منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية:
المحتوى المعرفي لذوي الإعاقة وسهولة الوصول
لابد أن يشمل العمل والتعلم وشتى المجالات
أشادت الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالمؤتمر الدولي العلمي المحكم في التربية الخاصة الذي نظمته الجامعة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية يومي 13 و14 نوفمبر 2019 تحت شعار (المحتوى المعرفي لذوي الإعاقة: سهولة الوصول) بحضور الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة والدكتور مهند صلاح العزة أمين عام المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة بالأردن والأستاذة الدّكتورة خلود الدبابنة عميدة كلية الملكة رانيا للطفولة رئيس المؤتمر ونائب رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور شاهر ربابعة، وعمداء كليات الجامعة، وبمشاركة 70 اختصاصياً وباحثاً من 14 دولة عربية وأجنبية ورؤساء الجمعيات ومراكز التربية الخاصة في الأردن.
وتأتي هذه الإشادة إثر مشاركة مميزة للمدينة في المؤتمر بوفدٍ ترأسته الأستاذة منى وضم كلاً من الأستاذة صفية محمد المرزوقي مسؤول قسم تقنية المعلومات والأستاذة رباب عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة والأستاذة هبة عيسى الحمراني مدير إدارة الشؤون الإدارية والمالية.
وكمتحدث رئيسي في مؤتمر المحتوى المعرفي لذوي الإعاقة (سهولة الوصول) الذي حضر حفل افتتاحه أكثر من 700 شخص أكدت اليافعي أن دولة الإمارات العربية المتحدة احتضنت وما زالت أبناءها ذوي الإعاقة كما أكدت أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة حيث ساهمت وتساهم في تقديم أفضل الخدمات والممارسات العالمية ليصبح الشخص ذو الإعاقة قادراً على ممارسة حياته بصورة أفضل ويصل إلى مرحلة التمكين المنشودة.
وأشارت إلى أهمية المؤتمر في مناقشة أهم الخدمات المميزة والمتنوعة ومواكبة أفضل الممارسات العالمية ليس في مجال التعليم والتدريب وحسب بل في مختلف الميادين التي يحتاجها الأشخاص ذوو الإعاقة في حياتهم بشكل عام وقالت: إننا عندما نتحدث عن سهولة الوصول تراودنا جميعاً للوهلة الأولى البيئة العمرانية المؤهلة وهذا صحيح ولكن ما يحتاجه الأشخاص ذوو الإعاقة أكثر وأكبر من ذلك فمنذ تأسيسها عام 1979 بدأت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقديم خدماتها للأشخاص الصم وضعاف السمع ومن ثم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية وتوالت الخدمات الأخرى حسب الحاجة.
وأضافت: كما بدأت المدينة في المجتمع المحلي بخطوة فريدة من نوعها ألا وهي إزالة الحواجز البيئية وإصدار الكتب التي تساعد المهندسين في كيفية التصميم وإيجاد المعايير الخاصة بذلك وتسليمها لبلديات الدولة.
وأوضحت الاستاذة منى في كلمتها أن الحديث عن سهولة الوصول يشمل العمل والتعلم باستخدام لغة الإشارة أو طريقة برايل ودمج الطلاب ذوي الإعاقة على كافة الأصعدة واستخدام التكنولوجيا في تمكينهم حتى يسهل وصولهم ودمجهم وتمكينهم في المجتمع إسوة بأقرانهم غير المعاقين وهذا ما نصت عليه القوانين والتشريعات كل حسب بلده.
وذكرت اليافعي مجموعة من إنجازات المدينة الكبيرة والكثيرة في هذا الميدان في مقدمتها مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة حفظه الله بعد الإعلان عن نتائج تعداد الشارقة 2015 حيث أمر سموه بتوفير وتيسير كافة الاحتياجات سواء من الأجهزة التعويضية أو تعديل البيئة العمرانية في المساكن لكافة الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية وتوفير المركبات الخاصة للتنقل… الخ مما ساعد بصورة أكبر على العيش بكرامة واستقلالية.
أيضاً من هذه الإنجازات ـ أضافت مدير المدينة ـ توقيع عدد من الاتفاقيات مع بعض المؤسسات داخل الدولة وخارجها حيث عملت المدينة على إتاحة التقنيات المساندة والحديثة بشروط ميسرة فوقعت لهذا الغرض مذكرة تفاهم مع مصرف الشارقة الإسلامي في (مايو 2017) لتوفير خدمات التمويل بدون أرباح أو رسوم لمنتسبي ومراجعي المدينة من الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن، وغيرهم من الفئات.
أما في مجال إتاحة الخدمات المصرفية لفئات الإعاقة كافة فقد أطلق مصرف الشارقة الإسلامي في يناير 2018 وبالتعاون مع المدينة جهاز الصراف الآلي الأول من نوعه في الشرق الأوسط والذي يخدم عدة فئات في آن واحد تشمل: الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر وذوي الإعاقة الحركية وذوي صعوبات التعلم كما تم افتتاح مركز للتقنيات المساندة في مارس 2014 هو الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات بهدف توفير بيئة تعليمية وتأهيلية ميسرة من مهامه مواكبة وتوفير أحدث المستجدات في المجال ويستفيد من خدماته 150 طالباً.
أخيراً، لفتت اليافعي إلى وجود نوع من الحواجز لا يقل أثره السلبي عن الحواجز البيئية والمكانية لا بد من تذليله لضمان سهولة الوصول للأشخاص ذوي الإعاقة إلى جميع البيئات المادية والمعرفية وهي الحواجز النفسية والمعنوية التي تتعلق بمدى تقبلنا لوجود شخص من ذوي الإعاقة في محيطنا.
الأستاذة صفية محمد المرزوقي مسؤول قسم تقنية المعلومات قدمت في المؤتمر ورقة عمل حول دور مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إيصال المحتوى المعرفي باستخدام التكنولوجيا أكدت فيها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً واضحاً بتنمية وتطوير الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال مبادراتها المبنية على الأهداف الاستراتيجية وفق القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 في شأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والمعدل بالقانون الاتحادي رقم 14 لعام 2009 لحماية الأشخاص ذوي الإعاقة وإشراكهم في مسيرة البناء والتطوير.
المرزوقي تحدثت عن التطور الكبير والسريع في التكنولوجيا، والذي دفع إلى تطوير الأنظمة ووضع وتفعيل السياسات والقوانين التي تعنى بسهولة الوصول إلى المحتوى المعرفي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توظيف التكنولوجيا المساندة والوسائط الرقمية المتاحة.
وأكدت الأستاذ صفية أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبالرئاسة الفخرية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة تعد ملهمة للإيجابية والتحفيز وروح التنافس من خلال ريادتها في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة بالتعليم والتأهيل والتوظيف عبر استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
كما تطرقت الورقة البحثية للأستاذة صفية عن تاريخ التطور التقني في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خلال الأربعين عاماً ومظاهر استخدام التكنولوجيا في إيصال المحتوى المعرفي للأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى عرض موجز للتقنيات المستخدمة في المدينة التي أثمر دورها في إنشاء وتأسيس عدة مراكز من أبرزها مركز التقنيات المساندة وعقد الشراكات الدولية مع المؤسسات الرائدة في مجال التكنولوجيا واستفادة أكثر من 70% من طلبة المدينة من الخدمات التي تدعم سهولة الوصول إلى المحتوى المعرفي.
من جانبها قدمت الاستاذة رباب عبد الوهاب مسؤول مركز التقنيات المساندة ورقة بحثية حول تطبيق تدابير الوصول البيئي ومفهوم التصميم الشامل بشكل عام حيث ناقشت مقاييس سهولة الوصول في المباني والبيئات العمرانية بشكل خاص وأثر توفير بيئة ميسرة على جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات التعليم، التمكين الاقتصادي، العيش المستقل، والترفيه.
كما ناقشت ورقة الاستاذة رباب الممارسات المتبعة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لتقييم سهولة الوصول في المباني باتباع مقاييس محلية وعالمية وبشكل ممنهج وذلك لتحسين سهولة الوصول لجميع المستخدمين.