التعلّم الجماعي Collaborative Learning
إحدى طرق التعليم التي يتعاون في ضوئها عدد محدود من الأشخاص في تجربة تعليمية يسهمون فيها ويشتركون في فهم الموضوع الذي يتعاملون معه ومن ثم يسعون لإتمام مهمة مشتركة. ويحظى هذا النمط من التعليم باهتمام وذيوع مستمر في الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأت الأنظمة التعليمية هناك تدرك أن الطلبة الأمريكيين ينساقون، في بعض الأحيان، إلى التنافس المفرط مما يتسبب في حصول مشاكل لهم لدى وجودهم في مكان العمل وخاصة في الحالات التي تستدعي التعاون الجماعي.
ولا شك أن التعاون الجماعي يشكل بحد ذاته جزءاً طبيعياً من الحياة الأمر الذي يحتم إدخاله في المناهج الدراسية. والتعلّم الجماعي يهدف إلى إعانة الطلبة على اللعب مع الآخرين مثلما تعلم الكثيرون منا أثناء وجودنا في رياض الأطفال.
على أن خطط الدروس الخاصة بالتعلّم الجماعي تتباين إلى حد كبير ويحصل في بعض الأحيان أن يعمد المعلم إلى وضع خطة درس خاصة بالتعلّم الجماعي وفرق العمل فحسب. ويمكن للمعلم أيضا أن يلجأ إلى الكثير من الألعاب والفعاليات والنشاطات الخاصة بتشكيل المجموعات teambuilding والتي يمكن القيام بها داخل القاعة الدراسية من خلال حث الطلبة على العمل معا لإكمال مهمة ما حيث يمكن على سبيل المثال تقسيم الطلبة إلى مجاميع وتكليفهم بإتمام واجب ما مثل الاستعانة بالبطاقات التي تضم معلومات معينة وتخصيص جائزة لأفضل أداء تقوم به إحدى المجاميع. والملفت للنظر أن مثل هذه الفعالية تشيع جواً من المتعة والارتياح لكنها في الوقت ذاته تعلّم الطلبة مهارات التعاون الجماعي المهمة.
ويتم إجراء تطبيقات وتمارين تتعلق بالتعلم الجماعي من خلال التركيز على أحد المواضيع التي يتم تدريسها، ففي درس الخطابة، على سبيل المثال، يستطيع المعلم تقسيم الطلبة إلى عدة مجاميع ويحثهم على العمل معا لتقديم عرض مشترك presentation حول ذلك الموضوع. في ضوء هذا التوجه بمقدور الطلبة أن يتعلموا بنفس الكيفية التي يقومون بموجبها بإعداد ذلك العرض بأنفسهم فرادى، لكنهم يحظون بمنفعة مضافة تنجم عن تعلمهم كيفية التعاون.
وهناك بعض الصعوبات التي تبرز لدى التخطيط للتعلّم الجماعي وتنفيذه فالوضع الطبيعي يقتضي حصول الطلبة على تقييمات فردية وليس تقييمات جماعية وفق نظامنا التعليمي الأمر الذي يخلق في بعض الأحيان صعوبة في تحديد تقييمات الطلبة الذين كانوا جزءاً من مشروع ناجح أو غير ناجح. أضف إلى ذلك يمكن أن يعطي مثل هذا التعليم نتائج عكسية لأنه ربما يتحول أحياناً إلى جدل حاد أو حتى إلى شجار، وربما يؤدي الأمر إلى أن يضمر بعض الطلبة مشاعر قاسية إزاء زملائهم الطلبة الآخرين. مع ذلك يجد الكثير من المعلمين بعض السبل الكفيلة بتقليص مثل تلك المصاعب إلى الحد الأدنى، فالطلبة يمكن أن يضعوا تقييمات لبعضهم بعضاً بإشراف المعلم بناء على مشاركتهم في مشروع جماعي وإعطاء الطلبة علامات استناداً إلى نجاح المشروع مع الأخذ بالحسبان تقييمات أعضاء المجموعة الأخرى.
وربما يعمد المعلم أيضا إلى تقليص الآثار السلبية الناجمة عن حوار ما من خلال حث الطلبة على الجلوس معا وتبادل الآراء والأفكار عن مسببات الشجار ودواعي شعورهم في تلك اللحظة. ومثل هذه التجربة أبعد ما تكون عن السلبية لأنها بمثابة فرصة مؤاتية لإعانة الطلبة على تفهم العلاقات التي تجمعهم.
في الختام نشير إلى أن التعلم الجماعي يشهد خطاً تصاعدياً في صفوفنا الدراسية لأن ممارسته بشكل متقن توفر فرصة سانحة للتخلص من الملل الذي يصاحب المحاضرات المتعارف عليها وتعليم طلبتنا العمل الجماعي فضلا عن الأخذ بأيديهم لأن يكونوا أعضاء منتجين في المجتمع.
المصدر
www.teach-nology.com/currenttrends/collaboration
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.