغة الإشارة خلال هذه الفترة.
من جانبها أشادت الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم بتفوق الطلاب الصم مؤكدة أن كل ما يحدث على هذا الصعيد ما كان ليتم بهذه الصورة المشرقة لولا الدعم اللامحدود من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الهريدي أبدت إعجابها الكبير بعزيمة وإرادة الطلبة واجتهادهم الذي قادهم تحت إشراف معلميهم إلى نيل الشهادة الثانوية داعية إياهم إلى عدم الاكتفاء بذلك بل مواظبة السعي والتحصيل المعرفي ضمن الاقسام التي يفضلونها في الجامعة بعد النتيجة الرائعة التي حققوها خاصة وأن المناهج التعليمية لم تتم مواءمتها وتكييفها تبعاً لاحتياجات وامكانات الطلبة الصم حتى الآن.
وأضافت: من التحديات الكبيرة أيضاً عدم التنويع في طرق توصيل المعلومات للأشخاص الصم باستخدام لغة الإشارة بالإضافة إلى استحداث مواد ومناهج جديدة لا متسع من الوقت أمام الطلبة لاستيعابها ناهيك عن كون المطلوب من الطلبة الصم من المناهج كبير جداً ولا يراعي خصوصياتهم.
ودعت مديرة مدرسة الأمل للصم جميع المعنيين إلى الأخذ بعين الاعتبار رغبة الصم الكبار في مواصلة تعليمهم الجامعي ضمن الفترة المسائية وتوفير مترجمي لغة إشارة ضمن الفترة المسائية ليتسنى لهم ذلك.
معلمة الرياضيات في مدرسة الأمل للصم ومركز الأمل للكبار هناء محمد إبراهيم عبرت باسم زملائها المعلمين عن فخرها واعتزازها بالنتيجة المشرفة التي حققها الطلبة الصم مؤكدين مرة جديدة المقدرة التي يمتلكونها في التحصيل المعرفي ونيل أفضل الشهادات.
ولم يفت الاستاذة هناء أن تذكر الصعوبات التي واجهها الطلبة لكنها لفتت أيضاً إلى إرادتهم القوية وحبهم للعلم الذي دفعهم إلى مواجهة هذه الصعوبات والتغلب عليها متمنية لهم دوام النجاح والتوفيق.
في الختام وجه مترجم لغة الإشارة في المدينة وائل سمير (الذي ترجم المقابلات من وإلى لغة الإشارة مشكوراً) مباركة لجميع العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بهذا النجاح متمنياً لطلابها في مختلف الأقسام والفروع دوام التوفيق والنجاح.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)