إنّ المشاكسة مرض عاطفي هدام، ولكن علاجه ممكن ميسور، بأن تروض الزوجة نفسها على ألا تكرر طلب شيء من زوجها، فإذا اضطرت إلى ذلك فليكن الطلب مرة أخرى بلباقة وكياسة، لأن الإلحاح قد يأتي بعكس النتيجة المطلوبة. وعلى الزوجة في الوقت نفسه أن تظهر أمام زوجها دائماً بالابتسام والبشاشة، وأن يكون حديثها معه فكهاً مرحاً. ويحسن أن تسجل في مفكرتها كل شيء ترى أنه يضايقه، حتى إذا لم تجد هي فيه وجهاً للمضايقة. ثم لا بأس بعد أن تهدأ أعصابه، وأعصابها أيضاً، من أن تراجع معه ما سجلت من تلك الأشياء.
إن الكثير من الزوجات يعمدن إلى المشاكسة والإثارة واستغلال نقاط الضعف في الرجال للسيطرة عليهم وتحقيق مطالبهن. والواقع أن هذا المسلك إذا كان قد نجح في الأجيال الماضية أحياناً، فإن عاقبته وخيمة في الظروف الراهنة. فقد يكون الزوج جاف الطبع، لا يعرف كيف يعامل الناس، ولكن هذا النقص فيه من الممكن تداركه برقة زوجته في الحديث ولطفها في المعاملة. وعلى عكس ذلك قد يكون الزوج دبلوماسياً رقيقاً في معاملته للآخرين ولكن خشونة زوجته تشوه هذه الصورة الجميلة التي يبدو بها أمامهم.
جاء في كتاب (كيف تكسب الثروة والنجاح والقيادة) حديث لديل كارنيجي يقول فيه: شهدت مرة حفلاً عاماً، واتفق أن جلستُ بجانب أحد الأخصائيين الاجتماعيين فسألته: كيف تستطيع المرأة أن تساعد زوجها على النجاح في عمله؟ فقال: إنها تستطيع ذلك بسهولة منى أحبته، ثم تركته وحده لا تتدخل في عمله. فالواقع أن كثيرات يحلن دون نجاح أزواجهن بتدخلهن المستمر في صميم أعمالهم.
إنّ الوظيفة الأولى للزوجة هي أن تراعي الأشياء الصغيرة التي تبعث السرور في نفس زوجها ونفوس الآخرين، وأن تتذكر دائماً أن المشاركة في أي شيء ـ ولو كان لقمة خبز أو فكرة بسيطة ـ من أهم الأشياء التي تربط الناس بعضهم بعضاً، وعلى هذا تحرص أن تشارك زوجها هواياته واتجاهاته وميوله، حتى إذا اقتضى ذلك بعض التضحية من جانبها.
فلتحرص الزوجة دائماً على أن تهيئ لزوجها في البيت جواً يساعده على تجديد نشاطه واستئناف عمله كل صباح بسرور وبهجة وأمل. وهي أهم النواحي التي ينبغي أن تراعيها الزوجة.
ومهما يكن الزوج محباً لعمله، فإن أعصابه لابد أن يصيبها شيء من التوتر والإرهاق من العمل. ووظيفة البيت أن يبدد هذا التوتر.
كما ينبغي أن تراعي الزوجة تقديم وجبات الطعام في مواعيدها، وأن تعرف ما يحب منه وما لا يحب، وتحاول ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً أن توفر له ما يحبه.
لتحرص الزوجة على أن يأخذ زوجها فترات راحة كافية، وأن يقضي يوم عطلته في نزهات خلوية يشيع فيها جو المرح والبهجة.
إنها إن فعلت ما نصحت به ساعدت زوجها في عمله، وأسرعت في نجاحه، وملأت بيتها سعادة وهناء وربيعاً دائماً.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مكان الميلاد: الرياض
تاريخ الميلاد: 1385هـ
المؤهلات العلمية:
الماجستير: ماجستير اقتصاد إسلامي عام 1413هـ.
الدبلوم العالي: دبلوم عالي اقتصاد اسلامي عام 1414هـ.
الدكتوراه: دكتوراة اقتصاد اسلامي عام 1419هـ.
التاريخ الوظيفي:
مدرس مواد تجارية: الثانوية التجارية بالرياض 1/2/1408هـ.
معيد: كلية الشريعة بالرياض 30/6/1408هـ.
محاضر: كلية الشريعة بالرياض 29/12/1413هـ.<
محاضر: عمادة البحث العلمي بالرياض 1/4/1416هـ.
محاضر: كلية العلوم الاجتماعية بالرياض 1/6/1418هـ.
عضو هيئة التدريس: عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع بالرياض 1/11/1421هـ.
مستشار اقتصادي: معهد البحوث والخدمات الاستشارية بالرياض 15/7/1423هـ.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل
عضو في عدد من الجمعيات العلمية العربية والأجنبية
عضو في عدد من اللجان العلمية
أشرف على عدد من الرسائل العلمية
كاتب متطوع في مجلة المنال
صدر له كتابان في سلسلة كتاب المنال، العاشر؛ مشكلات العصر والإعاقة والسادس عشر؛ رؤى فكرية لقضايا عصرية.