برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة (حفظه الله) وحضور الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم انطلقت (الأربعاء 16 أكتوبر 2019) فعاليات مؤتمر مركز الشارقة لصعوبات التعلم الدولي الثاني الذي نظمه المركز يومي 16 و17 أكتوبر تحت شعار (لحياة أفضل) في قاعة الرازي وبشراكة استراتيجية مع جامعة الشارقة.
حضر حفل افتتاح المؤتمر كل من السيناتور الأمريكي السابق توم هاركين ضيف شرف المؤتمر كمتحدث رئيسي ومعالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع كمتحدثة رئيسية في المؤتمر والدكتور جورج هاغرتي رئيس كلية بيكن لصعوبات التعلم في فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية وسعادة الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بالإضافة إلى عدد كبير من الاختصاصيين والخبراء في مجال صعوبات التعلم والمعلمين ومديري المدارس ورؤساء الأقسام الأكاديمية في هذا المجال والمرشدين التربويين وأساتذة كليات التربية وطلبتها وأولياء أمور الطلبة ذوي صعوبات التعلم والمهتمين.
استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم ألقت بعدها الدكتورة هنادي السويدي مديرة مركز الشارقة لصعوبات التعلم كلمة افتتاحية أكدت من خلالها التزام المركز بالشعار الذي رفعه لهذا المؤتمر وتحقيق رؤيته التي تنصب حول مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي صعوبات التعلم وقالت في هذا الصدد: لقد ركزنا من خلال هذا المؤتمر على أهمية تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي صعوبات التعلم ونشر الوعي بحقوقهم ورفع التوصيات لتشريع القوانين تكفل حفظ هذه الحقوق وتوفير أفضل البرامج والمناهج لهم وإمكانية مواءمتها بما يتناسب مع البيئة الإماراتية واستحداث أفضل الأسس والمعايير لضمان جودة الخدمات المقدمة والدعم النفسي والاجتماعي والإرشادي لهم ولأسرهم.
وأوضحت السويدي أن المركز من خلال أهداف المؤتمر ومحاوره والعديد من العناوين التي سوف يسردها ويسلط الضوء على مفرداتها الواقعية يحاول تأسيس منهج لفهم الواقع يقوم على بناء قاعدة مفاهيمية وإجرائية قادرة على إيجاد مقاربة تنظيرية ونماذج تطبيقية بما ينعكس إيجاباً على الواقع العلمي والبحثي ويسهم في توحيد السياسات وتوفير المعلومات حتى لا يكون التعاون محدوداً والتنسيق مفقوداً.
وتوجهت الدكتورة هنادي بجزيل الشكر والتقدير إلى رعاة المؤتمر والخبراء والاختصاصيين متمنية للجميع النجاح والتوفيق.
بعد ذلك ألقى السيناتور الأمريكي السابق توم هاركين كلمة عبر في مستهلها عن سعادته الغامرة بالمشاركة في فعاليات مؤتمر (لحياة أفضل) ثم تطرق إلى إسهاماته في سن القانون الأمريكي لذوي الإعاقة (ADA) في مطلع التسعينات من القرن المنصرم والذي كفل لهم العديد من الحقوق من أهمها الحق بالاندماج والعمل.
وأوضح هاركين أن الأشخاص ذوي الإعاقة تعرضوا في الماضي إلى الكثير من الظلم والتمييز وقد لمس الأمر جيداً كونه شقيق لواحد من الأشخاص الصم وقد عاهد نفسه منذ البدايات على المساهمة في سن القوانين التي تنصف الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام وتتيح لهم فرص العمل والتعلم والاستقلالية.
وأكد السيناتور الأمريكي على أهمية التوعية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المجالات وفي مقدمتها المشاركة والتكافؤ والاكتفاء الذاتي والاقتصادي والاستقلالية وحث المؤسسات على توظيف الاشخاص ذوي الإعاقة القادرين على ممارسة العمل والتفوق فيه.
وفي ختام كلمته توجه بخالص الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي يعمل مركز الشارقة لصعوبات التعلم تحت إشرافها وإلى جميع العاملين فيه والمشاركين في المؤتمر.
ثم ألقت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع كلمة أكدت فيها أن الأشخاص ذوي صعوبات التعلم جزء من المجتمع ومن حقهم أن نحافظ على حقوقهم والارتقاء بتعليمهم من خلال تعاون جميع الجهات على تلبية احتياجاتهم التربوية في المدارس والجامعات وضمان فرص متكافئة لتعليمهم في المؤسسات التربوية وأضافت أن مسؤولية تقديم الخدمات التعليمية للأشخاص ذوي الإعاقة تقع على عاتق الجهات التربوية والتأهيلية مع مراعاة الاحتياجات الفردية لهؤلاء الأشخاص ومتابعتهم بعد مرحلة التعلم مع تهيئة الظروف المواتية لهم وتكييف المناهج الدراسية لتلبية تطلعاتهم مع توفير ظروف آمنة لهم في أماكن العمل والحرص على تطوير مهاراتهم بشكل مستمر.
الدكتور جورج هاغرتي رئيس كلية بيكن لصعوبات التعلم في فلوريدا أشاد بالجهود التي تبذلها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي خدمة للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام كما أشاد بجهود مركز الشارقة لصعوبات التعلم والدكتورة هنادي السويدي ثم تحدث عن صعوباته الشخصية في البصر وأهمية القوانين في حفظ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعلم والعمل.
وأوضح هاغرتي أن 15% من سكان العالم هم من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم ويجب على الجميع أن يساند حقهم في الرفاه الوظيفي والاجتماعي والمالي والمجتمعي والبدني أسوة بالأشخاص غير المعاقين متمنياً لأعمال المؤتمر النجاح.
من جانبه توجه الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة بأسمى آيات الشكر والعرفان إلىى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الذي يقدم دعمه الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة ويسهم في تمكينهم اجتماعياً وأكاديمياً ومحلياً وعربياً وعالمياً مشيداً بالمنحة الدراسية الكاملة التي يقدمها صاحب السمو حاكم الشارقة للأشخاص ذوي الإعاقة بغض النظر عن جنسياتهم وتوجيهه بتأسيس مركز الموارد لذوي الإعاقة كي يكون مرجعية لهم خلال رحلتهم العلمية والمعرفية.
النعيمي أكد أن 204 طلاب من ذوي الإعاقة يتعلمون في جامعة الشارقة 26 منهم من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم حيث تعمل الجامعة على الاهتمام بطلابها في مختلف المجالات وتوعية المجتمع بقضاياهم ومتابعتهم بعد التخرج لتيسيير التحاقهم بسوق العمل.
بعد ذلك تفضل الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم والدكتورة هنادي السويدي مديرة مركز الشارقة لصعوبات التعلم بتكريم ضيف شرف المؤتمر السيناتور الأمريكي توم هاركين كما تم تكريم رعاة المؤتمر والداعمين والشريك الاستراتيجي جامعة الشارقة والشريك التعليمي وزارة التربية والتعليم والراعي الفضي العربية للطيران والراعي البرونزي Araqy والراعي الإعلامي هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون.
وقائع المؤتمر
شهد المؤتمر في يومه الأول افتتاح المعرض المصاحب والغرفة التفاعلية بالإضافة إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع جامعة الإمارات ودائرة الاحصاء والتنمية المجتمعية.
المنصات الحوارية
وفي فترة ما بعد الظهر أقيمت منصتان حواريتان، الأولى كانت بعنوان أمني وأماني أدارها الأستاذ الدكتور محمد الزيودي تناول فيها كل من د. إبراهيم أبو نيان والأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش ود. محمد خميس العثمني والدكتورة أوكسانا هاجرتي مواضيع: الصعوبات الاجتماعية ومفهوم الذات، العملية التعليمية والتنمر والتقبل الاجتماعي وتقدير الذات، وأمني وأماني.
أما الثانية فكانت بعنوان صوتي قراري أدارها الأستاذ الدكتور عبد الله المنيزل تناول فيها كل من الأستاذ روحي عبدات والأستاذة ميادة الناطور والأستاذ إبراهيم عبد العال والدكتور محمد صافي مواضيع: المناصرون الذاتيون من الأشخاص ذوي صعوبات التعلم، حرية اتخاذ القرار وابداء الرأي، تكافؤ الفرص وسهولة الوصول في مختلف جوانب الحياة.
ورش العمل
كما أقيمت في اليوم الأول ورشتا عمل الأولى قدمتها الدكتورة منى كاظم وكان موضوعها عن متلازمة إرلن تناولت فيها علاقة الألوان بصعوبات التعلم، وكيف تساعد على تجاوزها، والثانية قدمها الدكتور بشير أبو حمور وموضوعها عن اختبارات بسرعة التسمية التلقائية والمثيرات البديلة السريعة تحدث فيها عن أداة قياس صادقة وثابتة للتعرف المبكر على الطلبة المعرضين لأخطار المشكلات القرائية وصعوبات التعلم وتقديم التدخل العلاجي المناسب لهم.
ورشة العمل الثانية قدمها الأستاذ ألكسندر موريس وكانت بعنوان فهم صعوبات التعلم وتطوير مهارات تنفيذ الواجبات في المنزل تحدث فيها المحاضر عن مصطلح صعوبات التعلم باعتباره مصطلحاً عاماً جامعاً يشير إلى العديد من المتغيرات بما في ذلك الذكاء السمعي والبصري ومهارات التحصيل الدراسي والقدرات العامة في الإنتاج ضمن بيئات تعليمية مختلفة حيث يرى المحاضر أن كل صعوبة في التعلم تختلف عن الأخرى، مما يجعل من الصعب بمكان تحديد نقاط القوة والضعف لدى المراهقين وتحديد أساليب التدخل.
وفرت الورشة أيضاً مقدمة حول صعوبات التعلم من خلال التطرق للمواضيع التالية: تحليل أشكال الذكاء المختلفة، التشخيصات الشائعة والقضايا المعاصرة، بالإضافة إلى التدخلات والاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في الفصول الدراسية والمنزل لزيادة الأداء التنفيذي والمهارات الاجتماعية والعاطفية والوعي الذاتي.
اليوم الثاني
المنصات الحوارية
شهد اليوم الثاني من المؤتمر منصتين حواريتين الأول كانت بعنوان تعملون معي أدارتها الدكتورة عوشة المهيري وتحدث فيها كل من الأستاذة هناء الحمداني والدكتورة إيمان فضل عبد ربه والأستاذة منى كاظم والدكتورة رحاب الجبالي، تناولوا فيها محاور أربعة هي: البرامج والمناهج لذوي صعوبات التعلم بين الواقع والتطبيق، القياس والتشخيص في مجال صعوبات التعلم، أفضل الممارسات العالمية للعاملين في مجال صعوبات التعلم، والميثاق الأخلاقي لأخصائي صعوبات التعلم.
المنصة الحوارية الثانية كانت بعنوان: المواطنة الفعالة أدارتها الدكتورة هنادي السويدي وتحدث فيها كل من: الدكتورة حنين حياصات، والدكتورة عواطف البلوشي، والأستاذة ميرة خليفي والأستاذ الدكتور السيد كمال ريشة تناولوا فيها ثلاثة محاور هي: الطلاب ذوو صعوبات التعلم ما بعد مرحلة الثانوية، المشاركة الثقافية والترويحية للأشخاص ذوي صعوبات التعلم، المشاركة السياسية للأشخاص ذوي صعوبات التعلم.
ورش العمل
كما أقيمت في اليوم الثاني ثلاث ورش عمل الأولى تفاعلية قدمتها الدكتورة وداد عبد الرحمن أبا حسين وكان موضوعها عن كيفية استخدام التعليم المتمايز في الفصول المتنوعة أكاديمياً، وقدمت الورشة الثانية الأستاذة منى كاظم وكان موضوعها عن متلازمة إرلن وعلاقة الألوان بصعوبات التعلم وكيف يمكن أن تساعد على تجازها، وقدم الورشة الثالثة الأستاذ بوني بوشيه وكانت عن التقنيات المساندة تحدث فيها عن برنامج Readsoar وهو برنامج لتعليم القراءة يمكن له قياس القراءة والتهجئة والتعرف على الأصوات والذكاءات المتعددة وأنماط التعلم والذكاء العاطفي، وقد أثبتت الأبحاث فاعلية البرنامج للقراءة.
هنادي السويدي:
هدفنا إذكاء الوعي بحقوق الأشخاص ذوي صعوبات التعلم
الدكتورة هنادي السويدي مدير مركز الشارقة لصعوبات التعلم أكدت أن أبرز الفعاليات التي شهدها المؤتمر تمثلت في عرض البحوث العلمية ومناقشتها وعرض التجارب المحلية والعالمية بالإضافة إلى ورش العمل والغرفة التفاعلية والجلسات النقاشية والحلقة الشبابية والمعرض المصاحب.
السويدي أشارت إلى سعي المؤتمر لإذكاء الوعي بحقوق الأشخاص ذوي صعوبات التعلم من الناحية الحياتية والتعليمية والعملية ورفع التوصيات لتشريع القوانين التي تكفل حقوق الأشخاص ذوي صعوبات التعلم في جميع المجالات وقالت إن من أهم أهداف المؤتمر هو الاستفادة من البحث العلمي في تطوير الممارسات الحديثة ضمن مجال التشخيص والتقييم وتوفير أفضل البرامج والمناهج للأشخاص ذوي صعوبات التعلم وإمكانية مواءمتها بما يتناسب والبيئة الإماراتية وتوفير الاستقرار والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للأشخاص ذوي صعوبات التعلم وأسرهم والعمل على استحداث أفضل الأسس والمعايير لضمان جودة الخدمات المقدمة لهم.
وتوجهت الدكتورة هنادي بالشكر الجزيل إلى حكومة الشارقة وإلى كل الشركاء الداعمين وفي مقدمتهم الشريك الاستراتيجي جامعة الشارقة والشركاء التعليميين (وزارة التربية والتعليم ومجلس الشارقة للتعليم) والرعاة الفضيين (هيئة الإنماء السياحي والعربية للطيران) والراعي البرونزي (شركة Araqy) والرعاة الإعلاميين (هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون والمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة).