مثلهم مثل غيرهم يشعرون بالمرح والفرح والبهجة والسرور أولئك هم الأشخاص ذوو الإعاقة… لم لا وهم جزء من هذا النسيج المجتمعي الكبير الذي يتأثرون به وبعاداته وتقاليده… لذا فلا أعتقد إطلاقا أن هناك ما يعكر صفو هذه الفرحة الغامرة فرحة العيد لدى هؤلاء الاشخاص من المجتمع كون الفرحة أحساس أوجده الخالق جل في علاه لدى كل المخلوقات، لكن في المقابل هناك المنغصات التي تعكر صفو تلك الفرحة، وتتفاوت هذه المنغصات من شخص إلى آخر ومن إعاقة إلى أخرى، ولأن حديثنا هنا يركز على جوانب ومظاهر الابتهاج بفرحة العيد لدى الأشخاص ذوي الإعاقة فسوف نحاول أن نتعرف عن قرب ومن أصحاب الشأن أنفسهم على ما تعنيه لهم هذا المناسبة العظيمة وكيف يقضونها مع من حولهم وما هي المنغصات أو الصعوبات التي قد تغتال فرحتهم بالعيد!
1التقينا بالأخ / عبد الله بنيان رئيس الدائرة القانونية في الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين وهو من ذوي الإعاقة البصرية وسألناه عن رأيه فقال: الكفيف يتأثر بالعيد مثله في ذلك مثل الآخرين فرحة وسروراً، ويشارك المجتمع فرحة العيد ويتأثر ويؤثر فيه… وفيما يخص الجانب الاجتماعي يكون الشخص الكفيف محط الاهتمام سواء من محيط أسرته أو من أقربائه فهو أما أن يبقى في المنزل لاستقبال الزائرين كرجل البيت ويقدم العيدية للأطفال القادمين مع أولياء أمورهم وإما أن يذهب مع من يرافقه من أسرته لزيارة الأرحام.
1
وهنا يمكن القول وبشكل ليس معمماً إن الشخص الكفيف يلقى بعض الاحراجات في بعض البيوت والمنازل التي لم يعتد الذهاب إليها لزيارة أقربائه، أما بالنسبة للمنازل التي اعتاد زيارتها فهو لا يلقى أي حرج في ذلك.
أما فيما يخص الطفل الكفيف فلا شك أنه سيعاني في توجهه لزيارة الجيران مثله كباقي الأطفال غير المعاقين ولذلك إما أن يصطحب أخاً له مقارباً له في السن، أو إذا لم يجد مرافقاً له قريباً من سنه فإن معاناته ستزداد، أو يضطر للبقاء في المنزل، وقد يصطحبه والده لزيارة المحارم.
وبالنسبة للطفل الكفيف في الريف أو القرية فإنه يحظى بعناية خاصة لا من أسرته فقط وإنما من أهل القرية كاملة فالجميع يقدم يد العون والمساعدة له في مختلف شؤون حياته كون القرية تتمتع بنسيج مجتمعي متجانس عكس المدينة.
وبالنسبة للاماكن العامة وخاصة الحدائق والمنتزهات فالشخص الكفيف يمارس حياته الترفيهية بشكل شبه طبيعي فهو بتأثر بجميع الألعاب الترفيهية ويحس بالحواس الأخرى التي تمكنه من معرفة ما يدور حوله إلا أن هناك أموراً نفسية تعود سلباً على الشخص الكفيف لاسيما عندما يرغب في اللعب بالألعاب التي تعتمد بالدرجة الأولى على الرؤية (كبيت المرايا أو السيارات وغيرها) من الألعاب التي تعتمد على المشاهدة فإدراكه لها يعتمد على المرافق الشخصي له ومدى مقدرته على إيصال المعلومة الصحيحة من عدمها.
لذلك نجد أن الشخص الكفيف يتفاعل تفاعلاً كبير مع الإحداث من حوله بالحواس الأخرى التي من شأنها تعويضه فقدان حاسة البصر لذا نناشد المجتمع اليمني الحبيب التخلي عن النظرة السلبية إلى إمكانيات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة ومعرفة قدراتهم الحقيقية واحتياجاتهم، فالشخص صاحب الإعاقة هو إنسان بالدرجة الأولى يتفاعل مع من حوله مثله مثل الآخرين من إفراد المجتمع.
1الأخ / ابراهيم جحوش رئيس مؤسسة صدى للتكنولوجيا وهو من ذوي الإعاقة السمعية يرى أن فئة الأشخاص الصم قد تكون من أقل الفئات التي لا تواجه أية صعوبات أو مشاكل تذكر قد تعكر صفو فرحتهم بالعيد، فهم يمارسون طقوس وعادات العيد مع أسرهم وجيرانهم وأقربائهم بكل ود وحب إضافة إلى ذهابهم إلى مصلى العيد في الصباح الباكر ومن ثم السلام والمعايدة على الأهل والأقارب وتقديم أو أخذ العيدية إضافة إلى انخراطهم في أماكن الترفيه والتسلية مثل الحدائق والمتنزهات والتجمعات، ومنهم من قد يذهب لتمضية إجازة العيد مع أهله في الري.
1
وبالتالي نقول إن فئة الصم هم من أكثر فئات الإعاقة انخراطاً وسط المجتمع لا توجد لديهم أية صعوبات تذكر وإن كانت لغة التخاطب هي العائق الوحيد لعدم القدرة على التواصل والتخاطب مع الآخرين، إلا أن ذلك لا يعكر مطلقاً صفو وفرحة العيد لديهم… وكل عام وأنتم بألف خير.
1الأخ / عادل الجرباني من ذوي الإعاقة الحركية (يستخدم كرسياً متحركاً) أصر على مشاركتنا هذا الاستطلاع عن العيد وبكل بساطة تحدث لنا عن تجربته الشخصية فقال:
أخي العزيز لا أعرف من أين أبدأ بالحديث عن العيد.. العيد عند الأشخاص ذوي الإعاقة مثله مثل غيره عند غير ذوي الإعاقة يقوم الواحد منهم في الصباح الباكر ويتوجه إلى المصلى لأداء صلاة العيد ومن ثم يعود مع جموع الناس لزيارة الأهل والأقارب أو الخروج إلى الحدائق والمنتزهات رغم الصعوبات التي تواجهه في الخروج إلى هذه الأماكن وتعيق حركته مثل الحواجز المعمارية والإنشائية والطرقات التي لا تتوفر فيها طرق خاصة بالأشخاص المعاقين تسهل من وصولهم إلى الحدائق والمنتزهات.
1
وأحب هنا ومن خلالكم إن أتكلم عن تجربتي في الابتهاج بالعيد مثلي مثل أي شخص أقوم في الصباح الباكر واغتسل وارتدي الملابس الجديدة وثم أجهز وسيلة تنقلي وهي هنا الحمار ـ أعزكم الله ـ كوني أتحرك على كرسي متحرك ولكن نظراً لوعورة الطريق في قريتي تراني مضطراً لركوب الحمار للتنقل والتحرك والذهاب إلى المصلى لأداء صلاة العيد مع المصلين أتوجه بعدها لزيارة كل بيت من بيوت الأهل والأصدقاء والأقارب ونقوم بالسلام عليهم ومعايدتهم، ومن ثم أعود إلى المنزل لتناول وجبة الغداء مع الأهل وباقي أفراد الأسرة.
ويتابع الصديق عادل الجرباني فيقول: في اليوم الثاني نقوم بزيارة الأقارب والأرحام ومن هم بعيدون عن قريتنا.. وطبعاً كل حركتي وتنقلي هنا على ظهر الحمار… وأذكر من ضمن المواقف المحرجة لي وأنا في هذه الوضعية أنه في إحدى الأعياد قام بعض الأطفال بإشعال الألعاب النارية قريباً مني فجفل الحمار وتحرك مسرعاً هارباً من أصوات انفجاراتها، فسقطت من فوقه على الأرض وولى هارباً، إلا أن بعض الأصدقاء أعادوه فركبته من جديد وواصلت طريقي.. وكان هذا الحادث من الأمور المحرجة لي كثيراً والتي أتذكرها دائماً.
ويختم الأخ عادل حديثه فيضيف إلى العقبات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الحركية أن اجتماع الأهل في بيوت الريف يكون في الدور الثاني ما يضطرني للصعود إلى الدور الثاني زاحفاً على درجات المنزل مع صراعي المرير للحفاظ على ملابس العيد حتى لا تتسخ فضلاً عن الجهد الكبير الذي أبذله للصعود إلى الأعلى.
أخيراً نقول إن فرحة العيد عند الأشخاص ذوي الإعاقة لها طعم ومذاق آخر لكن تبقى أكبر صعوبة تواجههم وتحول دون مشاركتهم وتفاعلهم مع من هم حولهم هي تلك العوائق التي يصنعها الإنسان في البيئة والتي يجب تعديلها في كل من المباني والمنشآت والإسكان والطرقات والموصلات وغيرها من المرافق الخاصة والعامة لتصبح مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تيسير التفاعل مع البيئة المحيطة بهم بكل سهولة وحرية.
والاهم من هذا كله أن يراعى توفر هذه التسهيلات والإجراءات في كل المرافق والمنشآت المستقبلية التي هي قيد الإنشاء ووضع الإرشادات والتسهيلات الهندسية التي تمكن الأشخاص ذوو الإعاقة من الوصول والعيش في استقلالية والمشاركة في جميع جوانب الحياة بما فيها الأعياد.
المعلومات الشخصية:
الاسم: فهيم سلطان سيف القدسي
تاريخ الميلاد: 1975
العنوان: صنعاء ـ مديرية شعوب المدينة السكنية سعوان.
عضو جمعية رعاية وتأهيل المعاقين حركياً المركز الرئيسي ـ منذ عام 1994
صحفي متخصص في شؤون ذوي الإعاقة.
المؤهلات العلمية:
- بكالوريوس آداب قسم آثار قديمة 2003 ـ جامعة صنعاء.
- دبلوم برامج تطبيقية في مجال الكمبيوتر.
- دورة تدريبية في المجال الإداري والمالي من الصندوق الاجتماعي للتنمية.
شهادات المشاركة والتقدير الحاصل عليها:
- شهادة مشاركة في الدورة العربية الأولى للفئات الخاصة بالأردن للفترة من 9 إلى 20 سبتمبر 1999 لاعب العاب قوى.
- شهادة شكر وتقدير للجهود المبذولة خلال الملتقى الصيفي السابع التي نظمته مفوضية الكشافة خلال الفترة من 1 إلى 30 أغسطس 2001.
- شهادة شكر وتقدير من جمعية المعاقين حركيا المركز الرئيسي لتنظيم البطولة الأولى للشطرنج للمعاقين للفترة من 5 إلى 11 أغسطس 2002.
- شهادة شكر وتقدير للدور القيادي والمتميز بمناسبة اليوم الوطني والعربي للرياضة للجميع عام 2005 من وزارة الشباب والرياضة
- ـ شهادة مشاركة بدورة التوعية من مخاطر سوء استخدام الانترنت من مركز NIIT بصنعاء.
- شهادة شكر وتقدير من جمعية المعاقين حركيا من اجل تطوير الأداء العام والأداء الثقافي والرياضي بالجمعية للفترة من 2004 ـ 2007.
- شهادة مشاركة في فعاليات المسابقة الثقافية العامة للفترة من 3 إلى 4 مايو 2006 من الاتحاد العام لشباب اليمن.
- شهادة تقدير من القيادة الانتخابية للمؤتمر الشعبي العام بمديرية معين بأمانة العاصمة للدور المبذول في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية والمحلية 2006.
- شهادة مشاركة من ملتقى المنال ـ الشارقة بدولة الأمارات بورقة عمل للفترة من 20 إلى 22 مايو 2008 تحت شعار (التلفزيون الإعاقة ـ رسالة ومسؤولية),.
- شهادة شكر وتقدير من ملتقى المنال ـ الشارقة بدولة الإمارات للمشاركة بورقة عمل في الفترة من 25 إلى 26 مايو 2010 تحت تحت شعار (المسرح والإعاقة),.
- شهادة مشاركة من جمعية تنمية المرأة الأردنية للصم والمجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين بورقة عمل في المؤتمر العربي الأول للمرأة الصماء تحت شعار (المرأة الصماء واقع وتحديات), للفترة من 3 ـ 7 مايو 2011 عمان ـ الأردن.
- شهادة تقديرية من مؤسسة المستقبل العراقية للصحافة والنشر وجمعية المستقبل العراقي للصم تقديراً للمجهودات المقدمة في رفع شأن الأصم العربي.
- شهادة شكر وتقدير من الملتقى العلمي الدولي الرابع عشر(الإعاقة والإعلام), من 3 إلى 5 فبراير 2012، بتونس للمشاركة في فعاليات الملتقى بورقة عمل.
الأعمال التي قام بها:
- مسؤول التدريب والتأهيل بجمعية المعاقين حركياً المركز الرئيسي للأعوام من 2004 ـ 2006.
- المسؤول المالي بجمعية المعاقين حركياً المركز الرئيسي للأعوام من 2007 ـ 2010.
- مراسل لمجلة المنال الصادرة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالإمارات العربية المتحدة وتعنى بشؤون ذوي الإعاقة منذ عام 2002.
- صاحب فكرة تنظيم البطولة الأولى للشطرنج لذوي الإعاقة والتي نظمتها دائرة العلاقات العامة بجمعية المعاقين حركيا للفترة من 5 ـ 11 أغسطس 2002.
- رئيس تحرير لنشرة المعرفة الصادرة عن جمعية المعاقين حركيا لأكثر من عدد.
- شارك وساهم في إصدار العديد من الملصقات والبروشورات والمجلات والكتب الصادرة عن جمعية المعاقين وله العديد من الكتابات والمقالات الصحفية في عدد من الصحف والمجلات الرسمية والأهلية.
- المسؤول الإعلامي بالمنتدى اليمني للأشخاص ذوي الإعاقة.