قال تعالى في كتابه الكريم (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) صدق الله العظيم
إن الله سبحانه وتعالى خلقنا لحكمة لا يعلمها إلا هو وخلق الزوجين الذكر والانثى ورزقهم بالبنين والبنات وجعل بعضهم عقيماً لحكمة إلهية لا يعلمها إلا هو، كما خلق الشخص المعاق إنساناً قبل كل شيء أكان طفلاً أو رجلاً أو إمرأة وكل واحد له احتياجات خاصة فما يلزم الطفل لا يلزم الرجل ولكل معاملة خاصة وحاجات لا بد أن يشترك بها إقرانه وأسرته خاصة.
ومن مشكلات الشخص المعاق أنه حساس جداً تجاه من حوله مما يزيد من صعوبة التعامل معه ومع أسرته التي لا تقل عنه حساسية فلا بد أن نضاعف جهودنا في رعايته ويجب تثقيف الأهالي بكيفية التعامل مع أسر الأشخاص ذوي الإعاقة لأن هذه الأسر لها أهميتها بالنسبة للشخص المعاق فإن إحساس الأهالي بإن ابنهم مرفوض أو قد يرون نظرات الشفقة في أعين البعض والخوف في أعين آخرين قد يسبب الحرج لبعض الأهالي مما يزيد من صعوبة الموقف وقد يؤدي الى خجل بعض الأسر ويجعلها تتخذ إجراءات خاطئة دون أن تعرف مثلاً أن تعامل ابنها المعاق معاملة سيئة أو قد تخبئه من هذا المجتمع الجاهل فتقضي على نفسية هذا المسكين الذي لا حول له ولا قوة.
يجب علينا إذن أن نبدأ بالمجتمع الذي يحتاج إلى وعي وثقافة وعلى المجتمع أن يتعامل مع أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة بما يشجعهم ويقوي إرادتهم وألا يكونوا مع الزمن عليهم بل عوناً لهم لأنه إذا انعزل المجتمع عن التعامل مع الشخص المعاق وأسرته فمعنى ذلك أنهم لن يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم العادية.
إننا بإصلاح المجتمع نصلح الأسرة والفرد ويستطيع هذا المجتمع أن يقدم المساعدة لهذه الأسر دون أن تكون مصحوبة بالشفقة لأن الشفقة لها مردود عكسي على نفسية الأهل ولا يحق للمجتمع أن يعتبر الشخص المعاق عنصراً غير فعال أو ضاراً بالمجتمع فمساعدة الشخص المعاق وأهله يجب أن ينظر لها من منظور حضاري ورعاية الأسرة هي مفتاح حضارة المجتمع وكرامة الأسرة من كرامة الشخص المعاق ويجب أن يعامل على أنه إنسان وألا ننسى أنه فرد من أفراد هذه الأسرة وله حقوق كما لأي فرد آخر.
على كل أسرة، إذن، دراسة متطلبات الابن ذي الإعاقة وحل مشاكله وتبسيطها وأتمنى من جميع الأهالي أن يهتموا به أكثر من أي فرد آخر وألا يهملوه أو يتركوه للخادمة لأنها إن استطاعت أن تخدمه وتلبي طلباته لا تستطيع أن تعطيه حناناً مثل حنان الأم والأهل، وأتمنى أن ينتبه الأهالي لهذه النقطة لأنها بغاية الأهمية يجب علينا أن نغرس فيه الثقة بالنفس وهذا النوع من التعامل كفيل بأن يجعل الشخص المعاق مندمجاً مع أسرته ومن ثم مع المجتمع الذي أصبح الآن أكثر دراية بكيفية التعامل مع الشخص المعاق..
إذن، علينا ألا نخبئ الأبناء من ذوي الإعاقة في البيوت فنسيء إليهم نفسياً كل هذا خوفاً من المجتمع وهكذا فالشخص المعاق يستطيع أن يتعامل مع أسرته والمجتمع بشكل طبيعي على قدر استطاعته وبفضل الله ومساعدة الأسرة أولاً واخيراً.
وإليكم بعض النصائح لتعامل مع الابن ذي الإعاقة:
- قومي بمدحه لأي عمل يقوم به.
- ملاطفته جسدياً مثل التربيت على كتفه.
- كلميه بوضوح حتى لو كان لا يستطيع أن يتكلم جيداً.
- التزمي بسياسة موحدة في التعامل معه من قبل كل أفراد الأسرة.
- لا تفرطي بدلاله.
- أعطه فرصة لقضاء حاجاته.
- شجعيه على اللعب لتكوين صداقات.
- لاحظي قدراته ونمها.