طفل في التاسعة من عمره يتسم بكثرة الحركة مع الابتسامة الدائمة والذكاء الحاد في صنع حيل المراوغة، غير أن المعلمين يشتكون من كثرة إخفاقه الدراسي، أما الوالدان فهو يسبب لهما الإزعاج المستمر ولا ينقاد إلى تعليماتهما وإرشاداتهما بل يخالفها في إظهار صريح لصورة من صور العناد، دُعيت إلى تشخيص ذلك الطفل ولِسان حال من دعاني يقول: (لعلها تكون المحاولة الأخيرة في مساعدته) وبينما كنت مستغرقاً في تشخيص حالته وكان الطفل يجتهد في الإجابة على أسئلتي بالشكل الصحيح، فوجئت به يسألني: هل أعاني من صعوبة في التعلم أم أن التعليم صعب؟
لم يكن هذا السؤال سهلاً، ولم تكن لدي الإجابة النهائية، ولربما أدركتُ أن بيئة الصف المدرسي قد لا تكون مناسبة له وبدأ سيل الأسئلة ينهال في دماغي؛ هل هذا الطفل موهوب ويعاني من صعوبات في التعلم ولديه فرط حركة وتشتت انتباه؟ إذا كان كذلك، فمن أين أبدأ العلاج؟ هل تتمثل صعوبته في نقص معرفي بسبب صعوبة المناهج الدراسية؟ أم هل الأساليب التدريسية غير مناسبة لتعليمه؟
أنصرف ذلك الطفل المشاكس ذي التسع سنوات وكأنه لم يفعل شيئاً بي، وودعني مبتسماً كما استقبلته لقد انصرف وتركني وحيداً أغرق في سيل استفهاماتي، لم يمض وقت حتى بدأت البحث عن الإجابة وقد لفت انتباهي ما كان يقوله الآباء والأمهات الذين يحضرون أطفالهم للتشخيص ويقولون إن طفلهم لغز مستعصٍ على الحل، ويصفون الطفل بأنه ذكي وموهوب اجتماعياً، ولكنه يُعاني من إخفاقات متكررة في المدرسة.
قررت أن أرسم خطة لِفهم الحقيقة وتفسير الظاهرة، وتمحورت لدي في أربع منطلقات: أولها البحث في مجال صعوبات التعلم، وثانيها البحث في مجال الموهبة، وثالثها البحث في مجال اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ورابعها البحث في مدى مناسبة المناهج الدراسية لمرحلة نمو الأطفال ذوي صعوبات التعلم.
أما في مجالي صعوبات التعلم وفرط الحركة وتشتت الانتباه، فقد أفنيت سنين في دراسته؛ لذا بدأت أدرس الفروق الفردية، ونظريات الذكاء واستعرضت مجموعة كبيرة من نظريات الذكاء، مثل: نظرية فرنون، بيرسون، سبيرمان، جارنر، وغيرهم كثير، ووجدت أن أكثر هذه النظريات وجاهة هي نظرية جاردنر التي تشير إلى أن الناس كلهم لديهم موهبة والشخص الذي يستطيع اكتشاف موهبته هو من يتميز على غيره. وهؤلاء هم من يتسمون بأسلوب التفكير فوق المعرفي، ثم قررت أن أدرس المناهج الدراسية في المرحلة الابتدائية وبدا لي بعض الملاحظات عليها، إلا أنها مناهج قد أخذت نصيباً من الضبط والاجتهاد من قبل المختصين في كل مجال.
وبعد البحث والتقصي بدأت أكون تصوراً حول الموضوع تمثل في التالي:
أن يكون العمل مع الطفل من خلال فريق متعدد التخصصات، وبخطة تربوية فردية متكاملة ومتناسقة يتم فيها توظيف جوانب القوة لتدعيم جوانب الاحتياج، مع وجود برنامج غذائي متزن لخفض تأثير النشاط الزائد على الطفل لضبط تشتت الانتباه، لكن ماذا عن مدى مناسبة مناهج التعليم العام وأساليب التدريس العامة للتعامل مع مثل هذا الطفل؟
وأخيراً بعد تفكير متعمق بدا لي أن طبيعة مشكلة الطفل قد لا تتناسب مع ما يقدم في المناهج الدراسية في التعليم العام، والتي تقدم المعلومات بحالة تدريجية مترابطة يكون الطفل من ذوي صعوبات التعلم قد فقد بعض مكوناتها؛ مما لا يسعفه في فهم الموضوع بشكل كامل، كما أن أساليب التدريس العامة قد لا تناسب أسلوب تعلمه وطبيعة احتياجاته. بل يجب أن تُكيف له تلك المناهج من خلال بناء رصين في الخطة التربوية الفردية وبحيث لا يعتبر ذلك تنازلاً عن أي مكون من مكونات تلك المناهج، ويقدم له أساليب واستراتيجيات خاصة وفقاً لطبيعة صعوبة هذا الطفل، حتى يستطيع مواكبة أقرانه من غير ذوي صعوبات التعلم، ويهنأ هو وأسرته بحياة نفسية واجتماعية أكثر استقرار وسعادة.
عضو هيئة التدريس قسم التربية الخاصة
جامعة الملك سعود – تخصص صعوبات التعلم
البريد الالكتروني:
- [email protected]
- [email protected]
- موقع الكلية: http://faculty.ksu.edu.sa/almahrej/default.aspx
- التويتر: almahrej
التدريس الجامعي
تدريس أكثر من (17) مقرر جامعي في مجال التربية الخاصة
المؤهـــلات العلمية
الدكتـوراه (2015): عنوان الرسالة: فاعلية طريقة سلانجرلاند في تعلم القراءة للأطفال الذين يعانون من عسر القراءة في نظرية أورتون.
الماجستير (2005): مجال صعوبات التعلم جامعة Mochester Metropoliton في المملكة المتحدة.
التأليف
تأليف (8) كتب باللغة العربية والانجليزية:
- ديسليكسيا Dyslexia
- المختصر المفيد في علم النفس التربوي
- عسر القراءة: دليل الباحثين والمهنيين (تم نشره في ألمانيا).
المؤتمرات
- حضور أكثر من (8) مؤتمرات في مجال التربية والبحث العلمي والتعليم العالي خلال الفترة 2016 إلى 2017.
المقالات العلمية
- نشر أكثر من (10) مقالات علمية باللغتين والانجليزية حول موضوع التربية الخاصة.
خدمة المجتمع
- تشخيص الأطفال ذوي صعوبات التعلم في بعض مدن ومحافظات المملكة العربية السعودية.
- المشاركة في إعداد دليل معلم صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تأسيس لجنة تطوير برامج صعوبات التعلم في المملكة العربية السعودية.
- تقديم الاستشارات التطوعية من خلال عدد من الجمعيات التخصصية.
- إنشاء حسابين فيسبوك وتويتر للإجابة عن الاستفسارات حول مجال صعوبات التعلم.
خبرات التدريب
تقديم ورش تدريبية في مجال صعوبات التعلم لصالح:
- الأمانة العامة لجائزة التعليم للتميز.
- الهيئة الملكية للجبيل وبنبع الصناعية.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
عضويات العلمية
- عضو سابق في اللجنة العلمية رئيس فريق تحكيم فئة المرشد الطلابي ولجنة التحكيم لجائزة التعليم للتميز في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من 2012 حتى 2018.
- عضو سابق في اللجنة العلمية للمؤتمر الدولي لصعوبات التعلم في العام 2006.
الأبحاث
- نشر (3) أبحاث في مجال عسر القراءة والاشراف التربوي في مجال صعوبات التعلم.
شهادات الشكر
حاصل على عدد من شهادات الشكر والتقدير من قبل عدد الجهات مثل:
- إدارة العامة للتعليم الرياض.
- الأمانة العامة للتربية الخاصة.
- الهيئة الملكية للجبيل وينبع.
- مركز الملك سلمان الأبحاث الإعاقة.
- الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- تكريم من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر آل سعود أمير منطقة الرياض في حفل تخريج طلاب الدورة الستين من طلاب جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
عضويات الجمعيات واللجان
- عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم.
- عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للتربية الخاصة (جستر).
- عضو عامل الجمعية السعودية لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (أفنا).
- عضو في أكثر من (20) لجنة تربوية في وزارة التعليم.