نظراً لما يتعرض له الأشخاص ذوو الاعاقة من تحديات قد تواجههم خلال عملية التواصل وعرقلة إيصال أفكارهم وطلب احتياجاتهم والتعبير عن مشاعرهم كان من الضروري أن نتناول هذا الجانب فى هذا الصدد من أجل إيجاد حلول لكل هذه المعيقات وإذابة كل الصعوبات التي تحد من تواصل سلس وفعال مع مختلف أفراد المجتمع مما ينعكس إيجاباً فى دمجهم مجتمعياً ومن ثم تحقيق هدف سامٍ من أهداف العاملين بالتربية الخاصة وهو مبدأ المناصرة الذاتية والتمكين قدر المستطاع من أجل مستقبل أفضل للأشخاص ذوي الإعاقة.
ومن أهم الممارسات فى هذا الاتجاه هو ايجاد برامج لتواصل معزز أو بديل، وهو ما سوف نتناوله في هذا المقال من خلال العناوين التالية:
- التعريف بالتواصل المعزز والبديل.
- الفئات التي تستخدم التواصل المعزز والبديل.
- خصائص نظام التواصل المعزز والبديل.
- التصنيف العالمي لنظام التواصل المعزز والبديل.
- التقييم.
- دور اختصاصيي التربية الخاصة في دعم التواصل المعزز والبديل.
- خطوات تدريب الطالب على نظام التواصل المعزز والبديل.
أولاً ـ التعريف بالتواصل المعزز والبديل
ويعرف باللغة الانجليزية Augmentative Alternative communication وهو كل ما هو متاح من ادوات وتقنيات (صور ـ رسومات خطية ـ مجسمات ـ كتابة ـ لغة إشارة ـ لغة جسد ـ أجهزة توليد الكلام) لمساعدة الفرد على توصيل الافكار وتبادل المعلومات وطلب الاحتياجات والتعبير عن المشاعر.
وفي تعريف آخر كل ما هو متاح لمساعدة الفرد على تعزيز الكلام عندما يكون هناك كلام وهو أداة تواصل بديل عندما لا يكون هناك كلام دائم فى بعض الحالات وقد يكون مؤقت لدى البعض.
ثانياً ـ الفئات التي تستخدم التواصل المعزز والبديل
هناك فئتان ممن يستخدمون التواصل المعزز والبديل، تلك الصعوبات في الاتصال يمكن أن تنجم عن:
1 ـ من يعانون من اعاقات خلقية وتخص الإعاقات التالية الذكر:
- اضطراب طيف التوحد
- الشلل الدماغي
- الاعاقات النمائية
- الاعاقة الذهنية
- الاضطرابات الوراثية
2 ـ الاعاقات المكتسبة وتشمل:
- الإصابات الدماغية الوعائية
- أبراكسيا
- اعاقات ما بعد العمليات الجراحية (استئصال الحنجرة واللثة).
- التصلب الجانبي او الضموري
ثالثاً ـ خصائص نظام التواصل البديل
لترسيخ خطة العمل حسب أسس التربية اللغوية داخل أُطر التعليم الخاص، حيث نتعامل مع طلاب لديهم صعوبات وإعاقات مركّبة، يتوجب علينا كطواقم تربوية أن نلائم لكل طالب لغة لاحتياجاته التواصلية حتى لو لم يكن يتواصل بواسطة اللغة المنطوقة، فمن حق كل طالب لديه صعوبة في الكلام أو ما زال لا يتكلم، أن يتمتّع ببرامج دعم تربوية ووسائل ملائمة لجيله ولأدائه تمكّنه من تواصل ذي معنى مع العالم المحيط به. ولهذا الغرض يتم الاعتماد على نظام التواصل البديل لما له من خصائص وتتمثل في أنه:
- يحتوي على رموز
- تطوير تقنية الاختيار
- يعتمد على نقاط القوة والاحتياج
- يستخدم قدرات تواصل كاملة للفرد (الكلام ـ الايماءات ـ الإشارات ـ اللغات المنطوقة).
من أهم خصائص الاتصال الداعم والبديل أنه:
- يساعد على تنمية المهارات اللغوية: الفهم والإدراك والتعبير.
- يزوّد الطالب بالوسائل للتعبير عن ذاته.
- يقلّل من الفجوة الناتجة بين الفهم والإدراك اللغوي وبين التعبير اللغوي.
- يتيح للطالب أن يعمّم ويطوّر أداءه الاتصالي في كل محيط تواصلي وفي كل زمان.
- يزيد من مبادرة الطالب على الاتصال مع الآخرين.
- يعتبر نافذة فرص إضافية لتطوير قدرات الطالب على اكتساب معلومات جديدة، إيجاد حلول، تنشيط الذاكرة.
- ينمّي القدرة على اكتساب مهارات القراءة والكتابة.
- يتيح الفرصة للتطور لدى الطالب وللمشاركة في البرامج التربوية الصفية.
- أحياناً المشاكل السلوكية تكون ناتجة بسبب عدم وجود لغة أو صعوبة في التعبير. واستعمال الاتصال الداعم والبديل يمكنه أن يقلّل من المشاكل السلوكية.
رابعاً ـ التصنيف العالمي لنظام التواصل البديل
صنفت الجمعية الأمريكية للسمع والنطق واللغة ASHA التواصل المعزز والبديل إلى (3) مستويات بحسب التسلسل التالي:
- وسائل ذات تقنية مرتفعة تتمثل في أجهزة تقنية متقدمة مثل أجهزة توليد الكلام، الكمبيوتر اللوحي، الهاتف الذكي، أجهزة التسجيل.
- وسائل متوسطة التقنية تتمثل في الأجهزة التقنية المتوسطة من مثل: (الصور، لوحات التواصل، المجسمات والكتابة).
- وسائل غير تقنية وتشمل: الايماءات، الإشارات، العبارات اللفظية، تعابير الوجه، لغة الجسد.:
خامساً ـ التقييم
كيف نحدد الوسيلة التي تتناسب مع كل فرد يحتاج إلى التواصل المعزز أو البديل؟
يجب تقييم الجوانب التالية للتوصل إلى نوع وفئة وخامات الوسيلة التي يحتاجها الفرد من أجل التوصل إلى أقصى استفادة من الوسائل المساعدة والبديلة مما يدعم الكلام إن كان هناك لغة منطوقة لدى الفرد او الوصول إلى الوسيلة البديلة إن كان الفرد من الأشخاص غير الناطقين.
الهدف من التقييم هو استخلاص الطرق والأدوات التي تؤدي إلى تواصل داعم وفعال. ومن الاعتبارات التي يجب أخذها فى عملية التقييم الاعتماد على وسائل التعزيز لتسهيل الكلام الطبيعي والوسائل البديلة للتواصل عند الحاجة ووسائل الاتصال لتسهيل السلوكيات البديلة الأكثر ملاءمة.
وتتضمن أهم بنود التقييم الجوانب التالية:
- الجانب الحركي ونعني بها الأداء الحركي للأطراف والأداء الحركي للوجه والرقبة.
- الوظائف الحسية المتمثلة في السمع، البصر، الجهاز العصبي.
- الوظائف الادراكية.
ومن الضروري الانتباه إلى النقاط التالية عند التقييم:
- كيف يحاول الطالب التواصل مع الآخرين؟
- ما هي المضامين التي يود الطالب التحدث عنها؟
- من هم الأشخاص الذين يحاول الطالب التواصل معهم؟
- كيف يتصرف الطالب عندما تفشل محاولاته التواصلية؟
- ما هي قدرات الطالب وما هو أسلوب استيعابه للمثيرات؟
سادساً ـ دور المختصين بالتربية الخاصة في برنامج التواصل المعزز والبديل
- عند اختيار وسيلة الاتصال الأنسب للطالب، من الضروري إجتماع الفريق التربوي وذلك بعد انتهائهم من إجراء التقييم الشامل لقدرات الطالب، إذ أن هناك مجموعة من العوامل التي يجب أخذها بعين الاعتبار، منها التي تتعلق بالطالب ومنها التي تتعلق بالوسيلة نفسها كما يجب تحديد إن كانت هناك حاجة لإجراء تقييمات أو فحوصات أخرى.
- أن يتم تدريب الأشخاص على استخدام نظام التواصل البديل والداعم.
- الرجوع إلى المهنيين الآخرين الفنيين: (أخصائي وظيفي، أخصائي علاج طبيعي، سمع، نظر، معالج موسيقي) لتسهيل الوصول إلى خدمات شاملة.
- وضع وتنفيذ خطة التدخل لتحقيق أقصى قدر من التواصل الفعال.
سابعاً ـ خطوات تدريب الطالب على نظام التواصل المعزز والبديل
- نشرح للطالب نوع النشاط الذي سنقوم به ونؤمن بأنه يفهمنا.
- نحافظ على تواصل بصري معه.
- نبدأ بعدد قليل من الصور.
- نتناول مواضيع معروفة للجميع لكي نقلل من إحباطه لعدم فهمنا له.
- نعرّف الطالب على الأغراض المعروضة في الصور ونطلب منه الدلالة عليها (بأية طريقة كانت) عند سماع اسمها.
- عرض أمثلة لتطوير عملية الاتصال وحثه على تقليدنا (بمساعدة شخص / لعبة).
- نخبئ لعبة محبّبة له ونطلب منه الدلالة عليها في الصورة.
- لا نضعه في موقف الاختبار، نعطيه الوقت الكافي للإجابة.
- نساعده على النجاح ونقدّم التعزيز المناسب.
- نعطي للطالب ما اختاره لكي نعزز الثقة بيننا والاستمرار في التواصل.
- تعزيز الطفل على كل محاولاته التواصلية سواءً بإصدار الصوت، أو استخدام الإيماءات، أو التواصل البصري، أو استخدام الوسيلة التي يتدرب عليها.
- لا نقاطعه أو نجيب بدلاً منه.
- اشراك الطالب بشكل فعّال قدر المستطاع وحثه على الاختيار بين رسمتين لنفس الغرض، تحديد مكان الصورة في اللوحة، لون خلفية اللوحة…
- من المهم تبادل فكرة لوحات الاتصال مع البيت (نحضّر نسختين).
- الاستعانة بدفتر تواصل بين المدرسة والبيت تكتب به الأم أو المعلمة أموراً يرغب الطالب في التحدث عنها، تطلب الأم إضافة رموز جديدة، تطلب المعلمة معلومات معينة…
- علينا توفير تلك الوسيلة باستمرار لتكون قريبة من الطالب طوال الوقت وفي متناول يده.
وختاماً أتمنى ان أكون قد وفقت في ايضاح الدور بالغ الأهمية للتواصل المعزز والبديل في تسهيل وتطويع كافة الامكانات والأدوات لتواصل معزز لظهور لغة أو العمل كطريقة بديلة عن اللغة للتعبير عن الاحتياجات وايصال المشاعر والرغبات من أجل تمكين ودعم ومناصرة أبنائنا من ذوي الاعاقة.
المراجع
- الجمعية الامريكية للسمع والنطق واللغة ASHA
فوده فتوح العسكري
الجنسية: مصري
الاقامة: الشارقة، دولة الامارات العربية المتحدة
متحرك: 009715266926
- معلم تربية خاصة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- حاصل على دبلوم مهني فى التربية الخاصة.
- حاصل على O.T في التربية الخاصة، إعداد كوادر من مؤسسة inter act السويدية باعتماد كلية طب قسم الأمراض النفسية، جامعة المنصورة.
- حاصل على دبلوم عام فى اضطرابات اللغة والتواصل كلية علوم الإعاقة والتأهيل، جامعة الزقازيق.
- حاصل على دبلوم تدريبي إعداد أخصائي تخاطب جامعة عين شمس.