في بداية القرن الحالي ومنذ أكثر من خمسين عاماً كانت التربية الرياضية أساساً يعتمد عليه في تنمية الجسم والعقل، وفي عام 1920 اتجه الاهتمام إلى إدخال البرامج والنظريات التعليمية الحديثة إلى الملاعب وصالات الألعاب بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة كجزء مكمل للعلاج الطبي، وقد زاد الاهتمام بها في أعقاب الحرب العالمية الثانية وذلك حفاظاً على المقاتلين بدنياً وعقلياً وخاصة مصابي الحرب.
وتعد التربية الرياضية اليوم جزءاً هاماً من التربية العامة، وقد عدلت الألعاب لتحسين النمو البدني واللياقة العامة والصحة، كما أنها تساعد على الترويح والسرور، كما أن تقييم الهدف يتحدد بعدة عوامل هي: النضج، النمو، طريقة التعليم، كفاءة المدرس.
والأهداف لا تختلف بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة عن غيرهم من الأشخاص غير المعاقين إلا في بعض القواعد والأسس والتنظيم والموازنة بينها وبين الإعاقة، كما أن من الأهمية مرونتها ومناسبتها للوقت والمكان (منزل، مستشفى، دار للرعاية، نادٍ أو مركز رياضي) بالإضافة إلى التنوع في الأنشطة.
ونستعرض في هذه الدراسة الحقائق التالية:
- ماهية التربية الرياضية الخاصة (التعريف).
- الهدف من برنامج التربية الرياضية الخاصة.
- الفرق بين التربية الرياضية الخاصة والتربية الرياضية العامة.
- أهمية التربية الرياضية الخاصة.
- أهداف التربية الرياضية الخاصة.
- مصطلحات التربية الرياضية الخاصة (المعدلة).
أولاً – ماهية التربية الرياضية الخاصة (التعريف)
عبارة عن برنامج تطويري متنوع من الأنشطة، والألعاب، والرياضات، والإيقاعات التي تناسب رغبات وقدرات الأفراد الذين لا يستطيعون وبنجاح الاشتراك بصورة آمنة وناجحة في أنشطة برامج التربية البدنية للأفراد غير المعاقين.
ثانياً – الهدف من برنامج التربية الرياضية الخاصة
يجب أن يكون تطويرياً والشروط الواجب مراعاتها لكي يتحقق هذا الهدف هو مناسبة الأنشطة لرغبات وميول وقدرات الأفراد من ذوي الإعاقة.
ثالثاً – الفرق بين التربية الرياضية الخاصة والتربية الرياضية العامة
تتطابق التربية الرياضية الخاصة والعامة في الأهداف والأغراض السلوكية مع اختلاف ترتيب أولوياتها.
التربية الرياضية العامة تستند إلى عدة فرضيات أهمها تمتع الفرد بمفهوم ذي جودة وكفاءة اجتماعية معقولة:
- امتلاك الفرد للسلوكيات الضرورية التي تساعده على الاشتراك في الألعاب وإتباع القوانين وتحقيق الأهداف المرجوة.
- سلامة المستقبلات الحسية والعمليات الإدراكية.
- قدرة الفرد على تعميم ما يتعلمه في المدرسة من إتقان المهارات الحركية أو اكتسابه للياقة البدنية للاستفادة منها مدى الحياة.
أما التربية الرياضية الخاصة فلا تفترض أياً مما سبق بل:
- تكون الأهداف فردية ومبنية على نتائج القياس.
- حاجات الأشخاص ذوي الإعاقة تفوق بكثير أقرانهم غير المعاقين.
- تختلف مسؤولية معلم التربية البدنية العامة عن معلم التربية البدنية الخاصة حيث تقتصر مسؤولية الأول على ما يرتبط بالمنهج والدروس وطرق التدريس في المدرسة فقط، بينما تتعدى مسؤولية الثاني لتشمل التنسيق مع الأفراد والمؤسسات الراعية للأفراد من ذوي الإعاقة في المجتمع.
- يختلف كل من معلمي التربية البدنية العامة والخاصة في إعدادهم الأكاديمي والمهني، حيث يقوم الأول بتنفيذ منهج مخطط من قبل جهات عليا، بينما يقوم الثاني بتخطيط المناهج المناسبة لتلاميذه على أساس فردي ثم يقوم بتنفيذها.
رابعاً – أهمية التربية الرياضية الخاصة:
تفوق في أغلب الأحيان أهميتها بالنسبة للأشخاص غير المعاقين وذلك من جميع النواحي البدنية، والنفسية، والاجتماعية، وحتى التعليمية.
أهميتها من الناحية البدنية:
- وجد أن ممارسة الأشخاص غير المعاقين للأنشطة البدنية في أغلب الأحيان وقائية، ولكنها للأشخاص ذوي الإعاقة فقد تتعدى إلى الناحية العلاجية.
- تساهم بفعالية برفع مستوى لياقتهم البدنية.
- تقلل من الأعراض والأمراض الناتجة عن نقص الحركة كالإصابة بمرض هشاشة العظام، وأمراض القلب.
اما أهمية التربية الرياضية الخاصة من الناحية النفسية والاجتماعية:
- تساعد في إعادة التوازن النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة.
- تنمي لديهم الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- توفر لهم هذه الأنشطة البدنية الفرصة لتفاعلهم مع أقرانهم من ذوي الإعاقة وكذلك للأشخاص غير ذوي الإعاقة.
- تقبل الأشخاص غير ذوي الإعاقة لهم بعد تغيير مفاهيمهم واكتشافهم القدرات الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة بدلاً من التركيز على إعاقاتهم.
خامساً – أهداف التربية الرياضية الخاصة:
- تطوير اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة.
- تطوير اللياقة البدنية المرتبطة بالمهارة الحركية.
- تطوير المهارات الحركية الأساسية.
- تطوير الجوانب الاجتماعية.
- تطوير الجوانب النفسية.
- تطوير الجوانب المعرفية.
سادساً – مصطلحات التربية الرياضية الخاصة (المعدلة)
الرياضة: هي عبارة عن نشاط بدني منظم، واضح الهدف، تحكمه قواعد وقوانين ويتطلب درجة عالية من الالتزام ويتنافس الفرد فيه مع نفسه، مثلاً عندما يقوم اللاعب بتحطيم رقمه الذي سجله سابقاً كما في الوثب العالي، الوثب الطويل، الوثب الثلاثي والقفز بالزانة أو في سباق 100 متر أوعندما يتنافس الفرد مع الاَخرين مثل كرة القدم، كرة السلة، كرة الطائرة وكرة اليد.
النشاط البدني: أي شكل من حركات الجسم والتي تزيد من الطاقة المصروفة، ويتضمن النشاط البدني التدريب والمشاركة في الرياضات التنافسية، الوظائف والأعمال المجهد’ مثل أعمال الإنشاءات، أعمال المنزل والأنشطة الترويحية.
الرياضة المعدلة: هي الرياضات التي تم إنشائها أو تعديلها من أجل إشباع حاجات الأفراد ذوي الإعاقة.
التربية: عبارة عن عملية التعليم والتعلم والتي في العادة تتم في المدرسة، الكلية أو الجامعة.
التربية البدنية: عبارة عن برنامج مخطط ومنظم من الأنشطة الحركية والتي تساعد الأفراد في تطوير أجسادهم والسيطرة عليها.
تعريف آخر للتربية البدنية: هي أحد فروع التربية والتي تهدف إلى إحداث تغييرات إيجابية من الناحية العضوية، العصبية العضلية، الاجتماعية، المعرفية، الثقافية، الانفعالية والجمالية من خلال استخدام الانشطة البدنية والحركات الجسمية.
التربية الرياضية المعدلة: هي عبارة عن برنامج فردي يتضمن اللياقة البدنية، المهارات والأنماط الحركية الأساسية، الحركات والمهارات المائية، الألعاب الفردية والجماعية والرياضات التي تم تصميمها وإنشائها لتلبية إحتياجات الافراد الفريدة أو الخاصة، وسميت التربية الرياضية المعدلة بهذا الاسم لأنها تحتوي على تعديلات وتكييفات في محتواها لتناسب حاجات الأفراد من ذوي الإعاقة.
اللياقة البدنية: القدرة على القيام بالأعمال بكفاءة وفاعلية، الاستمتاع بوقت الفراغ، التمتع بصحة جيدة، مقاومة الأمراض والقدرة على التعامل مع الحالات الطارئة.
هناك نوعان من اللياقة البدنية:
أولاً ـ اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة
وهي النوع من اللياقة الذي يمارس من قبل الجميع وتتضمن العناصر التالية: مكونات الجسم (نسبة الدهون في الجسم)، التحمل الدوري التنفسي، القوة العضلية، التحمل العضلي والمرونة.
وهذه لمحة مختصرة عن عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالصحة:
- التحمل الدوري التنفسي: يعني القدرة على التمرين لفترة زمنيه طويلة وعلى الشدة دون القصوى بتوظيف أو تشغيل مجموعات عضلية كبيرة ويكون العبء الأكبر على جهاز التحمل الدوري التنفسي (القلب والرئتين).
- مكونات الجسم: يقصد بمكونات الجسم هنا نسبة الدهون في الجسم حيث أن نسبة الدهون في الجسم هي مؤشر لصحة الإنسان حيث أنه كلما زادت نسبة الدهون في الجسم زادت احتمالية الاصابة بالأمراض مثل أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم. يعتبر الرجل (الذكر) سميناً إذا زادت نسبة الدهون عن 25% من وزن جسمه وتعتبر المرأة (الأنثى) سمينة إذا زادت نسبة الدهون عن 30% من وزن جسمها.
- القوة العضلية: قدرة الشخص في التغلب على المقاومات المختلفة وتتضمن القوة العضلية الثابتة والقوة العضلية المتحركة والقوة القصوى والقوة النسبية والقوة الانفجارية.
- التحمل العضلي: يقصد بالتحمل العضلي قدرة العضلة على القيام بعملية الانقباض والانبساط لفترة زمنية طويلة وعلى مقاومة دون القصوى ويتم حساب الوزن (نسبة الوزن) المراد التدرب عليه من خلال قياس القوة القصوى بواسطة عمل التكرار الأقصى لمرة واحدة فقط (One Maximal Repetition).
- المرونة: قدرة الشخص على أداء الحركات لأوسع مدى تسمح به المفاصل والعضلات. ومن العوامل المؤثرة في المرونة الجنس، العمر، الشكل التشريحي للمفصل ومطاطية العضلات (عدم تشنج العضلات وقدرتها على الاسترخاء)، درجة الحرارة والإحماء.
ثانياً ـ اللياقة البدنية المرتبطة بالأداء أو بالرياضة الممارسة
وهو النوع الثاني من اللياقة الذي يمارس من قبل الأفراد الرياضيين وتتضمن العناصر التالية: الرشاقة، سرعة ردة الفعل، التوازن، السرعة، التوافق والقوة الانفجارية.
وهذه لمحة مختصرة عن عناصر اللياقة البدنية المرتبطة بالأداء:
- الرشاقة: القدرة على تغيير وضع الجسم سواء على الارض أو في الهواء كما في دوران الجسم في القفز بالزانة والوثب العالي ودورانات السباحة.
- السرعة: القدرة على الانتقال من مكان إلى آخر في أقل زمن ممكن كما في سباقات 100 متر.
- السرعة الحركية: قدرة الشخص على اداء الحركة في أقل وقت ممكن أو أداء أكبر عدد ممكن من الحركات في وقت معين.
- القوة القصوى: القدرة على رفع أو دفع أو سحب أقصى وزن. وتقاس القوة القصوى من خلال عمل التكرار الأقصى لمرة واحدة فقط (1 Maximum Repetition).
- سرعة الاستجابة أو سرعة ردة الفعل: عبارة عن الزمن المأخوذ بين ظهور المثير وحدوث الاستجابة كما في الزمن المأخوذ من إشارة البدء في مسابقة جري 100 متر أو سباحة 100 متر وبدء الحركة. فالزمن المأخوذ بين سماع إشارة البدء وبدء الحركة هو سرعة الاستجابة.
- القوة الانفجارية: القدرة على إنتاج أقصى قوة في أقصر زمن كما في مسابقات الرمي (دفع الكرة الحديدية، رمي المطرقة والقرص والرمح) والوثب (الوثب الطويل، العالي، الثلاثي والقفز بالزانة).
- التوازن: القدرة على الاحتفاظ بثبات الجسم عند أداء الحركات كما في الوقوف على قدم واحدة أو الوثب على قدم واحدة.
وختاماً
هناك حقيقة هامة هي أن أهداف التربية الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقة تنبع من الأهداف العامة للتربية الرياضية من حيث النمو العضوي والعصبي والبدني والنفسي والاجتماعي حيث ترتكز رياضة ذوي الإعاقة على وضع برنامج خاص تربوي يتكون من ألعاب وأنشطة رياضية وحركات إيقاعية وتوقيتية تتناسب مع ميول وقدرات وحدود الأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا يستطيعون الاشتراك في برنامج التربية الرياضية العام دون أن يصيبهم أي ضرر، وقد تؤدى تلك البرامج المعدلة في المستشفيات أو المراكز الخاصة بذوي الإعاقة أو المدارس، ويكون الهدف الأسمى لها هو الوصول إلى تنمية أقصى لقدرة الأشخاص ذوي الإعاقة.
ماهر محمد ماهر عبد الله زهران
الجنسية: مصري
الإقامة: الشارقة، دولة الإمارات العربية المتحدة
هاتف متحرك: 00971581565080
البريد الإلكتروني: [email protected]
- حصلت على بكالوريوس التربية الرياضية جامعة المنصورة في مصر بتقدير عام جيد جداً 2013 وعلى ماجستير في نفس التخصص سنة 2016 ـ 2017، وتمهيدي دكتوراه في التربية الرياضية 2017 ـ 2018 بنفس الجامعة.
- قمت بنشر بحث علمي متخصص بمجلة علوم التربية الرياضية بجامعة المنصورة 2016. ونشر بحث علمي متخصص في المؤتمر العلمي الأول لكليات التربية الرياضية بجامعة المنصورة 2015 ـ 2016.
- أعمل حالياً معلم رياضة في مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- حاصل على الرخصة الدولية في تدريب كرة القدم (c) من الاتحاد الافريقي لكرة القدم وشهادة من مركز تطوير الأداء الجامعي باجتياز برنامج التعرف على طاقة الجسم.
خبراتي العملية:
- حكم طاولة في الإتحاد الإماراتي للبوتشيا 2018.
- مدرس تربية رياضية لمدة سنتين بمدرسة الإمام محمد عبده بالمنصورة، مصر.
- حكم كرة قدم بالاتحاد المصري من 2013 حتى الآن.
- مدرب (عام) للفريق الأول لكرة قدم بنادي الأمير الرياضي مدة سنتين.
- مدرب كرة قدم بنادي الأمير الرياضي مدة سنة واحدة.
- لاعب كرة قدم سابقاً بنادي المنصورة الرياضي بالمنصورة في مصر.
- لاعب كرة قدم سابقاً بنادي كهرباء طلخا الرياضي بالمنصورة في مصر.
- المشاركة في العديد من المعسكرات.
- مدرب لياقة بدنية لمدة سنتين في مركز لياقة جامعة المنصورة.