يعد الاهتمام بالأطفال ذوي الإعاقة وتوفير نوع خاص من التربية توصلهم إلى أقصى قدراتهم في المرتبة الأولى، واجباً إنسانياً واجتماعياً مستوحى من القيم الدينية والإنسانية ومن طبيعة التكامل الاجتماعي وحق الفرد في المجتمع. وانطلاقاً من ذلك باتت المجتمعات تعبر عن رقيها وتقدمها من خلال الاهتمام والعناية بهذه الفئة من الأطفال بما تقدمه لهم من خدمات تربوية وتأهيلية تساعدهم على التأقلم والتفاعل داخل مجتمعهم بالإضافة إلى استثمار طاقاتهم ومشاركتهم في دفع الاقتصاد القومي.
ولكي يستطيع الطفل ذو الإعاقة أن يندمج في المجتمع ويتعايش معه ويستثمر طاقاته الدفينة فإن ذلك يتطلب من أفراد المجتمع تهيئة بيئة صحية، واجتماعية، وثقافية وفنية، ومادية مناسبة، ووعي فكري لمحتويات المجالات الفنية وتطويعها لتكيفها مع قدراته بحيث تمكنه من الاستيعاب كغيره على حد سواء.
أصبحت الأنظار تتجه نحو الخدمات المناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة في المؤسسات أو في المدارس أو غيرها، ويرجع ذلك للتطورات السريعة والمتلاحقة التي تمثلت بانبثاق البرامج التربوية وبرامج إعداد كوادر التربية الخاصة وتطور الاختبارات المقننة، هذا بالإضافة إلى الضغوط التي مارستها الأسر بدعم من جمعيات اختصاصيي التربية الخاصة التي نجحت في تغيير الاتجاهات وإعادة النظر في دور المدرسة وتغيير اتجاهات المجتمع.
من الذي يساهم ويشارك في نجاح عملية الدمج الاجتماعي؟ وكيف يتم ذلك؟
أولاً ـ المجتمع:
وهو البيئة التي يتعامل معها الفرد ويكسبه المعايير والقيم والمبادئ، ويعد المجتمع هو المسرح الذي يقوم الأفراد ذوو الإعاقة بتطبيق ما تعلموه من خلال الأسرة والمدرسة. فإذا كللت جهود هذا الفرد بالنجاح عند التعامل مع المجتمع فإن هذا سوف يثمر في تنمية وتطوير قدراته ومهاراته والتحسن في الأداء الذي يقوم به، أما إذا فشل فسوف يصاب بخيبة أمل والنكوص وبالتالي تضيع الجهود التي بذلت في المراحل السابقة.
كما أنه هو الجزء الأكبر في التأثير على أفراد المجتمع لأنه يساعدهم على تقبل الأشخاص ذوي الإعاقة والتعامل معهم وتوفير حاجاتهم، لأن رفض المجتمع للفرد منهم يؤثر على نفسيته ويجعله منطوياً على ذاته فيحرم بالتالي من التواصل الاجتماعي ويجعله عرضة للانسحاب الاجتماعي والعزوف عن الخروج إلى الأماكن العامة. إن نظرة المجتمع الدونية للأشخاص ذوي الإعاقة في أنهم مهما قاموا من أعمال فإنهم لن يؤدوها على أكمل وجه.
ويقصد بتوعية المجتمع بالإعاقة بأنها مجموعة المعلومات والمهارات والخبرات التي يتم اكسابها لأفراد المجتمع بشكل عام وللأشخاص ذوي العلاقة بموضوع الإعاقة والأفراد ذوي الإعاقة بهدف تعريفهم بفئات الإعاقة واحتياجاتها والخدمات والبرامج الموجهة إلى كل فئة من فئات الأشخاص ذوي الإعاقة.
كيف تتم مشاركة ومساهمة المجتمع في التوعية بالإعاقة؟
من خلال رفع وعي المجتمع بالآتي:
محاربة العادات الاجتماعية ذات الصلة بالإعاقة مثل زواج الأقارب والزواج المبكر، رفع مستوى الوعي الصحي – رفع المستوى الاقتصادي والثقافي ـ تفعيل برامج الوقاية والتدخل المبكر ـ استنفار المشاركة الشعبية وتحقيق التكامل بينها وبين الجهود الحكومية ـ تغيير اتجاهات أفراد المجتمع نحو الإعاقة.
ويتم ذلك من خلال التخصصات المختلفة في المجتمع حسب أدوارهم المختلفة، ومنهم: الأطباء، الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون، معلمو التربية الخاصة، معلمو المدارس العامة في المراحل المختلفة، اختصاصيون التأهيل والتدريب المهني وغيرهم من أفراد المجتمع. وذلك من خلال حملات التوعية والتدريب وبرامج التأهيل المجتمعي والاستفادة من التجمعات.
ثانياً ـ التشريعات والقوانين:
من أهم النتائج المترتبة على الضغوط التي مورست للارتقاء بالخدمات التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة، صدور التشريعات والقوانين بغية توفير فرص اندماجهم، وبدء تبني قضايا الإعاقة من منطلق حقوقي. وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى بعض أهم المحطات في تلك الحِقبة:
- الإعلان العالمي عن حقوق الأشخاص المعاقين ذهنياً، سنة 1971.
- إعلان حقوق المعوقين 1975، الذي ينص على تمتع جميع الأشخاص ذوي الإعاقة بحقوق الإنسان.
- إعلان السنة الدولية للإعاقة 1981 بحضور المؤتمر التأسيسي الأول للمنظمة الدولية للمعوقين.
- إعلان عقد الأمم المتحدة للمعوقين 1983- 1992، شجعت الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء على الاستفادة من العقد لتنفيذ برنامج العمل العالمي.
- اتفاقية حقوق الطفل 1989.
- الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي حاولت أن تشرح بالتفصيل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وأن تضع نظاماً لأعمالها.
وتأكيداً على اهتمام الدولة بقضية الإعاقة تضمن دستور السودان الانتقالي لسنة 2005م بنوداً في حق الأشخاص ذوي الإعاقة وتم تشكيل المجلس القومي للمعاقين عام 2010م، وتشكيل مجالس الولايات، وجاء قانون الأشخاص ذوي الإعاقة لسنة 2017 م متوافقا مع الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومع حقوق الإنسان الواردة في الاتفاقيات الدولية.
كما تبنت الدولة كل الاتفاقيات والعقود التي من شأنها تأكيد هذا المنحى خاصة بعد المصادقة على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بجانب التوقيع على اتفاقية حقوق الطفل والمصادقة عليها وصدور قانون الطفل والتي تضمن جميعها الاعتراف بوجوب تمتع الطفل المعاق بكافة المزايا النفسية والجسدية والعقلية وحقه في الحياة الكريمة وأحقيته أيضاً في حمايته من كل ما من شأنه إعاقة تعليمه أو الإضرار بصحته أو نموه البدني والعقلي والروحي والاجتماعي.
وحول كيفية مساهمة التشريعات والقوانين، فهذا يتم عن طريق نشر هذه الاتفاقيات والقوانين وإقامة حملات توعية للمجتمع والمشاركة في تفعيلها من خلال منظمات المجتمع المدني المنتشرة في كل الولايات لمساندة الدولة.
ثالثاً ـ ارشاد أسر ذوي الإعاقة:
إن هدف الأسرة من خلال إنجابها الأطفال الوصول إلى الاستقرار والتوازن المعيشي لهم. أما في حالة وجود طفل ذي اعاقة فإن ميزان الاستقرار يختل ويختلف من حيث الصعوبة التعايشية والتكيفية مع هذا الوضع مما يستلزم بذل المزيد من الرؤى المنهجية والمهنية الصحيحة في التعامل مع هذا الطفل ومتطلباته الجديدة بشكل عام.
إن كثيرا ً من آباء الأطفال ذوي الإعاقة لا يحسنون رعاية أطفالهم، إما لجهل بحالة الطفل واحتياجاته، أو لنقص في الخبرة بتعليم الطفل، أو لفهم خاطئ لمسؤوليات الأسرة، أو لإهمال أو تقاعس عن الواجبات، أو لعدم توافر إمكانات الرعاية والعناية بالطفل، أو الإنشغال عن الأسرة والأطفال.
إن أثر الإعاقة على الأسرة يترتب عليه:
- آثار نفسية (ضغوط) وردود فعل مختلفة،
- آثار اجتماعية تتمثل في الوصمة واضطراب العلاقات بين أفراد الأسرة مثل الصراعات الزوجية وسوء توافق الأخوة، الانعزال وزيادة معدلات الطلاق. وأيضاً آثار اقتصادية التي تتمثل في أعباء اقتصادية إضافية ووقت ورعاية أكثر، وبرامج تأهيلية خاصة، كل ذلك قد يكون فوق طاقة الأسرة مما يشكل آثاراً سلبية على الوالدين والأخوة، مما يتطلب الدعم والارشاد السريع.
إن إرشاد آباء وأسر الأطفال ذوي الإعاقة يجب أن يكون جزءاً أصيلاً ضمن برنامج التدخل المبكر لرعاية الطفل، يسهم وإن الإسراع بتقديم الخدمات الإرشادية للوالدين والأسرة في التعجيل بتخفيف الآثار النفسية السلبية المترتبة على ميلاد الطفل، وتحريك الوالدين نحو تقبل الطفل والاندماج معه وزيادة مستوى الرضا الوالدي، واكتساب الوالدين لمهارات تعامل ونماذج سلوكية أكثر ملاءمة وفاعلية بالنسبة لرعايته.
كما تكفل الخدمات الإرشادية لأسر الأشخاص ذوي الإعاقة مشاركتهم مبكراً وبصورة إيجابية في خطة تعليم الطفل داخل البيئة الأسرية مما يضاعف من فرص التوظيف الأمثل للسنوات التكوينية الأولى في تطوير استعدادات الطفل، كما يقلل أيضاً من مضاعفات الإعاقة سواء على جوانب النمو الأخرى لدى الطفل، أو على الحياة اليومية لأسرته، فضلاً عن أن هذه الخدمات سوف تساعد ـ في الغالب ـ جميع أفراد الأسرة بمن فيهم الطفل ذاته على مزيد من التوافق مع متطلبات الموقف لصالح نمو الطفل. وإن تواجد طفل ذي اعاقة يؤثر بشكل كبير على نمط حياة الأسرة خاصة حياة الأم، فهي معرضة أكثر من غيرها للضغوط والصدمات، وفي مجتمعاتنا تعاني الأم أيضاً من اللوم المباشر وغير المباشر من قبل الأقارب وغير الأقارب والمجتمع، وأحياناً الزوج الذي يلقي عليها اللوم ويقلل من قيمة مجهودها ويحبطها بعدم الجدوى من بذل الجهود لمساعدة الطفل.
وكلما كبر الطفل زادت أعباء الأم فهي تعاني من الموازنة بين فطرتها الأساسية التي تدعوها إلى حماية ابنها وحاجته للاستقلال وتجريب سلوكيات جديدة خاصة عندما تشاهده يفشل لمرات متعددة. وفي هذه المرحلة تكون الأسرة بحاجة لدعم من أسر أخرى مرت بالتجربة ذاتها وإرشاد فني متخصص ودعم من مؤسسات المجتمع في توفير حياة مستقلة لابنها.
ويلعب الأب دوراً ايجابياً وفعالاً إذا قرر المشاركة في تحمل بعض المسؤوليات وتقديم الدعم المعنوي للأم، بالإضافة إلى ذلك فإن اهتمامه وحبه ضروريان لإشعار الطفل بالتقبل وإشراكه في العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تعجز الأم عن دمجه فيها مثل المناسبات الاجتماعية والذهاب إلى المسجد. وهنا تكون الأسرة في حاجة إلى الدعم والإرشاد الذي يتمثل في تفهم وضع الأسرة والحالة التي تمر بها والاستجابة للحاجات النفسية ومساعدتهم على تقبل الحالة وكيفية التعامل مع الظروف النفسية التي يمرون بها، وإعلامهم بالخدمات المتوفرة والخيارات المتاحة وكيفية الوصول إليها وأنواع الدعم المتوفرة، كما يحصل مقدم الإرشاد على معلومات عن الحالة والوالدين ووضع الأسرة ومناقشة مشاكل الأخوة واقتراح الحلول كتوفير خدمات نفسية وغيرها.
إن أهم ما يقدمه الإرشاد لأسرة الأشخاص ذوي الإعاقة التعرف على طفلها ذي الإعاقة، معرفة حاجاته وخصائصه وقضاياه، كيف تتعامل معه، كيف تتواصل معه، كيف تلبي حاجاته، وكيف وكيف، كل هذه المعرفة تكون الأسرة في أمس الحاجة اليها.
مناهج واستراتيجية الإرشاد النفسي للأشخاص ذوي الإعاقة
(الوقائي ـ العلاجي ـ النمائية ـ التأهيلي)
أولاً ـ المنهج الوقائي:
تقدم الخدمات الوقائية لجميع الأفراد ذوي الإعاقة وأسرهم وفي كافة مجالات الإرشاد النفسي التربوي والأسري والزواجي والمهني، وذلك بهدف تحقيق الوقاية والمناعة النفسية من الاضطرابات والمشكلات والحد من تفاقم الاضطرابات، والمقصود بالخدمة الوقائية تلك الأعمال المخططة والمنظمة التي يقوم بها المرشد النفسي الذي يعمل في مجال التربية الخاصة لمنع حدوث المشكلة والحد من انتشارها.
وتشمل الخدمات الوقائية ثلاثة مستويات هي:
- الوقاية الأولية: والمقصود بها منع حدوث المشكلة للأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم قبل وقوعها وذلك من خلال الخدمات الإرشادية المختلفة مثل التوعية بالإعاقة من خلال الندوات واللقاءات والمحاضرات، والتوعية بأهمية الكشف المبكر للزوجين قبل الزواج وتوظيف وسائل الإعلام المختلفة لبرامج التوجيه والإرشاد الأسري.
- الوقاية الثانوية: ويقصد بها التدخل الإرشادي المبكر والتشخيص للمشكلة في مراحلها الأولى والسيطرة عليها قبل تفاقمها ومحاولة وقف المضاعفات، والهدف الرئيس من برامج الوقاية الثانوية تعريف الأسرة بالإعاقة ومتطلباتها وحاجاتها وإعداد برامج التوجيه والإرشاد الأسري، وحثهم على المشاركة في تدريب أبنائهم على المهارات الذاتية.
- الوقاية من الدرجة الثالثة: والمقصود بها التدخل العلاجي المتأخر نسبياً، أو لمنع حدوث الانتكاسة بعد العلاج وذلك للحد من المضاعفات ومن التدهور المحتمل في النواحي النفسية والجسمية والسلوكية، والتدخل العلاجي هنا قد يؤدي إلى التحسن الجزئي أو الكلي للحالة.
وتتركز الاجراءات الأساسية للخدمات الوقائية للأشخاص ذوي الإعاقة على ما يلي:
- الإجراءات الوقائية الحيوية وتتضمن الاهتمام بالصحة العامة والتطعيمات والكشف الدوري والفحص قبل الزواج
- الاجراءات الوقائية النفسية: وتشمل رعاية النمو السوي، وتوفير فرص هذا النمو في الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتنمية المهارات الذاتية والاجتماعية، وتقديم المساندة النفسية والاجتماعية للأسرة خاصة في أوقات الأزمات
بالرغم من الاجراءات الوقائية، والتي تهدف إلى منع الاضطرابات المرتبطة بالإعاقة والحد منها إلا أنه قد تحدث تلك الاضطرابات. ومن هنا يأتي الدور الإيجابي للمنهج العلاجي للأشخاص ذوي الإعاقة، إذ يكون الفرد والأسرة في هذه المرحلة بحاجة للمساندة والتخفيف من حالته وهذا يتطلب جهداً إضافياً من المرشد أو الاختصاصي النفسي بالتعاون مع جهات أخرى، فيما يسمى بفريق التدخل المبكر.
إن فريق التدخل المبكر يجب أن يشمل كل من: اختصاصي النسائية والتوليد، اختصاصي طب الأطفال، اختصاصي القياس السمعي اختصاص علم النفس، الممرضات. طبيب العيون، الاختصاصي الاجتماعي، اختصاصي اضطرابات الكلام، طبيب العيون، الاختصاصي الاجتماعي، اختصاصي اضطرابات الكلام، اختصاصي العلاج الطبيعي، اختصاصي العلاج الوظيفي، المعلمات والمعلمون، معلمات ومعلمو التربية الخاصة وأولياء الأمور.
ويمكن لفريق التدخل المبكر أن يعمل من خلال ثلاثة نماذج وهي:
- فريق متعدد الأنظمة: وفيه يعمل كل مختص في الفريق لوحده ضمن مجال عمله، حيث يقيّم كل منهم الحالة ويقدم لها الخدمة ثم يلتقون لاحقاَ ويناقشون النتائج.
- فريق عبر الأنظمة: وفيه يخطط الاختصاصيون ويقومون بالتقييم مع بعضهم بعضاً لكن يوفر كل منهم الخدمة بشكل منفرد
- فريق نظامي انتقالي: وفيه يكون العمل جماعي بما فيه أحياناً العلاج، لذلك يتحمل كل أعضاء الفريق المسؤولية كاملة.
متطلبات البرنامج: يحتاج البرنامج الإرشادي إلى ما يلي:
- مرشد نفسي ذو خبرة جيدة: لا يجب أن يقتصر المرشد النفسي على ما تلقاه في مرحلة الدراسة الجامعية بل عليه أن يمزج العلم بالخبرة والتدريب الجيد، والدافعية القوية، كما يجب أن يواكب الثورة العلمية.
- أدوات البرنامج: يحتاج المرشد النفسي إلى عدد من الأدوات والوسائل كالاختبارات التشخيصية، واختبارات الذكاء وغيرها، وأشرطة الكاسيت أو الفيديو، والنشرات التوضيحية، والكتيبات، والرسوم البيانية.
- تحديد الفنيات الإرشادية المستخدمة: حيث يحتاج أي برنامج لعدد من الفنيات الإرشادية المستمدة من النظرية أو النظريات التي يقوم عليها البرنامج الإرشادي، كالتعزيز، والاسترخاء، والنمذجة والتشكيل والتسلسل، والواجبات المنزلية، التعريض، ولعب الدور وغيرها.
- محتوى الجلسات الإرشادية: يجب أن تتضمن كل جلسة هدفاً إجرائياً واحداً يتم تحقيقه على أكمل وجه.
- زمن البرنامج: يجب أن يقوم المرشد النفسي بتحديد ما يلي:
- عدد جلسات البرنامج: وتتراوح عادة ما بين 12 إلى 20 جلسة سواء كانت فردية أو جماعية، وتتغير وفقاً لحدة المشكلة.
- زمن كل جلسة: ويفضل ألا تزيد عن 45 دقيقة في الإرشاد الفردي، ومن 60 إلى 90 دقيقة في الإرشاد الجماعي
6. مكان التنفيذ: يجب أن يتم تنفيذ البرنامج في غرفة الإرشاد النفسي، على أن تتوفر فيها كل الشروط المناسبة من: إضاءة وتهوية والبعد عن الإزعاج والسرية والمقعد المريح.
الخصائص الشخصية والمهنية للمرشد النفسي التي يمكن أن تكون معايير تساعد في تقويم الخدمات الارشادية:
- فيما يتعلق بمفهوم الذات:
- أن يتحلى بالذكاء والقدرة على الابتكار والإبداع، والمنافسة المهنية والكفاءة في إدارة الجلسة النفسية الفردية والجماعية، والجدية والتعاطف، ورقة الصوت وانخفاضه، والثبات الانفعالي والشفقة.
- فيما يتعلق بالدافع الشخصي:
- أن يتصف بالرغبة في النجاح والتقدم في عمله، والاستقلال الذاتي والمحبة، والعمل من أجل توفير دخل مادي مناسب وملائم لمظهره ومركزه الاجتماعي، لا من أجل الإثراء.
- فيما يتعلق بالقيم المسببة للسعادة:
- أن يتمتع بالصدق في أقواله والإخلاص المتفاني في عمله، النقد البناء لأخلاقيات ومثل المجتمع الذي يعيش فيه وتفهم تعاليم الديانة التي يعتنقها.
- الشعور بالآخرين:
- أن يتميز بفهم الحالة وتقبلها، الصبر والرقة في تعامله، السرور والابتهاج عند مقابلتها، الهدوء والصمت عند الاستماع وحفظ أسرارها وعدم إبداء أي رأي أو مبدأ قد يضايق المسترشد وعدم التعصب لفكرة ما.
هناك العديد من البرامج الارشادية نركز على:
الإرشاد الديني: وهو استخدام الطرق الانمائية والوقائية والعلاجية لتربية وتوجيه وتنمية الشخصية المتوافقة صاحبة العقيدة السليمة التي يتسق سلوكها مع المفاهيم والتعاليم والمعتقدات والقيم والمبادئ الدينية. ويهدف لمساعدة الأسرة لمعرفة نفسها وقبولها والرضا عنها وفهم قدراتها وتكوينها، وضبط وتوجيه سلوكياتها في المواقف المختلفة.
من خطوات الإرشاد الديني: بناء العلاقة الإرشادية وإقامة علاقة مهنية وإنسانية تسهل اندماج الأسرة في عملية الإرشاد ويكون فيها المرشد أصيلاً في مشاعره ورقيقاً، وأميناً، وتلقائياً، ومتقبلاً، وملتزماً بالسرية، ومتعاطفاً، ومهتماً، ومشجعاً للأسرة على التدبر والتفكر واتخاذ القرارات السليمة.
وفي إطار العلاقة الإرشادية يتم التعرف على الأسرة، حيث يتاح للمرشد معرفة وتحليل دوافعها وحاجاتها واتجاهاتها والعوامل التي تعيق توافقها مع طفلها من ذوي الإعاقة، حتى يستطيع المرشد وضع الأهداف والخطط الملائمة بناء على ما توافر له من معلومات عن ظروفهم الحاضرة والمستقبلية.
تحفيز الأسرة وتعليمها وتدريبها على تكليف النفس وزيادة تحملها، وذلك من خلال التوجيه بالتركيز على آيات الصبر وقراءتها وتدبرها والتخلص من أفكار العجز والاستسلام واليأس وبرمجة الوعي على معاني الأمل والرجاء والقدرة على تحدي الصعاب. كما يمكن تدريب الأسرة عن طريق قراءة وتدبر آيات كظم الغيظ والإحصان وزيادة تحملها حتى تتعلم بعض العادات المحمودة والمتوافقة، مثل كظم الغيظ والصبر واحتمال المشقات والاحباطات والمعاناة والملل، وحتى تنمو الثقة بالنفس وبالآخرين وبالبيئة وبالمصادر والقيم ألذاتية، وحتى تتقبل النفس المعارف والخبرات الجديدة.
تدريب الأسرة بأن تدخل الأمن إلى نفسها وتكف عنها الخوف والتوتر والقلق بواسطة الصلاة والذكر والاستغفار. فبدء اليوم بالصلاة يجعل الإنسان يبدأ يومه بالاتصال مع الله، ويجنب الإنسان التعرض لكثرة النوم الحالم في الجزء الأخير من الليل الذي وجد أن هناك علاقة بينه وبين الاكتئاب، وأن يعلم بأن هناك ارتباطاً وعلاقة بين مواعيد الصلاة وحاجة الإنسان إلى الراحة النفسية والجسمية، وأن للوضوء الذي يسبق الصلاة فوائد بدنية تتمثل في الاسترخاء البدني وتقليل التوتر البدني والنفسي، وأن حركات الصلاة تريح عضلات الجسم ومفاصله وتنشط الدورة الدموية، وأن للصلاة فوائد روحية تتمثل في استشعار المعاني الايجابية السامية التي تؤثر على مزاج الذهن فيتأثر البدن تبعاً لذلك لأن مزاجه من مزاج الذهن، بالإضافة إلى أن الخشوع في الصلاة يزيد من إحساس الإنسان بالأمن والطمأنينة، وأن الصلاة في المسجد تنمي الشعور بالانتماء إلى الجماعة وتقضي على مشاعر الوحدة، وأن الاستغفار يبعث الأمل والرجاء في نفس الإنسان ويزيل اليأس والقنوط، والذكر يكف الوسوسة ويبعد الهم والقلق والتوتر ويبعث الأمن والطمأنينة والهدوء في النفس.
وأن يعلم المسترشد بأن كل ما يقوم به له نتائجه على عقله وجسمه ونفسه، فالحب والعفو والتوبة والاستغفار والذكر والنوايا الحسنة وكل الأفعال الطيبة تقوي جهاز المناعة الذاتي وتحقق الصحة الجسمية والنفسية وتطهر الإنسان من أي خلل مادي ومعنوي.
الخلاصة
- الإرشاد هو علاقة مساندة بين اختصاصي مدرب ووالدي طفل ذي اعاقة، يعملون للوصول إلى فهم أفضل لاهتمامهم ومشاكلهم ومشاعرهم الخاصة.
- وهو عملية تعليمية تركز على استشارة وتشجيع النمو الشخصي الذي عن طريقة يساعد المرشد الوالدين، لاكتساب وتنمية واستخدام مهارات واتجاهات ضرورية للوصول إلى حل مرضٍ لمشكلتهم أو اهتماماتهم..
- ويساعد الإرشاد الوالدين على أن يصبحوا ذوي فعالية تامة لخدمة طفلهم، وعلى أن يقدروا قيمة العيش المنسجم كأعضاء في وحدة أسرية مكتملة الوفاق.
المراجع:
- جاك سي ستيوارت، إرشاد الآباء ذوي الأطفال غير العاديين، ترجمة: د. عبد الصمد قائد الغبري، د. فريدة عبد الوهاب آل مشرف، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، ط1، 1993.
- الريدي هويدة حنفي، توعية العامة بالإعاقة، دار الزهراء، الرياض، 2012.
- حنفي علي عبد النبي، العمل مع أسر ذوي الاحتياجات الخاصة (دليل الوالدين والمهتمين)، ط 3، مكتبة دار الزهراء، الرياض، 2011.
- طه الزبير بشير وعبد المجيد عثمان عبد الرحمن، المرجع في الإرشاد والتوجيه، دار جامعة تبوك للنشر، 2016.