قالت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة والرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية قد شرفها بثقته الغالية منذ اللحظة الأولى التي سلمها فيها مسؤولية إدارة هذه المؤسسة العريقة التي استطاعت بدعمه المادي والمعنوي ومساندته وتوجيهاته الأبوية وبعد نظره ورؤيته الثاقبة لمستقبل الأمور ومآلاتها أن تحقق العديد من الإنجازات وتقدم المزيد من الخدمات وأن تكون كما أرادها سموه عندما قال: مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ليست للشارقة وحدها وليست لدولة الإمارات العربية المتحدة وليست لمنطقة الخليج لوحدها وإنما انطلاقة عربية عالمية تقدم الخدمات في جميع المجالات لأصحاب الإعاقة في أي مكان على هذه البسيطة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقتها سعادة الشيخة جميلة القاسمي ضمن مراسم حفل أقامته الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 الجامعة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية لمنح سعادتها شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية الخاصة وحضره الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني رئيس الجامعة الهاشمية والدكتور علي الشواهين مستشار الأمير مرعد بن رعد رئيس المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن وسعادة خالد علي النعيمي القائم بأعمال سفارة الإمارات العربية المتحدة في الأردن والأستاذة منى عبد الكريم اليافعي مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والدكتور هاشم تقي رئيس منظمة الاحتواء الشامل للشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فريقُ عملٍ مُخلص
وأضافت الشيخة جميلة القاسمي أن نيل شهادة أكاديمية علمية عالية كان في يوم ما حلماً وغاية ولكن، كانت المشاريع الأخرى تأخذ الأولوية فحاجات الناس والمجتمع وخاصة من هم أحوج للوقوف معهم هي أهم وأكثر مدعاة للاهتمام وإيلاء الأولوية.
وأعربت عن امتنانها واعتزازها بقبول الدرجة الرفيعة التي منحتها إياها كلية الملكة رانيا للطفولة بقرار من مجلس عمداء الجامعة الهاشمية الموقر مؤكدة أن هذه الجامعة أبهرتها مذ تعرفت عليها وعلى رئيسها عطوفة الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني، وقد كان هذا الانبهار بإنجازاتها في مجال الاستدامة والاكتفاء الذاتي والتأثير ايجاباً على البيئة والمجتمع بالإضافة إلى كونها صرحاً أكاديمياً رائداً.
وأضافت مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: إن ما يقابل اعتزازي وفخري بهذه الدرجة الرفيعة وسعادتي بها أنني لم أسع لها ولم اجتهد في سبيل نيلها وأعترف أن سعادتي ليست بسبب استحقاقي لهذا الشرف ولكن لأن هذا التقدير جاء ليتوّج جهود فريق عمل مخلص متفان وجاد عمل على مدى سنوات طويلة ليقدم الكثير لمجتمع استحق تلك الخدمات والبرامج الموجهة للأشخاص ذوي الاعاقة من خلال مدينة الشارقة للخدمات الانسانية وللأيتام من خلال مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي ولأولئك ممن لديهم اختلافات في التعلم من خلال مركز الشارقة لصعوبات التعلم.
مجتمعٌ داعمٌ وأسرٌ متعاونة
وأشارت إلى أنه بجانب فريق العمل المبدع هذا، هناك مقومات أخرى ساهمت فيما وصلنا إليه اليوم وهي تشمل المجتمع الداعم والأسر المتعاونة والقيادة ذات الرؤية الواضحة وبعد النظر؛ فصاحب السمو الوالد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لم يكن فقط القدوة والموجه بل كان ولا يزال الأب الحاني والقلب الذي يتحسس احتياجات أبناء مجتمعه حتى قبل أن يعبروا أو يشعروا بها، فله بعد الله سبحانه وتعالى يرجع الفضل فيما وصلت إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من تقدم وريادة في مجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الاعاقة وتمكينهم ووعي المجتمع بقضيتهم بشكل عام.
وأوضحت أن سموه أدرك أهمية تطوير الموارد المالية للمدينة لتحقيق مبدأ الاستدامة والاستقرار فحثّ على إنشاء المشاريع المدرة للريع وشجع المؤسسات والأفراد على القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم المجتمعية تجاه المدينة، فضلاً عن الدعم الحكومي الذي يكمل جهودها ومشاريعها الوقفية والاستثمارية وصولاً إلى التمويل الذاتي الذي تعمل عليه بالتوازي مع كل مصادر التمويل الأخرى.
دعمٌ لا محدود من حاكم الشارقة وحرمه
وأضافت: كما حرص صاحب السمو حاكم الشارقة وحرمه سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة على تقديم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي للمدينة في أهم نشاطاتها وأبرز محطات عملها ووجها إلى التوسع في تقديم الخدمات كماً ونوعاً وكانا الداعمين لإنشاء وافتتاح فروع ومراكز جديدة للمدينة وتقديم خدمات حديثة متطورة، والتأسيس لبنية تحتية متكاملة تضمن انسيابية العمل وجودة الخدمات، وهذا الدعم لم يقتصر على المدينة وحدها بل لما تمثله أيضاً من قضايا واهتمامات تمس كافة جوانب حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات وخارجها، فكان لسمو الشيخة جواهر الدور الأكبر في إطلاق رابطة تمكين المرأة المعاقة، وعملت من خلال مؤسسة القلب الكبير في الشارقة التي ترأسها على إنشاء أول مدرسة ثانوية للصم وسكن داخلي في الضفة الغربية في قلقيلية بفلسطين وسيتم إطلاق اسم (مدرسة القلب الكبير الثانوية للصم) عليها… وغيرها الكثير من أوجه الدعم والرعاية.
ولفتت الشيخة جميلة القاسمي في كلمتها إلى دور المملكة الأردنية الهاشمية ودور مؤسساتها وأبنائها في كل مراحل عملنا سواء بالاطلاع على تجارب هذه المؤسسات والإفادة منها، أو من خلال استقطاب الكوادر الأردنية المتخصصة والمتميزة، فضلاً عن التعاون مع المؤسسات الأكاديمية ذات العلاقة كالتعاون القائم بين مركز الشارقة لصعوبات التعلم وكلية الأميرة ثروت، ومذكرة التفاهم التي وقعت حديثاً بين مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والجامعة الهاشمية لتطوير التعاون في المجالات الأكاديمية والبحثية والتدريبية والتشخيصية.
شكرٌ وامتنان
وتوجهت بالشكر والامتنان إلى الأساتذة الأفاضل ممن عملوا معها في المدينة وساهموا في نجاحاتها وخصت بالذكر الدكتور يوسف القريوتي والدكتور جمال الخطيب كما توجهت بالشكر والامتنان إلى رئيس الجامعة الهاشمية ومجلس عمدائها ولجميع حضور الحفل داعية الله أن يوفق الجميع في خدمة المجتمع وتحقيق الأهداف المشتركة في حاضر ومستقبل أفضل.
وقائع الحفل
ألقى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور كمال بني هاني كلمة قال فيها: (في هذا اليوم المُشرق الذي يجمع بين بلدين عربيين شقيقين، وشعبين متحابين، ومؤسستين عريقتين لنحتفي بتكريم من يستحق الشكر والتقدير والثناء، إنه مصدر فخر للجامعة الهاشمية ولكوادرها أن تتواصل العلاقة بين إمارات الخير وأردن المحبة بمنح سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي درجة الدكتوراه الفخرية في التربية الخاصة فهي الإنسانة التي كرست وقتها وجهدها في الدفاع عن حقوق الأشخاص أولي الضرر (ذوي الإعاقة)، وتمكينهم، ودمجهم في المجتمع، وفي قيادة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، المدينة التي أُنشئت منذ أربعة عقود ساعية في الخير لخدمة وتمكين الأشخاص أولي الضرر (ذوي الإعاقة) من خلال البرامج والخطط والنشاطات النوعية، وضمن مدينة تضم المدارس والأقسام والملاعب والصالات الرياضية بهدفِ توفير البيئة التعليمية ضمن نهج علمي / تربوي).
وأضاف قائلاً: (لقد ثابرت الشيخة جميلة على مدار سنوات طوال لتمكين، وتدريب، وتعليم، وتأهيل، وتشغيل الأشخاص أولي الضرر (ذوي الإعاقة) وكذلك الأطفال الأيتام من مختلف الأعمار، والجنسيات في دولة الإمارات العربية المتحدة).
وأوضح الدكتور بني هاني أهم الأعمال التي قامت بها الشيخة جميلة القاسمي، في تطوير الخدمات التعليمية وتنمية القدرات للأطفال من أولي الضرر (ذوي الإعاقة) وتدشين العديد من مراكز التدخل المبكر والتمكين، ونشر خدمات التوعية، والخدمات الاجتماعية، والإرشاد الأسري، وتوفير التشغيل، والخدمات العلاجية المتنوعة.
غيضٌ من فيضِ عملها الإنساني
وأكد الأستاذ الدكتور كمال الدين شعور الجامعة بمزيد من الفخر كون الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة المثقف الذي ساهم في تعزيز روح المحبة والتعاون العربي ونشر الثقافة العربية.
وقال في ختام كلمته إن (ذلك غيض من فيض العمل الإنساني، والجهد التطوعي، والمثابرة المؤسسية، والإنجازات المجتمعية لسعادة الشيخة جميلة القاسمي وبناء على ما تقدم، وإقراراً بعطائها الموصول في مجال التربية الخاصة، والإنسانية الجليلة تم منح سعادتها شهادة الدكتوراه الفخرية في التربية الخاصة من كلية الملكة رانيا للطفولة، مع كافة امتيازاتها وحقوقها).
بدورها قالت عميدة كلية الملكة رانيا للطفولة الدكتورة خلود دبابنة التي أدارت حفل منح الشهادة: (يجيءُ هذا الاحتفال بمنح سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية درجة الدكتوراه الفخرية في التربية الخاصة تقديراً من الجامعة الهاشمية لجهودها المشهود لها في تقديم الخدمات للأطفال ذوي الاعاقة (اصحاب الهمم) وكاستمرار للعلاقات القوية والتاريخية التي تربطُ دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات وثيقة على طول العقود السابقة يشهد لها القاصي والداني بأنها مثال يحتذى به في العلاقات بين الدول المبنية على الاحترام المتبادل والتعاون المشترك والثقة التي أساسها الأخوة العربية والإسلامية. ويتزامن هذا الاحتفال مع اليوم الوطني لدولة الامارات العربية أدام الله عليها نعمة الأمن والسلام والرخاء والازدهار).