مما لا شك فيه أن عملية المسح من أهم الإجراءات التي تضمن فعالية برنامج التدخل المبكر في تحقيق أهدافه خاصة وأن الشهور الأولى في حياة الطفل تعتبر مرحلة حرجة وحساسة وأي تأخر في اكتشاف الأطفال المتأخرين أو المعرضين لخطر الإعاقة من شأنه أن يقلل من فعالية وأثر برنامج التدخل المبكر، وفي المقابل فإن أي تأخر تتم ملاحظته عند الطفل يمكن تفاديه بتقديم الدعم والمساندة اللازمة.
إن تطبيق هذا البرنامج في مكان يكون قريباً من تركز السكان أو مناطق سكنهم أو تقديم هذا المسح الشامل لأطفالهم في مناطق سكناهم… يحقق الهدف بالوصول إلى أكبر عدد من الأطفال للكشف عليهم وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية برنامج المسح الشامل.
لقد قام مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بتطبيق عملية المسح والكشف المبكر لدى أطفال الحضانات والروضات من عمر 3 سنوات إلى 5 سنوات بشكل منتظم طوال 10 سنوات مضت، وهو بذلك أول مركز في المنطقة يطبق هذا البرنامج.
وخلال الثلاث سنوات الأخيرة بدأ المركز في تطبيق برنامج المسح على الأطفال الأصغر عمراً وذلك على الأطفال الرضع من عمر الشهرين وحتى عمر الخمس سنوات ونص وذلك بهدف تحقيق الهدف الحقيقي من برنامج المسح باكتشاف الأطفال في أصغر عمر ممكن وبشكل مبكر وذلك بشكل منهجي وأكثر دقة عن طريق تطبيق أداة المسح الأولي ASQ.. وفي ذات الإطار الذي يسعى مركز التدخل المبكر من خلاله إلى تطوير برنامج المسح شكلاً ومضموناً حتى يحقق الفائدة القصوى والنتائج المتوقعة منه..
في ديسمبر 2016 قدمت تصوراً شاملاً عن المبادرة يتعلق بمكان وآلية تطبيق برنامج المسح بحيث يتم تطبيقه بمجالس الضواحي الخاصة بإمارة الشارقة والتي يبلغ عددها آنذاك (5) مجالس، حيث يضم كل مجلس ضاحية عدة مناطق سكنية من مناطق إمارة الشارقة، وكل مجلس له إدارته ورواده من سكان المناطق التي يشملها المجلس، على أن يتم عمل جدول زمني منتظم يتضمن تطبيق برنامج المسح في مجالس الضواحي بمعدل زياره واحدة بالشهر لكل مجلس بحيث يغطي الجدول 5 مجالس للضواحي خلال العام الدراسي ويتم من خلالها تطبيق برنامج المسح على الأطفال من سكان الضاحية وذلك بعد أن يتم التواصل مع إدارة دائرة شؤون مجالس الضواحي والقرى لعمل الإجراءات اللازمة والإعلان الخاص بهم.
تجربة لا تنسى… 22 نوفمبر 2016
منذ انطلاق مبادرتي في شهر فبراير 2017 وبالتحديد في أسبوع التدخل المبكر، تم تطبيق المبادرة في مجلس ضاحية واسط … كتجربة، حيث لاقت استحسان من أغلب المشاركين والحضور وفكرة من الممكن أن تغير فكر ووعي المجتمع، لذلك ارتأينا تكرارها بشكل أكبر وأوسع للوصول إلى المجتمع بشكل أعمق ولزيادة الوعي بأهمية التعرف على المشكلات بشكل مبكر.. لكن… في البداية وقفنا على بعض النقاط التي لابد من تحسينها للوصول إلى الهدف المنشود وهي أن الإعلان عن المبادرة لم يكن بشكل يغطي المنطقة، فقمنا بالعمل على هذه النقطة وقمت بالتركيز في الإعلان على وضع الإعلانات في فروع جمعية الشارقة التعاونية التابعة للمنطقة والمدارس الحكومية الموجودة في ذات المنطقة..
شملت بداية المبادرة المجالس التالية: (مجلس ضاحية واسط، مجلس ضاحية مويلح، مجلس ضاحية مغيدر ومجلس ضاحية الخالدية) وكان عدد الأطفال الذين تم تطبيق البرنامج عليهم (34 طفلاً) منهم (24 طفلاً) احتاجوا إلى تقييم و(3 أطفال) إلى متابعة.. وفي العام الذي يليه شملت المبادرة مجلسي واسط ومغيدر حيث تم تطبيق البرنامج على (14 طفلاً) منهم (طفلان) احتاجا إلى تقييم و (طفلان) احتاجا إلى متابعة، وما زالت المبادرة قائمة لتشمل أربعة مجالس هذا العام، هي مجلسا واسط ومويلح حيث تم تطبيقه على (20 طفلاً) منهم (15 طفلاً) احتاجوا إلى تقييم و(3 أطفال) احتاجوا إلى متابعة، وجارٍ التواصل مع باقي المجالس لاستكمال المخطط لهذا العام.
إن مثل هذه المبادرات والتي أعتبرها مجتمعية بالدرجة الأولى، تساهم وبشكل فعال في توسعة مفهوم الوعي المجتمعي بأهمية المسح الشامل للأفراد في المجتمع.
منى صديق حاجوني
إماراتية من الشارقة عاصمة الثقافة
بكالوريوس آداب ـ علم الاجتماع ـ جامعة الشارقة
اختصاصية اجتماعية بمركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
مهتمة بمجالي الإبداع والرسم