من أفضل الصفات التي يرغب الأشخاص أن يوصفوا بها هي الذكاء، فالأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء يحظون بالكثير من الاحترام والإعجاب، فهل خطر في بال أحدنا إلى أي نوع من الذكاء ينتمي؟
يتم تقسيم الذكاء إلى تسعة أنواع مختلفة تسمى (مجالات الذكاء التسعة)، وأول من صنف الذكاء على هذا النحو هو عالم النفس الأمريكي وأستاذ الإدراك والتعليم (هوارد جاردنر) عام 1983 في كتاب له بعنوان:
(Frames of mind: The theory of multiple intelligences)
وقد أوضح فيه أن الذكاء ليس مطلقاً، وليس نوعاً واحداً، بل مجموعة متنوعة ومختلفة، وكلنا يمتلك نسباً مختلفة من هذه الأنواع، فالبعض يتفوق في نوع أو نوعين أكثر من شخص آخر.
منطلق نظرية (جاردنر) هو أن شخصاً ما يمكن أن يكون سيئاً للغاية في الرياضيات، ولكنه الأفضل في مجال آخر كالموسيقى على سبيل المثال.
أنواع الذكاء المختلفة
الذكاء الطبيعي
أصحاب هذا النوع من الذكاء يحبون ويفضلون التواجد في الطبيعة ومشاهدة الحيوانات، أيضاً تجدهم يميلون إلى التواصل والتفاعل مع كل ما فيها، ويسعون لفهم حقيقة الروابط بين الظواهر الطبيعية، وفهم حقيقة ترابط الطبيعة نفسها مع بعضها.
وقد كان لهذه القدرة قيمة واضحة في الماضي من الصيادين والجامعيين والفلاحين، حيث أن الذكاء الطبيعي يعتبر مركزياً في علم النبات والطهي، ولا يزال الطاهي يستخدم هذا النوع من الذكاء في التفريق بين مكونات الطبخ، وكذلك عالم النباتات يستخدم ذكاءه الطبيعي في التفريق بين فصائل أو أنواع النبات، ومن المتوقع أيضاً أن الكثير من أفراد مجتمعنا يستغلون ذكاءهم الطبيعي في التمييز بين السيارات والأحذية الرياضية وأنواع الماكياج وعلاقتها بالطبيعة.
الذكاء الموسيقي
هو القدرة على تمييز الإيقاع والنغمة، فأصحاب الذكاء الموسيقي هم أصحاب الحس العالي بالموسيقى والأغاني، يُحبّون العزف على الآلات الموسيقية، ولديهم القدرة على تمييز الأصوات بسهولة كبيرة، أمّا الأعمال التي يميلون إلى العمل فيها هي: كمُلحِّنين وموسيقيين، أو أن يكونوا مغنين أو عازفين.
الذكاء الرياضي والمنطقي
هو القدرة على حساب وتحديد والنظر في المقترحات والفرضيات وحل العمليات الرياضية المعقدة، حيث أن هذا النوع من الذكاء يمكننا من إدراك العلاقات والتواصل واستخدام الفكر المجرد والرمزي ومهارات التفكير المتسلسل وأنماط التفكير الاستقرائي والاستنتاجي، وعادة ما يكون الذكاء المنطقي متطوراً بشكل جيد عند جميع العلماء وبالخصوص علماء الرياضيات والمحققين.
وعادة ما يكون الشباب الذين يتمتعون بالذكاء المُمَنطق يستخدمون المنطق في معرفة أسباب الظواهر، ويكون تفكيرهم وحديثهم مرتكزاً على الأرقام والنسب المحددة، أما الأعمال التي يُفضلون التواجد فيها، فهي الهندسة أو البرمجة، والعمل كعلماء في المجالات المختلفة.
الذكاء الوجودي
الأشخاص الذين لديهم ذكاء وجودي يميلون إلى التفكير بعمق، وقد تشمل هذه الأفكار سبب وكيفية الحياة والموت. ويميلون إلى استكشاف مثل هذه الأسئلة مثل: لماذا يولدون، وكيف يصلون إلى هنا، ولماذا يموتون؟ ولديهم أيضاً القدرة والحساسية لمعالجة أفكار حول ما وراء الحياة والموت، على الرغم من أنه لم يتم إجراء الكثير من النقاش حول الذكاء الوجودي (ذوو الذكاء الوجودي العالي هم فلسفيون من الدرجة الأولى).
الذكاء الشخصي
وهو القدرة على فهم والتعامل بكفاءة مع الآخرين، ويتضمن التواصل اللفظي وغير اللفظي والقدرة على ملاحظة الفروق بين الآخرين، وأيضاً القدرة على الاستماع إلى وجهات النظر المتعددة.
المعلمون والمذيعون والممثلون والسياسيون جميعهم يمتلكون ذكاءً شخصياً أو اجتماعياً، فالشباب وصغار السن الذين يمتلكون هذا النوع من الذكاء عادة ما يكونون قادة بين أقرانهم، وممتازين جداً في التواصل الاجتماعي، ويفهمون مشاعر ودوافع الآخرين جيداً.
الذكاء الجسدي والحركي
إن الأشخاص الذين لديهم ذكاء جسدي حركي يتمتعون بشعور شبه كامل بالتوقيت، ويعرف أصحاب هذا النوع بالقدرة على التلاعب بالأعضاء واستخدام العديد من المهارات البدنية وإتقان المهارات من خلال التنسيق بين العقل والجسم، وعادة ما يكون هذا الذكاء متطوراً جداً عند الرياضيين والراقصين والجراحين والحرفيين ومهن أخرى تنطوي على تنسيق عقلي استثنائي.
الذكاء اللغوي
وهو القدرة على التفكير في الكلمات واستخدام وتقدير اللغة للتعبير عن المعاني المعقدة، ويستطيع أصحاب هذا النوع من الذكاء فهم وترتيب معاني الكلمات وتطبيق المهارات اللغوية للتفكير في استخدامنا للغة.
هذا الذكاء يكون عند الشعراء والروائيين والصحفيين والمذيعين والخطباء، فالشباب ذوو هذا النوع من الذكاء تكون لديهم هواية الكتابة والقراءة وحل الكلمات المتقاطعة.
الذكاء الداخلي
الأشخاص الذين يتمتعون بقدرة رائعة على فهم أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم، مع قدرة عالية على استخدام هذه المعرفة للتخطيط لحياتهم، ولا ينطوي هذا النوع على التقدير الذاتي فحسب، بل يشمل أيضاً فهماً أوسع لحالة الإنسان.
ويتضمن قدرة الفرد على فهم نفسه ونواياه وأهدافه والقدرة على تشكيل نموذج صادق عن الذات، وأيضاً القدرة على تقدير حالة الإنسان، ويكون هذا النوع من الذكاء عند علماء النفس والقادة الروحيين والفلاسفة.
الذكاء المكاني
الذكاء المكاني هو القدرة البشرية على النظر إلى الأشياء في ثلاثة أبعاد، ويتضمن هذا النوع من الذكاء القدرات الأساسية التالية: خيال ديناميكي، تلاعب بالصور، صور ذهنية، مهارات فنية ومهنية والتفكير المكاني.
أصحاب الذكاء المكاني يمتازون بحس الإبداع في سن مبكرة، وبالقدرة على حل الألغاز أو المتاهات أو ربما يستخدمون وقتهم الإضافي في أحلام اليقظة أو الرسم.
يظهر الذكاء المكاني بشكل رئيسي عند المهندسين المعماريين والنحاتين والرسامين والطيارين والبحارة.
المراجع:
https://examinedexistence.com/the-nine-different-types-of-intelligence/
https://www.cleverism.com/types-of-intelligence/