التنمر سلوك عدواني، يظهر عند الطفل في سن المدرسة عن طريق إظهار القوة وفرض سلطته على من هم أضعف منه قوة.
والأطفال الذين يتعرضون للتنمر تتكون لديهم بعد ذلك مشاكل نفسية فمنهم من يرى أن الحياة غير ممكنة وهؤلاء الأطفال يحتاجون بعهدها إلى العلاج والدعم النفسي.
والتنمر من السلوكيات المكتسبة أي أنها ليست طباع في الطفل أو يولد بها، أو جزءاً من شخصيته، فهو سلوك يكتسبه سواء من معاملة الأهل له أو المجتمع الذي يعيش فيه، وهو من السلوكيات الموجودة بكثرة في المدارس.
فلنبدأ معاً بأهم الأساليب التي يمارس بها التنمر على الآخرين:
أولاً ـ التنمر اللفظي وأساليبه كالتالي:
- الاستفزاز
- النداء باسم فيه سخرية أو مضايقة للمتنمر عليه
- التعليقات الجنسية غير اللائقة
- التهديد بالحاق الضرر
- السخرية
ثانياً ـ التنمر الاجتماعي:
- الابتعاد أو النفور من شخص ما
- تحريض الأطفال على عدم الاقتراب أو مصادقة طفل ما
- نشر الشائعات المؤذية عن شخص ما
- إحراج شخص ما في الأماكن العامة
ثالثاً ـ التنمر المادي
وهو شكل التنمر لذي يضر جسم الشخص الآخر أو ممتلكاته ويتمثل في التالي:
- الضرب أو الركل وغيرها من وسائل الضرب البدني
- البصق
- الدفع
- أخذ أو كسر ممتلكات المتنمر عليه
- استخدام إشارات جسدية غير لائقة
رابعاً ـ التنمر الالكتروني
وهو شكل التنمر الذي بدأ في الظهور مع الاستخدام الزائد للإلكترونيات، ويتم باستخدام الانترنت والتقنيات التفاعلية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة التي أصبحت متوفرة حولنا في كل مكان ويستخدمها الأطفال دون رقابة في كثير من الأحيان.
والتنمر الالكتروني يتم عن طريق التهديد والاذلال والإهانة، ويتحول الأمر في كثير من الأحيان إلى تحرش جنسي بالأطفال المتنمر عليهم أو المطاردات الالكترونية، وتؤدي في كثير من الأحيان ـ إن لم يجد الطفل الدعم والمساعدة ـ إلى الانتحار، وهناك الكثير من القصص في هذا الموضوع.
علاج المشكلة
- أن نشجع الأبناء على تبليغ أحد البالغين في محيطهم (الأهل، المعلم، الجار وغيرهم….) بالمشكلة عند تعرضهم للتنمر، حتى وإن كانوا تحت تهديد المتنمر.
- الاقتراح على الطفل أن يمشي مع زملائه، لأن المتنمر يعتمد على قوته ويعي جيداً قوة المجموعة.
- تسجيل الطفل في دورات للدفاع عن النفس، وتعليمه رياضة للدفاع عن النفس مثل: (الكاراتيه والكونغ فو….)، مما يساعد على التحكم بالذات وانضباطها واحترامها، فالطفل عند شعوره بقوته وقدرته على الدفاع عن نفسه، يقل احتياجه لكي يكون عدوانياً وتزيد ثقته بنفسه.
- التحدث مع الطفل والتأكيد عليه بألا يقوم باستفزاز أو اصطياد أي طفل بالطريقة التي تجعله يرد عليه بسلوك عدواني، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى تنمر.
- أن نسمع جيداً الطفل المتنمر عليه، والتعاطف معه ومشاعره وإظهار عدم الرضا لما حدث له من معاملة سيئة، ودعمه ومساعدته.
الوقاية خير من العلاج
وللوقاية من مشكلة التنمر والحد منها مستقبلياً إليكم الخطوات التالية:
- طلب المساعدة من المدرسة لزيادة الإشراف المدرسي على الأطفال، ووضع العقوبة للمتنمرين المخالفين، ويجب تنفيذها على الجميع.
- قيام المدرسة بعمل تدريبات لإيجاد نوع من الأمان للأطفال في المدرسة، وإيجاد الطرق غير العنيفة لحل الصراعات بين التلاميذ، وعلى الاخصائي الاجتماعي في المدرسة القيام بعمل اللقاءات والتدريبات للتلاميذ من فترة لأخرى، ويكون موضوع التنمر من المواضيع المطروحة، وتوفير الدعم المدرسي من قبل الأخصائي النفسي في المدرسة.
- تعليم الطفل الحدود الجسدية، وأن يعرف المسافة التي يجب أن توجد بينه وبين أي شخص يشعر بأنه يريد أذيته. والمسافة هذه بأن يرى الجسم الذي أمامه من رأسه إلى قدمه.
- أن تقيم أيها الأب والأم اللقاءات الدورية الأسرية والتي يفضل أن تكون أسبوعية، لعرض مشاكل أفراد الأسرة والتركيز على إيجاد واقتراح حلول لها، مما يعزز الشعور بالانتماء للأسرة ويقوي الشعور بعدم الضعف والقوة، وشعور الطفل أنه لدية من يلجأ إليه في المشكلة، فهذه اللقاءات تشعرهم باحترام الآخر ومعرفة حدوده، والتركيز على حل المشكلة دون اللجوء إلى العنف، سواء أن يكون الطفل هو المتنمر أو ضحية التنمر.
- علينا التقليل واختيار ما يشاهده الأطفال في التلفاز، ومنع الألعاب الالكترونية التي تحمل الكثير من العنف، الذي يربي سلوك التنمر ويغذيه.
- احذروا! من استخدام عبارات مثل: أنت أفضل طفل في الدنيا / أنت أسوأ طفل في هذا العالم..!! في داخل الاسرة الواحدة بالأخص، فهذه العبارات مع الاستمرارية في قولها والتركيز في قولها لطفل واحد تجعله ضحية في المستقبل سواء كان متنمراً أو متنمراً عليه.
- منع الضرب من قبل الأهل لأبنائهم، فالطفل يكتسب السلوك فيقلدهم.
- الابتعاد عن الإساءة النفسية ورفض مشاعر الأبناء من قبل أهلهم، ولجوء الأخيرين إلى التهديد في حل المشاكل مما يربي المتنمر ويوجده.