إن الطفل الأصم طفل عادي من كافة الجوانب والنواحي ولا ينقصه إلا قدر من حاسة السمع والتي لولاها لما كان بينه وبين الطفل السامع أي فارق نفسي أو عقلي أو لغوي.
وقد أكدت بحوث التربية الخاصة وعلم النفس أن الطفل الأصم إذا ما اكتشفت إعاقته السمعية مبكراً وأحسن تعليمه وتأهيله وتربيته يتمكن من الوصول إلى أفضل المراكز والمراتب وتنمو مختلف جوانب شخصيته المعرفية والاجتماعية والنفسية وغيرها إلى أقصى حد ممكن، فكلما بدأ التشخيص والتقييم والعلاج مبكراً استطعنا الوصول لأفضل النتائج على مستوى التواصل واللغة والنطق وغيرها ونمت قدراته من مختلف النواحي (لأن العلم في الصغر كالنقش في الحجر).
فما هي أفضل الطرق والوسائل لتحقيق نمو متوازن لشخصية الطفل الأصم من النواحي اللغوية والنفسية والاجتماعية والمعرفية والتواصلية والتخاطبية وغيرها؟
التواصل والتخاطب المبكر وتنميته لدى الطفل الأصم
تعريف علم التخاطب:
هو شكل من أشكال المنظومات العلمية للاتصال ويسعى لتحقيق التواصل بين أبناء المجتمع الواحد بطريقة واضحة وسهلة، ولذا فهو يسعى لتحديد عيوب الاتصال المختلفة عن الأفراد سواء كانت في النطق أو الكلام أو الصوت ويتعرف على أسبابها ويرسم خطة العلاج المناسبة لها من أجل تحقيق تواصل أفضل بين هؤلاء الناس ومجتمعهم، ويكون هذا عامة بالكشف الكامل من قبل فريق العمل المختص وعمل الفحوص الشاملة لهذه العيوب لتحديدها ومعرفة أسبابها والوصول إلى أفضل النتائج في علاجها.
تتكون نظم التواصل والاتصال عادة ـ كما ذكرتها الدكتورة منى الغلمي ـ من المراحل التالية:
- أولاً ـ المدخلات
- ثانياً ـ التشغيل
- ثالثاً ـ المخرجات
وفي نظام التواصل الكلامي يكون الوضع على الشكل التالي:
مدخلات
- أسئلة
- حوار
- محادثة
- قصة
- أخبار مؤلمة ومخيفة
تشغيل
تستقبل هذه المدخلات عن طريق الحواس ثم تصل إلى المخ الذي يوزعها على قنواته ويشير الى العضلات والأعصاب للقيام برد الفعل المناسب
مخرجات
- سلوك تعبيري
- إجابة عن سؤال
- تعبير عن رأي
- إشارات باليدين
- ملامح وجهية معينة
ويتم التنفيذ والتشغيل للمدخلات تبعاً للظروف والسمات الخاصة لكل حالة من الحالات وغالباً ما تكون المتأخرة لغوياً من الأصناف والمجموعات التالية:
أ ـ الأطفال المتأخرون لغوياً بسبب إعاقة سمعية.
ب ـ الأطفال المتأخرون لغوياً بسبب إعاقة عقلية.
ج ـ الأطفال المتأخرون لغوياً بسبب الظروف البيئية والحرمان البيئي.
د ـ الأطفال المتأخرون لغوياً بسبب الاضطرابات العضلية والمرضية وأنواع الشلل الدماغي.
أهمية التدخل المبكر في المجال اللغوي والنطقي
انطلاقاً من القاعدة الشعبية التي تقول (العلم في الصغر كالنقش في الحجر) فإننا نؤكد أهمية التدخل المبكر في علاج عيوب النطق والكلام وجميع حالات التأخر اللغوي، ويتجلى هذا في النقاط التالية:
- مع التدخل المبكر تكون هناك سرعة في إدراك الأهل لوجود مشكلة ما وتقبلهم لهذه المشكلة.
- الادراك المبكر للأسرة عن مشكلة طفلها تدفعها للبحث عن أحسن سبل العلاج وأفضل بيئة تعليمية ممكنة.
- إن الكشف والتشخيص المبكرين يتيحان للأسرة الاختيارات المتعددة للعلاج.
- إن الكشف والتشخيص المبكرين يؤديان إلى نتائج طيبة في التأهيل والعلاج.
- إن الكشف والتشخيص المبكرين يتيحان للأسرة البحث عن المكان المناسب لطفلها للتعليم والتأهيل.
- إن الكشف والتشخيص المبكرين يؤديان إلى تحسين صورة الذات في نظر الطفل المعوق وتقبله لنفسه واندماجه في المجتمع.
- إن الكشف والتشخيص المبكرين يؤديان إلى تكيف الطفل مع بيئته ومحيطه العام.
ما هي الآثار الايجابية للتدخل المبكر والآثار السلبية لعدم التدخل المبكر؟
- التدخل المبكر يعني اكتشاف الأسباب الحقيقية المؤدية للمشكلة النطقية (فقد تكون الحالة بسبب الإعاقة السمعية وقد تكون حالة أفيزيا وتصنف على أنها صمم وقد يكون الأمر بكم اصطناعي ويصنف ويظن أنه صمم)، وعدم التدخل المبكر يعني عدم اكتشاف هذه الأسباب الحقيقية وتأخر النطق.
- التدخل المبكر يعني اكتشاف كمية البقايا السمعية الموجودة ووصف المعين السمعي المناسب له من قبل أخصائي السمعيات وعمل الاختبارات السمعية الضرورية وفحص اللغة الاستقبالية والانتاجية للطفل وعدم التدخل المبكر يؤدي إلى تحويل ضعيف السمع إلى أصم وتدهور القدرات السمعية المتبقية.
- التدخل المبكر يفسح المجال أمام الأهل لمعرفة المطلوب منهم في مساعدة ابنهم في علاجه التخاطبي ويستمر التعاون بينهم وبين الأخصائي للتشاور والتنسيق في تطوير كلام ابنهم وتنمية لغته. وعدم التدخل لا يتيح للأهل معرفة وضع ابنهم ولا كيفية مساعدته ومتابعته في البيت.
- التدخل المبكر يفسح المجال أمام الأهل للتزود بالمعلومات التخاطبية الضرورية من أجل تعليم ابنهم ومتابعته، والتدرب على طريقة التواصل الكلامية معه.
- التدخل المبكر يتيح للطفل تنمية سمعه ولغته ومعرفة أسماء كثير من الأشياء المحيطة به ويتشجع على الكلام والنطق من خلال استعمال الوسائل المختلفة والألعاب المتنوعة والتعزيز المستمر، وعدم التدخل يؤدي إلى تدهور القدرات السمعية والنطقية والمجهود الكبير.
- التدخل المبكر يتيح للطفل فرصة الاندماج الاجتماعي والالتحاق بالمدرسة الخاصة بالسامعين بشكل سليم. وعدم التدخل يؤدي إلى تكريس السلوكيات الخاطئة والعزلة الاجتماعية والحرمان المعرفي.
- التدخل المبكر يمنع تدهور القدرات العامة للطفل ويعمل على تنميته عقلياً ومعرفياً ولغوياً واجتماعياً ونفسياً وعدم التدخل يؤدي إلى تدهور هذه القدرات وتأخرها.
- التدخل المبكر يمنع الآثار النفسية السلبية التي تنجم عن الإعاقة السمعية مثل (الخوف والقلق وعدم الثقة بالآخرين والتمركز حول الذات والغضب والانفعال وغيرها).
ما هي حاجات الطفل الأصم؟
- الحاجة إلى استخدام السماعة.
- الحاجة إلى التدريب السمعي.
- الحاجة إلى التدريب النطقي.
- الحاجة إلى الآخرين والجماعة لتنمية حواسه.
- الحاجة لتعلم قراءة الشفاه الضرورية لفهم الكلام.
- الحاجة إلى الوسائل التعليمية والتقنيات السمعية والبصرية واللمسية.
- الحاجة إلى التأهيل المهني الكافي والمناسب.
- الحاجة إلى تأكيد مفهوم الذات وتحقيق الاستقلالية والدعم النفسي والاجتماعي المناسب.
دور الأسرة في مرحلة الطفولة المبكرة
تقر جميع الدراسات والبرامج الخاصة بأهمية الأسرة في مساعدة طفلها على التفوق والنمو، ولهذا صارت معظم برامج التربية الخاصة تؤكد على الدور الكبير للأسرة في كافة مراحل الإعداد وجميع البرامج المختلفة وخاصة في مرحلة الطفولة المبكر.
وصارت الضرورة ملحة في أن تبقى الأسرة على اتصال واطلاع بطبيعة الخدمات والبرامج التي تقدم للطفل الأصم وإبداء رأيها بهذه البرامج. وحيث أن إشراك الأسرة يزيد من فعالية هذه البرامج المقدمة للصم وفي زيادة وعي الأسرة وخبرتها لمتابعة تدريب طفلها الأصم والتعامل معه.
فالأسرة هي المؤسسة الهامة والأولى التي تحتضن الطفل الأصم والمعنية بالمشاركة في تربيته وتعليمه عن طريق مشاركتها الفاعلة في إنجاح برامج المؤسسات التعليمية وزيادة كفاءتها وفاعليتها.
ولهذا وجب على الإدارات المدرسية دعم مشاركة الأسرة وتنظيم هذه المشاركة لتكون مشاركة فاعلة وليصبح الوالدان مشاركين وليسا مستقبلين للخدمات فقط، وبدون تدخل الأسرة ستكون برامج التدخل والتعليم قاصرة وأثرها محدود جداً.
الواجبات الأساسية للأسرة والمدرسة تجاه طفلها الأصم
أولاً ـ الجوانب التربوية
- يجب أن نشعر الطفل الأصم بأنه محبوب بكليته من رأسه إلى أخمص قدميه وفي كافة الظروف.
- يجب أن نقدم له الدعم والتعزيز الايجابي كلما أبدى سلوكاً مرغوباً والتعزيز قد يكون مادياً أو معنوياً.
- أن نعامله بتوازن أي بدون قسوة ودون دلال زائد ولا نعمد إلى تلبية حاجاته بدافع الشفقة أو العجز.
- إن نركز اهتمامنا على القدرات الكثيرة التي يحملها وعلى ما يعرف وأن نصرف اهتمامنا عما لا يعرف.
- أن نفتح وعيه للاستمتاع بمباهج الحياة كالورود والفراشات والأسماك والطيور والنجوم والبحار والغابات الجميلة.
- اشراكه في الفعاليات المنزلية من إعداد الطعام والشراب والخدمات الأخرى وإشراكه بالحياة الاجتماعية للجماعة.
- أن نفسح المجال أمامه للعب الحر واستكشاف البيئة المحيطة وموجوداتها بشكل سهل.
- أن نسعى للانضمام لجمعيات أولياء أمور المعوقين والنوادي والمؤسسات الخاصة بالصم لتبادل الآراء وتقاسم المسؤولية مع أولياء الأمور الآخرين.
- عدم السخرية من الطفل الأصم وعدم تعريضه للخجل والخوف والقلق سواء من إخوته أو أصدقائه أو جيرانه.
- مساعدته على تنمية شخصيته وذاته وثقته بنفسه عن طريق النجاح في الأنشطة المختلفة الرياضية والفنية والتركيبية لأنه لا شيء ينجح مثل النجاح.
ثانياً ـ الجوانب الحسية والمهارات الأساسية
- تدريبات خاصة باللمس (خشن، ناعم، طري، رطب).
- تدريبات خاصة بالألوان المناسبة للمرحلة العمرية.
- تدريبات خاصة بالذوق والشم والروائح والطعوم.
- تدريبات خاصة بالتنفس (شهيق، زفير، حبس نفس).
- تدريبات خاصة بالتآزر (البصري، الحركي، السمعي، الحركي)، (نزول، صعود، توازن، خطوط سير، المشي).
- تدريبات خاصة بالفك والتركيب وإكمال الصور الناقصة.
- تدريبات خاصة بالمشاهدات اليومية لعناصر البيئية المحلية.
ثالثاً ـ التدريبات السمعية والنطقية
- نحرص على أن يحمل الساعة منذ اكتشاف إعاقته وتدريبه على حملها لأطول فترة ممكنة.
- تدريب نظره على التطلع إلى وجه أمه وضمها باعتباره مصدراً للصوت، وكذلك مصادر الصوت الأخرى.
- أن تقوم الأسرة بتدريبه على التنفس الصحيح بشكل متدرج ومنظم (من شهيق وزفير وحسب نفس منظم) لأن الهواء هو المادة الخام للنطق والكلام، وتنظيم وظائف الفك واللسان والشفاه عبر رياضات خاصة.
- تدريبه على المقابلة بين وجود صوت أو عدم وجوده.
- تدريبه على مصدر الصوت ومكانه واتجاهه (يمين، يسار، أمام، خلف).
- تدريبه على التمييز بين الأصوات (طويلة، قصيرة، هادئة شديدة).
- تدريبه على سماع الأصوات العامة التي في البيئة (صوت الباب، الهاتف، السيارة، جرس المدرسة، الحيوانات، الهواء، الرعد، الماء، الضحك، البكاء، الكلام).
- تعريفه بالأصوات الكلامية (الأصوات المتحركة أولاً، ثم الساكنة ومن الشفوية نحو الحلقية).
- تعريفه بالكلمات ذات الترددات المنخفضة والمقطع الواحد ثم المقطعين ثم الثلاث والأربع والخمس وهكذا.
- تدريبه على الجملة الأسمية القصيرة ثم مد أطرافها من خلال بنى وأشكال صرفية سهلة.
- استخدام الضمائر وحسب المرحلة العمرية (المنفصلة ثم المتصلة).
- توسيع الجملة الأسمية بالعطف (وردة حمراء ووردة بيضاء).
- تدريبه على الجملة الفعلية البسيطة.
- توسيع الجملة الفعلية باستخدام الصفات والأحوال.
- استخدام أسلوب النفي للأفعال والصفات والأسماء.
- استخدام الأفعال وإسناد والضمائر لها.
- استخدام أدوات الاستفهام وبالتدريج.
- استخدام ظروف المكان والزمان.
- أن يتحدث الأبوان مع الطفل بشكل عادي ومتوسط السرعة وبدون مبالغات ويجب أن نتجنب الصوت المرتفع والضجيج الذي لا فائدة فيه.
- الاصغاء للطفل فيما ينطق ويتكلم واستحسان نطقه وأصواته.
- اصطحاب الطفل في جميع المناسبات الاجتماعية ليكتسب لغة الحوار والمحادثة الاجتماعية.
- أن تصنف الأسرة للطفل البومات عن نشاطاته وفعالياته ونشاطاته المدرسية والاجتماعية.
- اطلاع الطفل دوماً على مثيرات جديدة ووسائل مشوقة لزيادة دافعيته للتعلم.
- استخدام جميع التعزيزات والتدعيمات الايجابية وكل وسائل زيادة السلوكيات المرغوبة.
- وفي النطق يجب أن نركز على الاستماع والمحادثة وتنمية القدرة على قراءة الشفاه من خلال (المواقف الحية والتمثيل والدمى والرسوم والصور والألعاب وغيرها).
- أن تدربه على تنظيم وظائف الاستقبال والتمييز والتذكر السمعي.
- تدريبه على الكلام الايقاعي والنغمي وفق مبادئ التصحيح العلمية.
- الصمم مفصول عن البكم وبإمكان الأصم التكلم إذا هندسنا البيئة والظروف المحيطة به.
- يجب أن نحرص على بقاء الوجه مرئي والوقوف أمام الأصم في المكان المضاء بشكل جيد.
- أن نجعل الطفل الأصم يتحسس مخارج الأصوات عبر الحنجرة والشفاه والأسنان وقاعدة الفم.
- عدم ترك الطفل فترات طويلة بين الخدم والحشم واستخدام الوسائل المختلفة لإكسابه الكلام ولغة الحوار والمحادثة.
ويجب أن تعلم الأسرة أن العلاج التخاطبي علاج تأهيلي ويجب أن يتم على مدار الساعة ولذلك لابد من التعاون بين الأسرة والمدرسة على الدوام وبشكل فعال بما يخدم مصلحة الطفل الأصم واندماجه الفاعل في المجتمع.
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.