موضي الشامسي: نحلم بأن تكون المبادرة شرطاً لإتمام الزواج
هدى بوكفيل: مبادراتنا المتنوعة تهدف إلى حماية الأسرة
د. عائشة اللوغاني: التربية الواعية والعلاقات الاجتماعية الأساس الأسري
اختتمت إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة جلسات مبادرة (مودة) التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام (25 و26 و28 سبتمبر 2017) في مدينة الشارقة والمنطقتين الوسطى والشرقية من خلال مجموعة من الدورات والورش التدريبية التي قدمتها نخبة من المدربين المتطوعين في مجال العمل الأسري.
وتضمنت مبادرة (مودة) مجموعة من البرامج التوعوية ركزت على فئتي المقبلين على الزواج والمتزوجين، مع استهداف أفراد المجتمع كافة عبر مجموعة من الدورات التخصصية، وورش عمل متنوعة شاملة جميع الجوانب الشخصية والنفسية والاجتماعية والصحية والقانونية لتوعيتهم بكيفية بناء أسرة مستقرة واعية، ورفع ثقافتها وتعزيز القيم الاجتماعية والنفسية من أجل مجتمع آمن ومستقر.
وقدمت د. عائشة اللوغاني، الاستشارية والمدربة النفسية بدولة الكويت، مجموعة من الدورات والورش التدريبية ضمن (مودة)، معربة عن سعادتها بالاشتراك في المبادرة التي تهدف إدارة مراكز التنمية الأسرية منها إلى تأهيل الشاب والفتاة نفسياً ومعرفياً واجتماعيًا من أجل حياة زوجية مستقرة.
وتحدثت اللوغاني عن الدورة التدريبية التي قدمتها لفئة مستهدفة من الشبان والفتيات حملت عنوان: (صناعة تربية واعية) و(صناعة علاقات اجتماعية) قائلة: (من أكثر الإشكاليات التي تؤرق الناس في حياتهم هي علاقاتهم الاجتماعية، لذا فإن بداية حل مثل تلك الاشكاليات يبدأ منذ أن يبدا الانسان بمعرفة ذاته، والبيئة التي تؤثر عليه لكي يختار استجاباته، فالاختيار نعمة منّ الله علينا بها ويجب استخدامها وتفعيلها).
وتضيف د. اللوغاني أن الناس أنواع ومعرفة نمط الذات يعين على اختيار الأسلوب المناسب للتعامل مع الأنماط المختلفة، وأن كل سلوك أصله صورة ذهنية، وتذكر الماضي يعيق تغيير الصورة الذهنية، ثم إن العلاقات الاجتماعية تحتاج إلى أساسيات لا غنى عنها وهي الحب العملي والود، والابتعاد عن الحديث المدمر.
وأضافت اللوغاني: من خلال هذه الورشة التدريبية التي حرصت على أن تكون تفاعلية بيني وبين المتدربين ناقشت معهم العديد من المفاهيم والكثير من الأسئلة، وقمنا بتنفيذ العديد من التطبيقات الخاصة التي تهدف إلى صناعة علاقات ناجحة مع الأبناء، ولعل خلو الساحة التربوية من برامج تطبيقية وعدم معرفة الوالدين بآليات العملية التربوية والتي تحتاج إلى علم وتدريب هو أهم أسباب المشاكل، فتربية الأبناء ليست معلومات فقط، وهذا يحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات في المجتمع والمعنية بالعملية التربوية للقيام بإنتاج برامج تدريبية تطبيقية لتدريب الآباء على هذه العملية التربوية.
وختمت اللوغاني حديثها بالقول: تم التركيز في تلك الدورة على نقاط الاختلاف بين المرأة والرجل والتي يعتقد الكثير من الناس أنها سبب للصدام والمشاكل مع أنها في الحقيقة سبباً للوئام، إذ على الجميع ان يتفهموا طبيعة أنفسهم أولاً ثم الآخرين.
وأكدت موضي محمد الشامسي، مدير عام ادارة مراكز التنمية الأسرية، أن (أهدافنا التي نسعي إليها من خلال مبادرة (مودة) كثيرة ومتعددة أهمها هو تدريب أجيالنا المستقبلية على كيفية مواجهة كل الضغوط الحياتية التي يواجهونها، وتعزيز مفهوم المسؤولية الأسرية لكافة أفراد الأسرة تجاه تربية أولادهم، بالإضافة إلى تفهم أدوار أفراد الأسرة ومعطيات كل دور ضمن المسؤوليات والحقوق والواجبات، وتفعيل دور الأفراد في المجال الأسري والاجتماعي وإكسابهم المزيد من الخبرات والمعلومات، والمجمل لكل هذه الأهداف هو ترسيخ وتعزيز السلوكيات الإيجابية في المجتمع).
وقالت: تلك المبادرات موجهة لجميع أفراد المجتمع خاصة مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وأدوات التكنولوجيا المختلفة التي بالتأكيد لها أثر كبير في نفوس الناشئة، والتي قد تنافس أيضاَ الأسرة في تأدية أدوارها، لذا فإننا نحاول أن نقدم البرامج التوعوية التي تلائم أجيالنا الجديدة.
وختمت مدير عام إدارة مراكز التنمية الأسرية حديثها بالقول: نسعى إلى أن تكون مبادرة (مودة) بمثابة رخصة لإتمام الزواج، بحيث يحضر المقبل على حياة جديدة برنامج (مودة) ويخوض تدريباته ليكون مؤهلاً للدخول في تجربة الزواج، وأعتقد أن هذا سوف يلاقي قبولاً واستحساناً من الشباب والفتيات.
وقالت هدى بوكفيل مدير إدارة برامج الأسرة: مبادرة (مودة) التي تأتي ضمن الخطة الاستراتيجية الجديدة لهذا العام، تهدف في المقام الأول إلى إرساء منظومة القيم وبناء أسرة واعية ومستقرة، واعتقد أننا قد حققنا نجاحاً مذهلاً في التفاعل مع الجمهور الذي شهد حضوراً غير مسبوق لكافة البرامج والورش التدريبية التي قمنا بعقدها خاصة في الأماكن المفتوحة، عندما قررنا أن نخرج خارج الغرف المغلقة ونذهب بأنفسنا لتقديم الاستشارات النفسية للجمهور في مكان مفتوح بأحد المراكز التجارية.
وختمت بوكفيل حديثها قائلة: نحن نحرص على الاهتمام بالأسرة وحمايتها والأخذ بيدها لكي تبقى كياناً متماسكاً مستقراً، وهذا ما يفسر اطلاقنا للعديد من البرامج والمبادرات التي تهدف في المقام الأول إلى حماية الأسرة ومحاربة جميع أنواع الاضطرابات في العلاقات، والحقيقة أن مبادرة (مودة) تحمل الكثير من المحاور الهامة والأساسية التي يقوم بطرحها نخبة من الاختصاصيين، وتشمل فن اختيار الزوج، والتهيئة الزوجية الأولى وفهم النفسيات خاصة في المراحل الأولى من الزواج، بالإضافة إلى المغالاة في المهور وحفلات الأعراس، ومن أهم المضامين في مبادرة (مودة) تجيء معرفة الحقوق والواجبات الزوجية لدى الطرفين في المقدمة، يليه التخطيط المالي للأسرة وكيفية مواجهة التحديات الاقتصادية، وبناء ميزانية الأسرة، وأيضاَ كيفية تربية الأبناء بالشكل الصحيح، وتدريب الآباء على مجابهة كافة الضغوط التي تواجههم أثناء العملية التربوية.
ورش تفاعلية على هامش (مودة)
د. عبد العزيز الحمادي: نطمح غلى تحقيق المصالح العليا للأسرة.
أقيمت على هامش الجلسات والدورات التدريبية مجموعة من الورش التفاعلية المتنوعة التي شملت جميع الجوانب الشخصية والنفسية والاجتماعية والصحية والقانونية من أجل التوعية بكيفية بناء أسرة مستقرة واعية، ورفع ثقافتها وتعزيز القيم الاجتماعية والنفسية من أجل مجتمع آمن ومستقر، وقام بتقديمها نخبة من الاختصاصيين في مجال العمل التربوي والأسري.
الدكتور عبد العزيز حمادي مدير إدارة التلاحم الأسري بهيئة تنمية المجتمع في دبي ومستشار مبادرة مودة، والذي عبرعن سعادته بالاشتراك في مبادرة (مودة) التي تطلقها مراكز التنمية الأسرية والتي تهدف إلى تأهيل الشاب والفتاة نفسيًا ومعرفيًا واجتماعيًا من أجل حياة زوجية مستقرة أكد على ضرورة امتلاك مفاتيح الإدارة الأسرية والتي تضمن استمرار وقوة الروابط الأسرية في ظل أجواء تتصف بالمحبة والاحترام المتبادل خاصة وأن هناك مصلحة عليا داخل الأسرة، ومهما اختلف الزوجان وتعارضت مصالحهما يجب أن يراعيا عدم المساس بالإطار العام للعلاقة الأسرية وأن يوازيا بين مصالحهما الشخصية ومصلحة الأسرة، لذا فإن الواجب على الزوجين الاحترام المتبادل، والتوافق والتضحية من الجانبين، والتنازل المتبادل عن بعض المطالب الشخصية مراعاة للمصلحة العليا للأسرة.
وأضاف الحمادي قائلاً: حرصت من خلال تلك الورشة على ان تكون تفاعلية بيني وبين المتدربين أناقش معهم العديد من المفاهيم ونطرح الكثير من الأسئلة الخاصة بهم، والحقيقة أنني اعتمد على الدور التفاعلي بيني وبينهم، خاصة ولدي اليقين التام بأنني وسط هذا الكم من الشباب لكي أنصت إليهم، وأحلل أفكارهم، وأجيب على تساؤلاتهم، لنجد حلولاً لما قد يواجهونه من مشاكل اجتماعية قد تزلزل حياتهم الأسرية.
د. آمال النمر: نهدف إلى تدريب أجيالنا على مواجهة الضغوط الحياتية.
وقالت د. آمال النمر الاستشارية التربوية من جهتها: إن مبادرات إدارة مراكز التنمية الأسرية تهتم بالبناء الأسري ومقوماته وتنقل هذه المقومات للفئة المستهدفة بأسلوب متميز خلال التنفيذ، مما يساعد على نشر الوعي الأسري داخل المجتمع وكذلك الثقافة الأسرية بصورة سهلة وواضحة.
وختمت د. النمر حديثها بالقول: أن أهمية مبادرة (مودة) تأتي من اهتمامها بتدريب الأجيال المستقبلية على كيفية مواجهة كل الضغوط الحياتية التي يواجهونها، وتعزيز مفهوم المسؤولية الأسرية لكافة أفراد الأسرة تجاه تربية أولادهم، بالإضافة إلى تفهم أدوار أفراد الأسرة ومعطيات كل دور ضمن المسؤوليات والحقوق والواجبات، وتفعيل دور الأفراد في المجال الأسري والاجتماعي وإكسابهم المزيد من الخبرات والمعلومات من أجل تعزيز السلوكيات الإيجابية في المجتمع.