يحلّ اليوم العالمي للأشخاص المعاقين في العام الحالي وحركة الإعاقة تحتفل بالكثير من الإنجازات على مختلف الصعد. لكن، كما وأنه ثمة إنجازات، إلا أن الكثير من الإخفاقات والحواجز تستأهل منّا أن نقف عليها في هذا اليوم.
يتقدم المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بأحرّ التهاني من جميع الأخوات والإخوة ذوات وذوي الإعاقة ومنظماتهم، خاصة المطلبية الحقوقية القاعدية، بحلول هذا اليوم. كما ونتقدم لكم بأخلص التبريكات على الإنجازات التي حققتموها هذا العام والتي تستحق بالتأكيد الاحتفال بها في هذا اليوم بالتحديد.
ولمناسبة حلول هذا اليوم المبارك، نزف إليكم خبر حصول المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة مؤخراً على الترخيص الرسمي، حيث تم تسجيل المنتدى لدى الدولة اللبنانية.
وبهذا يعلن المنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عن إطلاق نشاطه الرسمي، والذي سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقاً. والمنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة هو منظمة إقليمية مطلبية حقوقية قاعدية، تضم هيئتها العامة حالياً الدول الأعضاء الـ 13 التالية: الأردن، تونس، الجزائر، السودان، سوريا، العراق، فلسطين، لبنان، ليبيا، مصر، المغرب، موريتانيا واليمن.
ويعمل المنتدى على دعم حركات الإعاقة الوطنية للتمكن من تحقيق المزيد من الإنجازات على صعيد تأمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل كامل يكرس مبدأ الدمج والمساوات والكرامة لجميع المواطنين من معاقين وغير معاقين. ولتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، يتبنى المنتدى سياسة الانفتاح والشراكة الكاملين باتجاه منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة وجميع أطياف المجتمعات المدنية في العالم العربي، بالإضافة إلى المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية على اختلاف اختصاصاتها ومستويات عملها واهتماماتها.
هذا، ويضم المنتدى مجموعة من الخبراء المحليين، والإقليميين، والدوليين، وهم يشكلون الهيئة الاستشارية لديه. ويمثل هؤلاء الخبراء مختلف الاختصاصات المعنية بقضايا وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي هذه المناسبة يعلن المنتدى عن فتح باب العضوية للانتساب الى هيئته العامة. وهذه الدعوة موجهة إلى منظمات واتحادات الأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم في جميع الدول العربية الناشطة على نحو جدي في مجال العمل المطلبي القاعدي تحديداً، وذلك باتجاه تأمين الحقوق وتحقيق الدمج الكامل في جميع القطاعات الاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية، والسياسية. وعليه، ندعو الراغبين بالانتساب إلى الاتصال بنا للمزيد من المعلومات حول آلية الانتساب. كما وسيتبع هذا الإعلان مراسلة خاصة يتم العرض فيها لهذه الآلية.
تأتي انطلاقة هذا المنتدى كحاجة ضرورية للدفع باتجاه إيقاف جميع انواع التمييز والتهميش الممارس في عالمنا العربي وفي شتى المجالات ضد النساء، والرجال، والشباب، والأطفال والشيوخ على اختلاف إعاقاتهم.
فحالات التمييز والعزل ما زالت قائمة في مختلف بلادنا العربية. يضاف إلى ذلك استمرار حالات إقصاء الأشخاص ذوي الإعاقة عن مراكز صنع القرار في شتى المجالات. كل هذا شكّل وما يزال عوامل لإبقاء العالم العربي في مصاف المناطق الأضعف في مجال تأمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم.
يدرك المنتدى أن انطلاقته تجري في ظروف قاسية ومأساوية تواجه العديد من الدول العربية، وتحديداً سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، ومختلف المناطق في السودان. وإن ننسى لا ننسى فلسطين، التي تمثل الوجع الأكبر والقضية المركزية لعالمنا العربي شاء من شاء وأبى من أبى.
ونحن إذ نستذكر هذه الدول نتجه بعين الأسى والأسف على ما تعانيه شعوبها بجميع أطيافها من أطفال ونساء وشيوخ ومعاقين جراء ما يدور من نزاعات وحروب، تكشفت عن أفظع ألوان الإجرام والعدوان. وعليه، يؤكد المنتدى على تضامنه العميق مع شعوب هذه الدول، معلناً عن كامل استعداده لتقديم أقصى ما يمكنه من المساعدة والدعم.
وفي الختام، نعاود تقدمنا بأحر التهاني على حلول هذا اليوم، ونذكر أنفسنا قبل الآخرين أن مسيرة العمل المطلبي ما زالت طويلة، حيث لم يزل هناك الكثير من القيود الواجب علينا تحطيمها لكي يصبح للأشخاص ذوي الإعاقة صوت حقيقي ومجتمع دامج يضمن الحقوق والمساواة في الفرص للجميع.
محمد لطفي
المدير التنفيذي للمنتدى العربي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة