أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن إمارة الشارقة، عملت بصدق وإخلاص، وعلى مدى سنوات عديدة، كي تخلق وعبر مختلف مكوناتها، حالة استثنائية من العشق والحب للكتاب والمعرفة.
جاء ذلك، في الكلمة التي ألقاها سموه (مساء الثلاثاء 23 أبريل 2019) بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي ولي عهد رأس الخيمة أمام حضور العرض الأسطوري (ألف ليلة وليلة)، في مسرح المجاز بالشارقة، وذلك ضمن احتفالات الإمارة بنيل لقب الشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019، من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وتقدم صاحب السمو حاكم الشارقة، في مستهل كلمته، بالشكر للحضور على تلبيتهم للدعوة قائلاً: نشكُرُ لكُم تكَبُّدَكُم عَناءَ السفر لتُشارِكونا السعادةَ والفخرَ بتسَلُّمِ الشارقةِ لقبِ العاصمةِ العالميةِ للكتابِ للعامِ ألفينِ وتِسْعَةَ عَشَر، كما أشكُرُ كلَّ من عَمِلَ على هذا المِلفِ وحَمَلَهُ بإيمانٍ وثِقةٍ حتى وصلَ به إلى النجاحِ.
وأوضح سموه قائلاً: لُقد عمِلنا بصدقٍ وإخلاصٍ واستمرارٍ طُوالَ سِنينَ عديدةٍ، لكي تكونَ للشارقةِ، بكافة مكوناتِها، عَلاقةُ عِشقٍ وحُبٍّ مع الكتابِ والمعرفة، واليومَ لا يُمكِنُنِي أن أصِفَ مدى سعادتي بالوقوفِ أمامَكم في هذا الحفلِ الكبيرِ للاحتفال بالشارقةِ عاصمةً عالميةً للكتابِ.
وأضاف سموه، وأنا أقِفُ أمامَكُم أكادُ أرى أجدادَ أجدادِنا العظامِ، من العلماءِ والمفكرينَ وهم يملؤونَ مكتباتِ العالمِ بالمعرفةِ، ويُضيئونَ طريقَ الإنسانيةِ بالحضارةِ والعِلمِ، ويتركونَ لنا إرثاً كبيراً نفتخِرُ به إلى يومِنا هذا، إنهُ لشرفٌ عظيمٌ أن نخطوَ في الشارقةِ على خُطاهُم، وأن نتبنى الكتابَ والعِلمَ أداةً للبناءِ وليس للهدمِ، أداةً للمحبةِ والإخاءِ وليس أداةً للكراهية والتطرفِ.
وأردف صاحب السمو قائلاً: إنَّ فلسفتَنا في الشارقةِ واضحةٌ ونحنُ مُستمرونَ عليها بإذن الله، من يريدُ بناءَ اقتصادٍ قويٍّ ومُنتِجٍ أو بناءَ مُجتمعٍ مُتماسِكٍ ومُتراحِمٍ أو تطويرَ العُلومِ وتشجيعَ الاختراعاتِ أو أن يكونَ لأُمَّتِهِ الدورٌ الإيجابيٌ والمتميٌز في هذا العالمِ ويكسِبُ احترامَ القريبِ والبعيدِ، فعليهِ أن يبدأَ بِغَرسِ المعرفةِ في عُقولِ الأفرادِ مُنذُ الصِّغَرِ منذُ السنواتِ الأولى التي يبدأُ فيها وعيُ الإنسانِ بالتشكُّلِ، فبهذهِ الطريقةِ نَضمَنُ بِناءَ جيلٍ قارئ يُتْقِنُ فَنَّ التمييزِ بين الغَثِّ والسَّمينِ، فيقرأُ بعينٍ ناقِدةٍ ومُنحازَةٍ للخَيرِ العامِّ، جيلٍ يُقدمُ الأخلاقَ على العلمِ، فيأتي العِلمُ إنسانياً وأداةً للبناءِ وتخفيفِ مُعاناةِ الناسِ وتَحقيقِ العَدالةِ.
وأضاف سموه قائلاً: سعادتي اليومَ ليست فقط لأننا حقَّقْنَا هذا اللقبَ العالميَّ المهمَّ، ولكنَّ الأهمَّ من ذلك أن هذا اللقبَ سيُشَجِّعُنا ويُشجِّعُ الأجيالَ التي تلينا على الاستمرارِ في نهجِنَا المبني على إعطاءِ الكتابِ الدورَ الحقيقيَّ المُهِمَّ الذي يستحِقُّهُ في حياتِنا اليوميةِ، سيدفَعُنا إلى الاستمرارِ بتشجيعِ كلِّ المبادراتِ الهادفةِ إلى صُنْعِ المعرفةِ والحضارةِ لتُصبِحَ بذلك الشارقةُ مَهدَ النهضةِ الثقافيةِ والفكريةِ العربيةِ والإسلاميةِ، لا يزالُ أمامَنا الكثيرُ، فإنتاجُ المعرفةِ لا يتوقفُ، وتطورُ الحياةِ مُستمرٌ هناك جديدٌ كلَّ يومٍ، علينا مواكبَتُه وفَهْمُهُ بشكلٍ دقيقٍ.
واختتم صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته قائلاً: كونوا على ثِقةٍ بأنِّ الشارقةَ مُستمرة في طريقِها بإذنِ الله، وأنَّ أبناءَ وبناتِ الشارقةِ المخلصينَ مُستمرونَ في بَذلِ الجُهدِ والعَطاءِ، لكي تُصبحَ الشارقةُ مَنارةً حقيقيةً للعلمِ والمعرفةِ، ونسألُ اللهَ تعالى أن يُسدِّدَ خُطانا لنبنيَ على مُنجزاتِنا منجزاتٍ أخرى جديدة.
وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قبل ذلك قد تسلم رمز تنصيب العاصمة العالمية للكتاب من كل من إرنستو أوتون راميرز مساعد المدير العام لشؤون الثقافة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وماركوس بولاريس نائب وزير الشؤون الخارجية باليونان، والسيدة فيونا آندريكوبولو مستشار الاتصال والعلاقات العامة لعمدة مدينة أثينا، وعضو اللجنة التنظيمية لأثينا العاصمة العالمية للكتاب 2018، إيذاناً ببدء احتفالات الشارقة بنيل هذا اللقب والتي تستمر لمدة عام كامل، تحت شعار (افتح كتاباً تفتح أذهاناً).
وشهد صاحب السمو حاكم الشارقة، العرض الفني الخيالي الأضخم من نوعه (ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير)، الذي أنتجه مسرح المجاز بالشارقة ليكون مستهل احتفالات الشارقة بحصولها على لقب (العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019).
ويروي العرض، فصلاً جديداً من مسيرة معارف وحضارات العالم، حيث قدم لوحات إبداعية مباشرة وبصورة حية وبثلاث لغات، هي العربية والإنجليزية والفرنسية، صاغتها إبداعات ممثلين ضمن تشكيلة فريدة ومتنوعة من الفنون، قدّمها محترفون من مختلف أنحاء العالم.
ويقدم العرض، حكاية شهرزاد التي طلبت من زوجها شهريار أن يجمع أبناءها الأميرة فيروز، والأميرين: أمين، وقادر، حيث توزع عليهم لفائف جلدية تحمل كل واحدة منها مهمة بجلب شيء محدد، لتكشف لهم بعد إنجاز المهمات بنجاح عن سر الحكايات التي روتها، وتقدم لهم خلاصات حكمتها ومعرفتها.
وخلال الحفل، ألقى إرنستو أوتون راميرز مساعد المدير العام لشؤون الثقافة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، كلمة استعرض فيها إنجازات وجهود إمارة الشارقة في مختلف المجالات الفكرية والمعرفية، والتي تمس مختلف الجوانب الحياتية كالاقتصاد والتراث والآداب والفنون وغيرها، والتي خولتها لنيل اللقب.
كما تطرق في كلمته عن ملف إمارة الشارقة الذي قدم للحصول على هذا اللقب، وكيف أنه وجد فيه اهتماماً حقيقياً بالكتاب والكُتّاب، قَل أن تلقى مثيله في العالم.
حضر انطلاق احتفالات الشارقة بنيل لقب العاصمة العالمية للكتاب 2019، إلى جانب صاحب السمو حاكم الشارقة، كلٌ من سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران المدني في دبي، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي نائب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين رئيس اللجنة الاستشارية لاحتفالات الشارقة العاصمة العالمية للكتاب، والشيخ خالد بن صقر القاسمي رئيس هيئة الوقاية والسلامة، والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، والشيخ سلطان بن عبد الله آل ثاني مدير دائرة الطيران المدني، والشيخة نوّار بنت أحمد القاسمي مدير التطوير بمؤسسة الشارقة للفنون، وعدد من أصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة أعضاء المجلسين التنفيذي والاستشاري لإمارة الشارقة، وجمع غفير من المدعوين.
المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة،
مركز الشارقة الإعلامي