كثيراُ ما يحدث الرعاف في المدرسة، الأمر الذي يربك التلميذ المصاب والمعلم، وفي لحظات معدودة ينبغي للمعلم أن يسيطر على الموقف، ويهدئ التلميذ وزملائه، بل قد يحتاج الأمر إلى اتخاذ خطوات وإرشادات تسعف المصاب، وتمنع تكرار هذه الحالة ومتابعتها بالتعاون مع أهل التلميذ وطبيب الصحة المدرسية.
يكثر الرعاف أو خروج الدم من الأنف، عند الأطفال وبشكل خاص بعد السنة الثالثة أو الرابعة من العمر، وحتى الخامسة عشر، أي في مراحل الدراسة الابتدائية والإعدادية، وهو يأتي فجأة فيبعث الذعر والقلق عند الأهل والطفل على السواء، ورغم أنه يمر بسلام في معظم الأحيان إلا أن هذا لا يعني أنه وفي حالات نادرة، قد يكون نذير حالة مرضية خطيرة تهدد صحّة الطفل وسلامته.
إن رقة الغشاء المخاطي المبطن للأنف وغناه بالأوعية الدموية الشعرية تجعله عرضة للتمزق والنزف نتيجة أي رض خفيف، وهو أيضا سريع الاحتقان عند الإصابة بالنزلات الأنفية والرئوية، وعند وجود أي ارتفاع في حرارة الجسم، كما يزيد تعرض بعض الأطفال للرعاف نتيجة وجود تبدلات غير طبيعية داخل الأنف مثل وجود انحراف في الحاجز الأنفي لإحدى الجهتين أو زيادة في الأوعية والتفاغرات الوعائية الموجودة داخل الأنف وهذا الأمر يستدعي الفحص الدقيق من قبل طبيب مختص لتحديد طبيعة الحالة المرضية والعلاج الناجع.
قد يحدث الرعاف عند رض الأنف وتخريشه من الداخل أو الخارج، وذلك إما بشكل عفوي أو عند وجود قشور مخاطية صغيرة متراكمة داخله، وفي حالات أخرى قد يحدث الرعاف إثر تعرّض الطفل لأشعة الشمس الملتهبة ولفترة طويلة من الزمن وهذا يصادف أثناء اللهو واللعب والسباحة، وقد يصاحب الرعاف بعض النزلات الأنفية والتحسسية وبعض الأمراض الحموية والتي تسبب احتقانا شديدا داخل الأنف.
في بعض الحالات النادرة من الرعاف قد ينجم عن وجود جسم غريب في داخل الأنف كحبة الخرز أو حبة حمص أو غيرها من الأجسام الصغيرة التي قد يدسّها الطفل الصغير خلسة في جوف أنفة دون أن ينتبه إليها الأهل.
كما ذكرنا سابقا فإنه وفي معظم الحالات المذكورة يكون الرعاف سليما وبسيطا يستجيب لعلاج الطبيب وإرشاداته أما في بعض الحالات النادرة، وعندما يكون الرعاف شديدا، فيحتاج الأمر إلى إجراءات أكثر تعقيدا من بينها إدخال الطفل إلى المشفى وتعويض الدم المفقود.
في حالات أخرى يكون فيها الرعاف مجرد عرض لحالة خطيرة أصابت الطفل، وأخذت بالاستفحال، وهنا ينبغي إجراء الدراسة الطبية اللازمة من أجل تشخيص المرض المسبب ليتسنى تقديم العلاج الناجع. من هذه الحالات المرضية بعض الأمراض الدموية كنقص في عدد الصفيحات الدموية، داء الهيموفيليا أو نقص في بعض عوامل التخثر الدموي، أو بعض أمراض الدم الخبيثة مثل ابيضاض الدم بأنواعه وأشكاله المختلفة.
إن أول سؤال يواجهنا هو:
كيف نتصرف ونحن في المنزل أو المدرسة إذا ما أصيب أحد الأطفال بالرعاف فجأة؟
إن أبسط طريقة لمعالجة الرعاف البسيط هي الضغط بالسبابة والإبهام من الخارج على نصف الأنف السفلي المتحرك ولمدة عشر دقائق، يكون فيها الطفل جالسا. ويمكن أن يجري ذلك من قبل الأهل في المنزل، أو من قبل المعلم في الروضة أو المدرسة، ويراعى أثناء ذلك أن يهدئ من روع الطفل، ويداعب قليلا حتى لا يفزع ويخاف.
يتوقف الرعاف في كثير من هذه الحالات، أما إذا ما استمر بعد ذلك فيمكن أن نلجأ إلى وضع قطعة قطن بعد إن نجعلها على شكل سيجارة ثم نبللها بالفازلين أو أي مرهم مطرٍ آخر، ثم نحشوها في جوف الأنف إلى مسافة 2 ـ 3 سنتيمتر، مع تكرار ضغط الأنف من الخارج بواسطة الإبهام والسبابة ولمدة دقائق، فإذا ما توقف الرعاف نترك هذه القطعة من القطن لمدة ساعة أو ساعتين حيث نخرجها بعد ذلك فيتوقف الرعاف إما إذا عاد فعلينا أن نعيد قطعة القطن إلى داخل الأنف ونسرع بالطفل إلى أقرب مركز صحي ليتلقى العلاج اللازم.
يقوم الطبيب المعالج بإجراء فحص شامل للطفل ويقوم بفحص الأنف من الداخل بواسطة أدوات خاصّة وذلك لمعرفة السبب وتحديد مصدر الرعاف، وقد يعيد الطبيب الخطوات التي سبق ذكرها، أما في الحالات الشديدة فإنه يقوم بإجراء ما يعرف باسم (دك الأنف) وهذا يعني حشو الأنف بقطعة طويلة من (فتيل شاشي) مبلل بمرهم خاص، وعادة يسيطر هذا الإجراء على الرعاف، وفي الحالات المعندة قد يلجأ الطبيب إلى إجراءات أخرى أكثر تعقيدا من ضمنها العمل الجراحي الخاص، وتعويض ما يكون قد فقده من دم.
أما ما يعرف باسم (كي الأنف) فهو يعني تطبيق الكاوي الكهربي أو مواد كاوية كيميائية مثل مادة نترات الفضة، وتطبق على النقطة أو النقاط التي يراها الطبيب مصدرا للنزف المتكرر، وهي لا تجري وتكون ناجحة إلا في الحالات التي يراها الطبيب ضرورية.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/