في سن الثانية، شارفت حياة إدوارد (إدي) ندوبو على الانتهاء حتى قبل أن تبدأ. في تلك السنة، تم تشخيصه بضمور عضلي شوكي، وهو مرض وراثي يصيب الخلايا العصبية التي تساعد الانسان على المشي أو الأكل أو التنفس، ووفقاً للأطباء، فلن يعيش إدي بعد عيد ميلاده الخامس.
مدفوعاً بالسعي الحثيث للحصول على حياة كاملة، لم ينجو إدي من الموت فحسب، بل كان قادراً على الحصول على التعليم والمتابعة ليصبح أول أفريقي من الأشخاص ذوي الإعاقة يتخرج من جامعة أوكسفورد ويصبح محامياً في مجال أهداف التنمية المستدامة للأمين العام للأمم المتحدة.
اليوم، يخطط إدي ليصبح أول مستخدم للكراسي المتحركة يذهب إلى الفضاء. ويقول إدي: (إن رحلتي إلى الفضاء هي حقاً لحظة عظيمة بالنسبة لي). (لقد تحديت تشخيصي المرضي. لقد قيل لي إنني لن أعيش أبداً بعد سن الخامسة، ولكنني لا زلت على قيد الحياة، ويبدو لي أن الخطوة المنطقية التالية هي تحدي الجاذبية؛ لكي اظهر للعالم أن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم قدرة هائلة على التألق وتحقيق ما هو غير عادي).
مع وصوله إلى النجوم، يواصل إدي إيصال أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جميع أنحاء العالم، أصوات هؤلاء الذين لا يزالون مهمشين ومعزولين ومهملين، ويواجهون عوائق أمام الحصول على حقوقهم في التعليم والعمل والدمج الكامل في المجتمع.
اليوم، 44% من البلدان تمنع الطلاب ذوي الإعاقة من الجلوس على مقاعد الدراسة في نفس الفصل مع غيرهم من الطلاب. في بعض البلدان، يتم منع أكثر من شخص من بين كل 10 أشخاص من ذوي الإعاقة من الالتحاق بالمدارس. وعلى الرغم من وجود احتياجات أكبر في مجال الرعاية الصحية، لا يستطيع شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص من ذوي الإعاقة اليوم تحمل تكاليف الرعاية الصحية.
وقد عمل المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة على تغيير ذلك من خلال اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وتعد هذه الوثيقة التاريخية التي تم اعتمادها عام 2006 وصادقت عليها أكثر من 177 دولة حتى الآن، أكبر معاهدة لحقوق الإنسان في العالم تمهد الطريق نحو الدمج الكامل وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي الفترة من 11 إلى 13 يونيو 2019، اجتمعت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وكيانات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني في نيويورك للدورة الثانية عشرة لمؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية، والتي عقدت تحت شعار (ضمان مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في تغيير العالم من خلال تنفيذ اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة).
وقد افتتح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس المؤتمر وأعلن عن إطلاق استراتيجية الأمم المتحدة الجديدة لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مفتتحاً بذلك فصلاً جديداً في تاريخ عمل الأمم المتحدة في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. وسوف تؤسس هذه الاستراتيجية لرؤية الأمم المتحدة بشأن إدراج الإعاقة وتوفير إطار للمساءلة يتضمن أهدافاً للأمم المتحدة على مستوى الفرق الفردية وفرق البلدان.
كذلك ناقش المؤتمر أيضاً قضايا مثل التكنولوجيا والعصر الرقمي وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل تمكين ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة والدمج الاجتماعي وضمان الحق في الحصول على أعلى مستوى من الرعاية الصحية يمكن بلوغه ودمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع من خلال المشاركة في الحياة الثقافية، والترفيهية والتسلية والرياضة.
بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم أكثر من 80 فعالية على هامش المؤتمر غطت مجموعة واسعة من القضايا المتعلقة بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مثل التعليم، واستخدام التكنولوجيا المساعدة، والدمج من خلال الرياضة وقضايا النساء والفتيات ذوات الإعاقة عرضت خلالها مبادرات عالمية وإقليمية ووطنية لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة، كذلك استضافت لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بالتنمية الاجتماعية في الفترة التي سبقت المؤتمر منتدى للمجتمع المدني في 10 يونيو لتعزيز الشراكات بين أصحاب المصلحة.