لم تعد الأطراف الذكية التي تمنح الشخص من ذوي الإعاقة قدرة تقترب من الطبيعية على القيام بالحركات الصعبة وإدراك ملمس الأشياء والشعور بالتغيرات الحرارية أمراً مستحيلاً إذ توصل فريق من علماء جامعة ديوك في الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقنية جديدة تمكن الدماغ من تحريك الأطراف الصناعية دون الحاجة إلى العضلات مما يساعد المصابين بالشلل على الحركة.
وأكدت تجارب أجريت على القرود أن الدماغ قادر على توجيه الأوامر إلى ذراع آلية يحركها دون استخدام الأسلاك أو العضلات، ودلت تجارب نشرت في مجلة library of Science أن بإمكان القرود السيطرة بواسطة الدماغ فقط على ذراع آلية اعتماداً على شبكة معلومات تقوم على الرؤية والإشارات الدماغية فقط وهي تجربة ناجحة لتحويل الفكرة إلى حركة.
وأكد الباحثون أن القرد يعلم كيف يستخدم الذراع الآلية وكأنها ذراعه الفعلية ما يؤكد أن الدماغ قابل للتكيف بصورة مذهلة بعد أن تمكن من استيعاب عنصر خارجي في مجاله العصبي وكأن الأمر يتعلق بطرف للجسم نفسه.
وتمكن فريق علماء في اليابان من تطوير تقنية جديدة تساعد مرضى الشلل الجزئي على تحريك الأطراف المصابة بالشلل والعاجزة تماماً عن الحركة بمساعدة نظام يستخدم إشارات من القدم السليمة تساعد على التحكم في القدم المشلولة، لكن الباحث (وينوي يو) قال: إن هذا النظام قد يحتاج لخمس سنوات على الأقل قبل أن يتسنى استخدامه خارج المعامل.
وبفضل عمل يو وزملائه في جامعة هوكايدو اليابانية فإن رجلين غير قادرتين على السير بدون مساعدة لإصابتهما بالشلل النصفي بسبب جلطة تمكنتا من الجلوس والوقوف والسير وقال يو: إنه نظام واعد لأنه يعتمد على أجهزة استشعار تعمل بالكمبيوتر تتولى عمل الأعصاب التالفة مما يمكن من الحركة دون أن يوجه المريض أمراً مباشراً عن طريق لوحة حروف أو أزرار.
وأضاف أن النظم الأخرى تستخدم نبضات إلكترونية لإرسال إشارات للعضلات لكن المشكلة الرئيسية أنه كان يتعين الضغط على زر لتبدأ الحركة، أما هذا النظام فيمكن المصابين بالشلل من السير بشكل طبيعي.
ويستخدم هذا النظام مجسات للعضلات لمتابعة الإشارات في الساق السليمة وإطلاق نبضات كهربائية في 11 قطباً كهربائياً تزرع قرب الأعصاب في الساق المشلولة ومن ثم تتلقى الساق المصابة الإشارات من الساق السليمة.
وصمم يو وزملائه النظام بحيث يؤدي توقيت وصول الإشارات إلى الساق المصابة بالشلل إلى تحريك العضلات بسلاسة وبالتالي تفادي مشكلة الانقباضات العضلية اللاإرادية التي تسببها نظم أخرى لمساعدة المقعدين على الحركة من خلال تنبيه الأعصاب كهربائياً.