(سنة أولى ترمل) دراسة خاصة أجرتها مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي
لا شك أن حادثة وفاة الزوج تعتبر صدمة كبيرة على الزوجة الأم، لما تعانيه من ويلات نفسية واجتماعية ومادية، تبدأ بإحساسها بفقدان الأمان والاستقرار، والخوف من المستقبل، لاسيما وهي اليوم تتحمل كامل العبء والمسؤولية الأسرية في تربية أبنائها وتأمين لقمة العيش لهم وحمايتهم ورسم خطط المستقبل لهم بمفردها، فهي الآن العنصر الوحيد المسؤول والمعيل لكامل أفراد الأسرة.
وتعتبر السنة الأولى من فقدان الزوج هي الفترة الأكثر إيلاماً على الأم والأسرة بأكملها، إذ تمرُّ الأرملة بمنعطف خطير في حياتها، فإن بعض النساء اللائي ترملن قد يُصبن بهزة نفسية تفقدهن التوازن، ما يجعلهن بحاجة ماسة إلى التثبيت والدعم من المحيطين.
ونظراً لأهمية وحساسية الفترة التي تمرُّ بها الأرملة في السنة الأولى من الترمل، أطلقت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، اسم (سنة أولى ترمل) ومنها أجرت الاختصاصية الاجتماعية في المؤسسة، أميرة رشدي، دراسة بحثية مستندة إلى الحالات التي شهدتها المؤسسة ومن واقع الخبرات العلمية والعملية، وقدمت دراسة كاملة عن العوامل التي تؤثر في الأرملة الأم، وكيفية تخطي وتجاوز هذه التحديات النفسية والاجتماعية والمادية التي تمرُّ بها الأرملة في سنتها الأولى.
وفي بداية الدراسة، أوضحت الاختصاصية الاجتماعية أن مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي بفعل اختصاصها واقتصارها على شريحة أيتام الأب وأمهاتهم (أو من ينوب عن الأم) تتمتع برؤية واضحة ودقيقة عن طبيعة حياة الأرملة والمشكلات التي تعاني منها واحتياجاتها ودوافعها. ويتمتع العاملون في المؤسسة بالخبرة في كيفية التواصل مع الأرملة وإرشادها وتدريبها على كيفية التعامل مع الأحداث المتلاحقة عقب وفاة شريك العمر وتيتُّم أبنائها. فمن خلال الدراسات والبحوث المكتبية والميدانية بالمؤسسة، وبالخبرة المكتسبة بحكم ديمومة التعامل مع الأرامل، نستطيع الوصول إلى حقيقة أن هناك العديد من العوامل التي تحدِّد مدى المعاناة التي قد تلحق بالأرملة، وعليه يتم تحديد أوجه التدخل لمساعدتها ومساحة الدور الذي ينبغي أن يمارسه كلٌّ من الأبناء والجهات المعنية بالأيتام وأوصيائهم وكذلك الجهات المنتسب إليها الأبناء كالمدارس والأندية وغيرها.
أبرز العوامل الأكثر تأثيراً في الأم الأرملة
- إن حدوث الوفاة في ظل وجود أسرة ميسورة الحال أو أسرة لديها تعدد في مصادر الدخل (عمل الزوجة، ميراث، غيره) تختلف عما لو كانت الأسرة تعتمد اعتماداً كلياً على الزوج في الإنفاق أو كانت الأسرة في الأساس تعاني من تعثر مالي ومشكلات اقتصادية، وهو ما يضع الأم الأرملة تحت ضغط كبير خاصة لو لم تكن لديها القدرة على الإنقاذ الذاتي لنفسها بالعمل.
- إنَّ لطبيعة شخصية الزوج ولنمط العلاقة القائمة بينه وبين زوجته وبين أولاده أثر كبير في تحديد دور الأرملة ومدى معاناتها عقب الوفاة، فالزوج المثالي الحنون المعطاء، غالباً ما يترك هزة قاسية وتكون لوفاته مرارة وألم في نفس شريكة حياته وتستمر لفترة طويلة، فالشعور بالوحدة والإحساس بالاغتراب الداخلي والضياع والقلق والخوف من الغد وغيرها من الأحاسيس قد تنتاب الزوجة في المرحلة الأولى من الترمل، وبالتالي تجعل خطواتها التالية قلقة وغير واثقة.
- وكذلك هو الأب العطوف الصديق لأبنائه، القريب إلى قلوبهم، كثيراً ما يكون لوفاته عواقب على الأبناء وتختلف تلك العواقب في شدتها، فقد تصل إلى مدى بعيد لدى أحدهم والذي قد لا تعود حياته مثلما كانت قبل وفاة أبيه، والدليل على ذلك رؤيتنا لمظاهر سلوكية تزامنت مع حادثة وفاة الأب لبعض الأبناء، خاصة صغار السن منهم، كالإخفاق الدراسي والانطواء والاكتئاب وضعف الثقة بالنفس والشعور بالدونية وزيادة حدة العناد وارتفاع وتيرة الانفعالات كالغضب والعدوان، عدا عن نوبات البكاء وكذلك التبول اللاإرادي والصمت الاختياري والسرقة …. إلخ، وغيرها من المظاهر السلوكية التي قد تنشأ كردة فعل مصاحبة لفقدان الأب. كلُّ تلك الأمور غالباً ما تزيد من حجم الدور الملقى على عاتق الأرملة في عامها الأول من الترمل.
- نوع التنشئة الاجتماعية السائدة في الأسرة تحدِّد حجم المعاناة، فإذا كانت تربية الأبناء قد تمّت على أساس اعتمادهم على أنفسهم وتمَّ تدريبهم على تحمل المسؤولية منذ الصغر فإنَّ الأمر يختلف عما إذا كان الأبناء يميلون للاتكالية ودورهم سلبي من الأساس، وبالتالي فهناك عبء على الأم في تأهيلهم لتحمُّل المسؤولية هذا إن انصاعوا لتحملها.
- تؤثر شخصية المرأة في كيفية تعاملها مع الأزمة، فالمرأة القوية اعتادت على أن يكون لها دور رئيسي وغير مهمشة بالأسرة وهي بالتالي ستستطيع الإبحار بالسفينة في ظل الرياح العاتية وهو ما يختلف عما لو كانت الزوجة مهمشة أو مدللة أو غير مكترثة.
- من ضمن أكثر الأمور تأثيراً في الأسرة في ظل هذه الأزمة هي الأسرة بطرفيها (أهل الزوج وأهل الزوجة) فوجود سند نفسي ودعم معنوي واقتصادي من داخل الأسرة يخفف التوتر ويسهم في استعادة الأمور وردِّها إلى طبيعتها بشكل أسرع. وهنا لا ينبغي أن نغفل عن طبيعة العلاقات الناشئة ما بين الزوجة وأسرة زوجها في حياته، فكلما كانت تلك العلاقة متوترة بالأساس كلما توقعنا سوء معاملة وعدم تعاون في مساندة الأسرة الراحل عنها مُعيلها، بل قد تكون تلك العلاقة المتوترة سبباً في تحميل الأرملة مزيداً من المعاناة خاصة في بداية ترملها.
- يجب ألا نغفل أن لشكل الوفاة دورٌ كبيرٌ جداً في الإسراع بعملية الشفاء من عدمه لدى أفراد الأسرة، وفي التخطيط لما يلي الوفاة وبالتالي تجنب العديد من المشكلات التي تتعرض لها الأرملة عادة في بداية ترملها، فمع وجود ألم الفقدان في كلتا الحالتين، إلا أنه في حال مرض الأب وتوقع وفاته يكون تقبل الأسرة للأمر أفضل ـ إن صح التعبير ـ مما لو تمت الوفاة بشكل مفاجئ بفعل مرضٍ سريع أو حادث سير أو نحوه.
- يعتبر عمر الزوجة والزوج والأبناء عاملاً محدِّداً، فالأبناء الصغار تكون مسؤوليتهم ونفسيتهم وحاجتهم لتخطي أزمة فقدان الأب كبيرة وتختلف عما لو كانوا كباراً ومنهم من بدأ يشق طريقه في الحياة، ويؤمن بأن الموت حق. أما الزوجة الصغيرة التي لم تتجاوز سنوات معدودة في حياتها الزوجية يكون وقع المحنة عليها مختلفاً حيث تزداد المعاناة في عامها الأول عن أخرى جرت بها السنوات وكبر أبناؤها وتكوَّن لديها كمٌّ من الذكريات بفِعل العِشرة.
- إن وجود المرأة في بيئة تسمح لها بممارسة حياتها وتحمل مسؤولياتها الجديدة يختلف عما إذا كانت البيئة المحيطة تقيُّد من حركتها وتقيُّدها بسلسلة من العادات والتقاليد والأعراف بحكم ترملها.
- إذا كان الترمل في حدِّ ذاته ابتلاء فماذا لو كانت الأسرة تعاني في الأساس من ابتلاءات أخرى لتتضاعف محنتها، فوجود أبناء من ذوي الإعاقة، أو ممن يعانون من أمراض صحية مزمنة يلقي أيضاً بظلاله على تلك الأسرة، فلقد عايشنا في المؤسسة عدداً من الأسر التي يعاني فيها أكثر من ابن من فقدان البصر، وأسر أخرى لديها أبناء من ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية، فهنا على الأم أن تتحمل كمّاً كبيراً من تلك المعاناة التي تزداد بعد الترمل.
معاناة إضافية
قد تتعرض كلُّ أرملة أياً كان الزمان والمكان لمثل هذه العوامل، ولكن بإلقاء النظر إلى معاناة الأرملة وفق خصوصية المكان الذي تعيش فيه، وبنظرة على واقع الأرملة في دول الخليج وعلى الأخص دولة الإمارات العربية المتحدة حيث نجد أن التركيبة السكانية للبلد تحمل بين طياتها جنسيات مختلفة ما يعني أن شريحة الأرامل الموجودين بالدولة هي شريحة من مختلف الجنسيات، ويعني بالتالي معاناة إضافية خاصة لتلك الأرملة المقيمة والتي توفي معيلها وهي خارج نطاق الوطن الأم، وعلى الرغم من الدعم والجهود المقدمة من قبل الجهات الحكومية والأهلية والمبذولة للتخفيف من حدة المعاناة لتلك الأسر، إلا أن احتمالية انعزال تلك الأسرة أكبر من غيرها، فوجود الأرملة بعيداً عن أسرتها وعدم وجود سند ومعين من العائلة يزيد من فرص معاناتها.
مما سبق يتضح لنا أن هناك العديد من الأطراف والجوانب التي قد تلقي بظلالها على الأسرة وتحدِّد آلية تعاملها مع حادثة الوفاة، وكلما تضافرت عدة عوامل مما سبق على الأسرة كلما ازدادت احتمالية معاناة الأرملة خلال السنة الأولى من الترمل.
مرحلة التخطي
كيف تستطيع الأم الأرملة أن تتصرف وأن تعيش ما تبقى لها من حياتها دون السند والمعيل الرئيسي لها ولأولادها، وكيف تحسن تربية أبنائها، ومن أين وكيف ستنفق على الأسرة، وكيف ستواجه المجتمع من دون معيلها، وكيف ستتعامل مع إحساس أبنائها باليُتم وكيف ستساعدهم على التعايش مع الوضع الجديد؟ وغيرها الكثير والكثير من الأسئلة التي تدور في ذهن الأرملة حينما تفقد سندها في الحياة.
والأكثر إيلاماً من تلك الاسئلة هو الشعور بالضياع والإحساس بفقدان الأمان وعدم الطمأنينة التي تستشعرها الزوجة عقب وفاة شريك العمر، ومن خلال الدراسات والبحوث التي أجرتها المؤسسة، تمَّ التوصل إلى أن المحرك الرئيسي لأغلب السيدات في تلك الظروف هي مشاعرهن وليس العقل. ففي تلك الفترة تنصرف المرأة لأحزانها ومأساتها وهو ما يفيد في إفراغ شحنة المشاعر السلبية والحزن الذي يعتصر قلبها، فتعبيرها عما يعتريها في تلك الأوقات يسهم في غسيل القلب مما ألّمَّ به، وهذا يسمح للعقل أن يتدخل ليقوم بدوره في التخطيط لما يلي الوفاة.
إننا نؤكد أن السنة الأولى للترمل وبالأخص فترة اعتدادها (فترة العدَّة) تعد ُّهي الفيصل الرئيسي في حياة الأسرة المستقبلية، فخلالها يتحدَّد مصير الأسرة، وكلما استطاعت الأرملة ترتيب أفكارها واتباع خطوات محدَّدة نجحت في تجاوز المحنة بأقل الخسائر الممكنة.
7 خطوات لتجاوز محنة الترمل
الخطوة الأولى: وما الصبر إلا عند الصدمة الأولى
إن التماس الزوجة المكلومة الصبر والسلوان من خلال استعانتها بالله تعالى له عظيم الأثر في تقبلها لقضائه وقدره، ومن ثم تهدئة النفس وتخفيف الحزن وانقشاع غشاوة الخوف والرعب من المستقبل، فالأمر بيد الله تعالى، ولولا قدرتها على التحمل ما ابتلاها الله تعالى بذلك.
وتكون الأرملة في هذه الفترة في أمسِّ الحاجة إلى التركيز وصفاء الذهن واستحضار العقل كي تستطيع تحديد الخطة الواجب اتباعها حتى تعبر هي وأبناؤها تلك المرحلة بسلام ودون تصدُّع في جدران البيت، والذي قد يكون في بعض الأسر يعاني من شروخ في جدار تماسكه.
فكلما تقبلت الأرملة الأمر ولو على مضض ساهمت في تفريغ مساحة من العقل للتفكير في كيفية التصرف خلال الفترة التالية لمحنة الترمل، فقليلٌ من صفاء الذهن في تلك المرحلة والوقوف مع النفس والتفكير المنطقي والعقلاني يسمح لها باستبصار الأوضاع المحيطة بها. فماذا لو انهارت عقب وفاة الزوج؟ ماذا سيحدث للأبناء؟ كيف سيتصرفون؟ ومن الأكثر احتياجاَ للدعم النفسي هي أم الأبناء؟
الخطوة الثانية: حسن التعامل مع الذات ومع الحزن
تحتاج الزوجة عقب سنوات الألفة والود والسكن مع زوجها الراحل أن تجد متنفساً لها ولمشاعرها وأحزانها وآلامها، وتحتاج لأن تعبر عن كمِّ المرارة والأسى والخسارة التي مُنيت بها بوفاة زوجها، لذا فهي في حاجة إلى التعبير عن تلك المشاعر بالطريقة التي تتوافق معها.
وعلى الرغم من حاجة الأرملة لتحقيق ذلك إلا أن أفضل وأصعب قرار تستطيع أن تتخذه عقب وفاة زوجها هو أن تسرع في الاستفاقة من الصدمة، ونذكر هنا تعبير إحدى الأمهات الأرامل المنتسبات للمؤسسة وقولها عقب الوفاة: قررت أن أؤجل أحزاني ريثما يهدأ البيت ويستقيم عوده بعد تلك الاهتزازة العنيفة. وهذا بالفعل كان تعبيراً صادقاً ومتسقاً مع ما نعنيه هنا، فالأرملة في تلك المرحلة مضطرة لتأجيل أحزانها أو لنقل الإسراع بالانتهاء من التعبير عن الأحزان وذلك حتى تتمكن من التركيز على كلِّ فرد في أسرتها وتحديد مدى تأثره بوفاة أبيه وكيف لها أن تعيد له استقراره النفسي مرة أخرى، ولكي تتمكن أيضاً من النهوض بالأسرة من الكبوة التي تعرضت لها.
الخطوة الثالثة: تفعيل القوانين
تحتاج الأرملة (خاصة الأم لصغار ومراهقين) إلى الاجتهاد في استمرار تفعيل القرارات والقوانين نفسها التي كانت متبعة في حياة الأب والتي من شأنها تنظيم سلوك الأبناء ودراستهم وأخلاقهم، إذ أنها من ثوابت التنشئة الاجتماعية للأبناء والتي وضعت كي لا تتأثر بغياب أب أو أم. فمواصلة التعليم والاجتهاد في الاستذكار والالتزام بمواعيد الخروج والعودة من وإلى البيت والإصرار على عدم مبيت الابن في بيوت الأصدقاء، جميعها أمورٌ من الثوابت التي لا ينبغي أن تتأثر بوفاة الأب، والتي بالحفاظ عليها تكون الأم قد تخطت أكثر العقبات إيلاماً عقب الترمل، ألا وهي انفراط عقد الأبناء. وقد تكون الأم في حاجة إلى سنِّ قوانين جديدة في البيت (وذلك إن لم تكن موجودة) فتقليص المصروفات أحياناً والاعتماد على النفس أو المشاركة في تحمُّل المسؤولية كلها من الأمور التي يجب أن يتم الاتفاق عليها والالتزام بها خلال الفترة الأولى من الترمل.
الخطوة الرابعة: تحديد مواطن القوة
ينبغي على الأرملة سرعة التفكير في مواطن القوة في أفراد أسرتها، والعمل على استغلالها بأقصى سرعة، فوجود ابن قادر على الاستذكار لإخوته، وأخرى تستطيع إدارة شؤون المنزل، وثالث يمكنه قضاء احتياجات الأسرة الخارجية، ورابع كلمته مسموعة بين إخوته ولديه من الهيبة ما يجعلهم يخشونه، كلها نقاط قوة يجب الاعتماد عليها واستغلالها.
الخطوة الخامسة: البحث عن جهات رعاية متخصصة
من واقع الخبرة وجهد جهيد في مجال رعاية الأيتام وأوصيائهم نجزم بأن الله تعالى حينما ذكر في كتابه الحكيم العديد من الآيات التي تؤكد على رعاية اليتيم والحذر من الجور على ماله، إنما كانت تعني وتؤكد على أن مصطلح اليتم ليس مرادفه الفقر والعوز، وبالتالي فعلى الأرملة البحث عن جهات تستطيع سدَّ الفجوة التي نشأت بفعل وفاة الزوج، فالبحث عن جهات تقدم الدعم المادي للأسرة في حال حاجتها إليه تعدُّ خطوة مهمة جداً، ولكنها ليست الوجهة الوحيدة التي ينبغي أن تتجه إليها الأم الأرملة، فحاجة الأم والأبناء إلى الدعم النفسي من خلال برامج متخصصة وإلى إعادة الانخراط في الحياة الاجتماعية وإلى التوجيه السلوكي والدعم التعليمي والرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات كلها ينبغي أن تضعها المرأة في الاعتبار وتبدأ في البحث عمن يعينها في ذلك سواء كانت جهات أو أفراد. وبفعل العمل في حقل الأيتام يمكننا توجيهها لمؤسسات تحقق لها تلك الرعاية ومنها مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، حيث أن اهتمامها ورؤيتها تتلخص في رعاية وتمكين الأبناء من فاقدي الآباء وأوصيائهم.
الخطوة السادسة: تكثيف التواصل مع الجهات المساعدة
على الأرملة تكثيف التواصل مع الجهات التي ينتمي إليها الأبناء، كالمدرسة والنادي ودور العبادة والمستشفى وغيرها من المؤسسات التي يتعامل معها الأبناء بشكل دوري، وذلك من خلال الاختصاصيين الاجتماعيين أو المشرفين، لما لذلك من شأن كبير في احتواء الأبناء ودعمهم ودفعهم نحو المستقبل.
الخطوة السابعة: تطوير المهارات
على الأم الأرملة أن تبدأ في تطوير مهاراتها ومهارات أبنائها سعياً نحو الاعتماد على النفس، ففي بداية الأزمة يكون كمُّ الزخم من المتعاونين كبيراً، سواء كانوا أفراداً من الأسرة أو من خارجها وكذلك الجهات، ولكن بفعل الاعتياد تبدأ تلك اليد الممتدة مع الوقت بالتراجع، لذا على الأرملة البحث عما يمكنها تطويره في ذاتها، فقيادة السيارة لمن لا تستطيع أمرٌ مهم والأخذ بقسط من التعليم لمن توقفت عنه أمرٌ يخفف من معاناتها اليومية بل ويغطي جزءاً من إحساسها بانتهاء الحياة، فخطوات كتلك وأكثر تجعلها تشعر بقيمتها وتحقق ذاتها.
…. // يتبع.. // القسم الثاني من الدراسة: ما بعد سنة أولى ترمل