أظهرت نتائج دراسة أمريكية جديدة أن النساء اللواتي يمشين لمدة ساعة (أو ما يعرف بالنشاط المعتدل) يومياً يمكنهن خفض خطر إصابتهن بسرطان الثدي لديهن بنسبة 14% بعد بلوغهن سن اليأس مقارنة بالنساء الأقل نشاطاً. أما المفعمات بالحيوية فإن فرصهن خفض هذا الخطر إلى 25% (أي نحو الضعف).
ذكرت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة (وباء السرطان وعلاماته والوقاية منه)، أن التنزه بمشية خفيفة يمكن أن يخفض فرص ظهور المرض بشكل دراماتيكي عند اللواتي تجاوزن سن الخمسين، وهي السن التي غالباً ما يكنّ فيها في حالة خطر الإصابة بالمرض.
وكانت نتائج دراسات سابقة قد أظهرت فوائد ممارسة التمارين الرياضية في الوقاية من سرطان الثدي، لكن فريق جمعية السرطان الأمريكية الذي أجرى هذه الدراسة يزعم أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الربط بين انخفاض معدلات الإصابة بسرطان الثدي وممارسة المشي.
ويعتقد الباحثون أن المشي يساعد على خفض نسبة الدهون في الجسم والتي تستطيع إنتاج هرمونات محفزة للسرطان مثل الأستروجين والأنسولين. وشملت الدراسة متابعة 73615 امرأة تخطين سن اليأس، من بينهن 4760 امرأة تم تشخيص إصابتهن بسرطان الثدي على مدى 17 عاماً، حيث طلب من المشاركات ملء استبيانات حول حالتهن الصحية وكم الفترة التي مارسن فيها أنشطة مثل المشي أو السباحة أو الأيروبيك، وكم الفترة التي قضينها وهن يجلسن لمشاهدة التلفاز أو الاستماع إلى الراديو. وأكملت أولئك السيدات الاستبيانات ذاتها بفاصل زمني لمدة عامين خلال الفترة من 1997 وحتى 2009.
وأظهرت النتائج أن 47% من بين كل هؤلاء النساء قلن إن المشي كان نشاطهن الترفيهي الوحيد. وتبين أن اللواتي كن يمشين سبع ساعات أسبوعياً انخفضت نسبة الإصابة عندهن بنسبة 14% مقارنة باللواتي كن يمشين ثلاث ساعات أو أقل في الأسبوع. كما وجدت الدراسة أن اللواتي انخرطن في ممارسة نشاط أكبر لمدة ساعة يومياً انخفضت مخاطر إصابتهن بالمرض بنسبة 25% مقارنة بالأقل نشاطاً.
وأوضح الباحثون أن الدراسة لم تتأثر بعوامل أخرى مثل وزن المرأة أو العلاج بالهرمونات البديلة.
وقالت الدكتورة آلبا باتل اختصاصية الوبائيات في الجمعية: (إن دراستنا تعزز بشكل واضح العلاقة بين النشاط البدني ومرحلة ما بعد سن اليأس، فكلما كان النشاط أكثر كان التأثير أقوى).
وأضافت: (إن النتائج التي توصلنا إليها تتعلق بالتحدي بالذين لديهم معلومات متضاربة بشأن كم يحتجن من ممارسة النشاط البدني للمحافظة على صحتهن).
وقالت: (إن تعميم ثقافة المشي قد يكون الوسيلة الأفضل لجعل المرأة أكثر نشاطاً)، مشيرة إلى أنه (بالنظر إلى أن أكثر من 60 في المئة من السيدات يتحدثن عن ممارسة بعض المشي يومياً، فإن تعزيز المشي كنشاط صحي في وقت الفراغ يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لزيادة النشاط البدني بين السيدات في فترة ما بعد انقطاع الطمث).
وكانت نتائج دراسة أخرى قد أظهرت أن المرأة النشيطة التي تقوم بأعمال المنزل وتحافظ على رشاقتها ولياقتها البدنية بعد مرحلة انقطاع الطمث ينخفض احتمال إصابتها بمرض سرطان الثدي بنسبة 17%.
وحدّد الباحثون التمارين أو النشاطات البدنية التي يتعين على المرأة اتباعها لتجنب الإصابة بالمرض ما بين خفيفة مثل القيام بأعمال المنزل والعناية بالحديقة، أو ممارسة رياضة المشي والنزهات على الأقدام في الجبال وممارسة بعض التمارين الرياضية القوية.
وقال الباحثون إن الرياضة التي يمكن أن تقوم بها المرأة في هذا العمر من أجل البقاء بصحة والتمتع برشاقة بدنية عالية تتراوح ما بين معتدلة وقوية مثل لعب كرة المضرب وقيادة الدراجات الهوائية والسباحة والمشي والرقص السريع وممارسة تمارين الأيروبيك والهرولة.
وفي هذه الدراسة طلب الباحثون من أكثر من 110 آلاف امرأة تخطين مرحلة الطمث ذكر النشاطات الرياضية التي يمارسنها فتبين أن النساء اللواتي مارسن الرياضة بأنواعها (خفيفة وقوية) خلال 6 سنوات ونصف السنة كنّ أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي من نظيراتهن اللواتي لم يقمن بأي نشاط بدني.
وبحسب الدراسة التي نشرت في مجلة (بي إم سي للسرطان)، فإن ممارسة التمارين الخفيفة في المراحل المتقدمة من العمر لها نتائج إيجابية محدودة.
وقالت الدكتورة ترشيا بيترز من المعهد الوطني للسرطان في بتيسيدا بولاية ماري لاند الأمريكية إن التمارين يمكن أن تؤثر في الهرمونات وتمنع الإصابة بسرطان الثدي.
وأضافت: (إن نتائج الدراسة التي توصلنا إليها يمكن أن تساعدنا على وضع آلية للنشاطات الرياضية لمنع الإصابة بسرطان الثدي).
قسم الخدمة الإجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية