كاسيوس مخاطباً بروتوس:
(الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا، بل في أنفسنا، لأننا أشخاص ضئيلو الشأن)
(ما تخبئه لنا النجوم) فيلم درامي ورومانسي أمريكي صدر عام 2014 من إخراج جوش بون، مقتبس من الرواية التي تحمل العنوان ذاته للكاتب جون غرين وصدرت عام 2012. وهو من بطولة شايلين وودلي وأنسيل إلغورت كما يلعب كل من نات وولف ولورا ديرن وسام ترامل وويليم دافو أدواراً ثانوية، وتلعب شايلين وودلي دور هيزل غرايس لانكستر، وهي فتاة في السابعة عشرة من عمرها مصابة بالسرطان يجبرها والداها على حضور اجتماع دعم لمرضى السرطان وهناك تتعرف وتقع في حب أغسطس واترز لاعب كرة سلة سابق يلعب دوره أنسيل إلغورت.
عنوان الفيلم كحال الرواية، مستوحى من حوار في مسرحية يوليوس قيصر لوليم شكسبير، حيث يقول النبيل كاسيوس مخاطباً بروتوس: (الخطأ، يا عزيزي بروتوس، ليس في نجومنا، بل في أنفسنا، لأننا أشخاص ضئيلو الشأن).
بَدَأَ الإعداد لتصوير ما تخبئه لنا النجوم في يناير 2012 عندما حصل Fox 2000، وهو أحد أقسام تونتي سنشري فوكس (20th Century Fox)، على حقوق تحويل الرواية إلى فيلم. بدأ التصوير بالفعل في 26 أغسطس 2013 في بيتسبرغ بالولايات المتحدة مع أيام إضافية في أمستردام بهولندا قبل الانتهاء منه في 16 أكتوبر 2013.
صدر الفيلم في 6 يونيو 2014 في الولايات المتحدة، وفي الشرق الأوسط في 12 يونيو. واستقبل استقبالاً إيجابياً من النقاد، مع مديح لأداء شايلين فضلاً عن الفيلم بأكمله. الفيلم أيضاً حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، مع وصوله للمركز الأول في شباك التذاكر الأمريكي خلال أسبوعه الأول وقد وصلت إيراداته إلى 307 مليون دولار أمريكي حول العالم مقابل ميزانيته التي بلغت 12 مليون دولار أمريكي. كما صدر الفيلم على أقراص بلو راي ودي في دي في 16 سبتمبر 2014 وبلغت مبيعاتها أكثر من 42 مليون دولار أمريكي.
القصة
هيزل غرايس لانكستر (شايلين وودلي) مراهقة ذكية ومرحة تعيش في إنديانا بوليس، مصابة بسرطان مزمن في الغدة الدرقية تم اكتشافه في عامها الثالث عشر في مرحلته الرابعة، ثم امتد ليصيب رئتيها أيضاً لتمتلئا بالماء فتصبح غير قادرة على التنفس وعندما ظنّ الأطباء أنها لن تستطيع البقاء على قيد الحياة تحسنت حالتها واستجابت للمضادات الحيوية، فقام الأطباء بسحب السوائل من رئتيها، ومن ثم خضعت لعلاج تجريبي لم يفلح مع أكثر من 70% من مرضى السرطان؛ ولكن لسبب ما استجاب جسدها للعلاج، وهذا ما أسموه بالمعجزة.
يرى أبوا هيزل أنها مكتئبة فيرغمانها على الذهاب إلى مجموعات دعم مرضى السرطان. لا تحبذ هي الفكرة ولكنها ترضخ نزولاً عند رغبتهما. خلال أحد الاجتماعات، تتعرف هيزل على أغسطس الذي نجح في العلاج من سرطان العظام بعد بتر ساقه، ولكنه جاء اليوم لمساندة صديقه أيزاك المصاب بسرطان الشبكية الذي أدى لفقدانه إحدى عينيه من قبل وهو الآن على وشك فقدان الأخرى، الاثنان هيزل وأغسطس يعجبان ببعضهما فوراً ويحاول الأخير التقرب من هيزل ويدعوها لقضاء بعض الوقت سوياً للتعارف بعيداً عن قصة مرضها، فيأخذها إلى منزله ويريها غرفته ويتحدثان عن اهتماماتهما ويتفقا على تبادل روايتهما المفضلة. فتقرأ هيزل رواية (مقاومة المتمرد) التي تحكي عن لعبة أغسطس المفضلة، ويقرأ هو رواية (المحنة الإمبراطورية) التي تحكي عن فتاة مصابة بالسرطان للكاتب (بيتر فان هاوتن) الذي يستطيع أن يفهم مشاعر الاحتضار رغم عدم مروره بهذه التجربة الصعبة، ثم يتصل أغسطس بهيزل لمناقشة نهاية الكتاب التي لم تعجب أياً منهما، فالكاتب أنهى الرواية بمجرد موت الطفلة (آنا) ولم يذكر ماذا حدث لباقي الأبطال بعد موتها.
تذهب هيزل إلى صديقها أغسطس بعد سماع صراخ صديقه أيزاك لمواساته والتخفيف عنه بعدما تركته صديقته؛ لأنها غير مستعدة أن تكون معه بعد فقدان عينه الثانية فيصبح أعمى كلياً.
عدم رضا أغسطس عن النهاية جعله يحاول مراسلة الكاتب، وهذا ما فعلته من قبل هيزل ولكن الكاتب لم يقم بالرد على أي من رسائلها وسمعت أنه انتقل إلى مدينة أمستردام في هولندا. ولكن في هذه المرة ينجح أغسطس في التوصل لمُساعدة فان هاوتن التي أوصلت رسالته إليه، وقام بالرد عليها لتقوم هيزل بمراسلته وسؤاله عما حدث لباقي أبطال الرواية بعد موت (آنا)، فيأتيها رده أنه لا يستطيع الإجابة عن طريق الإنترنت لكيلا تعد هذه تتمة لكتابه ولكن إن ذهبت إلى أمستردام فسيسعده أن تزوره، ثم تقترح هيزل الذهاب إلى أمستردام على والدتها لكن الأخيرة ترفض بسبب القيود المالية والطبية.
لاحقاً، يعرض أغسطس على هيزل مشاركتها أمنيته للذهاب إلى أمستردام ومقابلة كاتبها المفضل، فهناك منظمة خيرية معنية بتحقيق أحلام الأطفال مرضى السرطان، فلا يزال أغسطس يحتفظ بها حتى الآن إما هيزل قد استنفدت أمنيتها بالفعل عندما ظنت أنها ستموت لا محالة منذ 4 سنوات واختارت الذهاب إلى عالم ديزني. قبل أيام من الرحلة، تعاني هيزل من انصباب جنبي وترسل إلى وحدة العناية الفائقة، مما دفع الأطباء إلى نصيحتها بعدم السفر إلى الخارج خوفاً على سلامتها لكن في نهاية المطاف يوافقون على أن تذهب معها والدتها، وفي أمستردام يجد الصديقان حجزا باسميهما في مطعم راق جداً، إهداءً من فان هاوتن وهناك يعترف أغسطس بحبه لهيزل رغم كل شيء، وبعد الانتهاء من طعامهما يتجولان في المدينة ثم يعودان إلى الفندق متحمسين لمقابلة فان هاوتن غداً باعتباره السبب الرئيس في قدومهما إلى أمستردام.
لكن المقابلة لم تسر وفق المطلوب، فالسيد فان هاوتن اتضح أنه سكير سليط اللسان، وأنه رد على رسائلهما بعد ضغط من مساعدته، وأنه لم يكن على علم بشأن الحجز في المطعم الراقي، وحاولت هيزل تجاهل كل هذا، وطرح سؤالها الذي جاء بها كل تلك المسافة لكن المؤلف رفض أن يجيبها وأخبرها أنها شخصيات خيالية تبخرت بمجرد الانتهاء من الكتاب وحاولت هيزل أن تضغط عليه للحصول على إجابة، فما كان منه إلا أن أهانها وأهان مرضها وطلب منها المغادرة، فلعنته وغادرت.
بعد ذلك يذهب أغسطس وهيزل برفقة ليدفاي لزيارة منزل آن فرانك وتكافح هيزل لصعود السلالم الكثيرة لكنها تصل بنجاح إلى علية المنزل. ثم يعود الاثنان إلى الفندق لقضاء الليلة معاً. وفي اليوم التالي، يعترف أغسطس لهيزل بأن تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني كشف ان السرطان قد عاد وانتشر في جميع أجزاء جسده وأنه لم يشأ أن يخبرها من قبل كي لا يفسد الرحلة. تبكي هيزل ولكن أغسطس يحاول أن يخفف عنها ويطلب منها فقط أن تعامله مثلما اعتادت على معاملته، ألا تضع في حسبانها أنه يحتضر.
تتدهور صحة أغسطس بشكل كبير بعد عودتهما إلى إنديانا بوليس وينتهي المطاف به في وحدة العناية المركزة لبضعة أيام ويدرك أنه يعيش أيامه الأخيرة. ويقوم أغسطس بدعوة هيزل وصديقه المفضل أيزاك الذي أصبح أَعْمى بعد أن قام باستئصال عينه الأخرى إلى (جنازته المبكرة) حيث يقوم هيزل وأيزاك بقراءة تأبين له، وبعد ذلك بثمانية أيام يتوقف قلب أوغستس.
وفي الجنازة، تفاجئ هيزل بحضور الكاتب فان هاوتن الذي يخبرها أن أغسطس كان يتواصل معه عبر الإنترنت قبل وفاته، وطلب منه القدوم لجنازته للرد على أسئلتها فيما يخص (آنا) وعائلتها، وكان رد فعل هيزل أن رفضت السماع منه، حتى بعد أن أخبرها أن (آنا) لم تكن شخصية خيالية؛ بل كانت ابنته التي أصيبت بسرطان الدم ورحلت وعمرها ثماني سنوات، ورغم هذا الموقف يصر الكاتب على تسلميها رسالة كان يحملها وتتفاجئ هيزل عندما تعلم أن هذه الرسالة من أغسطس وأنه أراد من فان هاوتن أن يسلمها إليها، وكانت الرسالة هي خطاب تـأبين من أغسطس لها، فقد كانت هيزل قد أخبرته في الجنازة المبكرة أنها كانت تود ليكتب لها خطاب رثاء مثلما فعلت لأجله ثم ينتهي الفيلم بانتهاء قراءتها للخطاب واحتضانه له بسلام.