حذّر حماة البيئة في ألمانيا من أن ثلث مستحضرات التجميل ومواد النظافة الشخصية في الحمام تنطوي على مخاطر صحية تؤثر في الهورمونات البشرية.
وكشفت دراسة ألمانية حديثة أن مواد العناية بالجسم مثل الصابون السائل ومعجون الأسنان والحلاقة أو مستحضرات التجميل مثل أحمر الشفاه تحتوي على مواد كيميائية تؤثر سلباً في النظام الهورموني في جسم الإنسان.
حسب الدراسة التي أعدها باحثو (بوند) الألماني لحماية البيئة والطبيعة، فإن هذه المستحضرات تنطوي على خطورة بشكل خاص على الحوامل والأطفال.
وقالت سارة هويزر، الخبيرة بالاتحاد، إن بعض العناصر التي تدخل في تصنيع هذه المواد ربما تؤدي إلى خفض معدلات الخصوبة وتبكير البلوغ وتتسبب في الإصابة ببعض أنواع مرض السرطان.
وخلال الدراسة قام الباحثون بتحليل عدد هائل من مواد التجميل بحثاً عن 15 مادة كيميائية بعينها يصنفها الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة له على أنها مواد يمكن أن تمثل خطراً هورمونياً.
وهناك مواد كيميائية أخرى تدخل في صناعة صبغات الشعر ومواد العناية بالبشرة وحمايتها.
وقالت الخبيرة هويزر إن مثل هذه المواد يمكن أن يكون لها تأثير مشابه في الهورمونات النسائية، مشيرة إلى أن السنوات الماضية شهدت زيادة في الظواهر الشاذة فيما يتعلق بالصحة، وإن هذه الظواهر تدعو للتدبر بشأن هذه المواد الكيميائية.
ومن بين هذه الظواهر تراجع جودة نطف الخصوبة لدى الشباب وتشوه الأعضاء الجنسية لدى الرضع الذكور أو الإصابة بأنواع السرطان التي تعود إلى أسباب هورمونية مثل سرطان الثدي وسرطان البروستاتا.
وتبين للباحثين أن الشركات الرائدة في صناعة مواد التجميل هي الأكثر استخداماً للمواد الضارة هورمونيا وأن هذه المواد تدخل في صناعة نحو نصف منتجاتها حسبما أوضح المشرف على الدراسة، يوريك فينجلس.
وكانت المواد الحافظة هي الأكثر استخداماً من بين هذه المواد الضارة. غير أن الخبير الألماني في علم السموم، توماس بلاتسيك، من معهد الاتحاد لتقييم المخاطر في برلين، حذر من تعميم الاتهامات الموجهة إلى عدد من هذه المواد، وقال إنه تبين أن بعض هذه المواد آمنة وأنها تستخدم أيضاً في المواد الغذائية في حين أن مواد أخرى لا تزال مثار جدل حيث تستخدمها دول أوروبية وتحظرها أخرى.
وأوضح بلاتسيك أن جسم الإنسان معتاد على التعامل مع المواد الفعالة هورمونياً وأن فول الصويا والحليب والنبيذ الأحمر يحتوي أيضاً على مواد ذات تأثير هورموني.
وقال إن المواد الحافظة ذات التأثير الهورموني هي الأكثر استخداماً في مواد التجميل. وانتقد اتحاد (أي كي دابليو) الألماني للشركات المصنعة لمستحضرات التجميل ومواد النظافة هذه الدراسة معتبراً إياها غير مناسبة لتوفير معلومات للمستهلك.
وأضاف إن هذه المواد مثار الجدل مشروعة ولا تصل للجسم سوى بكميات ضئيلة غير ضارة. واعتبرت شركة (بايرسدورف) تحذير (بوند) الألماني لحماية البيئة والطبيعة غير مبرر وقالت في بيان لها إن بعض الشركات تؤكد بحروف كبيرة أن منتجاتها خالية من المواد الحافظة المتهمة بالتأثير الهورموني.
وكانت جمعيات تعنى بحماية المستهلكين البريطانيين قد حذرت من أن مواد صغيرة جداً قد تكون سامة موجودة في مستحضرات التجميل يمكن أن تكون مؤذية للجسم.
وذكرت صحيفة (ديلي ميل) أن بعض شركات مستحضرات التجميل تستخدم مواد صغيرة للغاية قد تكون سامة حجمها أصغر من حجم الشعر البشري بنحو 80 مرة.
وقالت إن هذه المستحضرات موجودة في متاجر معروفة مثل (بوتس) و(ذا بودي شوب) و(آفون) وغيرها.
وفي هذا السياق انتقدت البروفيسورة دايم آن داولناغ من الجمعية الملكية البريطانية وهي أكاديمية علمية مستقلة هذه الشركات بسبب عدم كشفها عن المواد الموجودة في مستحضرات التجميل أمام زبائنها واستخدام مواد قد تكون ضارة لهم.
وأظهر بحث أجرته جمعية (وتش) أن 87% من المستهلكين لا يعرفون المخاطر التي قد تسببها لهم مراهم الجسم والمنتجات الأخرى.
يذكر أن دراسة حديثة وجدت أن المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل ومثبتات الشعر وأكياس توضيب الطعام تتسبّب بسن اليأس المبكر عند النساء.
وذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية أن الباحثين في جامعة (واشنطن) وجدوا أن النساء اللواتي يتعرّضن لكميات عالية من هذه المواد يبلغن سن اليأس أبكر من غيرهن بسنة ونصف السنة، بل إنه قد يتقدّم عند بعضهن 15 سنة.
وكانت دراسات سابقة أشارت إلى أن المواد الكيميائية المذكورة من ضمن مجموعة الفاثلات الموجودة أيضاً في البلاستيك وأكياس توضيب الطعام، تزيد خطر الإصابة بالسرطان والسكري والسمنة، كما أن هناك أدلة على أنها قد تعطي أدمغة الصبيان صفات أنثوية.
ويقول العلماء الأمريكيون حالياً إن هذه المواد تضر بالأجهزة التناسلية النسائية بما فيها المبايض، متسببة بسن يأس مبكر.
ونظر الباحثون في مستويات الفاثلات في دم أو بول 5700 امرأة، وتبيّن أن اللواتي لديهن أعلى المستويات بلغن سن اليأس أبكر بمعدّل 3 .2 سنة. ويعد العمر المثالي لسن اليأس 51 عاماً، وبالتالي فإن اللواتي يتعرّضن لمستويات مرتفعة من الفاثلات يبلغنه في سن 49 عاماً.
وقالت الطبيبة المسؤولة عن الدراسة نتاليا غريندلر، إن بعض النساء قد يبلغن هذا السن قبل 15 عاماً من العمر المفترض.
ويرتبط سن اليأس المبكر بزيادة معدلات السكتات الدماغية، وأمراض القلب، ومشكلات العظام، والنزيف الدماغي القاتل.
وجاء في تقرير أمريكي حديث أن منتجات العناية الشخصية مثل مستحضرات التجميل والصابون والشامبو هي من أكثر الأشياء التي تتسبب بتسمم الأطفال دون سن الخامسة.
وجاء في التقرير الصادر عن قسم الصحة في مدينة نيويورك أن مركز مراقبة السموم تلقى نحو 70 ألف اتصال في العام 2007 للإبلاغ عن حالات، كان 35% منها لأطفال دون الخامسة يعانون من التسمم.
وأفاد التقرير أن 90% من حالات التسمم تحصل في المنزل بسبب مستحضرات التجميل والصابون والشامبو.
أما المنظفات التي تستخدم في البيت مثل المبيضات وقد تكون مميتة فتحل في المرتبة الثانية إذ بلغ عدد الاتصالات بشأنها 1759 اتصالاً، فيما حل ابتلاع (أجسام غريبة) ثالثاً مع 1601 اتصال.
يشار إلى أن من بين ما يسبب التسمم لدى الأطفال هي الكريمات التي تستخدم مع الحفاضات والفازلين والأدوية ومبيدات الحشرات والقوارض والفيتامينات ومواد تستخدم في الفنون مثل الأقلام والغراء.
وقال مفوض الصحة في نيويورك الدكتور توماس آر فريدان (إن المنتجات المنزلية الشائعة خطرة بالنسبة للأطفال، لذا لا بد من إبعاد المنظفات والأدوية ومستحضرات التجميل عن متناول الطفل ووضعها في خزائن مقفلة).
التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية