بقلم: البروفيسور فيرديناند فون بروندزنسكي*
Prof Ferdinand von Prondzynski
لا شك أن الحيلولة دون تسرب الطلبة الجامعيين وضمان موصلتهم الدراسة يمثل واحداً من أهم المهام التي تضطلع بها الجامعات في وقتنا الحاضر فالتحاق طالب جامعي جديد في الدراسة يمثل استثماراً كبيراً سواء تعلق الأمر بالطلبة أنفسهم أو بالمواطن دافع الضريبة أو بمن يتولى مسؤولية التعليم الجامعي. ومثل هذا الاستثمار يتحول الى خسارة مالية حين لا يكمل الطالب مقرره الدراسي.
وتعلم سائر الجامعات أن الدعم الرئيسي لإكمال الدراسة بنجاح يتمثل بالتفاعل الوثيق مع الطالب، فكلما سعت الجامعة لاجتذاب الطالب ومشاركته وكذلك مراقبته وتقييمه والتحدث معه والإصغاء إليه ازدادت الفرصة المتاحة أمام ذلك الطالب للتخرج. فضلاً عن ذلك فإن حضور المحاضرات والتفاعل مع الأساتذة والمحاضرين ينطوي على فوائد خاصة لأن ذلك يؤدي إلى تعميق وعي الجامعة وإدراكها حيال القضايا أو المشاكل التي ربما تعترض سبيل الطالب.
ويبدو أن إحدى الجامعات تدرس وسيلة أخرى لبلورة مثل هذا الوعي فقد علمنا أن جامعة لوفبورو Loughborough University البريطانية تدرس قضية مراقبة الرسائل الإلكترونية الخاصة بطلبتها. ولاريب أن مثل هذه العملية تتضمن الرغبة في الإطلاع على (التعليقات السلبية) لأنها ربما تمثل مؤشراً على الشعور بعدم الرضا أو مواجهة صعوبات محتملة.
وتفكر جامعات أخرى بالحصول على معلومات عن الطلبة الذين يواجهون بعض المواقف الصعبة التي ربما تصل حد المخاطر من خلال استثمار المعلومات المتيسرة لديها حولهم ومن ثم العمل على تحليلها.
إنني أظن أن مثل هذا النهج يدعو للشك والتساؤل من الناحية الأخلاقية فيما يتعلق بمدى فاعليته، ففي الوقت الذي تهدف فيه الدراسة الجامعية إلى استقطاب الطلبة فكرياً فإن الطرق التي ربما تلجأ إليها جامعة لوفبورو وغيرها من الجامعات توحي بأنها تهتم بجمع المعلومات (الاستخباراتية)! ونشدد هنا على أن التعرف على الطلبة الجامعيين أمر مهم لكن مثل هذه المعرفة لابد أن تتم من خلال التفاعل وليس المراقبة!
ولربما ينجم مثل هذا التوجه عما تتعرض له الجامعات في أيامنا هذه من متابعات ومراقبات مع النظر إلى التعليم باعتباره أداء. ورغم أن مثل هذا التوجه في جانب منه يتصف بكونه أمراً حتمياً، وربما يكون صحيحاً، إلا أنه يجب ألا يضغط على علم أصول التدريس الذي يستند إلى أسس صحيحة، وعليه يتعين على الجامعات ألا تمثل دور (الأخ الأكبر) **Big Brother حيال طلبتها!!
(*) البروفيسور فيرديناند فون بروندزنسكي Ferdinand von Prondzynski رئيس جامعة (روبرت غوردون)، أبردين ـ أسكوتلندا Robert Gordon University
(**) الإشارة مستقاة من رواية 1984 للروائي جورج أورويل George Orwell
المصدر:
www.universitydiary.wordpress.com
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.