يحتوي المخ على مليارات الخلايا العصبية الموجودة في القشرة المخية، هذة الخلايا العصبية تنتج وتستقبل إشارات كهربائية تستطيع من خلالها الاتصال مع بعضها عبر الجهاز العصبي، وخلال نوبة الصرع يحدث نشاط كهربائي غير طبيعي وزائد في المخ.
تعريف الصرع:
هو اختلال عصبي داخلي يحدث بسبب نشاط كهربائي غير طبيعي بالمخ، يسبب تغيرات في الوعي والسلوك والحركات غير الطبيعية والمفرطة. هذا النشاط غير الطبيعي متقطع وعادةً ما يكون محدوداً ويستمر من بضع ثوانٍ إلى بضع دقائق. ويمكن أن يبدأ الصرع في أي عمر.
معلومة:
ليست كل نوبة تشنج تعني الإصابة بمرض الصرع. لتشخيص مرض الصرع لابد من حدوث تشنجات متكررة (مرتين او أكثر خلال 6 أشهر).
أسباب حدوث التشنجات:
- ارتفاع في درجة الحرارة
- التعرض لبعض السموم والمخدرات
- نزيف المخ
- الالتهاب السحائي
- اختلال الأملاح بالجسم مثل (نقص الصوديم او الكالسيوم) أو اختلال نسبة السكر بالدم
- الاعتلال النفسي أو الهستيريا
- نتيجة زيادة الكهرباء بالمخ (تشنجات صرعية)
أسباب التشنجات الصرعية:
- الاختناق ونقص الأكسجين عند الولادة
- العيوب الخلقية في القشرة المخية
- الالتهابات في القشرة المخية
- المتلازمات الصرعية الوراثية
- بعض عيوب التمثيل الغذائي
- عيوب وراثية في الكروموسومات
- جلطات المخ والسكته الدماغية
- أورام المخ
- الإصابات النافذة في الرأس ونزيف المخ
أمثلة للتشنجات غير الصرعية:
النوبات التي تحدث عندما يكون الطفل مصاباً بالحمى أو إصابة في الرأس أو بعد تعاطي المخدرات غالباً لا تتكرر ولا تعتبر صرعية. بالإضافة إلى ذلك، موجة حبس التنفس عند الأطفال عند البكاء أو الغضب.
التشنجات بسبب الاعتلال النفسي والهستيريا:
قد تحدث النوبات الصرعية بسبب نفسي (أحاسيس) يشعر بها الطفل مثل القلق أو الخوف
أنواع الصرع
أولاً ـ نوبات صرع عام Generalized Seizure
هذا النوع له العديد من الأشكال والأعراض يمكن أن تكون خفيفة أو شديدة وتصنف النوبات وفقاً لمظهر الطفل أو سلوكه أثناء النوبة، ونمط النشاط الكهربائي في المخ، كما يقاس من خلال اختبار يسمى التخطيط الكهربائي للمخ EEG وتحدث نوبات الصرع العام عند حدوث زيادة في الكهرباء بجميع المخ. وتنقسم إلى نوعين:
أ ـ نوبات صرع عام كبيرة Grand Mal Seizure
وهذا النوع من أكثر أنواع النوبات شيوعاً
أعراضه: تصلب في الجسم، ازرقاق، فقدان وعي، عض اللسان مما يسبب النزيف أو الزبد في الفم مصحوبة مع تبول أو تبرز غير ارادي واهتزاز بالجسم
ب ـ نوبات صرع عام صغيرة Petit Mal Seizure
وهي أنواع من النوبات الصرعية الأخرى الأقل شدة
اعراضه: قد يظهر في صورة شرود ذهني يتوقف فيه الطفل فجأة عن الاستجابة والتحديق لبضع ثوان مع بربشة بسيطة بالعين وكثيراً ما يشخص على أنه نقص تركيز.
ثانياً ـ نوبات صرع بؤري Focal Seizure
وهي زيادة في الكهرباء في مركز محدد بالمخ
أعراضه: تعتمد على مكان البؤرة الصرعية في المخ، قد تكون على هيئة تشنجات اثناء النوم، شرود ذهني تقلصات في بعض أجزاء من الوجه، هزة في إحدى الأطراف مثل اهتزاز في ذراع واحدة، تنميل او فقد الاحساس في أحد الأطراف.
قد يطلق على هذه النوبات الجزئية البسيطة أو المعقدة. وغالباً لا تكون مصحوبة بفقدان الوعي وفي هذه الحالة تكون نوبة جزئية بسيطة Simple Focal Seizure وإذا حصل فقدان للوعي تكون مركبة Partial Focal Seizure.
ثالثاً ـ تقلصات العضلات الصرعية Myoclonic Seizure
عبارة عن نوبات صرعية تظهر على شكل تقلصات سريعة متعددة تصيب مجموعة واحدة أو مجموعات متعددة من العضلات.
ملحوظة هامة:
وجود نوبة واحدة لا يعني أن الطفل مصاب بالصرع. يتطلب أن يكون لدى الطفل أكثر من نوبة واحدة قبل تشخيص الصرع. وأن تكون الفترة الزمنية ما بين نوبة الصرع الأولى والتالية لها حدثت في خلال 6 أشهر.
في بعض الأحيان، يمكن للناس أن يقولوا إنهم على وشك التعرض للنوبة. لديهم شعور معين أو رائحة معينة قبل النوبة مباشرة. يسمى هذا الشعور أو الرائحة بـ (الهالة Aura).
حالة الطفل ما بعد النوبة الصرعية Postictal state
- الأطفال نادراً ما يعانون من ضرر طويل الأمد نتيجة لنوبة صرع، يمكن السيطرة على معظم النوبات بالأدوية، وغالباً ما ينخفض خطر النوبات عند نمو الطفل.
- مع بعض أنواع النوبات، قد يبدو الطفل مستيقظاً أثناء النوبة، لكنه في الواقع غير مدرك ولن تكون لديه ذاكرة للحدث.
- خلال هذا الوقت، قد يكون الطفل مرتبكاً ومتعباً، وقد يصاب بصداع نابض. هذه الفترة عادة ما تستغرق عدة دقائق، على الرغم من أنها يمكن أن تستمر لساعات أو حتى أيام.
- هناك أطفال آخرون يجدون صعوبة في التحدث أو التعرض لفقدان مؤقت في الرؤية (جزئي) أو أي نوع آخر من فقدان الحواس. عادة ما تستمر هذه الأعراض على مدى عدة دقائق ويمكن أن تكون أدلة مهمة حول نوع النوبة وجزء الدماغ الذي تأثر أثناء النوبة.
- لدى بعض الأطفال، تأتي أعراض أخرى. على سبيل المثال، قد يعاني الطفل من ضعف خفيف إلى حاد في اليد أو الذراع أو الساق بعد نوبة الصرع.
طرق التشخيص
- التاريخ الطبي وتاريخ نوبات التشنج مع وصف الأهل لما حدث للطفل أثناء النوبة.
- الفحص الاكلينيكي البدني الكامل مهم في عملية تقييم الطفل المصاب بنوبات.
- رسم تخطيط الدماغ الكهربائي (EEG) لقياس النشاط الكهربائي في الدماغ. والبحث عن نشاط كهربائي غير طبيعي يرتبط عادة بنوبات الصرع ويتيح فهماً أوضح للمكان ولماذا تحدث النوبات. حتى إذا لم يكن الطفل مصابا بنوبة أثناء مراقبة EEG، يمكن الحصول على معلومات مهمة.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
- قد يوصى أيضا باختبارات الدم حسب الحالة لمعرفة معلومات عن كروموسومات الطفل ومستوى المواد الكيميائية والمواد الموجودة عادة في الدم.
طرق العلاج
- العلاج الدوائي (أدوية مضادة للتشنجات) هو حجر الأساس في علاج الصرع
- يبدأ العلاج بدواء واحد وهو غالباً كافي في 50 – 60٪ من الحالات وإذا لم تتم السيطرة على التشنجات يتم التغيير لدواء آخر ثم نبدأ في اعطاء أكثر من دواء واحد حسب الحالة.
- الجراحة لبعض الحالات التي يمكن أن تعالج بالجراحة وتشمل استئصال البؤرة الصرعية إن أمكن، أو كي البؤرة الصرعية عن طريق الليزر، او استئصال فص كامل من المخ المسبب للصرع.
- تركيب منظم للعصب الحائر (Valgus nerve stimulation VNS)
- في حالات خاصة يمكن اتباع نظام غذائي خاص Ketogenic Diet وهو نظام يعتمد على الدهون مع البعد عن النشويات.
وكلما كان العلاج مبكراً كانت النتائج أفضل.
أسئلة هامة ومتكررة من أهل المرضى
1 ـ متى يبدأ العلاج؟
يبدأ العلاج بعد حدوث تشنجات مرتين أو أكثر في خلال 6 أشهر اثناء النهار أو بعد أول تشنج في حالة وجود كهرباء زائدة جداً في رسم المخ.
2 ـ ما هي مدة العلاج؟
العلاج الدوائي للصرع لابد أن يستمر مدة لا تقل عن سنتين بعد آخر تشنج للمريض.
وفي حالات وجود عيوب خلقية في القشرة المخية وبعض المتلازمات العلاج يكون مدى الحياة.
3 ـ هل الأدوية المضادة للتشنجات توقف النوبات تماماً؟
يحتاج الناس أحياناً إلى تجربة أدوية مختلفة قبل أن يعثروا على علاج يعمل جيداً لوقف التشنجات. يمكن أن يكون من الصعب السيطرة عليها بدواء واحد فيلجأ الطبيب لأكثر من دواء للسيطرة عليها.
4 ـ ماذا لو لم تنجح الأدوية المضادة للصرع؟
إذا استمرت النوبات حتى بعد تجربة أدوية مختلفة، فقد يكون لديك خيارات أخرى. بعض الناس يلجؤون إلى إجراء عملية جراحية لإزالة جزء من الدماغ الذي يسبب النوبات. ويركب آخرون منظماً للعصب الحائر يوضع في صدرهم فيساعد في السيطرة على النوبات.
5 ـ هل تسبب مضادات الصرع آثاراً جانبية؟
نعم فالأدوية المضادة للصرع يمكن أن تسبب آثاراً جانبية. يمكن أن تؤثر على وظائف الكلى والكبد، زيادة في الوزن، خمول، عصبية، زيادة في نمو شعر الجسم، صداع يجعلك تشعر بالتعب، أو تسبب مشاكل أخرى. إذا حدثت للطفل آثار جانبية مزعجة، أخبر الطبيب عن ذلك. يمكنه العمل معك للعثور على الدواء أو الجرعة التي تسبب أقل المشكلات. معظم الآثار الجانبية لهذه الأدوية خفيفة، ولكن هناك آثار جانبية نادرة خطيرة للغاية:
- الشعور بالاكتئاب أو التفكير بإيذاء النفس.
- ظهور ﻃﻔﺢ ﺟﻠﺪي كالحروق ﻧﺎدر وﻟﻜﻨﻪ ﺧﻄﻴﺮ. تحدث إلى الطبيب فوراً إذا لاحظت طفحاً جلدياً أثناء تناول الطفل دواء مضاداً للصرع.
6 ـ هل مسموح للطفل المريض ممارسة نشاط رياضي؟
إذا لم تكن النوبات تحت السيطرة، فتأكد من اتخاذ خطوات أمان أخرى. على سبيل المثال، لا يسبح دون شخص آخر في مكان قريب يمكنه مساعدته. وتجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى السقوط من ارتفاع.
7 ـ كيف يمكنني تقليل فرص حدوث المزيد من النوبات للطفل؟
للمساعدة في منع طفلك من التعرض لنوبات أكثر، يمكنك التأكد من:
- اعطاء أدويته المضادة للتشنجات في الوقت المناسب وبالجرعات المناسبة.
- أﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﻋﺪم وﻗﻒ أو ﺗﻐﻴﻴﺮ أدوﻳﺔ ﻃﻔﻠﻚ بدون إذن الطبيب لأن هذا سوف يؤدي إلى زﻳﺎدة ﻓﺮص ﺣﺪوث ﻧوبة.
- أثناء تناول الأدوية المضادة للصرع، استشر الطبيب قبل البدء في أي أدوية جديدة للطفل. لأن الأدوية المضادة للصرع قد تتفاعل مع الأدوية الموصوفة أو الأدوية التي بدون وصفة طبية، أو الأدوية العشبية. ولأن خلطها قد يؤدي إلى زيادة الآثار الجانبية أو جعلها لا تعمل كذلك.
- إذا كان طفلك يعاني من أية مشاكل مع الأدوية، فتحدث مع الطبيب.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، وخلاف ذلك يزيد من فرص حدوث نوبة عند طفلك.
- ضع نظام غذاء صحي.
8 ـ كيف يمكنني مساعدة طفلي أثناء النوبة؟
أثناء النوبة، يجب عليك:
- وضع طفلك على جانبه.
- ﻻ ﺗﻀﻊ أي ﺷﻲء ﻓﻲ ﻓﻢ ﻃﻔﻠﻚ ولا تحاول إﻳﻘﺎف ﺣﺮكات التشنج.
- تتبع المدة التي تستغرقها النوبة – إذا استمرت لأكثر من 5 دقائق، اذهب بطفلك إلى الطوارئ.
- يجب التأكد من خلو المكان حوله أثناء النوبة من الأشياء الحادة والأسطح الصلبة حتى لا يتعرض للإصابة.
9 ـ ما الذي يجب معرفته عن الأدوية المضادة للصرع؟
عليك أن تعلم ما يلي:
- يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للصرع على الأدوية الأخرى التي يتناولها طفلك.
- يمكن للأدوية الأخرى التأثير على الأدوية المضادة للتشنجات فلا تعمل بشكل جيد، أخبر الطبيب في أي وقت يبدأ فيه طفلك أخذ أي أدوية جديدة أخرى.
- قد يحتاج طفلك إلى فحوصات دم منتظمة للتحقق من نسبة الدواء المضاد للتشنجات في الدم.
10 ـ هل سيحتاج طفلي إلى أدوية ضد الصرع لبقية حياته؟
النسبة الأغلب لا. العديد من الأطفال تتوقف عندهم النوبات في سن البلوغ والمراهقة. ولكن لا تتوقف أبداَ عن علاج طفلك دون التحدث إلى طبيبه.
11 ـ متى يجب عليّ الاتصال أو الذهاب إلى الطبيب؟
- إذا كان طفلك يعاني من نوبة مدتها أكثر من 5 دقائق. أو لفترة أكثر من المعتاد.
- إذا كانت لديه نوبات متكررة على مدى بضع دقائق.
- إذا كان طفلك يعاني من نوبات أكثر من المعتاد.
- إذا كان هناك ارتفاع في درجة الحرارة.
- إذا لم يعد التنفس أو الوعي إلى ما كان عليه بعد توقف النوبة.
- إِذا كانت نوبة التشنج تحدث لأول مرة فيجب الحصول على الاستشارة الطبية.
- إذا حصلت إصابة نتيجة السقوط أثناء النوبة.
12 ـ هل يجب ابلاغ المدرسة بمرض طفلي؟
نعم تحدث إلى مدرسة طفلك عن مرضه. أخبرهم بالأعراض التي يجب مراقبتها وكيفية معالجتها. أعلمهم أيضاً إذا كان طفلك بحاجة إلى تجنب أي أنشطة.
13 ـ هل الطفل المصاب بالصرع نموه وتطوره طبيعي؟
معظم الاطفال المصابين بالصرع نموهم وتطورهم طبيعي، ولكن بعض الأطفال الذين يعانون من نوبات صرعية سيواجهون صعوبات في النمو أو التطور. هذا الخطر يعتمد على نوع الصرع مثل (المتلازمات الصرعية الوراثية) أو أسبابه مثل (عيوب القشرة المخية).
المراجع:
- https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/epilepsy/symptoms-causes/syc-20350093
- https://www.cdc.gov/epilepsy/about/faq.htm
- CDC: center for disease control and prevention
- https://kidshealth.org/en/teens/epilepsy.html
- https://www.sehatok.com