معظم الأشخاص من ذوي الإعاقة لا يقومون بدورهم الفعال في المجتمع بسب وجود معوقات وصعوبات تمنعهم من ذلك؛ حيث معظم المباني والطرقات ووسائل النقل في أغلب مدن العالم تكون غير مهيأة للأشخاص من ذوي الإعاقة، وخاصة المدارس والجامعات، فلماذا نقوم بتضييع الوقت في التعامل مع مشاكل إعادة هيكلة أبنية المدارس والجامعات والمرافق ووسائل النقل! في الوقت الذي نستطيع الاستفادة من التعليم عن بعد حيث يستطيع الشخص من منزله متابعة تحصيله العلمي.
بطبيعة الحال تعتبر الدراسة في الكلية أو الجامعة خطوة كبيرة لأي شخص، أما بالنسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة فإن تفكيرهم يكون في إمكانية الوصول إلى الجامعة قبل التفكير في التحصيل العلمي. القضايا الطرفية التي لا علاقة لها بالتحديات التي تواجهها دورات المناهج نفسها مثل السفر والصفوف الدراسية والتكيف في الحرم الجامعي يمكن أن تلعب دورا في أذهان الأشخاص من ذوي الإعاقة الذين يتخذون قرارات حول مكانهم في التعليم.
التعليم عن بعد
هي طريقة لأخذ منهاج تعليمي عن بعد حيث يتم الوصول إلى المواد الدراسية عبر الانترنت أو القنوات التلفزيونية مثل الجامعة المفتوحة حيث يكمل الطالب واجباته الدراسية ويرسلها إلى الجامعة من أجل التقييم.
إن فكرة التعلم عن بعد هي ليست فكرة جديدة ولكنها من دون شك أصبحت حافزاً مشجعاً في السنوات الأخيرة من التكنولوجيا الجديدة مثل السكايب ووسائل الاعلام الاجتماعية والأنظمة التي تستخدم عبر الويب حيث جعلت الأمور أكثر سهولة للطلاب في تحصيلهم العلمي واكتساب الخبرات التعليمية من دون الحاجة إلى الذهاب للفصول الدراسية.
فيما يلي بعض الملاحظات عن التعليم عن بعد التي تهم الأشخاص من ذوي الإعاقة:
إمكانية الوصول:
على الرغم من أن الكليات والجامعات تبذل جهداً كبيراً لجعل مبانيها سهلة الوصول؛ إلا أنه لا يزال هناك حاجة لبعض الطلاب من ذوي الإعاقة إلى تسهيلات أخرى، قد يضطرون إلى استخدام مداخل مختلفة عن مداخل زملائهم، حيث يتم تزويد جزء معين من الحرم الجامعي بالتعديلات التي تمكنهم من الدخول والتحرك بسهولة في الكليات. أما مع التعلم عن البعد فلا يوجد حرم جامعي؛ وبالتالي لا توجد مشاكل في إمكانية الوصول، حيث يدرس معظم طلاب التعلم عن بعد في المنزل أو في مكان إقامتهم أو في أي مكان من العالم بشرط وجود اتصال بالإنترنت، حتى الأشخاص الذين لديهم صعوبة في استخدام الحاسوب يستطيعون الاستفادة من التعلم عن بعد؛ وذلك بتطبيق التعديلات على لوحة المفاتيح وحزم البرامج الأخرى الضرورية لتشغيل المحاضرات والدروس وذلك حسب إعاقة كل طالب.
السفر:
إن التحدي الآخر للدراسة هو السفر. على الرغم من أن هناك طرقاً متاحة للسفر لمعظم الحالات إلا أنه يمكن أن يكون السفر متعباً للأشخاص ذوي الإعاقة خاصة إذا كانوا بحاجة إلى مكان معين وتوقيت معين، على سبيل المثال: عندما تبدأ المحاضرات الساعة 9 صباحاً في مكان العمل تستطيع التفاوض على ساعات مختلفة من العمل ولكن في الجامعة أوقات المحاضرات تكون في جداول زمنية محددة، بالنسبة إلى بعض الأشخاص من ذوي الإعاقة هذا المفهوم غير مقنع لهم بسبب الصعوبات التي تواجههم في وسائل النقل لذلك التعلم عن بعد هو الحل البديل لهم بسبب عدم الحاجة إلى السفر.
المرونة:
من المزايا الأخرى للتعلم عن بعد للأشخاص من ذوي الإعاقة هو مرونته، حيث تكون هناك خيارات متعددة لأوقات المحاضرات بالإضافة إلى إمكانية تسجيل المحاضرة، وبالتالي عند عدم حضور المحاضرات والغياب عن ورشات العمل؛ سوف تكون هناك إمكانية التعويض في حضور المحاضرات المسجلة. لا يرتبط التعلم عن بعد عادة بجدول زمني محدد مما يتيح للأشخاص الذين لديهم التزامات بالقيام بواجباتهم الدراسية، مثال: الأشخاص الذين لديهم التزامات عائلية أو الذين لديهم عمل أو الذين يحتاجون إلى عناية في أوقات محددة.
المرشد الأكاديمي:
اعتماداً على الاختصاص الذي يدرسه الطالب يتم تعيين مرشد أكاديمي لكل مادة لمساعدة الطالب في دراسة المادة وارشاده في العملية الدراسية والإجابة على أسئلته، ويتم ذلك عادة عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف أو أنظمة خاصة من أجل إعطاء محاضرات متزامنة يتم فيها النقاش حول المواضيع المختلفة.
بداية الدراسة:
معظم دروس التعلم عن بعد ليس لها تاريخ محدد في بداية الدرس أو نهاية الدرس، ولا ترتبط بالفصول الدراسية. ومع ذلك فإن بعض الشهادات تحتاج إلى جداول زمنية محددة في بعض وحدات الدراسة، وبالتالي تستطيع أن تسأل الجامعة أو المعهد عن المدة التي تستغرقها الدورة الدراسية إذا كنت تدرس بمعدل معين.
التقييم:
بمجرد الانتهاء من المقالات والواجبات الدراسية ترسل إلى المرشد الأكاديمي من أجل وضع العلامات والتقييم حيث يكون هذا التقييم مفيد جداً من أجل إدخال التحسينات في المواد التي تليها وذلك بالاستفادة من الأخطاء التي تحصل.
شروط القبول:
إن أغلب الشروط التي تطلبها الجامعات والمعاهد الخاصة بالتعلم عن بعد هي المؤهلات اللغوية الإنكليزية ومهارات الحاسوب ولكن هناك بعض الجامعات لا تطلب أية شروط للقبول. التعلم عن بعد يمنح شهادات أكاديمية لمختلف المراحل التعليمية من المرحلة الجامعية الأولى مروراً بالدراسات العليا وحتى الشهادات المهنية. وكذلك تعليم اللغة الإنكليزية أصبح أمرا ًسهلاً عن طريق التعلم عن بعد.
إن التعلم عن بعد هو بديل قوي للتعلم التقليدي للأشخاص من ذوي الإعاقة لأنهم لا يحتاجون إلى معاناة السفر والتنقل، فكل ما يحتاجونه هو حاسوب متصل بالإنترنت عليه برمجيات خاصة لتشغيل المحاضرات أو تقنيات خاصة لبعض أنواع الإعاقات شرحناها في مقال سابق.
من المهم أن نذكر في الختام أن الأشخاص من ذوي الإعاقة لهم الحق في التعلم والحصول على الشهادات الأكاديمية والمهنية في الاختصاصات التي يرغبونها سواء في الحرم الجامعي أو عبر الإنترنت.
المصدر:
http://disabilityhorizons.ae