الشغب داخل الفصل اشكالية شائكة تكاد تتطور لتصبح قضية بين الملقى والمتلقي لأنها تخل بتهيئة الجو الملائم لأداء الواجب التعليمي فى ظروف ملائمة يسودها الهدوء والتركيز وضمان المردودية، ويعتبر الشغب كشرارة في هشيم تحرق الأخضر واليابس وهو بمثابة عدوى تصيب أكثر من عنصر داخل الفصل.
وبالإضافة إلى أسبابه المتعلقة بالتلميذ هناك أسباب مؤسساتية وأخرى تتعلق بالأطر التربوية التي فقدت هيبتها فى الساحة التعليمية، وقد يلجأ التلميذ المشاغب إلى العنف لحل بعض المشكلات التي تصادفه في غياب الإشراف التربوي الدقيق، غير أن العنف ليس الحل الأمثل لذلك لأنه فى غالب الأحيان يزيد من تفاقم المشكلات
خصوصا عندما تصل المشكلة إلى ذروتها فيكون ثمنها باهظاً يؤثر على مستقبل التلميذ.
إذن، يجب منذ البداية التركيز على القانون الداخلي للمؤسسة التربوية وعدم ترك الأمور تتفاقم فينفلت الوضع، ولا بد من متابعة المشكلة منذ بدايتها، وتوفير مرشدين تربويين وأطباء نفسيين وإعادة تأهيل المنظومة التعليمية ككل، وقبلها لابد من التعرف على أسبابه التي يمكن حصرها في خمس مجموعات:
أولاً ـ أسباب بيئة
- تشجيع بعض أولياء الأمور لأطفالهم على السلوك العدواني.
- ما يلاقيه التلاميذ من تسلط أو تهديد من المدرسة أو البيت.
- عدم توفر العدل في معاملة التلميذ في البيت.
- ما يتعرض له التلميذ من فشل في الحياة الأسرية.
ثانياً– أسباب مدرسية
- قلة العدل في معاملة التلميذ في المدرسة.
- عدم الدقة في توزيع التلاميذ على الفصول حسب الفروق الفردية وحسب سلوكياتهم (فيحصل أن يجتمع في فصل واحد أكثر من تلميذ مشاكس).
- ما يتعرض له التلميذ من فشل مستمر في حياته الدراسية.
- عدم تقديم الخدمات الإرشادية لحل مشاكل التلميذ الاجتماعية.
- عدم تقديم الخدمات الاجتماعية لقضاء أوقات الفراغ وامتصاص السلوك العدواني بطريقة مقبولة.
- ضعف شخصية بعض المدرسين.
- تأكد التلميذ من عدم عقابه من قبل أي فرد في المدرسة.
ثالثاً ـ أسباب نفسية
- صراع نفسي لاشعوري لدى التلميذ.
- الشعور بالخيبة الاجتماعية كالتأخر الدراسي والإخفاق في حب الأبوين والمدرسين له.
- توتر الجو المنزلي وانعكاس ذلك على نفسية التلميذ.
- عدم ثبات السلطة ما يؤدي إلى اختلاط القيم في نظر التلميذ.
رابعاً ـ أسباب اجتماعية
- المشاكل الأسرية.
- المستوى الثقافي للأسرة.
- عدم إشباع حاجات التلميذ الأساسية.
- تقمص الأدوار التي تعرض في التلفزيون.
- تأثير المجتمع المحيط بالمدرسة.
خامساً ـ أسباب ذاتية
- حب السيطرة والتسلط.
- ضعف الوازع الديني لدى التلميذ.
- ما يعنيه التلميذ من حالات مرضيه ونفسية.
- إحساس التلميذ بالنقص النفسي أو الدراسي أو وجود إعاقة جسدية لديه وتعرضه للتنمر من قبل زملائه.
طرق العلاج
يرى بعض التربويين أن السلوك العدواني لدى التلميذ يمثل ظاهرة خطيرة يجب البحث عن طرق علاجها ويقترحون التالي:
- تكثيف المقابلات الإرشادية لهؤلاء التلاميذ لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على تلافيها.
- مراعاة الدقة في توزيع التلاميذ على الفصول (مراعاة الفرق الفردية).
- إشباع حاجات الطفل بالأساليب التربوية المناسبة.
- يجب أن يكون للمعلم دوراً واعياً في إدراك هذه المشكلات والعمل على معالجتها.
- تعزيز الجانب الديني الذي يرشد التلاميذ إلى الإقلاع عن هذا النمط من السلوك.
- الاستفادة من بعض النشاطات الاجتماعية في معالجة مثل هذا السلوك.
- تكثيف النشاط المدرسي لامتصاص حماس التلاميذ وسلوكهم العدواني.
- مساهمة الإعلام في محاربة هذه الظاهرة من خلال ما يعرض من برنامج.
- مراقبة الأطفال داخل المدرسة وتوجيهه سلوكهم نحو الأفضل.
- تفعيل دور المرشد الطلابي في معرفة السلوك العدواني ومعالجتها.