مع تغير التركيبة السكانية لمترجمي لغة الإشارة، تتطور الخلافات بسبب امتيازات معينة أو بسبب اختلاف الهوية الثقافية، تستخدم ستايسي ستورم عدسة الحرب من أجل تكوين نظرة ثاقبة حول اختلاف اللغة والحاجة إلى السلام من خلال الحوار الهادف.
خلال مشاركتي في مؤتمر سجل المترجمين الإقليمي للصم الرابع لعام 2012 في دنفر ومؤتمر سجل المترجمين للصم الوطني لعام 2013 في إنديانا بوليس وجدت نفسي أبكي أكثر من مرة، في حين أنه ليس من غير المألوف بالنسبة لي أن أكون عاطفية عندما أكون مع زملائي في مناقشة القضايا الجادة والحقيقية والمهمة التي تؤثر على عملنا كمترجمين، ولكن الدموع التي شعرت بها في هذه المؤتمرات كانت مختلفة، لم أتمكن من إدراك الاختلاف حتى لحظة صفاء ذهني خلال اجتماع للعمل في إنديانا بوليس.
لم يمض وقت طويل بعد بدء اجتماع العمل في إنديانا بوليس حتى عايشت تحولاً في الوعي حول ردود أفعالي العاطفية التي حدثت خلال المؤتمرين، حدث هذا بينما كنت أتابع نقاشاً حول اتخاذ قرارات بشأن استخدام اللغة الإنجليزية المنطوقة عبر ميكروفون مفتوح، وبينما كنت جالسة هناك، ولدي شعور بالعجز، وأقوم بالنظر في جميع أنحاء الغرفة وأنا أشعر بالطاقة الثقيلة والمتقلبة، أدركت أنني كمن يشهد حرباً… معركة دارت بين منظورين، عالم الاشخاص الصم وعالم السامعين، وكلاهما يناضل من أجل الحصول على الاعتراف بحق الوجود.
وبصفتي شخص نشأ في العالمين كليهما، فإنني كافحت لإثبات هويتي ومكانتي الخاصة في كل عالم منذ أن وعيت على هذه الدنيا، عندما كنت جالسة هناك، وجدت نفسي مرتبطة بآفاق العالمين كليهما. وأنا أكتب هذه السطور، بدا لي أنه قد لا يبدو هذا اكتشافاً مهماً، فبعد هذا كله، لقد استمر هذا الصراع بين العالمين لسنوات.
من خلال تأطير هذا النضال من خلال عدسة الحرب وجعل الصلة بين كفاحي الداخلي والمرآة التي تعكس الأشياء من حولي، وجدت الوضوح الذي لم أختبره بعد.
عدسة الحرب
الحرب ليست شيئاً أرغب في إطالته أو المساهمة فيه. عندما أفكر في طرق لإنهاء الحرب، يتبادر إلى ذهني على الفور ثلاثة طرق: إما الاستسلام، أو الهدنة، أو الانتصار، في البداية، لم تكن أي من هذه الطرق فعالة، تقترح الهدنة المساومة أو ببساطة تعليق (الحرب) لفترة قصيرة، الاستسلام يعني التخلي عن شيء ما، وعكس الانتصار هي الهزيمة طبعاً، لذلك، بالاعتماد على أي جانب من الحرب تقف أنت يمكن أن تكون هذه الحرب مدمرة للغاية، ومع ذلك، عند التفكير بعمق، وإعادة التشكيل، أرى أن هذه الطرق الثلاثة تتحول إلى استراتيجيات محتملة يمكن أن تعمل جنباً إلى جنب لنقل الموضوع إلى مساحة أكثر إيجابية.
الهدنة
يبدو أن اعلان الهدنة يُعتبر خطوة أولى جيدة، يعني هذا وقف (القتال) لبعض الوقت من أجل الحصول على فرصة للتأمل في رحلتنا الخاصة والتذكير بها قبل فوات الأوان، عندما أفكر في صراعاتي السابقة وأوقات (الحرب) النشطة، أرى بوضوح أنه عندما أتوقف عن القيام بردود أفعال، أكون قادرة على تجاوز المعركة، أعتقد أن أحد أكبر الأسباب التي تجعل الناس قادرين على تجاوز (القتال)، هو عندما يمنحوا أنفسهم الفرصة للنظر في دواخلهم، بحيث يصبحون أكثر تركيزاً على معتقداتهم ووجهات نظرهم، وبالتالي تجهيز أنفسهم بسهولة أكبر للقيام بردود أفعال إيجابية عند مواجهة الحالات التي يتم فيها الاعتراض على معتقداتهم ووجهات نظرهم، لذا بدلاً من التفاعل في محاولة لحماية معتقداتهم ووجهات نظرهم، يمكنهم أن يستمعوا بثقة أكبر إلى الآخر وينخرطوا في نقاش مثمر بدلاً من شن هذه الحرب المدمرة.
الاستسلام
بناء على دعوة واعية للهدنة والانخراط في التأمل الذاتي يمكن أن يكون الاستسلام هو الخطوة التالية، في هذا السياق، أفكر بشكل خاص في التوقف عن الاحكام المسبقة، بدلاً من الحكم على العواطف وردود الفعل والسلوكيات، ببساطة الاعتراف بها وقبولها كما هي، يمكن أن يكون فعل القبول هو الخطوة اللازمة لنقل الشخص من ردة الفعل إلى الفعل نفسه، بدلاً من الحكم على ما إذا كان أحد الزملاء يستخدم لغة الإشارة الامريكية في مساحة مشتركة تتكون من أشخاص صم وسامعين، أولاً يجب عليه إدراك أنها كحقيقة يمكن أن تقلل من ردة الفعل المحتملة غير المحسوبة بحيث يعتمد الشخص في الحكم على أعمال شخص آخر بناء على فرضيات مسبقة فقط، وبدلاً من تغذية الغضب أو الاستياء الذي يكمن في ذلك، يمكنه تركيز الاهتمام على مناهج بناءة لمعالجة عدم التناسق بين اختيار الشخص داخل هذا الفضاء المشترك، من خلال التنازل عن إصدار أحكام مسبقة، من المرجح أن نكون ملتزمين بمشاركة وجهات نظرنا بصدق وتلقي وجهات نظر الآخرين، بغض النظر عن مدى اختلافهم، ومن هناك يمكننا المضي قدماً ومحاسبة كل منا الآخر أثناء استكشافنا للمسألة المطروحة.
الانتصار
لذا، قد تقولون، حسناً يا بولينا، سيكون من اللطيف إذا جاء الجميع إلى الطاولة مركزين على أنفسهم، وجاهزين للحوار الصحي والبناء؛ لكن هذه ليست هي القضية، أنا أدرك أنه بعد قراءة هذه السطور، يمكن أن يعتقد البعض أن وجهة نظري في المضي قدماً تشكلت من خلال النظر إلى القضية من منظور وردي ملون: إذا كنا جميعاً نتصرف بلطف، فإن الوضع الحالي داخل المجال سوف يتحسن بطريقة سحرية، أنا لا آخذ هذا المنظور بأي شكل من الأشكال، هذه هي النقطة التي أعتقد أن الانتصار فيها يمكن أن يشكل وسيلة لإنهاء الحرب عندما أعرف ما يعنيه أن يكون الشخص منتصراً في حربه الداخلية، فإنني عندما أصل إلى تلك اللحظات من الموازنة بين جميع أجزاء نفسي التي تخاطب كلا من الجزء الاصم والجزء السامع مني، عندما أنجح بالكامل في التأمل الذاتي وعدم إصدار أحكام مسبقة بشكل كافٍ أشعر بأني نلت الاعتراف والقبول الكامل بي، كما أنني أنال القبول أيضاً عندما أسمح لأجزاء مني أن تتعايش بطرق تتسم بالسلاسة والتطور على أساس تفاعلاتي في العالم من حولي.
لذلك، في النهاية، فإن النصر يكمن في الاعتراف بأنه ستكون هناك دائماً وجهات نظر مختلفة، لذلك ستكون هناك دائماً فرص كثيرة للحرب، الأمر متروك لنا لاختيار الطريقة التي ندخل بها كل حرب، يمكننا أن ندخل في الحرب بكل قوتنا، والقضاء على كل من يعترض طريقنا، أو يمكننا أن نبقى ملتزمين بحقيقتنا الخاصة، مع العلم أنها بالكامل لنا حتى نقرر تغيير ذلك، لذا لا يوجد شيء ندافع عنه، لا يوجد سوى فرصة لكي نكون من نكون في كل لحظة لتجسيد التغيير الذي نرغب في رؤيته.
ما هي تكاليف الحرب؟
الحروب مؤلمة وتدمي القلوب، الحروب تقتل الناس، وأنا أشاهد الحروب التي تحدث في مجالنا اليوم أرى الكثير من التكاليف، إننا نؤذي بعضنا البعض ونعوق التقدم المفعم بالخير.
أحد أكبر التكاليف، ربما هو أننا في بعض الأحيان نكون في حالة حرب ولا ندرك ذلك، أعتقد أن هذا ينطبق بشكل خاص على أولئك الذين يسمعون ويختبرون امتيازات العيش الكثيرة في مجتمع نأخذ فيه الكثير من الأمور المسلم بها، في بعض الأحيان تحدث هذه الحرب غير المتعمدة ونحن نحاول التركيز على السمع عن طريق الدفاع عن أو ممارسة حقنا في استعمال لغتنا الأم، أو على الأقل لغة الأغلبية، من خلال عدم النظر في الطرق التي يتحكم بها امتياز وجود حاسة السمع على وجهات نظرنا الخاصة بمجال عملنا، وبالتالي إسكات الناس من الأقلية المهمشة التي نعمل معها، يمكن تقديم مثال ملموس من خلال استكشاف افتراض مدفون أحياناً لحق الشخص في اختيار اللغة الإنجليزية المنطوقة عند الانخراط في التطوير المهني، عند حضور مؤتمرات الترجمة، أشعر أحياناً بطاقة سلبية في الأجواء، في مؤتمر ستريت لافريج ـ لايف في اتلانتا، أشارت نانسي بلوش إلى هذا الشعور بأنه (مترجمون سامعون فقط). يتجلى هذا الشعور بعدة طرق مختلفة، في بعض الأحيان، يُنظر إليه على أنه امتعاض خفيف في الأجواء بسبب حضور الأشخاص الصم، في أوقات أخرى تكون عبارة عن خيبة أمل بسبب الاضطرار إلى استخدام لغة الإشارة الامريكية، ولكن في أحيان أخرى، يبدو الأمر كما لو أن الأشخاص الصم يتم استرضاؤهم، كما لو أنهم لا يفهمون حقيقة عملنا ولكنهم بحاجة إلى الاسترضاء.
أنا لا أحاول التأكيد بأي حال من الأحوال أن هذه الأشياء تحدث في كل الأوقات، أو أن جميع مترجمي لغة الإشارة السامعين يشعرون بهذه الطريقة، بدلاً من ذلك، أحاول التعبير عن شيء أحس به فقط؛ هذا الشيء لديه القدرة على إلقاء الضوء على جانب واحد من الحرب النشطة التي تحدث في مجال عملنا اليوم، إن هذا النوع من الاستكشاف هو ما يمنحني الأمل في أن نقترب من تفريغ الغل الذي يكمن وراء التوتر والألم اللذين أشعر بهما وأشهدهما من حولي، هذا الغل الذي يؤلمنا من خلال تحديدنا لمنظور الأغلبية؛ قد نؤذي الآخرين عن طريق تخفيض قيمتهم ونبذهم؛ يجعلنا اعتقادنا الخاطئ بأننا نحن الوحيدون القادرون على (إنجاز) العمل أن نظن أن هناك شيئاً مميزاً في عمل الترجمة لا يفهمه الأشخاص الصم ولا يستطيعون فهمه في يوم من الأيام.
إذا لم نعمل معاً لاستكشاف مناطق الاختلاف المحيطة بمجالات استخدام اللغة أو الظلم أو الامتيازات أو الافتراضات أو السلطة وما شابه ذلك، فإننا نفقد الفرصة لفهم مجالات النضال الحالية المتفشية في مجال عملنا وتنظيمنا المهني بشكل كامل، نحن أيضاً نتعرض لخطر رؤية وجهة نظرنا فقط من خلال مفاهيمنا المترسخة لما يعنيه أن يكون الشخص مترجماً للغة الإشارة. إننا نخسر الفرصة لإدراك أنه بينما نحن، كمترجمين سامعين، قد يعتبرنا الناس دوماً وجهاً للظلم، فلدينا الفرصة لتغيير ذلك الوجه، بحيث نعكس وجهاً غير الوجه الذي نحن ضده، فنصبح بذلك وجهاً للتغيير والاحترام والقبول.
العبرة
(أي إنسان يمتلك سلاماً داخلياً يمتلك كل شيء، فالإنسان الذي لديه قوى تتصارع في داخله في حرب مستعرة لا يمتلك شيئاً، كيف يختار الإنسان أن يتفاعل مع القوى المتصارعة في داخله ستحدد حياته، إما أن تقوم بتغذية أحدهما أو أن تقوم بإرشادهما).
قصة شيروكي
يجب أن نلقي نظرة فاحصة على حروبنا الخاصة، إذا كنت تشعر أنك لا تشارك أو تدرك أنك تخوض الحروب، سواء داخلياً أو خارجياً في مجال عملنا، أي فيما يتعلق بمجال الترجمة، فأنا أشجعك على استكشاف المزيد من التفاصيل، قد تكون بعض الحروب مخفية، ففي بعض الأحيان عندما نشعر بألم شديد، أو نواجه مقاومة أكثر مما ينبغي لوجهات نظرنا، نصبح محبطين ونتجاهل علامات الحرب، إن استكشاف القوى المتعارضة داخلنا وحولنا يصبح أكثر أهمية عندما ننظر إلى القوة التي نحتفظ بها عن طريق الامتياز الذي نحتفظ به كأعضاء في مجتمع يتم السماح له بالدخول إلى العالمين؛ عالم السامعين وعالم الصم، إن مسؤولية الغوص العميق في القضايا المحيطة بنا تقع على عاتقنا، إن حقيقة امتلاكنا للاختيار من عدمه أو عدم الغوص بشكل عميق واختيار عدم الوصول الكامل إلى العالم من حولنا، تشهد على أهمية هذه المسؤولية، هذا هو قلب الامتياز الذي يتمتع به المترجمون السامعون.
لدينا دائما خيار
إذا أصبحت الأمور أكبر منا، ومخيفة جداً، ولزجة جداً، و(ملء الفراغ من متعدد) هو واقع الحال، يصبح لدينا خيارات تشمل الوصول إلى العالمين كليهما. إذا كنا غير مرتاحين جداً لدورنا في عالم الصم، فهناك عالم آخر يمكننا الوصول إليه والتواصل فيه بشكل غير محدود، ربما يمكننا أن نلعب بطاقة (المحايدة) ونكون (مجرد مترجمين) أو ببساطة ننفصل ولا نظهر إلا في عالم الصم عندما نقوم بالترجمة بشكل فعال، يجب أن نظل مدركين لهذه الخيارات.
أعلم أن المحادثات المهمة التي تتناول القضايا الصعبة تحدث في مجال عملنا، لا سيما استجابة للتصويت الأخير حول موقف سجل المترجمين للصم من انتخابات مجلس الإدارة، لقد شاهدت مؤخراً مقطع فيديو نشرته سارة حافر تشارك فيه بعضاً من أفكارها رداً على التصويت ومناقشاتها مع زملائها في برنامج الدراسات العليا التابع لها، محلياً في كنساس، نشارك في حوارات هامة ومؤلمة في بعض الأحيان، فيما يتعلق بمعايير اعتماد الشهادات، ولجنة الدولة لدينا ووجهات النظر المختلفة، لذا، فإن العمل الشاق يأخذ مجاله والناس يأتون للعمل ويقومون بتفريغ طاقاتهم في العمل حيث يجب أن يستمر هذا العمل ويزداد حماسة.
الخلاصة
الحرب تؤذي العلاقات، وتدمي القلوب، وتقتل الثقة. إن مجال ترجمة لغة الإشارة الامريكية واستخدام اللغة المحكية هو واحد من الفرص المتاحة للحرب، ومع ذلك، إذا قمنا بإعادة تأطير العدسة التي ننظر من خلالها إلى مجال عملنا ومجتمعاتنا، فأعتقد أن تلك الفرص نفسها ستكون مهيأة للقيام بعملية التنمية والتعلم والشفاء.
(3 ديسمبر 2013)
المصدر:
https:// streetleverage.com/2013/12/has-an-identity-crisis-immobilized-the-field-of-sign-language-interpreting
السيرة الذاتية للكاتبة :
ولدت ستاسي ستورم وترعرعت في كولورادو كشخص ثنائي اللغة فهي تتقن لغة الإشارة الامريكية واللغة الإنجليزية، وهي ممتنة إلى الأبد لأختها الأكبر، دري، إلى جانب الأشخاص الصم، ومترجمي لغة الإشارة في المجتمعات المحلية في غريلي ودنفر، كولورادو، لمساعدتها في تشكيل شخصيتها على ما هي عليه اليوم.
حالياً، تستقر ستايسي في أوفرلاند بارك، في ولاية كنساس مع بناتها الثلاث الجميلات، وحيواناتها الأليفة وهي عبارة عن بعض الكلاب اللطيفة وقطة واحدة (مشردة)، خلال العام الدراسي، عملت مع فريق كبير في كلية جونسون كاونتي كوميونيتي للمساعدة في إعداد الطلاب للدخول في مجال الترجمة الفورية الذي يتطور بسرعة كبيرة، على الرغم من كونها عضو في هيئة التدريس بدوام كامل، إلا أنها تواصل عملها كمترجمة للغة الاشارة كلما أمكنها ذلك لضمان أنها لن تفقد الاتصال بالمتطلبات المتغيرة باستمرار في هذا المجال.