سعدت عندما أثارت مجموعة من تغريداتي في مايو من العام الماضي بعض المتخصصين في مجال التربية الخاصة بتداولها والحديث عن مواضيعها إعلامياً والتي كنت قد أثرت بعضاً منها قبل سبعة عشر عاماً في مقال منشور في رسالة كليات المعلمين والتي تمحورت حول الحاجة إلى التشخيص الدقيق وربطه بالتدخل المبكر، مشيراً بذلك إلى أننا بحاجة إلى رسم خارطة طريق للتربية الخاصة تتكامل فيها الفلسفات مع الخدمات تبعاً للاحتياجات الحقيقية وتماشياً مع طبيعة بيئتنا. ولعل ما كتبته قبل سبعة عشر عاماً قد تغيرت فيه الطموحات وتصاعدت الآمال وعليه فإنني أكتب هذا المقال موضحاً وجهة نظري حول خارطة طريق التربية الخاصة اليوم في ضوء الرؤية الطموحة للمملكة العربية السعودية 2030.
إن العناية بالمبدعين أصحاب الفكر الأصيل لتطوير ميدان التربية الخاصة يتطلب سن ميثاق أخلاقي تشريعي تنظيمي يحفظ من خلاله الحقوق الفكرية والعلمية لأصحاب الإبداع حيث يشعر فيه المبدعون أنهم في مجتمع فكري آمن يعزز استمرار وزخم إبداعهم ويؤصل لفكر العمل الجماعي في مجال التربية الخاصة وينظم من خلاله كل ما يقدم في مجال التربية الخاصة بالتحكيم العلمي.
لا شك أن التشخيص من أهم الركائز الأساسية التي يقوم عليها ميدان التربية الخاصة والتشخيص قد يأخذ منحى قطعياً ينقل المفحوص من فئة إلى أخرى، والتشخيص تُبنى عليه الكثير من القرارات لخدمة المفحوص لاحقاً مثل أساليب ونوعية تقديم الخدمات، كما أن التشخيص الدقيق يُمكن من معرفة مدى انتشار الظواهر التي نقوم بتشخيصها وإمكان ارتكازها مما يمهد للتخطيط الجيد في تقديم الخدمات فإن حَسُن التشخيص حسُنت بقية البرامج التي تقوم عليه، لذا من المهم أن يكون التشخيص تكاملياً وشاملاً فلا يقتصر على سمة من السمات، ولكي يكون التشخيص في حال أفضل يجب أن يقوم به فريق متعدد من الخبراء في عدد من التخصصات بالإضافة إلى اشراك الوالدين ومعلمي التعليم العام في التشخيص، ومن منطلق أهمية التشخيص في ميدان التربية الخاصة فلعل ذلك يكون مدخلاً إلى أن اقترح فتح مسارات للقياس والتشخيص في أقسام التربية الخاصة بالجامعات تقوم على إعداد فرق التشخيص لذوي الاحتياجات الخاصة وبالأخص في مجال صعوبات التعلم.
إن نجاح أي برنامج جديد في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في أي دولة من الدول المتقدمة لا يعني جواز نقله بماهيته ونجاحه لدينا وذلك للاختلاف الثقافي والاجتماعي بين المجتمعات، وقد يكون من المفيد قبل نقل تلك البرامج التخطيط لمواءمتها وتهيئة الميدان لاستقبالها من ثم إجراء الدراسات والأبحاث المؤصلة عليها وعقد ورش العمل لمناقشتها بالإضافة إلى اشراك أسر الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملين المباشرين معهم وبذلك نضمن مناسبة تلك البرامج قبل تجريبها.
ما من شك أن الاهتمام بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أمر مهم وقد سعت كثير من الجهات التي تقوم على خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى عقد الندوات والمؤتمرات واللقاءات لبحث القوانين والتشريعات الخاصة بحقوقهم وتوعية الناس بها، ولكن ماذا عن واجباتهم فهم بما يمتلكون من قدرات وإمكانات كبيرة شريك أساسي ورافد من روافد التنمية، ولعل خير من يمثل الأشخاص ذوي الإعاقة في هذا الجانب هم الأشخاص ذوو الإعاقة أنفسهم.
إن الحاضنة الاولى للأشخاص ذوي الإعاقة هي الأسرة، وبعض الأسر تمتلك تجربة ناجحة في التكيف مع أبنائها من ذوي الإعاقة لذا فهي شريك أساسي في بناء برامج التوعية التي لا تقل أهمية عن برامج التدخل المباشر وذلك من خلال تقديم المشورة والدعم للأسر حديثة التعامل مع أبنائها من ذوي الإعاقة.
لا شك أن الإعلام رافد أساسي لكل ما يقدم في مجال التربية الخاصة من خلال إيصال الرسالة التوعوية للمجتمع، إلا أن تولي الإدارات التربوية المعنية بخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة في الجانب التعليمي التربوي لهذا الدور من خلال إقامة الفعاليات التوعوية أو الثقافية في مجال التربية الخاصة قد يثقل مسؤولياتها وقد يصرفها ويشتتها عن دورها الأساسي في تقديم الخدمة المباشرة، ومما لا شك فيه أن زملائنا في الميدان التربوي في مجال التربية الخاصة يقومون بعمل جبار في هذا الشأن يحتاجون معه إلى المساندة في مجال خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل المختصين في الجانب الإعلامي.
عند الحديث في مجال التعليم عن فلسفة الفروق الفردية وهي أساس أصيل في ميدان التربية الخاصة وهو ما يشير إلى خصوصية تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة مع إتاحة فرصة للطفل في الاندماج الاجتماعي مع الأطفال من غير ذوي الإعاقة لصنع منظومة شمولية للتعليم، فهل يستقيم الأمر بعزلهم في مناهج خاصة قد لا تحقق مفهوم التعليم الفردي ولا التعليم الشامل…! أليست تلك المناهج ستكون خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة أم أن ذلك قد يؤطر ما يمكن أن يصل إليه الأشخاص ذوو الإعاقة من معارف ومهارات واتجاهات.
يمارس الاختصاصيون في ميدان التربية الخاصة العمل مع فئات لكل فرد منها احتياجاته الخاصة التي يختلف بها عن الآخر، فمناط بهم القيام بالتعرف بدقة على تلك الاحتياجات ومن ثم السعي حثيثاً وبشكل يومي للتفكير في أنسب الوسائل لتلبيتها مع وجود نقص في بعض الأدوات والذي قد يعيقهم عن أداء عملهم بالشكل المطلوب مما قد يقودهم للشعور بعدم الإنجاز وبالتالي إلى الاحتراق النفسي.
عضو هيئة التدريس قسم التربية الخاصة
جامعة الملك سعود – تخصص صعوبات التعلم
البريد الالكتروني:
- [email protected]
- [email protected]
- موقع الكلية: http://faculty.ksu.edu.sa/almahrej/default.aspx
- التويتر: almahrej
التدريس الجامعي
تدريس أكثر من (17) مقرر جامعي في مجال التربية الخاصة
المؤهـــلات العلمية
الدكتـوراه (2015): عنوان الرسالة: فاعلية طريقة سلانجرلاند في تعلم القراءة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في نظرية أورتون.
الماجستير (2005): مجال صعوبات التعلم جامعة Mochester Metropoliton في المملكة المتحدة.
التأليف
تأليف (8) كتب باللغة العربية والانجليزية:
- ديسليكسيا Dyslexia
- المختصر المفيد في علم النفس التربوي
- عسر القراءة: دليل الباحثين والمهنيين (تم نشره في ألمانيا).
المؤتمرات
- حضور أكثر من (8) مؤتمرات في مجال التربية والبحث العلمي والتعليم العالي خلال الفترة 2016 إلى 2017.
المقالات العلمية
- نشر أكثر من (10) مقالات علمية باللغتين والانجليزية حول موضوع التربية الخاصة.
خدمة المجتمع
- تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم في بعض مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية.
- المشاركة في إعداد دليل معلم صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تأسيس لجنة تطوير برامج صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تقديم الاستشارات التطوعية من خلال عدد من الجمعيات التخصصية.
- إنشاء حسابين فيسبوك وتويتر للإجابة عن الاستفسارات حول مجال صعوبات التعلم.
خبرات التدريب
تقديم ورش تدريبية في مجال صعوبات التعلم لصالح:
- الأمانة العامة لجائزة التعليم للتميز.
- الهيئة الملكية للجبيل وبنبع الصناعية.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
عضويات العلمية
- عضو سابق في اللجنة العلمية رئيس فريق تحكيم فئة المرشد الطلابي ولجنة التحكيم لجائزة التعليم للتميز في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2012 حتى 2018.
- عضو سابق في اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي لصعوبات التعلم في العام 2006.
الأبحاث
- نشر (3) أبحاث في مجال عسر القراءة والاشراف التربوي في مجال صعوبات التعلم.
شهادات الشكر
حاصل على عدد من شهادات الشكر والتقدير من قبل عدد الجهات مثل:
- إدارة العامة للتعليم الرياض.
- الأمانة العامة للتربية الخاصة.
- الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
- الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- تكريم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر آل سعود أمير منطقة الرياض في حفل تخريج طلاب الدورة الستين من طلاب جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
عضويات الجمعيات واللجان
- عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
- عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- عضو عامل الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفنا).
- عضو في أكثر من (20) لجنة تربوية في وزارة التعليم.