يجد الأشخاص ذوو الإعاقة بفئاتهم المختلفة في كثير من الدول المتحضرة والمتقدمة علمياً وثقافياً اهتماماً يشمل جميع مجالات الحياة، حيث يساعدهم ذلك في الوصول إلى المساواة مع الأفراد من غير ذوي الإعاقة. والهدف الأساسي ليس فقط الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة وإنما الاستفادة مما لديهم من ابداعات ومواهب تؤهلهم للوصول إلى القمة في المحيط الاجتماعي، وهذا هو الذي أفرز أفذاذاً هم من أصحاب الإعاقات التي لم تمنعهم إعاقاتهم من الابتكار والتميز.
ومن مجالات الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة هو تيسيير مجرى حياتهم اليومي في الشارع والمنشأة من حيث المراعاة الكاملة لحاجاتهم على اختلاف فئاتهم عند القيام بأي إنشاء هندسي أو عمراني، فالقيام ببعض التجهيزات البسيطة وتوفير الوسائل المساعدة في الشوارع والمباني مما يساعد الشخص المعاق هو عمل انساني بالدرجة الأولى، وهو دلالة قوية على مكانة هؤلاء في وسط مجتمعهم.
وكم يحزننا أننا في دولنا العربية والإسلامية لا نلحظ لذلك وجوداً أو اهتماماً، بل ونستغرب إذا وجدنا مكاناً خصص للأشخاص ذوي الإعاقة في مواقف السيارات، لذا علينا ألا نستغرب أن نقابل إخوتنا من ذوي الإعاقة وقد أثر عليهم هذا التجاهل الغريب وأدى هذا إلى البقاء في دائرة الاهمال بينما نرى الأشخاص ذوي الإعاقة في دول العالم المتحضر وهم يتبوؤون مناصب مرموقة ووصلوا إلى أعلى المراتب في المجالات الدراسية والعلمية، مع أننا لا نختلف عنهم لا بل إن ديننا حضنا على التكافل والتضامن فيما بيننا، ويقول عز وجل: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (سورة الحجرات ـ الآية 10)، ويقول رسولنا صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مَثَلَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).