برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تستعد المدينة لتنظيم مؤتمرها العلمي السنوي يومي 17 و18 أبريل 2018 تحت شعار (5% ضمن نطاق التردد) وتعمل على أن يكون انعقاده منصة علمية دولية يجتمع فيه الأشخاص الصم وضعاف السمع وأسرهم والعاملون معهم مع أصحاب القرار والخبراء والشركات المتخصصة، لتسليط الضوء على أبرز القضايا والمشكلات التي تعترضهم واقتراح الحلول والمبادرات والاطلاع على أحدث الأبحاث العلمية التي من شأنها تمكين الأشخاص الصم وضعاف السمع من حقوقهم والعمل على تعزيز مفهوم ثنائية الثقافة / ثنائية اللغة، وزيادة فرص اندماجهم في مجتمعهم بشكل كامل غير منقوص، وتفعيل دورهم ومكانتهم في مسيرة التنمية المستدامة لبلدانهم.
المحور الثاني من محاور المؤتمر الخمسة أفرد لموضوع ثنائية اللغة ثنائية الثقافة كمفهوم وتطبيق في آن معاً، ومعروف أن الأشخاص الصم تتكون لديهم ثقافة تعتمد على لغتهم الأم وهي لغة الإشارة التي يستخدمونها مع أقرانهم الصم ومع مجتمعهم، والثقافة الأخرى هي الثقافة الناتجة عن كونهم جزءاً من مجتمعاتهم الكبيرة، وما يحمله هذا المجتمع من لغة واتجاهات وعادات وتقاليد وقيم مشتركة.
الأستاذ الدكتور طارق بن صالح بن محمد الريس عميد شؤون الطلاب والأستاذ المشارك في قسم التربية الخاصة بكلية التربية بجامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية والذي سيترأس الجلسة الأولى للمؤتمر يرى أن مجال التربية الخاصة لقي اهتماماً أكبر وأوسع في الوطن العربي من حيث القوانين والأنظمة والبحوث والدراسات، وجرى التوسع في الخدمات المقدمة، وبرامج وأقسام التربية الخاصة، والاهتمام الإعلامي، ومن ضمن فئات التربية الخاصة التي حظيت بهذا الاهتمام فئة الأشخاص الصم وضعاف السمع، ومن نماذج هذا الاهتمام الجهود المبذولة لتوحيد لغة الإشارة العربية وترجمة الأخبار إلى لغة الإشارة في الكثير من القنوات الإعلامية العربية.
لكن ـ يقول الدكتور طارق الريس ـ إن تعليم الصم لغة المجتمع الذي يعيشون فيه سواءً المقروءة أو المكتوبة أو المنطوقة هو محور الجدل القائم بين المختصين في مجال تربية وتعليم الأشخاص الصم. فالبحث عن أفضل الطرق لتعليم الصم القراءة والكتابة، ومساعدتهم على التغلب على ما يعترضهم من مشكلات، هو الشغل الشاغل للمهتمين بهذا المجال.
وتأتي طريقة ثنائي اللغة / ثنائي الثقافة ـ يقول البروفيسور الريس ـ كمحاولة جديدة في مجال تربية وتعليم الأشخاص الصم لتجاوز السلبيات السابقة وفتح آفاق أرحب للصم وضعاف السمع خصوصاً وأنها تركز على أمر أغفل تماماً في السابق ألا وهو ثقافة الصم.
ويعرف الريس طريقة ثنائي اللغة / ثنائي الثقافة بأنها أحدث الأساليب في تربية وتعليم الأشخاص الصم، والتي تقوم على أساس أن لغة الإشارة هي اللغة الأولى والطبيعية للطفل الأصم والتي من خلالها يتم تدريسه لغة المجتمع الذي يعيش فيه كلغة ثانية. كما تقوم على أساس ضرورة ربط اللغة بالثقافة وتعريف الطفل الأصم بثقافة مجتمع الأشخاص الصم وثقافة مجتمع السامعين الذي يعيش فيه.
ويقول يقول أصحاب الشأن والرأي من الأشخاص الصم إن اللغة المنطوقة تبقى غريبة على أغلب الأشخاص الصم لا يستطيعون استيعابها كما يستوعبها الشخص السامع، وحتى الآن لم تتوفق الطرق على تنوعها في تذليل اللغة المنطوقة للصم حيث بقيت عصية عليهم.