المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل
ضمن مبادرة الشارقة مدينة صديقة للأطفال واليافعين نظم مكتب الشارقة صديقة للطفل يومي 17 و18 أكتوبر 2017 في فندق الشيراتون بالشارقة وبالتعاون والشراكة مع مؤسسة الشارقة للإعلام والمجلس العربي للطفولة والتنمية وقطاع الشؤون الاجتماعية إدارة المرأة والأسرة والطفولة في جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) وبدعم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة فعاليات ورشة (المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل) بهدف ترسيخ إطار عام لاستراتيجية عمل إعلامي عربي مشترك، يستند إلى المبادئ الأخلاقية والمهنية فضلاً عن تزويد الإعلاميين بخلفية نظرية عن الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الطفل مع التركيز على اتفاقية حقوق الطفل باعتبارها المرجعية الأساسية للعمل، والتعريف بواقع حقوق الطفل والإعلام والمبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل، والوقوف على واقع حقوق وسياسات الحماية والمبادرات الإعلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة (إمارة الشارقة)، والتعريف بواقع حقوق الطفل الإماراتي بشكل عام والتدابير المتخذة في إمارة الشارقة بشكل خاص، وما تم اتخاذه من تدابير لحماية تلك الحقوق سواء على مستوى التشريعات أو السياسات أو البرامج أو المؤسسات، وكذلك فيما يتعلق بالإعلام بالإضافة إلى تعريف المشاركين بكيفية تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل، من خلال استعراض نماذج وتطبيقات وتقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لتطبيق المبادئ على بعض المواد الإعلامية.
شارك في الورشة عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين وممثلي وسائل الإعلام في الشارقة وكوادر المؤسسات المعنية بالطفل والمتخصصين في قضايا حقوق الطفل، اتبعت فيها مجموعة من الأساليب التفاعلية منها: الجلسات العامة، والمجموعات النقاشية وغيرها، عرض خلالها نخبة من الخبراء والمدربين عدداً من القضايا بهدف تقديم خلفية معرفية وحقوقية ومهنية حول قضايا الأطفال في الإعلام، للوصول إلى آليات تعزز دور الإعلام في حماية ورعاية حقوق الأطفال بمن فيهم الأطفال ذوو الإعاقة.
سعادة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام حضر الورشة وقام بتوقيع «وثيقة المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل» مؤكداً في هذه المناسبة حرص إمارة الشارقة بمؤسساتها الإعلامية كافة على أن يكون إعلامها صديقاً للطفولة، وملتزماً بالمبادئ والقيم التي تحفظ حقوق الطفل، وتساهم في معالجة مختلف القضايا المتعلقة بالطفولة، وفق رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقال بعد توقيع وثيقة المبادئ: إن توقيع العهد الجداري يأتي تجسيداً لالتزام إمارة الشارقة بالمبادئ والمعايير المهنية المتصلة بالطفولة والمتوافقة مع المعايير الدولية لحقوق الطفل.
هذا وقد ثمّن المشاركون في الورشة توجه إمارة الشارقة في سعيها لتكون صديقة للأطفال واليافعين، مقدرين إصدار دولة الإمارات العربية المتحدة قانون «وديمة» لحماية الطفل، شاكرين في نفس الوقت الجهات المنظمة لدعمها إقامة هذه الورشة.
وأعلن المشاركون من واقع مسؤوليتهم الاجتماعية، والإنسانية، والمهنية تجاه الأطفال، والتزاماً بالدعوة نحو «إعلام صديق للطفولة»، التزامهم بالتوافق، والمبادئ والمعايير المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل والمتجسدة في: التمكين، والمواطنة، والعدل الاجتماعي، والحرية، والشفافية، وتعزيز مبادئ المساواة، وعدم التمييز، وحرية الرأي والتعبير، والمصداقية، والوضوح، والموضوعية، وحماية مصلحة الطفل الفضلى، وحماية الهوية الشخصية، وضمان الحق في الخصوصية، وحق الرد والتصحيح. والعمل وفق تلك المبادئ حتى تصبح معياراً ضابطاً، وموجهاً يكفل، ويدعم حقوق الطفل، ويسهم في انتشارها وتطبيقها على أوسع نطاق إعلاميا.
وأوصى المشاركون بالتأكيد على أهمية وضع سياسة وطنية إعلامية موحدة تجاه قضايا حقوق الطفل، وفق مقاربة تنمويّة حقوقية، مع إعطائها أولوية على أجندة الإعلام، والدعوة إلى التوعية بقانون «وديمة» للطفل بين كل الجهات المعنيّة، وبما يحقق المصلحة الفضلى للأطفال.
كما أوصوا بالاستمرار في عقد ورش العمل، والحلقات النقاشيّة، والدورات التدريبيّة للإعلاميين بما يسهم في تعزيز الوعي بقضايا حقوق الطفل ومبادئ طرحها في الإعلام، والاهتمام بالتربية الإعلامية بين الأطفال والأسر، وذوي العلاقة بتنشئة الطفل، بما يسهم في القدرة على التعامل الواعي مع الإعلام خاصة الإعلام الالكتروني، كي تصب في التربية السليمة وتفادي الاستخدامات المسيئة والضارة.
وطالب المشاركون بدعوة المؤسسات الإعلامية العربية إلى إنتاج برامج وأفلام موجهة للطفل، تراعي البعد الحقوقي، وأساليب التنشئة الحديثة، وذلك في قوالب جذابة ومؤثرة، وكذلك دعوة المجالس المختصة بالإعلام إلى تفعيل دورها في عملية الرصد، والمتابعة، والتحليل، والمحاسبة تجاه الخروقات المهنية في قضايا الطفولة وفق المبادئ الضابطة، ودعوة المؤسسات الإعلامية إلى إيلاء اهتمام متعاظم بالدور التوعوي تجاه قضايا حقوق الطفل، وتكامل دورها مع مؤسسات التنشئة خاصة الأسرة والمدرسة، بما يسهم في تربية الطفل وفق المتغيرات العالمية المعاصرة ويمكّنه من الدخول إلى مجتمع المعرفة.
واختتم المشاركون توصياتهم بضرورة دعم مشاركة الأطفال في إعداد وبث البرامج الإعلامية المقدمة لهم، أو في القضايا التي تخص حقوقهم، بما يضمن تحقيق مبدأ المشاركة والحوار، وحرية الرأي، ويعزز من دورهم في الحياة العامة.
استهلت الورشة بكلمات افتتاحية كانت الأولى للدكتورة حصة خلفان الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل، قالت فيها: (إن الحاجة باتت ملحة لتهيئة البيئة الإعلامية العربية الداعمة للطفل، تعتمد نهجاً شاملاً يقوم أساساً على احترامه، وحفظ كرامته في كل التغطيات الصحفية والإخبارية، ويبتعد تماماً عن المصالح الضيقة في سبيل تحقيق السبق الصحفي، ويعبر عن الأطفال بالصورة المناسبة في المجتمع).
موضحة أن ورشة (المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل) تأتي في إطار الجهود المستمرة التي تبذلها إمارة الشارقة في تأمين أفضل مستويات الرعاية والتمكين للصغار، مشيرة إلى أنها تسعى إلى ترسيخ المبادئ المهنية الصحيحة في التغطيات الإعلامية المتعلقة بقضايا الطفل والطفولة، والمساهمة في توجيه الإعلام لتبنّي هذه المبادئ الرصينة للوصول إلى (إعلام صديق للطفل).
ولفتت إلى أن الورشة تركز على واقع السياسات والمبادرات الإعلامية في دولة الإمارات
العربية المتحدة عموماً، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، بالإضافة إلى المعالجات المهنية لقضايا حساسة مثل الإساءة والعنف ضد للأطفال.
واختتمت كلمتها بالقول: (نأمل أن تكون هذه الورشة رافداً معرفياً لتعزيز خبراتكم الإعلامية، وتشكيل نقطة محورية في أسلوب عملكم وتغطياتكم، بما يجعل إعلامنا الإماراتي والعربي من أكثر الإعلام كفاءةً في معالجة قضايا الطفولة).
بدورها قالت فاطمة يوسف بن صندل، مدير إدارة التسويق والاتصال الحكومي في مؤسسة الشارقة للإعلام: (ليس غريباً أن نتوقف عند إحدى القصص الإخبارية التي تروي معاناة الأطفال في بعض بلدان العالم، أو تعاطفنا مع طفل يروي تجربة تعرضه لعنف أو إساءة، أو تألمنا لطفل يكشف عن آثار جراح وكدمات أصابت جسده، فتلك حكايات تتجاوز الإنسانية وتخرق قيمها، وتعيد فينا سؤال الرأفة والرحمة).
وأضافت: (تدفعنا تلك الحكايات للوقوف ملياً عند الطفل بوصفه مادة إعلامية تتسابق الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة للوصول إلى مفارقات ظروفها، والغريب في حياتها، فنتساءل هل يكفي أن نروي قصص الأطفال ذوي الظروف الصعبة، صحياً، ونفسياً، ومعيشياً؟ وما أثر ما ننشره عليهم؟ وهل نضيف لتجاربهم تجارب أكثر قسوة؟ وما الهدف من نشر هذه القصص؟ أهي ضرورة ينبغي التوعية بها والكشف عن تفاصيلها؟)
وأوضحت أن هذه التساؤلات تضعنا أمام جملة من القيم المتمثلة في أخلاقيات العمل الإعلامي والصحفي المهني، فمثلما نحن نسعى لمنح الجمهور حق الوصول إلى المعلومة ومعرفة ما يجري حوله، ينبغي ألا ننسى حقوق الأطفال علينا كإعلاميين وصحفيين، فبمفردة واحدة، أو صورة، يمكن أن نكون شركاء في إيذاء طفل، أو جرح كرامته، أو تشويه صورته.
ومن جانبه، قال المهندس محمد رضا فوزي، مدير إدارة البحوث والتوثيق وتنمية المعرفة بالمجلس العربي للطفولة والتنمية: (يسعى المجلس من خلال رسالته إلى إيجاد بيئة عربية داعمة لحقوق الطفل في التنمية والحماية والمشاركة والدمج في إطار الأسرة والمجتمع، من خلال تشجيع وتبنى وتنمية الأفكار والدراسات والمشاريع والتشريعات والسياسات الهادفة إلى تفعيل حقوق الطفل، وإدماجها ضمن خطط ومشاريع التنمية، وذلك بالتعاون والشراكة الفاعلة مع المؤسسات الأهلية والحكومية والإقليمية والدولية).
وأضاف: (انطلاقاً من هذه الرسالة جاءت المبادرة والشراكة بين المجلس العربي للطفولة والتنمية وجامعة الدول العربية (إدارة المرأة والأسرة والطفولة) وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) في تأسيس أول مرصد إعلامي لحقوق الطفل العربي ليكون آلية تعنى برصد ومتابعة ومراقبة الإعلام العربي فيما يخص حقوق الطفل وأساليب تنشئته وتحري المهنية بهدف المزيد من التواصل والفعالية للمنتج الإعلامي العربي والتزامه بالبعد الحقوقي والتنموي).
وأكد الدكتور عصام علي مسؤول السياسات الاجتماعية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن الشارقة تعد المدينة الأولى في العالم التي تطبق المعايير الجديدة لمنظمة اليونيسيف الخاصة بمبادرة المدن الصديقة للأطفال واليافعين، موضحاً أن المبادرة انطلقت في التسعينات من القرن الماضي، واضعة تسعة معايير ومنطلقات، إلا أن المنظمة أعادت تحديثها في العام 2016، وكانت الشارقة أول من استجاب لمعاييرها الجديدة.
ولفت إلى أن الشارقة اليوم تعد نموذجاً لمختلف إمارات الدولة، والمدن في العالم العربي، مشيراً إلى جهود الإمارة في تعزيز منظومة عملها على مستوى رعاية الأطفال، والنهوض بأدوارهم، ودعم طاقاتهم، عبر استحداث معايير جديدة تشكّل إضافة لتجربة المدن الصديقة للطفل.
واعتبر علي أن ورشة (المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل)، تعد إحدى المبادرات الفاعلة التي تؤكد دور الشراكة المؤسسية في إمارة الشارقة للنهوض بحقوق الطفل، وتعزيز نموه في بيئة صحية سليمة.
واستهدفت جلسات اليوم الأول تزويد الإعلاميين بخلفية نظرية عن الاتفاقيات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الطفل مع التركيز على اتفاقية حقوق الطفل باعتبارها المرجعية الأساسية للعمل، والتعريف بواقع حقوق الطفل والإعلام والمبادئ المهنية في معالجة الإعلام العربي لقضايا حقوق الطفل حيث استهل اليوم الأول بجلسة تمهيدية أدارتها الأستاذة إيمان بهي الدين مديرة الإعلام في المجلس العربي للطفولة والتنمية شرحت فيها أهداف الورشة وجرى فيها التعارف بين الحضور وطلبت منهم الإفصاح عن توقعاتهم من الورشة، تتالت بعدها جلسات الورشة حيث تم تنظيم ثلاث جلسات، تناولت الأولى (واقع حقوق وسياسات الحماية والمبادرات الإعلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة)، قدمتها الدكتورة حصة خلفان الغزال المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل وكان الهدف منها التعريف بواقع حقوق الطفل الإماراتي بشكل عام والتدابير المتخذة في إمارة الشارقة بشكل خاص، وتدابير كفالة تلك الحقوق سواء على مستوى التشريعات أو السياسات أو البرامج أو المؤسسات، وكذلك فيما يتعلق بالإعلام. وفي الجلسة الثانية استعرض الأستاذ عصام علي مسؤول السياسات الاجتماعية في اليونيسف مواثيق واتفاقيات حقوق الطفل.
وخصص اليوم الثاني لتعريف المشاركين بكيفية تطبيق المبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل، من خلال استعراض نماذج وتطبيقات وتقسيم المشاركين إلى مجموعات عمل لتطبيق المبادئ على بعض المواد الإعلامية، حيث تناولت الأستاذة إيمان بهاء الدين واقع الأداء الإعلامي تجاه قضايا حقوق الطفل، فيما عرف الدكتور عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعميد إعلام جامعة النهضة بالمبادئ المهنية لمعالجة الإعلام العربي قضايا حقوق الطفل من خلال استعراض عدد من النماذج.
قام بها بتقسيم الحاضرين إلى مجموعات عمل قدموا أو شاهدوا تطبيقات حول تناول قضايا حماية الطفل في وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعي وقاموا بتصويبها وتبيان نقاط تعارضها مع المعايير والمبادئ المهنية في نقاش موضوعي وهادف شارك فيه الجميع، وحاول المنظمون من خلالها الإجابة على معظم التوقعات التي أفصحوا عنها في بداية عمل الورشة.
في الختام تم توزيع شهادات المشاركة على الحضور وتسليمهم المادة العلمية للورشة والتقاط الصور التذكارية.