أهدت تفوق الطلاب الصم في الشهادة الثانوية إلى صاحب السمو حاكم الشارقة
الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية:
الطلبة الصم تجاوزوا كل الصعوبات وحققوا نتائج مشرفة
أهدت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية نجاح طلبة مدرسة الأمل للصم ومركز الأمل للصم للتعليم المستمر في امتحانات الشهادة الثانوية إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مشيدة في هذه المناسبة بدعم سموه اللامحدود لأبنائه من ذوي الإعاقة ودوره في تذليل كل الصعوبات التي كانت تحول دون ممارسة حقهم في اجتياز هذه المرحلة المهمة في حياة كل شاب وفتاة وصولاً إلى قرار سموه بفتح المجال أمام جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة للدراسة في جامعة الشارقة وتكفله بها دون مقابل واستحداثه لمركز الموارد لذوي الإعاقة في الجامعة ذاتها.
وقالت إن صاحب السمو حاكم الشارقة حفظه الله حريص أشد الحرص على مستقبل جميع أبنائه بمن فيهم الأشخاص ذوي الإعاقة وقد وضع نصب عينيه أن تكون إمارة الشارقة إمارة دامجة وحاضنة لجميع أبنائها والمقيمين فيها على تنوعهم وتفاوت قدراتهم، كما أن توجيهات سموه في أكثر من مجال ومناسبة كانت الدافع لنا لتجاوز كل الصعوبات وعدم التريث وانتظار الحلول بل المبادرة لابتكارها والمشاركة في صنعها وتطبيقها.. وتوضح: ليس أدل على هذا التوجه من مطالبة سموه لنا بافتتاح مركز الشارقة لصعوبات التعلم بعد أن تلمس حاجة الأهالي وأبنائهم لمركز يلبي احتياجات هؤلاء الأبناء التعليمية باعتبار ذلك حقاً مكتسباً لهم ينبغي أن يكون في صلب مسؤوليتنا وواجباتنا تجاههم.
وأضافت الشيخة جميلة القاسمي: أن النتائج المشرفة التي حققها أبناؤنا منذ أن أتيحت لهم فرصة التقدم لامتحانات الشهادة الثانوية كانت بحق نتائج مشرفة تستحق الإشادة والتقدير نظراً للصعوبات العديدة التي كانت تواجههم بدءاً من عدم الاعتراف بشهاداتهم وعدم تعديل المناهج الدراسية بما يتلاءم مع احتياجاتهم وإمكاناتهم مروراً بعدم التنويع في طرق توصيل المعلومات إليهم وعدم استخدام لغة الإشارة مع أنها وسيلة أساسية بالنسبة لهم في التواصل مع محيطهم والحصول على المعارف اللازمة لتطوير أدائهم وزيادة تحصيلهم الدراسي، يضاف إليها المواد والمناهج الجديدة التي يتم استحداثها دائماً وعدم ترك وقت كاف لهم لاستيعابها وكذلك حجم المواد الكبير المطلوب منهم والذي لا يراعي خصوصياتهم،.. مع أن القوانين المرعية في الدولة ـ توضح الشيخة جميلة القاسمي ـ تضمن لهم فرصاً متكافئة للتعلم في جميع المؤسسات التربوية أو التعليمية ضمن الصفوف النظامية أو في صفوف خاصة مع توفير المنهج الدراسي بلغة الإشارة أو أي طرق أخرى حسب مقتضى الحالة.
وتقول مدير عام المدينة: إن إدارة مدرسة الأمل للصم ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لم تنتظر تطبيق القوانين وشروحاتها وتفسيراتها التي قد تستغرق وقتاً طويلاً بل تعاملت بقدر كبير من الإبداع مع هذه الصعوبات مستفيدة من كل الأساليب المبتكرة والتقنيات الحديثة واستطاعت أن تضع طلابها على طريق النجاح المطلوب للوصول بهم إلى المستقبل المنشود الذي يعمل من أجله كل طالب مجتهد وكل ولي أمر متفان وعامل مخلص شريف آمن بقدرة هؤلاء الأشخاص الصم وحقهم في حياة أفضل، وبالفعل تمكنت مدرسة الأمل للصم في العام الدراسي 2007 ـ 2008 من إقناع مسؤولي منطقة الشارقة التعليمية وبالتالي الوزارة بقدرة وأحقية طلابها الذين انتقلوا إلى الصف الثاني عشر الثانوي العلمي في أداء امتحانات الشهادة الثانوية، وتم ادخال طلبة المدرسة في نظام الوزارة SIS ومن ثم قبولهم لأداء الامتحانات وصدور نتائجهم مع نتائج باقي زملائهم في مدارس الدولة.
ومنذ ذاك التاريخ ـ تضيف الشيخة جميلة القاسمي ـ اجتاز 54 طالباً وطالبة امتحانات الشهادة الثانوية في قسميها العلمي والأدبي وقتها وفي المتقدم والعام حالياً 23 منهم التحقوا بجامعة الشارقة قسم منهم تخرج ويعمل في وظائف بعضها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والآخر يواصل الآن دراسته الجامعية.
وبينت مدير عام المدينة أن هذه النجاحات التي حققها الطلبة الصم كانت الحافز لزملائهم الصم الكبار الذين لم تكن الظروف وقتها تسمح لهم بمواصلة دراستهم الثانوية للمطالبة بحقهم أسوة بزملائهم، وبالفعل كان من بين المتقدمين إلى الشهادة الثانوية في العام الدراسي الحالي 2016 ـ 2017 ستة طلاب من مركز الأمل للصم للتعليم المستمر نجحوا في امتحانات الثانوية رغم كل الصعوبات التي جابهتهم نظراً لعدم تفرغهم للدراسة والتزامهم بأشغالهم ومسؤولياتهم الأسرية وبعد المسافات في بعض الأحيان.
وفي ختام حديثها توجهت سعادة الشيخة جميلة القاسمي بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه ومساندته الدائمة لأبنائه من ذوي الإعاقة مجددة تهنئته بنجاح الطلبة الصم وتفوقهم في امتحانات الثانوية، وكذلك توجهت بالتهنئة والتبريك للطلبة الصم وذويهم بهذا الإنجاز وكذلك الكادر التعليمي والإداري في مدرسة الأمل قائلة إن هذا النجاح ما كان ليتحقق لولا تكامل وانسجام المثلث التربوي المعهود (الطالب والأهل والمؤسسة) داعية أبناء المجتمع عامة إلى المزيد من التفهم والتقبل للأشخاص ذوي الإعاقة والايمان بقدراتهم وطاقاتهم وخصوصاً الأشخاص الصم الذين أبهرونا اليوم بتفوقهم ونجاحهم فحق علينا تهنئتهم ومشاركتهم فرحتهم لا باعتبارها إنجازاً فردياً بقدر ما هي إنجاز مجتمعي نفتخر به جميعاً.. مع خالص تمنياتنا لهم بمواصلة تعلميهم الجامعي وتحقيق أعلى المراتب والشهادات بإذن الله.