إلى أي مدى يتواصل طلبتك فيما بينهم داخل قاعة الدرس؟ سؤال مهم يتطلب من المعلم أن يلاحظ المشاركين الخجولين من الطلبة ليتسنى له استخدام الأداة التعليمية التي يمكن ان تعينهم على التفكير المستقل، وهي بسهولة تحفيز الطالب المعني لمشاركة زميل له في الصف في النقاش أو الانضمام إلى مجموعة صغيرة ومن ثم ينشغل الجميع في تبادل الأفكار فيما بينهم ومشاركتها.
هذه الأداة التعليمية المهمة طورها البروفيسور فرانك لايمن Prof Frank Lyman من جامعة ميريلاند الأمريكية عام 1981 وأسماها (فكّر ـ تعاون مع زميلك ـ شارك) Think – Pair – Share. إنني أؤيد كثيراً هذه الاستراتيجية التعاونية التي تعتمد النقاش خاصة حين يتعلق الأمر بطلبتي في المرحلة الابتدائية.
طبيعة الاستراتيجية
يطرح المعلم سؤالاً مفتوحاً ويبدأ الطلبة بالتفكير بهدوء في هذا السؤال لدقيقة أو دقيقتين. بعدها ينضم كل طالب إلى طالب زميل له ويبدآن بمناقشة السؤال لدقيقتين إلى خمس دقائق. يعقب ذلك مشاركة سائر الطلبة في النقاش حيث يرفع الطلبة أيديهم ويطرحون أية أفكار أو آراء توصلوا إليها.
ويستحسن كثيراً أن يقوم المعلم الذي يدرّس طلاباً صغاراً بإيضاح هذا الأسلوب مع أحد الطلبة المتطوعين أمام الطلبة ليتسنى لهم التعامل معه بسلاسة.
تيقّن من التأكيد على قواعد هذا التمرين مع طلبتك حيث يتعين عليهم استخدام أصواتهم (الداخلية) وأخذ أدوارهم الواحد بعد الآخر فضلاً عن تحاشي مقاطعة زملائهم الذين يعملون معهم. ويقوم بعض المعلمين بإعطاء أوراق عمل للطلبة كي يكتبوا الأسئلة وكذلك الأفكار التي يتوصلون إليها.
الفوائد
يشعر بعض الطلبة بالأمان والارتياح حين يشاركون في مجاميع صغيرة بدلاً من التحدث أمام سائر طلبة الصف. ومثل هذه الاستراتيجية تتيح الفرصة للطلبة لطرح أفكارهم بيسر وطمأنينة. تجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الاستراتيجية تدعم مهاراتهم الاجتماعية وتحسين مهارتي التحدث والإصغاء لديهم. ثم أن مثل هذا العمل التعاوني يعين الطلبة على التعلم من بعضهم بعضاً مما يفيدهم في توسيع مفرداتهم اللغوية لأنهم يتعلمون مفردات جديدة من نظرائهم يضيفونها إلى معرفتهم السابقة. وتبقى النقاشات التي يجريها الأطفال داخل الصف أمراً مهماً شرط أن يظل النقاش في نطاق الموضوع ولا يخرج عنه.
كيف نستخدم هذا الأسلوب: القراءة / الفنون اللغوية؟
حين يكمل الطلبة الصغار كتاباً ما استخدم هذه الاستراتيجية لمعرفة مدى استيعابهم لما ورد فيه من معلومات وأفكار. أطلب من الطلبة مناقشة ما تثيره الأسئلة الخمسة المعروفة who, what, when, where, why لضمان تغطية معظم الجوانب ذات الصلة بفحوى الكتاب. حفّزهم على مناقشة شخصيتهم المفضلة في الكتاب ودواعي ذلك. اطرح عليهم سؤالاً مثل (ما الذي يمكن أن يحصل إذا قمت بتغيير حبكة القصة؟ ما المتوقع حصوله إذا ما… ؟!)
الرياضيات
استخدم استراتيجية (فكّر – تعاون – شارك) حين تتعاطى مع مشاكل المفردات، حيث أن مثل هذه المواقف المعقدة يمكن أن تشكل عقبة في فهمها للطلبة الصغار، وإن مثل هذه الاستراتيجية حرية بمساعدة الطلبة على العمل معاً للتوصل إلى الإجابة الصحيحة. ولا يقتصر الأمر على المشاكل ذات الصلة بالمفردات فحسب إنما يتعداه إلى سعي الطلبة الذين يعملون متعاونين لاستعراض الخطوات بهدف التوصل إلى الناتج الحسابي من خلال عمليات حسابية بسيطة تستخدم فيها عمليتا الضرب والقسمة.
العلوم
هناك الكثير من المواضيع العلمية التي يستطيع الطلبة مناقشتها، فعلى سبيل المثال إذا وجدت بعض الطلبة يودون كثيراً فهم عملية (نمو النبات) لماذا لا تبادر إلى إثارة مناقشة تتعلق بكيفية بدء عملية نمو النبات من حبة إلى أن يصل إلى مرحلته الأخيرة؟ كما أن السفر عبر الفضاء موضوع مثير وجذاب للنقاش: ما معلومات الطلبة عن المحطات الفضائية العالمية؟ كيف يعيش رواد الفضاء وماذا يأكلون وماذا يعملون؟
الدراسات الاجتماعية
استعن بمثل هذه الاستراتيجية لعمل حوارات تدور حول منهج الدراسات الاجتماعية. ولأن جوانب كثيرة من هذا الموضوع تتعلق بالحياة الحقيقية فإن مثل هذه الفعالية يمكن أن تساعدك على تعزيز معرفتك بالصف الذي تدرّس طلبته. حاول طرح أسئلة مثل: (لماذا يعتبر العمل الجماعي أو التعاوني للعائلة أمراً مهماً؟ كيف تحتفل عائلتك بالعطل الرسمية؟ وغير ذلك من الأسئلة…؟ وبمقدورك ربط مثل هذه الأسئلة بمنهاج الطلبة الدراسي وتوطيد معرفتك بطلابك وكذلك فسح المجال أمام الطلبة لتوثيق الصلة فيما بينهم والتعلم المتبادل.
إن هذه الاستراتيجية تمثل أداة فاعلة لتعزيز المناقشات في الصف الدراسي بصرف النظر عن كونك معلماً متمرساً أو جديداً على المهنة. وبالإمكان استخدام هذه الاستراتيجية مع التلاميذ من مختلف الأعمار وصولاً إلى المرحلة الثانوية.
المصدر:
https://www.wgu.edu/heyteach/article/how-think-pair-share-activity-can-improve-your-classroom-discussions1704.html
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.