المدفع:
عندما فُرض الصوم، كان المسلمون يفطرون على صوت آذان المغرب، وعندما امتدت الرقعة السكانية أصبح المسلمون في حاجة للإشارة إلى موعد الإفطار بصوت عالٍ وقوي يصل إلى أسماع الكثيرين، فكان المدفع أحد تلك الوسائل.
ظهر المدفع أول ما ظهر في القاهرة، وكانت أول مدينة يُستخدم فيها المدفع في أول أيام رمضان عام 825 هـ، ويُقال إن السلطان المملوكي (خشقدم) أراد أن يجرب مدفعاً جديداً، وصادف وقت إطلاقه وقت المغرب، وظن الناس أنه تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين فخرجوا شاكرين، ولما رأى السلطان سرورهم تابع الأمر وأضاف مدفع السحور والإمساك، وبذلك يكون الأمر قد جاء مصادفة.
ويُقال إنه ظهر بعد حكم الخديوي إسماعيل، وأن الأمر كان وليد الصدفة أيضاً حينما كان أحد الجنود ينظف المدفع فخرجت منه قذيفة وكان ذلك وقت المغرب، وأعجبت الفكرة فاطمة ابنة الخديوي عباس، فأصدر فرمان يفيد باستخدام المدفع في رمضان عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية. انتشر الأمر بعد ذلك خارج مصر في أقطار الشام أولاً ثم القدس ودمشق، ثم في بغداد، ثم انتقل إلي بقية الدول العربية.
المسحراتي
سيدنا بلال أول مسحراتي في الاسلام
ترتبط مهنة المسحراتي بعقل ووجدان كل المسلمين صغاراً وكباراً، وخاصة فى شهر رمضان الكريم، فهي تلك الشخصية التي يعتمدون عليها لإيقاظهم وقت السحور، عرفت مهنة المسحراتي فى عهد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث كان بلال بن رباح هو أول مسحراتي فى الإسلام يمر على بيوت المسلمين طوال الشهر العظيم ويشدو بصوته الجميل بأجمل الكلمات لإيقاظ المتسحرين، وكان المتسحرون يمتنعون عن الطعام عند سماع آذان عبدالله بن مكتوم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إن بلال يؤذن بالليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. واعتمد الناس في مكة على الزمزمي الذى كان يقف فوق المسجد وينادى ويستعين كذلك بطرف حبل في يده يتدلى منة قنديلان كبيران حتى يرى نور القنديلين من لا يستطيع سماع ندائه من فوق المسجد.
وقد تطورت مهنة المسحراتي واختلفت مع اتساع رقعة الدولة الإسلامية والحاجة إلى تنبيه المسلمين إلى وقت السحور – فمثلاً في عهد ابن طولون امتهنت المرأة التسحير، وكان يشترط أن يكون صوتها جميلاً وأن تكون معروفة لسكان الحي وتقف وراء النافذة وتنادي، كما أن كل امرأة مستيقظة كانت تنادي علي جاراتها في عهد الدولة العباسية وأثناء حكم المنتصر بالله تطوع عتبة بن إسحاق والى مصر عام 238 هـ لتنبيه الناس إلى وقت السحور فكان يطوف بنفسه شوارع القاهرة سيراً على الإقدام من مدينة العسكر إلى مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط منادياً الناس (عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة) أما فى بغداد أثناء حكم نفس الخليفة فقد ابتكر أهلها فن القومة الغنائي الخاص بسحور رمضان، وقد أطلق عليه هذا الاسم، لأنه شعر شعبي له وزنان مختلفان، ولا يلتزم فيه باللغة العربية، فكان المسحراتى ينادى: (يا نياماً قوموا.. قوموا للسحور قوموا)، ويدق على أبواب البيوت بعصا معه. وكان (ابن نقطة) أشهر من عملوا بالتسحير، حيث كان موكلاً إليه إيقاظ الخليفة الناصر لدين الله العباسي، وفى عهد الدولة الفاطمية كان الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي يأمر جنوده بالمرور على بيوت الناس بعد صلاة التراويح ليدقوا على أبواب النائمين لتنبههم للسحور، وتدريجياً خصص رجل للقيام بهذه المهمة وخصص له راتب معين من الدولة فأقبل الناس على امتهانها على الرغم من اقتصارها على الشهر الكريم فقط. وكان يطوف منادياً: يا أهل الله قوموا تسحروا.
وفي العصر المملوكي كادت مهنة المسحراتي تختفي تماماً لولا أن الظاهر بيبرس أعادها وعين أناساً مخصوصين من العامة وصغار علماء الدين للقيام به.
تطور المهنة
ظهرت بعد ذلك الطبلة على يد أهل مصر كنوع من التطوير، وكانت الطبلة الصغيرة التي يحملها المسحراتي فى يده اليسرى تسمى بازة، ويدق عليها بسير من الجلد أو خشبة ويظل يطوف علي سكان الحي أو الشارع ذاكراً مناقبهم ووظائفهم وأسماء أولادهم ويضفى المبالغة والمجاملة حتى يحصل على مكافأة سخية فى أول أيام عيد الفطر يملأ بها جيبه بالنقود وسلته بالكعك، وحتى يستطيع المسحراتى حفظ أسماء أهل الحي ـ إلا أسماء النساء- وصفاتهم لينادي بها يجب أن يبدأ فى التعرف على أهل الحى قبل رمضان بأسابيع أو شهور، ويقسم المسحراتية المناطق فيما بينهم بحيث يتولى كل واحد منهم قسم أو عدد من الشوارع يكون هو المسؤول عن إيقاظ سكانه.
تطورت الأمور بعد ذلك فاستعان المسحراتى بطبلة كبيرة، ثم إلى عدة أشخاص معهم طبل بلدي وصاجات يصحبون المسحراتي، ويغنون أغان خفيفة ويشارك المسحر الشعراء في تأليف الأغاني التي ينادون بها كل ليلة، وأحياناً كان يصحبه الاطفال ومعهم فوانيسهم لينيروا له الطريق فمثلاً يشدو بعضهم قائلاً:
اصحى يا نايم وحد الدايم..
وقول نويت بكره إن حييت..
الشهر صايم والفجر قايم ورمضان كريم
وخرجت المهنة لتأخذ طريقها فى الانتشار إلى أهل الشام حيث كان المسحراتى يطوف على البيوت عازفاً على العيدان والصفافير منشداً بعض الأغاني الخفيفة.
المسحراتي في كتابات الرحالة والمستشرقين
لقد شغف الرحالة والمستشرقون بهذه المهنة وكتبوا عنها فى كتبهم مثل: الرحالة المغربي (ابن الحاج) الذي جاء إلى مصر في العصر المملوكي في عهد الناصر محمد بن قلاوون تحدث عن عادات المصريين وجمعها في كتاب، والمستشرق الإنجليزي (إدوارد لين) حكى لنا عن المسحراتى في كتابه (المصريون المحدثون.. شمائلهم وعاداتهم)، فيقول: يبدأ المسحراتي جولاته عادة بعد منتصف الليل ممسكاً بشماله طبلة صغيرة وبيمينه عصا صغيرة أو قطعة من جلد غليظ، وبصحبته غلام صغير يحمل مصباحاً أو قنديلاً يضيء له الطريق، ويأخذ المسحراتي في الضرب على الطبلة ثلاثاً ثم ينشد، يسمى فيه صاحب البيت وأفراد أسرته فرداً.. فرداً ـ ماعدا النساء- إذا كان بالمنزل فتاة صغيرة لم تتزوج فيقول أسعد الله لياليك يا ست العرايس، ويردد أيضاً أثناء تجواله على إيقاع الطبلة كثيراً من القصص والمعجزات والبطولات عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي زيد الهلالي وغيره، ويسعد الناس كثيراً بسماع صوت هذه الشخصية المحبوبة وعلى الأخص الأطفال وعادة ما يتوارث الأبناء هذه المهنة عن آبائهم.
تنوع شخصية المسحراتي
ويختلف المسحراتي من مكان لآخر فمثلاً مسحراتي الأحياء الشعبية تجده يحفظ أسماء كل أبناء الحي.. والنداء باسم الأطفال يفرحهم جداً، فينتظروه كل ليلة ليسمعوا صوته ويطلبوا منه أن يناديهم بأسمائهم، فيقول:
يا عباد الله وحدوا الله، سحورك يا صايم وحد الدايم
يا عباد الله وحدوا الله
قوم يا حمادة وأنت يا وليد
سحورك ليوم جديد..
بالله يا هدى أنت ورشا
اصحى يا تامر.. السحور يا ولاد.
أما مسحراتي الأحياء الراقية فيسير وهو يحمل مكبراً صغيراً يكتفي فيه بترديد أسماء الأطفال. وفى مجتمع القرية نجد أن المسحراتي كان يحمل على عاتقه التنبيه بالإفطار والسحور، فنجده يعتمد على ساعته الجيب ودفتراً صغيراً لتقويم الوقت فلكياً يسمى (تقويم البازيدي) والذي يحتفظ به العديد من أهل القرى، ففيه مواعيد الزراعة ومقاومة الدودة والآفات وبه نصائح زراعية وطبية ووصفات بلدية عديدة للشفاء من أمراض كثيرة، وفوق ذلك تقويم الشهور بأنواعها.. القبطية والفرعونية والعربية والإفرنجية ومواقيت الصلاة ومواعيد السحور وهكذا.. وقبل حلول موعد آذان المغرب بربع ساعة يصعد إلى سطح المنزل يراقب صعود مؤذن المسجد وما أن يصيح مِؤذن المسجد قائلاً الله أكبر… الله أكبر، يضرب المسحراتي على الطبلة عدة ضربات قوية، فيسعى الأطفال والشباب إلى بيوتهم لتنبيه الأهل بآذان المغرب، أما في التنبيه للسحور فهو لا يكون وحده أبداً وإنما يكون بصحبة عدة شباب يرافقونه يمسك أحدهم بالفانوس وإلى جواره شاب آخر يمسك بعصا لإبعاد الحيوانات الضالة في الشارع إذا وجدت فى ذلك الوقت المتأخر من الليل، ونجده يقول:
يا عباد الله… وحدوا الله
اصحي يا نايم… وحد الدايم
زينة رمضان
الزينة الرئيسية في رمضان هي الفانوس وله تاريخ معروف، لكن يصاحب الفانوس تعليق الزينة من أوراق ملونة وخيوط ممتدة بين البيوت وعلى واجهات النوافذ والشرفات، بالإضافة إلى أقمشة الخيامية وهي فن مصري أصيل تفردت به مصر عن غيرها من البلاد، ويُقال إنها منذ عصر الفراعنة، لكن المؤكد أنها ازدهرت في العصر الإسلامي خاصة المملوكي، وقد ارتبطت بكسوة الكعبة وموكب المحمل.
عضو اتحاد كتاب، شاعر ومحاضر مركزي
البريد الالكتروني
اسم الشهرة:
أسامه الزقزوق
تاريخ الميلاد
31/9/1970
هاتف
01121544035
المؤهل الدراسي:
كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية جامعة أسيوط
البلد:
عنيبس طهطا سوهاج مصر
الإنتاج الأدبي:
أولاً ـ الدواوين الشعرية المطبوعة
- إلى أين المفر ـ وكالة اروي للبحوث والنشر
- السند باد في المدينة الملائكية ـ وكالة اروي للبحوث والنشر 2009
- من حكايا الجد الغارب ـ وكالة اروي للبحوث والنشر 2009
- لا تحزن مركز عماد قطري للإبداع والتنمية
- اغنية للسلام تحت الطبع الهيئة العامة للكتاب
- البحر وقافلة الحرية (تحت الطبع)
- حلم الخلاص (ديوان شعر مخطوط)
- تسألني المدينة (ديوان شعر مخطوط)
ثانياً ـ القصة القصيرة
- الساعة الثانية بعد الظهر (تحت الطبع)
المقالات المنشورة:
- نشر في مجلات عربية ومصرية عديدة منها على سبيل المثال: الرافد الإماراتية، الإمارات الثقافية، فيلاديلفيا، الجسرة، بروق، المجلة العربية، الشاهد القبرصية، اليمامة، عبقر، الشعر، الثقافة الجديدة، أصوات الشمال، الأهرام، أخبار الأدب.
- منبر تحرير صوت سوهاج وأخبار سوهاج وغيرها من المطبوعات الورقية والالكترونية
- الدراسات الأدبية والنقدية
- كتب عنه الشاعر بهاء الدين رمضان الكاتب والناقد دراسة نقدية عن ديوان (إلى أين المفر) النزعة الصوفية ودلالاتها اللغوية في ديوان إلي أين المفر.
المشاركات والجوائز:
- شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات الثقافية وأذيعت قصائده في الإذاعة والتلفزيون والقنوات الفضائية
- وحصل على عدد من الجوائز الدولية والمحلية منها:
- المركز الثالث في مسابقة بيرق يافع ـ الإمارات 2012
- المركز الخامس في مسابقة الشاعر العراقي علي الغوار في دورتها الأولي 2013
- المركز الثالث في مسابقة المستشار أبو دقة بقنا 2014
- المركز الثالث في دورة الأديب قاسم مسعد عليوة، بورسعيد 2014
- المركز الثاني في جائزة شاعر الشرق السيد زكريا الدورة الأولي، القاهرة 2015