تعرف العلماء على علاقة بين التعرض لمستويات عالية من هرمونات الاستروجين الجنسية في الرحم واحتمالية تطوير اضطراب طيف التوحد. وقد نشرت هذه النتائج في 29 يوليو 2019 في مجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry (هذا الاكتشاف الجديد يدعم فكرة أن زيادة هرمونات الأستيرويد الجنسية ما قبل الولادة هي واحدة من الأسباب المحتملة لهذه الحالة) بحسب سيمون بارون كوهين.
ويضيف هذا الاكتشاف أدلة أخرى لدعم نظرية الستيرويد الجنسي ما قبل الولادة للتوحد التي اُقترحت لأول مرة منذ 20 عاماً.
في عام 2015، قام فريق من الباحثين في جامعة كامبريدج ومعهد ستيت سيرام State Serum في الدنمارك بقياس مستويات أربعة من هرمونات الستيرويد ما قبل الولادة، من بينها اثنان يعرفان باسم الأندروجينات Androgens، في السائل الأمنيوسي المحيط بالرحم Amniotic واكتشفوا أنهما أعلى في الأجنة الذكور الذين شخصوا بالتوحد في وقت لاحق. تُنتج هذه الأندروجينات بكميات أعلى في الأجنة الذكور منها في الأجنة الإناث في المتوسط، لذلك قد يفسر هذا أيضاً سبب حدوث التوحد عند الذكور. ومن المعروف أيضاً أنها تجعل لأجزاء الدماغ خصائصها الذكوريّة (Masculinise) وتؤثر على عدد التوصيلات بين خلايا الدماغ.
واليوم، بنى نفس الباحثين على نتائجهم السابقة من خلال اختبار عينات السائل الأمنيوسي السلوِي المحيط بالرحم من نفس الأشخاص الـ 98 الذين تم أخذ عينات منهم من البيوبانك Biobank الدنماركي، والذين جمعوا عينات من السائل الأمنيوسي السلوِي المحيط بالرحم من أكثر من مائة ألف حالة حمل، لكن هذه المرة نظروا في مجموعة أخرى من هرمونات الستيرويد الجنسي ما قبل الولادة تدعى الأوستروجينات. هذه هي الخطوة التالية المهمة لأن بعض الهرمونات التي سبق دراستها تُحول مباشرة إلى الأستروجينات.
كان مستوى الأستروجينات الأربعة مرتفعاً بشكل ملحوظ، في المتوسط، في الأجنة الـ 98 الذين أصبح لديهم توحد في وقت لاحق، مقارنة بـ 177 جنيناً الذين لم يصبح لديهم توحد. كانت المستويات العالية للأستروجينات ما قبل الولادة أكثر تنبؤيةً لاحتمال التوحد مقارنة بالمستويات العالية للأندروجينات ما قبل الولادة (مثل التستوستيرون). خلافاً للاعتقاد السائد الذي يربط الأستروجينات بالأنوثة، فإن الأستروجينات ما قبل الولادة لها تأثيرات على نمو الدماغ وتجعل للدماغ خصائص ذكوريّة في كثير من الثدييات.
ويقول البروفيسور سايمون بارون كوهين، مدير مركز أبحاث التوحد في جامعة كامبريدج، الذي قاد هذه الدراسة والذي اقترح لأول مرة نظرية الستيرويد الجنسي قبل الولادة للتوحد: (هذا الاكتشاف الجديد يدعم فكرة أن زيادة هرمونات الستيرويد الجنسي السابق للولادة هي أحد الأسباب المحتملة لهذه الحالة. الوراثيات (الجينتكس) هي سبب آخر لهذه الحالة أيضاً، ومن المحتمل أن تتفاعل هذه الهرمونات مع العوامل الوراثية للتأثير على دماغ الجنين النامي).
ويقول أليكس تسومبيديس، طالب الدكتوراه في كامبريدج والذي عمل في الدراسة: (هذه الهرمونات المرتفعة يمكن أن تأتي من الأم أو الطفل أو المشيمة. يجب أن تكون خطوتنا التالية هي دراسة جميع هذه المصادر الممكنة وكيفية تفاعلها أثناء الحمل).
وتقول الدكتورة أليكسا بوه، وهي عضوة في فريق كامبريدج البحثي: (هذا الاكتشاف مثير لأن دور الأستروجينات في التوحد قلما بُحث، ونأمل أن نتمكن من معرفة المزيد عن كيف تسهم الأستروجينات في نمو دماغ الجنين في تجارب إضافية أخرى. ما زلنا بحاجة لمعرفة ما إذا كانت النتيجة نفسها هي ايضاً تنطبق على الإناث اللواتي لديهن توحد).
ومع ذلك، حذر الفريق من أن هذه النتائج لا يمكن ولا ينبغي استخدامها لفحص التوحد. (نحن مهتمون بفهم التوحد، وليس بمنعه)، كما أضاف البروفيسور بارون كوهين.
ويقول الدكتور أرييه كوهين، المتخصص في الكيمياء الحيوية في الفريق، ومقره معهد ستيت سيرام في كوبنهاغن: (هذا مثال رائع على كيف لا يزال البيوبانك الفريد من نوعه الذي أُنشيء منذ 40 عاماً يجني ثماراً علمية اليوم بطرق غير متصورة، من خلال التعاون الدولي).
تم دعم البحث من قبل اعتماد أبحاث التوحد Autism Research Trust، ومجلس الأبحاث الطبية، ووليكوم Wellcome
المصدر الرئيسي
https://www.cam.ac.uk/research/news/high-levels-of-oestrogen-in-the-womb-linked-to-autism?ucam-ref=read-this-next
مصدر من خارج النص
1https://ar.m.wikipedia.org/wiki/
- معلم التربية الخاصة بمدرسة الوفاء لتنمية القدرات ـ فرع الرملة
- عضو الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد
- حاصل على جائزة أفضل معلم تربية خاصة 2008 في دبي
- تمهيدي ماجستير الصحة النفسية جامعة طنطا